هل يستطيع الاردن منع استخدام اراضيه لاسقاط النظام السوري؟

حجم الخط
0

ما الذي حمله العاهل الأردني في جعبتة للامريكيين، وما هو الطارىء الذي جعله يتحرك بشكل سريع؟ بعد فترة وجيزة على زيارة أوباما للأردن. فما هي التغيرات التي حدثت في هذه الفترة وجعلت من الملك يسرع في التوجه إلى أمريكا؟ أعتقد أن لا شيء حدث يستحق هذه الرحلة سوى الحاجة إلى جمع مالٍ يغطي ويلملم عدداً من ملفات الفساد العصية على الطيّ لتخفيض حدة الحراك الذي اشتدّ عوده والآخذ في التصاعد. وما قبضه الأردن بذريعة إيوائه للاجئين السوريين لا يفي بالغرض لبلدٍ تجذّر فيه الفساد وأصبح كل ما يأتيه يذهب أو يُذهبه الله لا فرق. الملف الأمني السوري وإمكانية خلق مناطق عازلة بحجج التدخل الإنساني ومعه ملف الكونفدرالية الذي يطمح أوباما لتحقيقه ضمن مسلسل التقسيم المفروض حسبما يتداوله المراقبون – وقد تم تجهيز فريق من المعنيين للترويج لملف الكونفدرالية، وذلك بهدف تمرير أجندات خارجية مرفوضة شعبياً وإلا فمنذ متى كان نظامنا يقف عكس تيار الغرب وهو كيان خدماتي لهم ولن يخرج عمّا يوكل له لتنفيذه، وظل على الدوام جاهزا لكل طارىء. إن ما حصل عليه الأردن من دعم مادي خليجي يشير إلى أنه سائرٌ في ما يرضيهم بشأن الملف السوري ومن هنا جاءت الزيارة للحضن الأمريكي الذي يُلقي بأوامره على الجميع دون استثناء. والمهم هو أن يكون الدعم مادياً ليظل لأصحابه المُنَصّبين. وأما إن كان الغرض هو إقامة منطقة عازلة، فإن الصواريخ السورية ليست عاجزة عن ضرب أي بؤرة حتى في العمق الأردني.
وما يرضي السوريين هو وقف تمرير المسلحين ودعمهم والتدخل الخارجي في شأنهم الداخلي، بما باتوا يطلقون عليه الممرّات الآمنة.
كل ذلك يأتي ضمن مهامّ الزيارة المفاجئة المباغتة، في ظلّ أمور باتت تُسّير الجميع دون أن يدرون إلى أين تبحر بهم السفينةٌ وهي تواجه أمواجاً تتلاطمها، وهي قلقة جداً من خطورة الأعاصير التي تحلق فوقها، ومن تحتها يمتد لهبٌ يطال جوانبها دون توفر مخرج يُذكر .
الوضع خطير وخطير جداً وليتذكر أن من قبض ثمن دمائهم هم أهلنا وعشائرنا وعليه أن لا ينسى بأن أهل بلاد الشام تجمعهم العشيرة والقبيلة والأرض والعرض .
إن الأردنيين جميعاً لا يختلفون عن رفضهم للوطن البديل وللكونفدرالية المصطنعة ولسياسة التبعية للغير ومستعدون لمواجهة الموت في سبيل القضاء على المؤامرات ما بطن منها وما ظهر. الأردنيون، ما يذلّ أمريكا، يعزّهم. الأردنيون، ما يؤدي إلى زوال الكيان الصهيوني، يرضيهم.

ماجد العطي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية