الأردن يستبعد سيناريو الاشتباك العسكري مع نظام بشار ويخشى لحظة الحقيقة: ضرب إيران

حجم الخط
2

قوات الدرك في مخيم اللاجئين في الأردن

عمان- القدس العربي- بسام البدارين: بدا واضحا من الرسالة التي نشرتها الجمعة يومية الرأي الحكومية الأردنية بأن كل التوجيهات والمعلومات التي تسربت للوفد الصحافي الذي يرافق الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن تركز على نقطة محددة ومركزية هي رفع فيتو أردني على أي مشاركة أردنية في عمل عسكري من أي نوع داخل سوريا.

 صحيفة الرأي وفي تقرير لرئيس تحريرها خاطبت الرأي العام المحلي على هذا الأساس وتم التركيز على جرعة تقول ضمنيا للرأي العام بأن عمان ملكيا على الأقل لا زالت في موقفها المعلن وهو عدم التدخل بالشأن السوري بالرغم من كل ما يقال في الإتجاهات المعاكسة محليا.

لكن في السياق وقبل ذلك أمكن إلتقاط ما هو جوهري في رسالة الجنرال الإيراني فيروز أبادي وهو يتحدث عن دور الأردن في تهديد الأمن القومي لإيران والأمة الإسلامية مؤخرا بالتزامن مع نشاط المؤسسة الأردنية على صعيد التحذير من إغراق المنطقة بحرب إقليمية لو فتح الخيار العسكري ضد إيران مجددا.

الجنرال الإيراني وهو نائب رئيس أركان بلاده على الأرجح يحاول استخدام نفس التكتيك الذي استخدمه الرئيس السوري بشار الأسد في تحذير وتهديد الأردن.

 والجملة الإيرانية السورية تجاه عمان يتم تفسيرها دبلوماسيا على أنها ليست تهديدا بقدر ما هي نمط تحذيري يتيح لعمان إستعماله وهي تواجه الضغوط المتعلقة بالملفين السوري والإيراني.

السفير السوري في عمان بهجت سليمان وزميله الإيراني في العاصمة الأردنية مصطفى مصلح زاده فسرا عندما سئلا تهديدات بلادهما بنفس المنطق تقريبا وهو الإشارة إلى أن القصد التحذير لتعزيز إستراتيجية المملكة في إقصاء نفسها عن خيارات العمل العسكري.

عمليا لا تحتاج عمان لمثل هذه التفسيرات لتلقط الرسالة فهي تعرف أكثر وقبل غيرها بأنها الطرف الأضعف إقليميا عندما يتعلق الأمر بتصفية الحسابات بين الكبار بالمنطقة وتجتهد لإبلاغ عواصم المنطقة بان اللعبة إنفلتت وأكبر منها بكثير.

تفهم الأردنيين لهذه الوقائع يمكن تلمسه من التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء عبدلله النسور ورئيس الأعيان طاهر المصري فكلاهما إعترف علنا (..نحن في وضع صعب ومعقد) والحاجة ملحة لتوحد المجتمع قبل التعاطي مع الأيام الصعبة المقبلة.

لكن في دوائر الدولة الأردنية العميقة يتأمل الجميع وصول موسكو وواشنطن لتصور ما يعفي المنطقة شر الإشتباك التفاعلي مع تداعيات الملف السوري ويلجم مشروع إسرائيل الطامح لضرب إيران.

هذه الآمال تبخرت تماما عندما إكتشف الأردنيون بان زيارة باراك أوباما الأخيرة للمنطقة متعلقة بنسبة تزيد عن 95% بالملف الإيراني وليس الفلسطيني أو السوري.

وتبخرت أكثر عندما لاحظ أحد المشاركين بصناعة القرار أمام (القدس العربي) بأن الولايات المتحدة عززت قدرات إسرائيل الدفاعية بمقدار عشرة مليارات دولارا مؤخرا وبان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل إجتهد لتزويد تل أبيب مؤخرا بأجهزة متطورة جدا على الطائرات المقاتلة الإسرائيلية تزيد من قدراتها الهجومية وإمكاناتها الدفاعية.

بين تلك الأجهزة حسب معلومات القدس العربي طائرات صغيرة بدون طيار من طراز متطور جدا وأجهزة رادار هي الأحدث في السوق الأمريكية والأهم تقنيات التزود بالوقود في الجو.

