اوباما مرتبك.. لكن التدخل وارد

حجم الخط
32

من يتابع تصريحات المسؤولين الامريكيين والبريطانيين حول الاسلحة الكيماوية السورية، واستخدام النظام ‘المحدود’ لها ضد معارضيه، ويقارنها بنظيراتها التي صدرت قبيل ارسال عشرات الآلاف من الجنود لغزو العراق واحتلاله، يخرج بانطباع واضح بان هناك مخططا امريكيا جاهزا للتدخل عسكريا في سورية بصورة مباشرة او غير مباشرة.
الرئيس باراك اوباما يتقمص هذه الايام دور سلفه الرئيس جورج بوش، بل ويكرر تصريحاته نفسها ولكن تجاه سورية هذه المرة، في تعبئة واضحة للرأي العام الامريكي لدعم خطوته العسكرية القادمة.
البيت الابيض قال بالامس انه يملك ادلة قاطعة على استخدام النظام السوري اسلحة كيماوية ضد شعبه، وسارعت الحكومة البريطانية الى تأكيد امتلاكها لادلة اقوى جرى التوصل اليها من تحليل عينة للتربة من موقع قرب دمشق، ومن فحص اصابات بعض الضحايا من قبل باحثين متخصصين.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو حول السيناريو الذي ستتبعه الادارة الامريكية وحلفاؤها لتجريم النظام السوري اولا، والتأكد من انه اخترق ‘الخطوط الحمراء’ ثانيا وطبيعة التدخل العسكري واحتمالاته ثالثا.
من الصعب علينا التكهن بطبيعة هذا السيناريو، والجانب العسكري منه على وجه الخصوص، لكن ما يمكننا التأكد منه ان اجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية بارعة في فبركة الادلة والاسانيد حول اسلحة الدمار الشامل البيولوجية والكيماوية، مثلما هي بارعة في تسويقها الى الرأي العام العالمي، ولنا في تجربة العراق خير مثال.
توني بلير رئيس وزراء بريطانيا وقف امام البرلمان ملوحا بملف يدعي فيه انه يملك ادلة على قدرة النظام العراقي على تجهيز اسلحة الدمار الشامل في اقل من 45 دقيقة، اما كولن باول وزير الخارجية الامريكي الاسبق فوقف في مجلس الامن ملوحا بصور معامل النظام العراقي الكيماوية المتحركة لنكتشف ان الاثنين يكذبان، ولم يتردد الثاني عن الاعتذار عن اكذوبته، بينما ما زال الاول يكابر.
بالامس قال اوباما ان استخدام النظام السوري اسلحة كيماوية سيغير قواعد اللعبة، وقال انه لا يمكن الوقوف مكتوفي الايدي والسماح بالاستخدام الممنهج لاسلحة مثل الاسلحة الكيماوية.
اوباما متردد، فتارة يقول المتحدث باسم البيت الابيض ان الادلة قوية حول استخدام النظام لاسلحة الدمار الشامل، وتارة اخرى يقول هو بنفسه انه يريد تحقيقا شاملا للتوصل الى نتائج حاسمة. وهذا التردد مبعثه الخوف من النتائج.
الرئيس الامريكي يدرك جيدا ان النظام السوري لا يقف وحده، وان هناك قوى كبرى تدعمه، بعضها اقليمية مثل ايران، وبعضها دولية مثل روسيا والصين ودول البريكس، والتدخل العسكري ليس مضمون النتائج.
لم يفاجئنا قول خبراء عسكريين في سورية في تصريحات لهذه الصحيفة بان الرد السوري على اي تدخل امريكي او اسرائيلي سيكون بضرب تجمعات وقواعد امريكية في الاردن بالصواريخ المتوسطة المدى، فالنظام السوري يدرك جيدا ان رأسه هو المطلوب ولذلك لن يتورع عن استخدام كل ما في جعبته من اسلحة ضد من يريدون اطاحته.
في جميع الاحوال الازمة السورية تنزلق الى هاوية الحرب وبسرعة اكبر مما تتوقع اطرافها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د.ابو رفعت:

    كذب بلير وباول انتهى بحالهم لمزبلة التاريخ وسيكون هذا حال الكذابين الجدد هيجل وبراون واوباما اذا مارسوا الاسلوب نفسه علما بان العالم لم يعد يصدق أكاذيبهم والظروف منذ عقد من الزمان تختلف عن اليوم ولذا لا يصح ان نتنبأ بوقوع الحرب اعتمادا على معطيات أفرزتها تلك الظروف السابقة التي لا تنطبق على الواقع الحالي المختلف فعلى سبيل المثال لا الحصر الوضع الدولي تغير فلا يوجد قطبية واحدة وتكونت مجموعة البريكس العملاقة في اكثر من مجال اقتصادي وعسكري واخلاقي يضاف الى ذلك قوة الجيش السوري التي أدهشت كبار العسكريين الغربيين وباعترافهم بادائه وفاعليته وتماسكه بالاضافة الى ان الشعب السوري ملتف حول قيادته وجيشه وحاضن لهما ولن يسمح للأسد بالتنحي او الاستقالة في هذه الظروف ولا اظنه يفعل لانه ليس من النوع الجبان كبقية القادة الممثلين في الجامعة العربية فلن يهرب من المسؤولية التاريخية ويحنث بقسمه وبمقابل ما سبق نجد من يهدد ويتوعد برد مزلزل او مجلجل مع ان تصنيفه الحالي انه شبه مفلس اقتصاديا بعد افلاسه الاخلاقي فنراهم يرسمون خطوطا حمراء ويهددون بان كل الخيارات مطروحة على الطاولة وقد سمعنا هذه الاسطوانة المملة والمشروخة سابقا مع ايران ولم تعرها اي انتباه كونها لا تعدوا كونها تهديدات جوفاء كمطلقينها فليركبوا اعلى خيولهم فلا احد يصنفهاالا في خانة الحرب النفسية والتي لا تخيف الا عملائهم فيسارعو ا الى شراء أسلحة لا يعرفوا طريقة استعمالها والهدف هوشفط أموال نفطهم وهذه كانت مهمة هيجل مؤخراً صحتين. اما ما يدعواللاسف ان البعض يتلقف هذه التفاهات وكانها قدر محتوم ربما لانها تلتقي مع أهوائه او أمنياته لاسباب يحاول فيها عبثا الباسها ثوب الوطنية او القومية او الغيرة على الشعب السوري لانه ببساطة شديدة لا يمكن ان يكون التخندق في صف امريكا والصهاينة وهم الد اعداء العرب الا من قبل الراقصين على الدف الصهيوامريكي مهما تظاهروا بغير ذلك وكذلك حال السذج الذين كرروا كثيرا اكاذيب الفضائيات المضللة فصدقوها ومنها ان تنحي الاسد ينهي المشكلة السورية وان هناك ثورة في سوريا استمرت سلمية لعدة اشهر وان اسلوب التعامل معها من اول يوم في درعا ومع أطفال درعا هو السبب في عسكرتها وكل مدقق في ما سبق يتبين التناقض الواضح في المعطيات وكذلك الادعاء بوجود ما يسمى بالجيش الحر ومن هنا نقول ان من يطالب بتنحي الاسد لحل المشكلة لا يرى ابعد من انفه فبشار اذا لم يجدد له في انتخابات شفافة سيذهب الى بيته كمواطن سوري عادي

  2. يقول Ibrahim:

    لقد قرات دراسة قام باعداها خبير اسرائيلي حول مستقبل اسرائيل نشرت عام 1980 تحدث فيها عن ضرورة تفتيت العراق وسوريا من اجل ضمان الحفاظ على بقاء اسرائيل
    ما يحدث الان هو سايكس بيكو 2 الهادف لتفتيت الدول العربية الى كانتونات متصارعة، والغريب ان هناك من يصدق ان سقوط الاسد سيتبعه قيام دولة سورية موحدة، ما يحصل هو عملية تفتيت واضعاف لسورية الدولة وليس النظام واذا تم اسقاط نظام الاسد فستكون هناك عدة دويلات متصارعة في سوريا وسيطال التقسيم بعد ذلك السعودية ومصر.
    لا تنسوا ان بن غوريون قال لقد استعدنا القدس ونحن الان في طريقنا الى يثرب.

  3. يقول فلسطيني من ال48:

    …. ولماذا تتدخل أمريكا بجنودها إذا كان العرب ينوبون عنها حاليا والأتراك الذين قد صحوا من سباتهم العميق ليجدوا انفسهم قد أضاعو الإمبراطورية العثمانية وآن الأوان لاعادة مجدها . ستكون امبراطورية ولكن ليست عثمانية بل عربية أموية عاصمتها دمشق تمتد من الاطلسي غربا إلى الهند شرقا. دمشق لن تسقط بايدي المتاجرين بالإسلام , بل ستبقى شامخة عصية على اسرائيل وأعوانها من عرب عاربة وعرب بائدة أحيتها وبعثتها من نومها بريطانيا وتحميها امريكا. ستفشل بريطانيا وأعوانها وغيرهم والمجد والخلود لدمشق وحلب.

  4. يقول شرف القبيلة:

    اضربهم يا بشار بكل الاسلحة وحتى بالكيماوي واهزمهم وحرر فلسطين !!!
    ههه
    ههه
    هذا احد المعلقين المجانين هنا وهل يجروا بشار على تحرير الجولان لكي يحرر فلسطين ..
    صهاينة ايران اسواء من صهاينة اسرائيل ..

  5. يقول مسلم متفائل:

    في عام 2020 سيتم تشكيل لجنة تقصى حقائق بريطانية لكشف ملابسات وظروف مشاركة بريطانيا في غزو وإحتلال سوريا بحجة إسقاط نظام حكم إستعمل الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، هذه اللجنة ستثبت بالدليل المادي القطعي أن نظام الأسد لم يكن يمتلك هذه النوعية الخاصة من الأسلحة التي إستعملت وأن المخابرات المركزية الأمريكية هى من سلمت هذه الأسلحة لمجاهدي المناكحة لإستعمالها ثم تسليم عينات تربة من المناطق التي ضربت بهذه الأسلحة للمخابرات البريطانية والفرنسية لإصدار تقارير بريطانية وفرنسية لإتهام بشار بإستعمال أسلحة كيماوية ضد شعبه، وبعد إصدار الإتهامات الأمريكية والتأكيدات البريطانية والفرنسية يعلن أوباما أن الأسد فعلا قد إستعمل الأسلحة الكيماوية ضد شعبه ثم تبدأ صحف نيويورك تايمز ولوفيغارو والدايلي ميرور بفبركة قصة وهمية حزينة لتعبئة الرأى العام الغربي ضد سوريا بالتوازي مع حملة إعلامية على مدار الساعة تقوم بها فضائيات الفتنة الطائفية التي يدعمها البترودولار للترويج لتقارير المخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية مدعومة بصور موتى ودمار رهيبة أخذت من مدن نجازاكي وهيروشيما وفتاوى مشايخ الفضائيات التي تحث على: حماية الإسلام في سوريا من بطش العلويين والشيعة، ونصرة الضعفاء والمظلومين.
    من ناحية أخرى يكرر بشار نفس أخطاء صدام حرفيا الذي رأى الأمريكان يحشدون قواتهم عام 1991 ولم يحرك ساكنا ظنا منه أن الأمريكان يمزحون وأن روسيا ستمنع ضربه، إذا كانت روسيا عاجزة عن التصدي للأمريكان على حدودها في جورجيا وأذربيجان، وعجزت عن حماية صربيا الأرثوذكسية ولم تفعل شيئ لصدام ولم تبع أنظمة الرادار المتطورة لإيران ناهيك عن خذلانها لعبد الناصر، فماذا ستفعل للأسد؟ عند ساعة الصفر تفاجأ صدام من خيانة بعض قادة الجيش وسرعة إنهيار وسقوط بغداد، فهل ما زال بشار يراهن على الحلول السلمية وتجنب الحرب؟ على بشار أن يفهم أنه سيموت مثل كل البشر فأيهما أفضل له: أن يسجل له التاريخ أنه أول رئيس عربي يضرب الكيان اللقيط بكل قوة وأنه قلب الطاولة على رؤوس الجميع وأنه أفشل سايكس بيكو الجديدة وأنه عرى وفضح تحالف البترودولا مع تركيا والملك الهاشمي وإسرائيل، أم أن يشنقه الأمريكان بعد محاكمة هزلية وإذلال؟

  6. يقول عمر العمري:

    حل المشكله السوريه بسيط

    تنتهي ولاية بشار الاسد في صيف العام المقبل 2014

    يتم الترتيب لللإنتخابات السوريه تحت اشراف الامم المتحده في نهاية العام الحالي

    تجري الانتخابات في ربيع 2013 بتنظيم كامل من الامم المتحده ( سجلات ناخبين ، مراكز اقتراع ، مراكز فرز )

    تعلن النتائج وتكون هذه الفتره انتقاليه الى الرئيس الجديد .

  7. يقول Abdulsalam Faran:

    الذي يقتل شعبه بأخطر الأسلحة الفتاكة , هو أجبن وأضعف من أن يضيئ شمعة حتى ولو في نفقه المظلم .

  8. يقول زهير دواق الجزائر:

    ما زلت على قناعاتي السابقة أنه لا امريكا ولا غيرها من دول الغرب المتصهين لديهم الجرأة الكافية للتدخل المباشر في الصراع المدر في سوريا .. امريكا على وجه الخصوص بعد ان لقحت بفيروس الفشل والهزيمة النكراء في العراق وافغنستان , ولقنها المقاومون لمشاريعها الوانا من المذلة وصنوفا من التنكيل افقدها ذلك الكثير من حزمها وتهورها في استباحة حمى غيرها من بلدان العرب والمسليمن . هذه الدولة المتغطرسة المتجبرة التي احترفت قتل الاطفال والنساء بافتك الاسلحة خسرت الكثير من بطشها بعد ان لاحقها عار الاجرام في كل محفل وفي كل مكان لا أعتقد أنها ستتورط في مشتنقع ارض الشام بعد ان أكدت الاحداث اليومية أن كل الادوات التي القى بها الغرب وعلى راسه امريكا وسدنتها من الاعاجم والاعراب بدأت أحلامها تتبخر على ايدي قوات الجيش السوري ومن يشد على ازره في ميادين الوغى . . رغم اساليب القاعدة والجماعات التكفيرية المدمرة وتزويدها بافتك ادوات القتل والتفجير والتخريب . هاهي رغم التسليح والاغراق بالمال والدعاية الاعلامية المًعضًّدة لها من قبل قنوات العار والنفاق وصناعة الاراجيف .بدات تلك الادوات مجتمعة تحرق وتنحدر نحو بوتقة الاندثار والانحسار والزوال . سوريا ستبقى عصية على الركون والاسكانة لاهواء واشطن وادواتها في شتى أصقاع الارض , وما يًسمع من لغط هنا وهناك , ومن تهديدات بالدخل المباشر ليس اكثر من عاصفة هوجاء في فنجان مثقوب .. الذي يزيدنا يقينا وطمأنينة أن سوريا قطعت شوطا كبيرا في تخطي مخاطر التقسيم والتفكيك هو وعي السواد الاعظم من شعوبنا العربية والاسلامية , وبالدرجة الاولى الشعب السوري بأن الدائر في هذه الدولة العربية المسلمة هدفه ليس اسقاط نظامها الاستبدادي كم خًًيِّل في بداية الاحداث للكثير من المغفلين الذين تنطلي عليهم اكاذيب الاعلامين العرب المسخرين لخدمة مشاريع الغرب المتصهين التي تصب في نهاية المطاف فيما يصون استمرار المشروع الاسرائيلي الاستيطاني الذي يقبع على ارض فلسطين ويلتهم كل ما هو عربي واسلامي بتواطئ بعد محميات أمريكا حارسة عروش كبار المستبدين في عالمنا العربي .. سوريا ستخرج قريبا رغم جراحها الغارة والمؤلمة التي ستحتاج الى عقود لتبرا منها ستخرج باذن الله تعالى مرفوعة الرأس مرهوبة الجانب وستعود بعد تلك الدروس المؤلمة الى موقعها السابق الداعم للمقاومة وهي واثقة أن انتصارها على اعدائها المتكالبين عليها لم يكن ليحدث لولا وقوفها في خدق نصر المقاومين في لبنان ” حزب الله ” وفي فلسطين ” حركة الجهاد وحماس وغيرهما من حركات الجهاد ” . فالتذهب امريكا واعوانها وعبيدها في كل مكان الى الجحيم وسوء القرار . واليحمي البارئ عز وجل كل المعارضين الواقفين في وجه ارباب مشاريع تفتيت وتمزيق امتنا العربية والاسلامية مهما كانت انتماءاتهم وعقيدتهم . ما يثار من اتهامات للجيش السوري باستخدامه اسلحة كيماوية ضد الانتحاريين واعوانهم لن يكون حجة لامريكا ولا لغيرها تيسر السبيل لهم ليتدخلوا بشكل مباشر – رغم ايماننا انهم تدخلوا في ازمة سوريا بشكل سافر وواضح منذ اللحظة الاولى لاندلاع الصراع الذي تغنى مشعلوه بشعارات جوفاء ضارها الصلاح والاصلاح وباطنها تخريب وتدمير هذا البلد المقاوم لمشاريع البوشين الاب والابن واذيالها في بريطانيا وفي بلاد الاعراب – من يعتقد ان سيناريو العراق هو الذي يَــعدَّ لسوريا يكون واهما حتى وان روج لذلك الاعلام الغربي او العربي سليله .

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية