اتهامات لأعضاء جبهة الضمير ببيع ضمائرهم لـ’الإخوان’ هجوم ضد حوار مرسي مع ‘الجزيرة’ وإخواني يشبهه بالأنبياء

حجم الخط
1

القاهرة ـ ‘القدس العربي’: أبرز وأخطر ما في صحف يومي السبت والأحد، ما فجرته جريدة ‘المصري اليوم’ عن تسليم اللوء خالد ثروت مدير قطاع الأمن الوطني (مباحث أمن الدولة) لخيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للإخوان، تفريغا للتسجيلات الهاتفية بين قادة من حركة حماس وعدد من قيادات الإخوان قبل وأثناء ثورة كانون الثاني (يناير)، وهو ما سنتناوله في تقرير، انتظاراً للمزيد من ردود الأفعال لتكتمل كل وجهات النظر، وقيام شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب بزيارة البابا تاوضروس الثاني للتهنئة بعيد القيامة، وسلسلة أحاديث البابا لعدد من وسائل الإعلام، وتصريحات الداعية المساند للإخوان صفوت حجازي المطالبة بتكوين حرس ثوري، والمظاهرة الحاشدة يوم الجمعة التي دعا إليها الإعلامي توفيق عكاشة أمام ساحة مسجد السيد البدوي في طنطا، وإصدار الجمعية العمومية لنادي القضاة في محافظة الغربية قرارا بفصل النائب العام المستشار طلعت إبراهيم من عضويته ومعه المستشاران مصطفى دويدار وحاتم اسماعيل، وتقدم طلعت بطلب لرد دائرة بحث طلبات رجال القضاء بمحكمة الاستئناف، التي أصدرت حكم بطلان تعيينه، قبل أن تسلم النائب العام السابق المستشار عبدالمجيد محمود صيغة الحكم التنفيذي، وحضور رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل حفل التوقيع على إنشاء المنطقة الاستثمارية الصينية في مشروع شمال غرب خليج السويس، وهو من مشاريع الاتفاقات السابقة في عهد مبارك. والإعلان عن قيام عصام الحداد مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، ومحرر قاعة الطهطاوي رئيس الديوان، بالسفر فجأة لإيران على طائرة خاصة لبحث استئناف اللجنة الرباعية (مصرـ إيران ـ تركيا والسعودية)، لبحث الأزمة السورية، وفي تقديري أن هذا ليس السبب وإنما هو غطاء لمحادثات أخرى بعيدا عن أعين أجهزة الأمن، وإلى بعض مما عندنا:

الإخوان والقضاء

ونبدأ بمعارك الرئيس ومعركة ‘الإخوان’ مع القضاء ومحاولاتهم المستميتة للسيطرة عليه، حتى تكتمل به حلقات السيطرة على أجهزة الشرطة، أي التحريات والنيابة العامة، والتحقيق وتوجيه الاتهامات والإحالة إلى المحاكم، وضمان إصدار الأحكام التي يريدونها ضد خصومهم، ومنع أي اتهامات أو إحالة للمحاكم لهم ولأنصارهم، وهم ضمنوا السيطرة على وزارة الداخلية بواسطة وزيرهم الإخواني اللواء محمد إبراهيم وعلى النيابة العامة بواسطة النائب العام الإخواني المستشار طلعت إبراهيم عبدالله، وبقي القضاء، ولهم فيه أنصار، ولكن لابد من الخلاص من أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة قاض، والدفع بأعداد منهم ليحلوا محلهم، وبالتدريج لن يكون في سلك النيابة العامة والقضاء إلا الإخوان. كما يتخيلون على أساس أنهم باقون في الحكم إلى أبد الآبدين.
والغريب أنهم يتحججون بحجج واهية ومضحكة، مثل زميلنا الإخواني في جريدة ‘اليوم السابع’ هاني صلاح الدين وقوله يوم الأربعاء: ‘بمرور الأيام تنكشف الحقائق للجميع وتظهر الوجوه القبيحة التي ارتدت قناع الثورة والدفاع عنها، وذلك بعد أن نهض الثوار الحقيقيون للدفاع عن دماء الشهداء والقصاص لهم بعد مهرجان البراءة للجميع والأحكام القضائية بإطلاق سراح جميع رموز النظام البائد، وفتح أبواب السجون للشرفاء للزج بهم في غيابات الزنازين، في حين نجد إخلاء سبيل لكل من تورط في أحداث عنف من التنظيم الإرهابي البلاك بلوك والبلطجية سقطت الأقنعة ووجدنا رموزهم يطالبون بوضع مبارك في قصر من القصور، تقديراً لأنه كان رئيس مصر! وعلينا ألا نقسو عليه، لن يرهبنا أحد ولن يوقف مسيرة الثوار أي قوة وسيكون النصر بإذن الله للثورة والثوار الحقيقيين’.
وهو يقصد أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل بأنه من رؤوس الفلول، لأنه الذي طالب بمعاملة مبارك بطريقة أخرى، ولم يسأل نفسه، إذا كان هيكل كذلك فلماذا حرص رئيسه على دعوته لمقابلته وطلب الاستشارة منه، وكذلك رئيس حزبه محمد سعد الكتاتني، بل وبماذا يفسر رفض رئيسه إصدار الأوامر لكافة الأجهزة بإمداد النيابة العامة بما طلبته من معلومات في قضية قتل المتظاهرين، وقد فضحهم النائب العام السابق عبدالمجيد محمود عندما كان في منصبه، وألقى بهذه المعلومة الخطيرة، كما ان المستشار مصطفى سليمان ممثل النيابة أثناء نظر قضية مبارك وحبيب العادلي وستة من معاونيه قال أمام المحكمة، ان النيابة طلبت المعلومات من رئاسة الجمهورية وجميع أجهزة الأمن، ولم يستجب إليها أحد، واعتمدت على ما تلقته من بلاغات وما أجرته هي بجهودها الذاتية.

انتفاضة القضاة

وعلى العكس من هاني كان زميلنا وصديقنا الإخواني، وعضو المجلس الأعلى للصحافة قطب العربي وهو من العناصر المعتدلة، إذ قال في اليوم التالي، الخميس، في جريدة ‘الحرية والعدالة’: ‘انتفض القضاة لمجرد تقديم حزب الوسط مقترحاً بتعديل قانون السلطة القضائية، تضمن خفضاً لسن الإحالة للمعاش من سبعين عاماً إلى ستين عاماً ليتساوى القضاة مع بقية الموظفين العموميين في الدولة، وعدوا ذلك مذبحة جديدة للقضاة استحضاراً لمذبحة 1969، التي أطاح فيها الرئيس عبدالناصر بعدد كبير من رموز القضاة، ومن الممكن تفهم تلك الغضبة القضائية خشية تكرار الماضي الأليم، وحرصاً على هيبة العدالة وتقديراً لدور قطاع كبير من القضاة في التمهيد للثورة، فمن الأفضل أن يتم إرجاء تعديل قانون السلطة القضائية وطرحه لنقاش مجتمعي عام يكون القضاة أنفسهم في طليعته، وهو ما أتوقع حدوثه بالفعل، ولكن في المقابل ننتظر من القضاة إصلاحاً أو تطهيراً ذاتياً من العناصر الفاسدة والمزورة والمرتشية والمرتبطة بالثورة المضادة التي لوثت الثوب القضائي النظيف’.
ونظل في يوم الخميس، ولكن في صحيفة ‘الشروق’ التي كان فيها زميلنا أشرف البربري في غاية الغضب والسخرية من أعضاء جبهة الضمير، وهي تتشكل من المؤلفة قلوبهم من أصحاب خُمس الغنائم، وللأسف قبل رئاستهم السفير السابق إبراهيم يسري، الذي أصبح زعيم المؤلفة، ويضمون إخوانا مسلمين مثل الدكتور محمد البلتاجي، أشرف قال وهو يغمز ويلمز في زميله بنفس الجريدة وائل قنديل عضو الجبهة، والناصري الذي انقلب إلى مدافع شرس عن الجماعة والرئيِس، قال وهو يقصد صديقنا عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط: ‘إذا كان لا يكفي أن يكون اسمك (جميل) فيقر لك الناس بالجمال ولا يكفي أن يكون اسمك (أمين) فتصير أميناً، فإن وجودك في جبهة الضمير لا يعني أنك ذو ضمير، إن أحد قيادات ما تسمى بجبهة الضمير ويشغل في الوقت نفسه منصباً قيادياً في الحزب صاحب مشروع القانون سيئ الذكر الخاص بالقضاء يدافع عن هذا المشروع بأكاذيب ومغالطات لا تصدر إلا من صاحب (ضمير غائب)، كيف لمن يدعي الضمير، أو الحزب يدعي أنه وسط، أن يطرح مشروعاً تحت شعار ‘إصلاح السلطة القضائية’، ويضيف ‘وهو في حقيقته لا يتضمن سوى أربعة مواد على سبيل الحصر، منها مادتان تحصيل حاصل تتعلقان بتعيين النائب العام، والآخريان واحدة لذبح آلاف القضاة بسكين خفض السن، والثانية رشوة لباقي القضاة حتى يقبلوا بالقانون؟
عندما خرج علينا حزب الوسط وقال انه يعتزم التقدم بمشروع قانون لإصلاح السلطة القضائية تصورت انه سيتجه مباشرة إلى نقاط الخلل الحقيقية التي يتفق عليها حتى القضاة في قانونهم الحالي، وهي حرق ورقة الندب من الجهاز القضائي إلى الجهاز الإداري للدولة، التي تمثل ذهب المعز في يد السلطة، وذلك بالنص على أن القاضي المنتدب ينتقل إلى العمل في الجهاز الإداري للدولة على أن يحصل على راتبه من هيئته القضائية ولا يحصل على أي مزايا من الجهة التي ينتدب إليها، فيظل القاضي قاضياً حتى لو كان في وزارة الداخلية، ويصبح الندب مجرد تغيير في مكان عمل القاضي، وكنت أتوقع أن ينص ما سماه أصحاب (مشروع إصلاح السلطة القضائية) على جعل الإعارات والانتدابات بالأقدمية والتأهيل العلمي المجرد فيحرم مرة أخرى السلطة التنفيذية وغير التنفيذية من أي جزرة تستخدمها مع القضاة، أما من يدافع عما يسمى بمشروع إصلاح السلطة القضائية بمادتين فقط، الأولى لخفض سن التقاعد عشر سنوات، والثانية لتقديم رشوة مقنعة للقضاة في رفع أجورهم لمساواتهم بأجور قضاة المحكمة الدستورية، فإننا سنصبح ضمير غائب حتى لو كان من يدافع عنه في جبهة الضمير’.
هذا، وقد أخبرني بصفة شخصية زميلنا الرسام الإخواني في جريدة ‘الحرية والعدالة’ شفيق صالح عن مشهد يكشف ويفضح تحيز الإعلام ضد جماعته في هذه القضية، إذ شاهد يوم السبت قناة واحدة تغطي مؤتمرا للجماعة عما حققته من انجازات في زيادة محصول القمح، ثم انتقل إلى مؤتمر للخراب، أي لنادي القضاة فشاهد كل القنوات تغطيه، وفي الحقيقة، فقد شاهدت على الهواء مؤتمر الخراب، أما مؤتمر لبناء مصر، وفرع القمح فلم أحضره لأغني معهم أغنية، القمح الليلة، الليلة، ترللم، ترللم.

معارك الرئيس

وإلى المعارك التي لا تزال مشتعلة حول الرئيس، معه او ضده بسبب سياساته وقراراته وتصريحاته، ونبدأ من يوم الثلاثاء مع زميلنا جمال سلطان رئيس مجلس إدارة وتحرير صحيفة ‘المصريون’، وهو من التيار الإسلامي القريب من الجهاد والجماعة الإسلامية، الذي أصبح في خصومة عنيفة مع الإخوان، قال عن حديثه مع الإعلامية بقناة ‘الجزيرة’ خديجة بن قنة: ‘من يستمع إلى كوادر الإخوان وهي تتحدث إلى وسائل الإعلام عن موضوع (تطهير القضاء) يجد كلاماً من نسخة واحدة متطابقة، كأنه نشيد الصباح الذي حفظته لهم جهة ما، جوقة واحدة وعنف واحد وتعبيرات واحدة وحملة واحدة تكشف عن مخطط الانقلاب على الشرعية، الذي يقوده مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين الآن والذي يتمثل في الرغبة المفاجئة والعارمة للإطاحة بالقضاء، الآن يريد الإخوان إعادة أوضاع القضاء التي كانت عليه أيام المخلوع، في حديثه إلى خديجة بن قنة اعترف محمد مرسي بأن القضاء المصري جزء من الثورة، وأنه القضاء الذي قاتل من اجل منع التزوير في جميع الانتخابات التي جرت قبل الثورة، ففيم خرج الكاذبون الدجالون في مليونيتهم؟
ومن أين أتت هذه الوجوه الشائهة بالأكاذيب عن قضاء الفلول وقضاء مبارك وقضاء تهاني؟ غير أن الرئيس مرسي الذي اعترف بكل ذلك عندما سئل عن مخططات الجماعة عند دار القضاء العالي اكتفى بالقول إنها لم تخرج بالتشاور معه، لكنه لم يدن التطاول على القضاء، وعندما تحدث عن وصف (تطهير القضاء) قال: إنه تعبير عن (قلق مشروع) حسب نص كلامه، أي أن رئيس الجمهورية المسؤول الأول عن حصانة وكرامة سلطات الدولة يدعم البذاءات التي توجه الى القضاء ويعتبرها ‘مشروعة’.
وفي نفس العدد قال صاحبنا عصام الدين راضي، مداعباً للرئيس: ‘مع كل خطاب أو حوار جديد للدكتور محمد مرسي يتوقع البعض من حسني النية الذين عصروا على أنفسهم ليمونة وانتخبوه، أن يقول شيئاً جديداً أو مفيداً أو أن يتوقف عن أسلوب المراوغة واللف والدوران ويتجنب الكذب ومنهج الخديعة وطريق الفشل، إلا أنه في كل مناسبة يخذل الجميع باستثناء أنصاره وأهله وعشيرته، الذين يعتقدون كذباً وزوراً وبهتاناً أن إنجازات الـ10 أشهر تملأ مصر من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، وأن فرص العمل أصبحت لا تجد من يشغلها، وأن الاستثمارات تتدفق على مصر بمليارات الدولارات، وأن المخابز اصبحت تقدم لزبائنها البسكويت بدلا من الخبز بالمسامير والمستشفيات العامة أصبحت تبحث عن مرضى لتقديم العلاج المجاني. وفي حوار مرسي الأخير على قناة الجزيرة واصل سياسة الكذب والادعاء والمراوغة واللف والدوران واعتبر التراجع تقدماً والفشل تفوقاً وانهيار الاقتصاد خطة مدروسة تحتاج إلى مجانين لفهمها عفواً (عقلاء) واننا الآن في مرحلة الغرس وفي انتظار الحصار، هكذا قال الرئيس عندما سألته المذيعة عن الواقع المصري، وهو لم يكذب في هذا وربما كان صادقاً للمرة الأولى في حديثه مع الشعب المصري فقد غرس الفرقة والفتنة والخراب والتراجع والفشل والانقسام والأخونة في كل مؤسسات الدولة، وهذا هو الحصاد الذي يريد أن يحصده من أجل تمكين جماعته أكثر وأكثر، وعندما سألته المذيعة عن تراجع شعبيته في الشارع امتعض من السؤال وأكد أن شعبيته في تزايد وأننا علينا الاحتكام الى الشارع، كما قال سابقاً إن علينا الاحتكام الى الصندوق’.

حوار لتلميع الرئيس

هذا، ويبدو (وربكم الأعلم) أن يوم الثلاثاء هذا كان يوم نحس على الرئيس، ففيه قال زميلنا في صحيفة ‘الوفد’ علاء عريبي بعد أن بكي حسرة على مصر هي أمه وأمي: ‘للأسف الشديد تابعت الحوار الذي أجرته المذيعة خديجة بن قنة لقناة الجزيرة وأسفي هنا يعود إلى أنني قد أضعت وقتي في متابعة حوار تافه شكلاً ومضموناً، بن قنة صاغت عناوين عامة تافهة لكي تلمع الرئيس وإجابات الرئيس ذاتها كانت تافهة لدرجة تجعلك تمتعض وتتأسف أن هذا الرجل الذي يجلس هو رئيس مصر هو الشخص الذي يمثل شعباً تمتد حضارته إلى ما قبل سبعة آلاف سنة قبل الميلاد، ليس هذا فقط بل كلامه يدفعك الى الندم لأننا قمنا بثورة راح فيها العشرات من الشهداء والمصابين، وأسفرت هذه الثورة للأسف عن تولي هذا الرجل الجالس أمام مذيعة الجزيرة يدافع عن الإخوان والأخونة، وعن أعمال البلطجة التي قام بها بعض من ينتسبون إلى التيار الإسلامي ضد الإعلام والقضاء، وربما تيقنت من أنه شخص لا يفهم ولم يفهم ولن يأتي من ورائه سوى الخراب والتخلف، كما تأكدت انه شخص مسلوب الإرادة يدار ولا يدير يحاول أن يظهر في ثوب الديمقراطي والمؤمن والمثقف، في الوقت الذي يخطئ في ابسط قواعد اللغة التي يشاع انه من حفظة القرآن الكريم، رأيته أشبه بخريج المدارس الأزهرية زمان الذي كان يعرف بالفقيه يرتدي الجبة والقفطان، ويذهب للولائم والعزاء والمجالس متقمصاً شخصية الفقيه العالم، يقرأ القرآن ويخطب في الناس مقابل وجبة عشاء ومبلغ مالي، لم أر مرسي بعيدا عن هذه الصورة، كان يتحدث في كل شيء ولا يقول أي شيء، كما كانت المذيعة تلقنه بالأسئلة التي تعطيه المساحة للرغي والهلفطة’.
وإلى وجهة النظر الأخرى، المدافعة عن الرئيس استناداً الى ما ورد في الكتاب الذي صدر عن إنجازاته في تسعة أشهر، فقال عنه الدكتور صلاح الدين سلطان، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية مشبهاً إياه بالأنبياء في جريدة ‘الحرية والعدالة’ يوم الثلاثاء: ‘تطلعات الناس وصلت مع الأنبياء والرسل أن طالبوهم بما ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى: ‘وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً، أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً، أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلا، أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه’ ‘الإسراء: 90- من الآية 93’ ولذا جاء الجواب القرآني الرباني المنطقي يا محمد، قل لتطلعات الناس: ‘قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا’ ‘الإسراء: من الآية 93′ أي أنتم تطلبون الخيال من البشر وليس عفريتاً من الجن، كما قال سبحانه في قصة سيدنا سليمان عليه السلام لما طلب عرش بلقيس، ومع هذا فإن انجازات الرئيس عديدة كثيرة، رغم هذه العواصف واللوافح والاعتصامات والاضطرابات والمؤامرات والسرقات والتشويهات والإفراجات عن أكابر المجرمين فيكفيه في اشهر عديدة إسقاط هيمنة المجلس العسكري السابق وإلغاء الإعلان الدستوري المكبل وبسط السيطرة العسكرية وتطوير البنية القتالية لجيشنا العظيم وزيادة رواتب الشرطة 250′ ومعاشات الضمان الاجتماعي، ليستفيد منه مليون ونصف المليون وإعفاء 44 ألف فلاح من ديونهم وصرف علاوة اجتماعية بنسبة 15′ لكل الموظفين وأصحاب المعاشات، وتضاعفت رواتب أساتذة الجامعات والمدرسين في المدارس وتم ترميم شبكة الكهرباء وحل مشكلة الغاز ومعضلة الخبز وتوفير 500 مليون جنيه سنوياً بقرار واحد وهو منع طباعة وتوزيع وتعليق صور الرئيس في المؤسسات أو نشر التهاني له’.
وأخذ سلطان يعيد نشر ما جاء في الكتاب من انجازات، والغريب أنه عندما نشرت بعض الصحف أن الدولة هي التي مولت الكتاب من أموال دافعي الضرائب، أنكر الإخوان ولكن ربك أخزاهم، وكشف سترهم وأكاذيبهم على الملأ يوم الخميس باعتراف صريح في جريدة ‘الحرية والعدالة’ في مقال محمد السروجي، الإخواني الذي تم تعيينه متحدثاً رسمياً باسم وزارة التربية والتعليم، إذ قال بالنص:
‘حالة من الهوس والجنون أصابت المربع المعادي للرئيس مرسي وحكومته وجماعته، ما أن أعلن أن الرئاسة ستصدر كتاباً يوثق لإنجازاتها، أو كشف حساب لها حتى انطلقت صافرة الإعلام الفلولي الممول من المال السياسي الحرام من بنك نظام مبارك المخلوع، حالة من الهوس غير المسبوق في الألفاظ والتعليقات واستدعاء كتيبة الذم والكذب والافتراء على الرئيس وحكومته وجماعته، العجيب أن الكثيرين قد علموا العديد من إنجازات الرئيس من خصومه ومهاجميه قبل صدور الكتاب، وأن المعارضين بقصد ومن دون قصد قاموا بأكبر حملة إعلانية على حسابهم الشخصي لكتاب بات ينتظره الملايين الذي أرى أن يباع بسعر معقول ولا يوزع مجاناً لأنه سيحقق نسبة مبيعات غير مسبوقة على المستوى المحلي والإقليمي، يمكن التبرع بها لحساب أي مشروع وطني يحتاج لدعم مالي كبير من هذه الانجازات’.
إذن، فالكتاب عن الانجازات طلبته الرئاسة والملاحظ أن ما كتبه سلطان والسروجي كان ضمن كتابات كثيرة أخذت تتحدث عن الانجازات التي سردها الكتاب فلماذا الانكار يا أيها المساكين؟!

معارك وردود

وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، وعلى سبيل المثال، فقد أخبرنا يوم الأربعاء زميلنا وصديقنا بجريدة
‘الأخبار’ الأديب الكبير جمال الغيطاني في يومياته بالصفحة الأخيرة عما شاهده في حفل دار الأوبرا بذكرى كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي أم كلثوم، قال: ‘أما اللحظة الغريبة المفاجئة فكانت عندما افتتحت الفنانة مي فاروق السهرة بأنشودة، على باب مصر تدق الأكف للشاعر المرحوم كامل الشناوي، وعلى ما أذكر كانت في أعقاب هزيمة يونيو، البيت الذي يختتم به القصيدة:
وعندي الجمال
وعندي جمال
ما أن نطقت به مي فاروق حتى انفجرت القاعة بالضبط انفجرت بتصفيق هائل لم أعرف له مثيلاً، وسمعت أصداء نهنهات، لحظة انفجارية مصرية تحوي رسائل’.
طبعاً، لابد أن يصفق الجميع بشكل تلقائي، حتى أنا صفقت وأنا في المنزل بعد أن قرأت ذلك، فما بالك بمن حضر؟
المهم، انه بمناسبة التصفيق التلقائي إذا تم ذكر اسم خالد الذكر، حتى من الذين لم يعاصروه، كنت قد سألت صديقنا السياسي الكبير والوطني العظيم فؤاد سراج الدين باشا رئيس حزب الوفد عليه رحمة ربك.!
لماذا وأنت تهاجم ما حدث بعد ثورة يوليو، لا تهاجم جمال عبدالناصر؟ ضحك وقال:
ـ لن يصفق لي الحاضرون، ولا أحب أن أضع نفسي في هذا الموقف.
ونفس السؤال وجهته لصديقنا العزيز والوطني العظيم إبراهيم باشا فرج، سكرتير عام حزب الوفد، عليه رحمة ربك.
الذي كان معروفاً باسم، ابن النحاس، رغم انه مسيحي، والنحاس لم يكن له أبناء، فقال لي:
ـ ما حدش هيسقف لنا، مبسوط يا سيدي، يا بني احنا عارفين الناس الغلابة بتحبه، وله شعبية كبيرة، وفؤاد باشا، مايحبش يحط نفسه في موقف إلا يصفق له حتى الوفديون إذا هاجم عبدالناصر بالاسم.

احتجاج السلفيين على السياح الايرانيين

وإلى ‘العالم اليوم’ في نفس اليوم، الأربعاء، وزميلتنا الجميلة سناء السعيد وقولها عن السلفيين الذين عارضوا التقارب مع إيران: ‘كان غريباًَ أن يخرج بعض السلفيين ليعلنوا احتجاجهم على وصول وفد من السياح الإيرانيين إلى الأقصر في نهاية مارس الماضي هاجت النفوس وسرت نبرة طائفية مذهبية وكأن وصول الإيرانيين الى مصر من أجل السياحة هو جريمة كبرى، لقد اطاح السلفيون بتلك العلاقات العميقة بين السنة والشيعة تحت دعوى مخاطر تصدير الثورة الإيرانية الى مصر، غاب عن هؤلاء ان شخصية المصري وهويته عصية على التغيير، فهو بطبيعته ضد الاختراق وبالتالي لن يكون بإمكان السائح الإيراني أن يغيرها، وغاب عن هؤلاء أن الشيعة مسلمون وموحدون يؤمنون بالقرآن الكريم كتابا لكل المسلمين وبمحمد رسولا، ونتساءل كيف يمكن السماح للإسرائيليين بدخول سيناء بدون تأشيرة بينما يمنع الإيرانيون؟ لم يتحفظ السلفيون على العلاقات مع إسرائيل ولا على دخول السائح الإسرائيلي إلى مصر ليصول ويجول فيها، حرام علينا اعتلاء المنصة الأمريكية ومبايعتها على السمع والطاعة، حرام علينا تأجيل عودة العلاقات الكاملة مع إيران إذعاناً لرغبة دول الخليج، رغم انها جميعاً تقيم علاقات مع إيران’. ومن ‘العالم اليوم’ الى ‘الشروق’ يوم الأربعاء أيضاً وزميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل وخوضه ثمان وعشرين معركة اخترنا منها ثماني هي:
ـ فتحت التلفزيون بالصدفة فوجدت مرسي يقول بجدية شديدة، ان الأكفأ هو الذي سيتولى المسؤولية في الفترة القادمة، فصفقت وهللت لأنني ظننت خطأ أنه يعلن خطاب التنحي.
ـ ليس صحيحاً أن مرسي لا يتابع تطورات الأحداث بدقة ويأخذ قراراته بناء عليها، بدليل أنه بمجرد إعلان باسم يوسف عن إجازة لبرنامجه قام بعمل حوار طويل مع قناة الجزيرة، صاحي يا ريس.
ـ اعتبرت أن تأكيد مرسي في حواره مع الجزيرة أن المعارضة نقطة بيضاء في جسد الوطن، اعتراف منه بأن أنصاره ‘نقطة سوداء’ في جسد الوطن مرسي قال أيضا ان أرض مصر حرام على غير المصريين، لكنه نسي أن سياساته هتحرمها أصلاً على المصريين. أما التصريح الذي جعل جسمي يقشعر من فرط التأثر هو تأكيده على أن شباب الثورة في قلبه، وربما لذلك وضع كثيراً منهم في أكثر الأماكن شبهاً بقلبه، قلب السجون.
ـ خلال تسعة أشهر سعى مرسي جاهداً لتقليد حسني مبارك في العناد والكذب على المواطنين والتسبب في إراقة دمائهم والتسول باسم مصر ووصل به الأمر أخيراً الى تقليده في موقعة الجمل التي استنسخها أنصاره الجمعة الماضية للأسف الشيء الوحيد الذي لم يسع لتقليد مبارك فيه هو التنحي.
ـ لماذا يغضب أنصار جماعة الإخوان عندما نطالب بحبس محمد مرسي لارتكابه نفس جرائم حسني مبارك على الأقل سيختفي قلقكم على صحته مثل صحة مبارك وسيشترك معه في الاستفادة .
ـ حتى عندما غضب المستشار أحمد مكي وقرر أن يستقيل فعل ذلك غضباً من مهاجمة أنصار مرسي له ولم يفعله من أجل دماء الشباب التي سالت في الشوارع ولا من أجل المعتقلين من الثوار الذين امتلأت بهم السجون ولا من أجل الوعود الانتخابية التي رآها تنتهك امام عينيه كل يوم حقاً، كم أنت غاية المراد من رب العباد يا حُسن الختام.
ـ بعد الهجوم الشرس الذي تعرض له الوزير أحمد مكي من أنصار الإخوان بعد أن كانت لديهم فرخة بكشك وقت خدمته لهم وهو نفس ما تكرر مع أخيه نائب الرئيس السابق محمود مكي، اقترح على الأخوين مكي شغل أوقات الفراغ القادمة بفتح قهوة على كورنيش إسكندرية يسميانها ‘قهوة سنمار لصاحبيها الأخوين مكي، شعارنا آخر خدمة الغز قهوة’.
ـ كثيرون غضبوا من تشبيه كتاب الإنجازات للأحزاب المعارضة لمرسي بالأحزاب التي هاجمت النبي صلى الله عليه وسلم بقدر ما يمكن تشبيهه بالخندق.
ـ لاحظت في الكتــــاب أن موضوع حصول ابن مرسي على أقل من تسعين في المئة في الثانــــوية العامة (مأثرة) كثــــير على أنصار مرسي لدرجة انهم اعتبروه من إنجازاته: ‘يا سيدي يأخذ 200 في المئة بس أبوه يفارقنا’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول mm:

    حسنين كروم الكاتب الناصري الذي تحول حقده علي جماعة اوفصيل الي حقد علي مصر بحضارتها بتاريخها بشعبها
    الكاتب لا يتورع عن الصاق كلمة اخواني او المؤلفة قلوبهم لخصومه السياسيين وكأنها سبة أو تهمة لكل من له قلب اوضمير
    مع حبي وتقدير لابو خالد فكثير من المتطفلين يستغلون اسمه للوقوف ضد تيار او حزب
    الكاتب لا بد ان يكون له فكر او رؤية بدلا من ان يورد اقوال الاخرين ويعلق عليها
    ذكرتني بجابر القرموطي

إشترك في قائمتنا البريدية