بالإسقاط اللغوي السياسي يعني كل ذلك بأن أمريكا وإسرائيل دخلتا فعليا في أجواء التحضير لضرب إيران وهو ما يعرفه عمليا الجنرال الإيراني الذي تحرش بعمان مؤخرا رغم أنها تظهر أقصى طاقات القلق من فكرة توسع نطاق العمل العسكري لحرب إقليمية شاملة في حال ضرب إيران الذي يتطلب إشتباكا عسكريا مع جيش النظام السوري ولجما لإمكانات المقاومة اللبنانية في نفس الوقت.

من هنا تبدو مستويات القرار الأردنية مهتمة بإنتاج الإنطباع الذي يسخر من مسألتي فتح الأجواء أمام الطيران الإسرائيلي وسيناريو التحضر لعمل عسكري بالتعاون مع الأمريكيين على الأرض السورية وتحديدا من منطقة درعا حيث الحدود الأردنية.

بالنسبة لعمان ثمة نقاط برية مشتركة بين إسرائيل وسوريا يمكن للطيران الإسرائيلي استخدامها لو خطط للضرب في سوريا وبالتالي لا يحتاج أصلا للأجواء الأردنية خلافا لان الرادارات الأردنية لا قبل لها بالتقنيات الحديثة لطيران إسرائيل.

لكن بالمقابل ستختلف المعايير لو كانت المسألة على قدر توجيه ضربة إسرائيلية جوية لإيران حيث تحتاج الطائرات الإسرائيلية هنا للعبور فوق أكثر من بلد عربي.

وما تعززه المؤسسة الأردنية هو الإشارة لان معايير الوجود العسكري الأمريكي على الحدود الأردنية تحديدا لا تتعلق إطلاقا بحرب محتملة على النظام السوري.

ولا زالت مرتبطة بالأجندة المعنية بحماية الأردن وإسرائيل معا من مخاطر محتملة لصواريخ الكيماوي السوري خصوصا عندما يزداد القتال شراسة في سوريا وتصبح احتمالات الانفلات ملموسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول AL NASHASHIBI:

    لا للدمار بل للحكمه ولو في اللحظه الاخيره ……..كلنا مسلمون ..وابناً اسره واحده..هل تعلم ؟………….الصهيونيه  و ملايين المستعمرات في فلسطين هل تعلم يا أيها العربي الأبي ؟؟كما بنت خلايه تجسس في كل الوطن العربي ..هل تعلم ؟؟ومن حكام الوطن العربي هل تعلم ؟؟وبنت 500 راس نووي لحمايه العرب( المسلمين)..هل تعلم ..وهي لا ولن تشكل خطر علي العرب ..لان المشكله الان مع عدوها المسلم الحقيقي الا تعلم من هو؟؟؟أكيد تعلم ..قوه إخوتنا المسلمين هي من قوتنا الا عند الجاهلين يعتبرها خطر عليه لجهله …بدل من شراً السلاح والجهل ..نطلب العداله للجميع برفع السلاح النووي المدمر من جميع الدول في المنطقه وعلي راسهم السرطان الكيان الصهيوني ..يا عملاً الغرب ..للأسف لا ولن يكون لكم دين ..خساره فيكم الشهيد فيصل ابن عبد العزيز شهيد القدس …رحم الله ثراه..الخير فيي وفي امتي الي يوم القيامه ..نعم هناك شرفاً من بين ابناً آلامه الاسلاميه والعربيه..وسوف ينفجر البركان حتي يزيل هذه الوساخ الخبيثه في الجسد (الاسلامي)..كيف تقبل ان تموت ولم تزر الاقصي الشريف أيها (المسلم)كيف تقبل ان تنام وهناك مسلم جاًع..اين انت يا عمر الخطاب ..نحن بحاجه ماسه لك ..رحمه الله عليك ..اين الاسلام من العرب؟ …وأين العرب من الاسلام؟ ..لقد كفروا بالنعمه الا وهي كتاب الله ..القران الكريم …وسنه نبيه محمد صلي الله عليه وسلم ..ابتعدوا عنهما والمذله لقريبه…ابن فلسطين المنكوب والمتعوس بجهل العرب بالدين الاسلامي ..وغلبت عليهم الدنيا..وما زينه الحياه الدنيا في الاخره الا متاع الغرور …وما هو الغرور ؟.اقراً قبل ان تجيب..النشاشيبي ..AL NASHASHIBI  

  2. يقول علی:

    الجنرال اللواء الدکتورحسن فیروز آبادی رئیس هیئة الارکان المشترکه ولیس نائب هیئة الارکان ….لذلک ننوه

إشترك في قائمتنا البريدية