يقول لاجئ من أفغانستان للكاميرا في فيديو نشرته منظمة «أطباء العالم» قد يفعلون ما يشاؤون، ولكنني «إنشاء الله» سأنجح في هذه المرة. يتحدث الشاب الأفغاني عن أمله في تسلق الشاحنة للعبور إلى بريطانيا عبر نفق المانش. يتحدث لاجئ شاب آخر عن قصة قتل أمه وخوفه من مواجهة القتل في بلاده، ولهذا فإنه فعل ما بوسعه للفرار والوصول إلى أوروبا. تتحدث الفتاة المتطوعة لتزويد اللاجئين بما يحتاجونه من طعام وخيم وفرش للنوم في مدينة كاليه الفرنسية للكاميرا بحرقة في صوتها بأنها تخجل من بلدها فرنسا. يتحدث متطوع آخر عن العذاب الذي يواجهه هؤلاء اللاجئون من قبل الشرطة الفرنسية، حيث تقوم بانتهاك حقوقهم الإنسانية. تقوم الشرطة وبأمر من وزير الداخلية، بإتلاف أوراقهم الثبوتية وتدمير أماكن نومهم. لم يعد لدى الحكومة الفرنسية الإشتراكية «اليسارية» الحالية ما تتركه لبرنامج مارين لوبين الإنتخابي المقبل في عام 2017!
عصا اليسار الإشتراكي في خدمة اللاجئين
في فيديو عرض على مواقع المحطات والصحف الفرنسية، تظهر مجموعة من أفراد الشرطة في أيديهم عصي يضربون فيها لاجئين يحاولون الصعود الى الشاحنة التي ستعبر بهم إلى بريطانيا. ويعرض الفيديو الذي نشر على موقع «متضامنين مع لاجئي كاليه»، مدى قسوة الشرطة الفرنسية عليهم. الفيديو مصور عن طريق الموبايل وفي الطريق السريع حيث يحاول اللاجئون الهرب من العنف البوليسي، ولكن يتم الإمساك بهم ورميهم أرضا من على حاجز الطريق السريع. الفيديو أثار غضب منظمات حقوق الإنسان والمتضامنين المتطوعين مع اللاجئين.
وكرد على هذا الفيديو قامت عناصر من شرطة حفظ النظام الفرنسية بنشر فيديو خاص بهم يوضح مدى صعوبة مهمتهم في ملاحقة وطرد اللاجئين لمنعهم من البقاء في فرنسا بأمان، ومنعهم بالتالي من الوصول إلى الأراضي البريطانية. يقول أحد افراد الشرطة بأنهم في أغلب الأحيان يكونون فقط إثنين للقيام بالمهمة أمام 100 شخص من اللاجئين. ويبقى المتابع والمشاهد حائرا في ما إذا كانت الشرطة فعلا ضحية لهؤلاء الـ«مشكلجين»، أم أن هؤلاء اللاجئين «العزل» هم ضحايا لأحلام رسمتها هذه الدول في أذهانهم.
كاميرون ومشكلة «الدبابير» المهاجرة
في فيديو عرضته «بي بي سي» البريطانية، تحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن اللاجئين بوصفهم «دبابير» تغزو بلده بريطانيا.
المشكلة تكمن في أن كاميرون وأولاند ومن يتبعونهما ويوافقونهما الـ«عنصرية» ليس لديهم وعي أبدا بمدى خطورة تصريحاتهم و«عنصريتهم» على المجتمع الأوروبي الحالي. جميعنا يعلم بأن أفكار ومصطلحات اليمين المتطرف لم تعد «صادمة» وأصبح البعض من العرب المهاجرين والمقيمين على أرض فرنسا وبريطانيا أكثر عنصرية من الفرنسيين أنفسهم في نظرتهم لما يحدث في كاليه ولما يحدث للمهاجرين بشكل عام. ربما تكون سياسة «اليسار» الفرنسي الحالية هي لغرض استقطاب المصوتين لحزب اليمين المتطرف وخاصة على مشارف الإنتخابات الفرنسية المقبلة، ولكن هذا الخطر سيزيد من الكراهية ضد المهاجرين بشكل عام دون أي تفرقة بين المهاجرين إلى فرنسا والفرنسيين من أصول مهاجرة، وخاصة في وقت الأزمة الإقتصادية الحالية وبعدما شاهدنا تظاهرة العنف بحق لاجئي كاليه من قبل اليمين المتطرف مؤخرا. العجيب بأن اليسار يتحفنا يوميا بالمزيد من القوانين والتصريحات التي تلهي الفرنسيين عن المشاكل الحقيقية وتجعله يوجه اللوم إلى كل ما هو ليس بالفرنسي.
المتابع لوسائل الإعلام المتواطئة مع الحكومة اليسارية الفاشلة سيرى تغيرا متدهورا في ما يتعلق بالأحداث السياسية فكل المشاكل مؤخرا تأتي مهددة من خارج فرنسا. فكان فالس منذ أشهر قليلة، مستعدا لخوض حرب ضد الإرهاب الإسلامي بعد حادثة شارلي إبدو، ليتحول التهديد من إرهابي مسلم إلى يساري يوناني سيهدد أمن واقتصاد الفرنسيين، وليتبعه بعد هذا وذاك تهديد اللاجئين في كاليه الذي حير الحكومات الأوروبية برمتها وليس فقط الفرنسية. ما بين جدران فصل عنصرية وما بين إغراق السفن لتحويل البحر الأبيض المتوسط إلى «مقبرة»، وما بين إطلاق كلاب بوليسية ستبقى «الدبابير» الإنسانية متوجهة بكامل قواها من الجنوب إلى الشمال، وستبقى لوبين محتارة في اختلاق تصريحات أخرى كالتي استخدمها «هتلر» مثلا خلال حكمه في محاولة لتفوقها على الآخرين في سباق الأحزب الأكثر تطرفا وعنصرية، وسنبقى نحن بضمائرنا الحية والإنسانية نتعجب «عن أى حقوق إنسان» يتحدثون في هذه البلدان؟!
المحطات العربية و«اللاجئين» وعقدة «الفوقية»!
أقلب المحطات العربية لأرى كيف تعاملت مع البشر من الكوكب الآخر، لأستمع لها جميعها مرددة «اللاجئين غير الشرعيين» في الحديث عن اللاجئين في كاليه. يتحدثون عن المشكلة وكأنها تطرح ولأول مرة. يتحدثون ويتناسون تماما أن المشكلة بين فرنسا وبريطانيا في منطقة كاليه تعود لسنين طويلة وأن بريطانيا سبقت فرنسا في تدمير الخيم والحرص على عدم استقرار اللاجئين فيها. والغريب بأن المحطات تتناقل وصف «غير الشرعيين» بدلا من غير النظاميين، بحسب قانون الدول التي يلجأون إليها. وتتناسى المحطات حقوق هؤلاء اللاجئين، حتى وإن كانوا غير نظاميين فإنهم بشر لديهم حقوق إنسانية لا بد وأن تتكلف الدول «الحقوقية» في توفيرها كونها دول حقوق إنسان، كالمأوى مثلا! البعض من هؤلاء العرب هم أصلا مهاجرون، ولكنهم لا يريدون الحماية لغيرهم من اللاجئين الجدد بل ونراهم ينظرون إليهم بإزدراء!
إن من تصرفات العرب المهاجرين في فرنسا ما يذكرني بتصرفات المهاجرين الأسبان أو الإيطاليين عند حديثهم عن العرب. إننا نطبق عقدة الفوقية التي نعانيها كعرب عند تعاملنا مع الأجانب، وبكامل وعينا وإرادتنا على عرب آخرين مثلنا وربما كانوا أكثر حاجة للجوء منا!!
وفي ما يتعلق بكاليه فلم أعد أحتمل أبدا تعليقات البعض على «فيسبوك» و«تويتر»، مثل «وشو اللي خلاهم يروحوا يغرقوا بنفق المانش» «وليش ما ضلهم ساكتين وساكنين بفرنسا»؟! تصريحات أستطيع وصفها بـ«العنصرية» التي تنم عن جهل تام بالطبيعة الإنسانية والألم والخوف من التصفية الذي يدفع بالآلاف منهم لمواجهة خطر الموت في سبيل الهروب من واقعه المرير أو في سبيل تحسين ظروف عائلته المادية. ما يجهله بعض العرب «المتعجرفين» بأن هناك فرقا بين مهاجر يحصل على الفيزا والأوراق القانونية من السفارة ويتم توفير المصاريف والسكن له، وبين آخر قد تطفو جثته على البحر أو يموت جوعا خلال مشيه على الأقدام في صحراء شمال أفريقيا أو قد يسرق ماله من قبل عصابات «تضحك عليه» واعدة له بتمريره بسهولة، أو قد يزج به في مركز لتتم إعادته لبلده. ويتناسى البعض في أن هؤلاء اللاجئين يتحدثون في أغلبهم اللغة الإنكليزية، ولهذا فإنه من الأسهل عليهم الهرب والاندماج في بريطانيا أكثر من فرنسا. وعامل آخر هو بأن البعض منهم لديه معارف وعائلات أو أصدقاء يريد أن يلحق بهم فيكون اندماجه أسهل وأسرع وفي جو من الراحة بعد العناء الطويل الذي عاشه للوصول إلى هنا. وبعضهم يعرف تماما بأن فرنسا لم تعد كما كانت «أرض الحماية» وخاصة في ما يتعلق بالهجرة غير النظامية.
إن البعض من العرب «المتفلسفين» ماتت ضمائرهم ولا يريدون أن يسمحوا لهؤلاء في البقاء على قيد الحياة بعد كل ما اجتازوه من صعوبات.
وبعضهم لا يعلم أيضا حقيقة بأن هؤلاء اللاجئين لا يكلفون الدولة شيئا، ولهذا فهم لن يأكلوا خبزكم اليومي ولا خبز أبنائكم ولن يسرقوا مخداتكم وفرشكم. هم أناس يعيشون كجرذان المدينة مختبئين تحت جسر في مدينة باردة أو يغسلون الصحون في مطاعم راقية تستغل وضعهم. هم أناس يساهمون في انتعاش اقتصاد البلد فهم يستهلكون من دون أن تعطى لهم حقوقهم الإنسانية. أي يصرفون نقودهم في البلد ويستهلكون ويعملون دون أن يكون لهم حق في العمل، التقاعد أو البطالة إن فقدوا وظيفتهم. إنهم أناس طيبون يريدون مثلكم أن يعيشوا في سلام بعيدا عن الحرب وخطر الموت وبعيدا عن المشاكل الاقتصادية، ويريدون لأولادهم الحياة السعيدة والآمنة كأولادكم تماما. هم بشر مثلكم فيهم الجيد وفيهم السيء، ولكنهم ربما أكثر إنسانية وصبرا منكم.
وشخصيا، لقد مللت الحديث الفارغ والتهم التي يسمعوننا إياها إن إنتقدنا نفاق الدول الأوروبية في تطبيقها لحقوق الإنسان، فنتهم بأننا «مهاجرون بعضوا الإيد اللي نمدتلهم» كما يقول المثل. وآخرون يعتقدون بأننا من المهاجرين «الذين يعيشون في هناء أوروبا» وينتقدونها في الوقت ذاته. وكأنها جريمة إن أخلصنا لإنسانيتنا واستفدنا من حرية التعبير في هذه الدول لانتقادها، ليس غاية في نبذها وكرهها بل انتقادا لتناقضاتها من أجل العمل على تحسين الوضع الإجتماعي لنا كمهاجرين ولغيرنا من اللاجئين في كاليه أو في أي منطقة أخرى.
كاتبة فلسطينية تقيم في فرنسا
أسمى العطاونة
أصبحتي حقوقية بامتياز يا أستاذة أسمى
حبذا لو تكونت جمعية تدافع عن الحقوق الانسانية لهؤلاء اللاجئين
والسؤال هو : أين هو دور الأمم المتحدة بالموضوع ؟
هل نسي الفرنسيين أنهم كانوا لاجئين أيضا
ولا حول ولا قوة الا بالله
ألى متى يبقى هذا السيل الجارف من اللاجئين يغزو أروبا وننعتهم أنهم ليسوا انسانيين ، معظم يبحثون عن المال وانا أراهم كل يوم ، يحق للأوروبي أن يدافع عن ثقافته وتاريخه ضد هذا الفيضان الجارف من اللاجئين ..
وكفي نعتهم باليساريين والعنصريين ، أين دولهم أين شعوبهم لماذا ترمون كل شيء على الغرب ، وكأن الغرب ملاك من السماء ملزم أن يتحمل كل مصائب الأخرين
أن مسألة اللاجئين في أروبا أقرتبت للإنفجار لقد أصبحت أعداد اللاجئين لا تحتمل وللصبر حدود ولكن ساعة ألصفر اقتربت
وكل الخبراء “” ومن فعلا يفهم بخفايا اللأمور “” يعلم أن اليوم الموعود قادم وسيجن جنون أروبا ، وليست فقط برجيدا في ألمانية وليس اليسار الأروبي بل كل الشعوب اللإروبيه ستنفجر
نسى الغربي أو تناسى أنه المسؤول عن انهيار العراق بكذبة أسلحة الدمار الشامل المزعومة وعن انهيار أفغانستان بسبب هذه الحرب الظالمة وسوريا بسبب سكوتهم على ظلم الاسد اللعين مما أدى تتفاقم الأوضاع فى سوريا الحبيبة والآن يكرر نفس اللعبة القذرة فى مصر بدعمهم الواضح والقوى للسفاح السيسى وهو ما يرشح الأوضاع فى مصر ذات ال90 مليون نسمة للاشتعال وبدء موجة هائلة من الهجرة إلى الشمال لا يعلم عواقبها إلا آلله عز وجل…..اللهم سلم .
التنظيم والنظام والترتيب هو القوة.في دولة صغيرة بحجم هولندا يعيش اكثر من ١٧٠ من جنسيات و دول مختلفة،بالاضافة الى جاليات كبيرة تعيش في هولندا من المغرب و تركيا وسيرنام و من اندونيسيا عرقين او جنسين مختلفين،وجالية من جزر الانتيل. وجالية او مجمع مسيحيين اشور وكلدان وسريان من سوريا،بالاضافة الى عشرات الالاف بل مئات الالاف من اللاجئين،في هولندا لا يوجد في هولندا اكرمكم الله كلب متشرد او قطة في الشارع بلا مأوىَ، حتى يوجد سيارات اسعاف طوارئ للقطط و الكلاب و هذا ليس بفضل بيت مال المسلمين او كرم حاتم الطائي و لا بسبب عدالة عمر ابن عبد العزيز و لا عدالة عمر ابن الخطاب بل بسبب القانون و النظام و التنظيم .كل شيء زاد بالمعنى نقص كما يقول المثل،او كل شيء زاد حدّه انقلب ضده.كل شيء له حدود.اوربا لم تعد تتحمل اكثر من ذلك. وافضل واشرف الف مرة للانسان ان يُقتل و يموت في بلده و وطنه و على ارضه من ان يصبح لاجئ ذليل مهان بلا كرامة و متطّفل و دخيل على الغير.او كما قال الشاعر جنة بالذل لا نرضى بها جهنم بالعزّ افخم منزلِّ.
شكرا لك صديقي داود ولمتابعتك الدائمة
مطلوب من الاخر تفهم مشاعرنا واهدافنا الظاهرة والخفية وان يكونوا كرماء معنا من غير شروط ويكون لنا الحق باستغلال الحرية الممنوحة لنا لتوجيهم حسب ما نؤمن به الى ان ياتي الفرج القريب بان تصبح هذه الدول اللعينة تحت رايتنا .. والا فالتهم جاهزة لهم تماما كاليهود تتنظره تهمة معادة السامية . الغزو البشري كبير ومخيف ان ترى غزاة من البحر والجو والبر . الانسانية ان نتفهم خوف هؤلاء منا . المفروض العتب على الدول الاسلامية الغنية لمساعدة هؤلاء المهاجرين بدل من تمويل الارهاب في الجنوب . المطلوب ان تكون كما تريد من الاخر ان يكون معك. والا فنحن نبحث عن حقوق وامتيازات وغزو ثقافي وديموغرافي وهذا نوع من الجهاد .
شكرا لك أستادتي العزيزة دائما أقرأ ما تكتبين لكن هذه المرة أصبتيني أنا أيضا في الصميم،فكلنا نعاني في هذه البلاد من العنصرية وخاصة عنصرية دوي القربى من أبناء المهاجرين العرب الأوائل الذين ينضرون إلينا نضرة إزدراء وإحتقار ،فأنا شاب جزائري جئت الى هنا الى فرنسا بصفة نضامية اي بتأشيرة والآن مضى على وجودي هنا أكثر من عشرة سنوات ،تقدمت بطلب لتسوية وضعيتي وقدمت ملفا كاملا وبجميع الوثائق المطلوبة لكن للأسف الشديد طلبوا مني مغادرة التراب الفرنسي في مدة أقصاها 30 يوما ،وانا الآن اعيش وضعا نفسيا صعبا ،فبعدما قضيت 11عاما هنا ي،يطلبون مني المغادرة ،لا أدري أين هي حقوق الإنسان التي يتحدثون عنها.تحياتي لك استادتي أسماء وشكرا