برنامج سكايب للمكالمات المجانية عبر شبكة الانترنت يستقطب 300 مليون ويتحول منافسا قويا لشبكات الاتصال التقليدية

حجم الخط
0

برلين 28- د ب أ: لم تنجح كثير من تطبيقات الانترنت في تضييق المسافات بين البشر في مختلف أنحاء العالم مثلما نجح برنامج سكايب للاتصال عبر الشبكة الدولية. ومنذ إزاحة الستار عن خدمة الاتصال التليفوني عبر الانترنت عام 2003، وصل عدد مستخدمي هذا البرنامج حتى الآن إلى أكثر من 300 مليون شخص.
وكان هدف المبرمجان السويديان نيكولاس زينستروم وداني يوناس فريس عندما التقيا في كوبنهاغن هو إطلاق العنان لنمط جديد من السلوكيات. وكان الاثنان قد سبق لهم تبادل ملفات موسيقية عبر الانترنت وكانا يرغبان في تجربة إمكانية إجراء مكالمات هاتفية عبر الشبكة العنكبوتية.
وعندما اطلق الاثنان مشروعهما المبدئي وكان يحمل اسم ‘كازا’ كانا يعتمدان على تقنية الاتصال المباشر بين جهازي كمبيوتر حيث أن استخدام عدد كبير من أجهزة الكمبيوتر الشخصية يتميز بأنه أرخص من إقامة جهاز خادم مركزي. كما أنه يجعل من الصعب بالنسبة لقراصنة الانترنت اختراق هذا النظام.
وتطرق فريس إلى مشروع ‘سكايبر’ للمرة الأولى في مقابلة مع جريدة دنماركية في أواخر عام 2002 . وكلمة سكايبر هي مزيج بين كلمتي ‘سكاي’ وتعني ‘السماء’ باللغة الانكليزية، وكلمة ‘بيير تو بيير’ وتعني الاتصال المباشر بين جهازي كمبيوتر.
وقال فريس آنذاك ‘نعتقد أن هذا المشروع يمتلك مقومات النجاح القوي الذي حققه برنامج كازا’.
وفي وقت لاحق تحول ‘سكايبر’ إلى ‘سكايب’ وحقق نفس النجاح الذي حققه برنامج ‘كازا’ الذي اختفى ولم يعد له وجود في وقت لاحق. وتم تسجيل موقع سكايب الالكتروني في 23 نيسان/ابريل عام 2003، وكان المبرمج الاستوني أهتي هينلا يتولى معظم أعمال البرمجة الخاصة بخدمة سكايب.
وبدأت عجلة النجاح تدور بقوة في 29 آب/أغسطس من نفس العام عندما أزيح النقاب عن أول نسخة على الاطلاق من برنامج سكايب.
وقال زينستروم في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) وهو يتذكر السنة الأولى العصيبة من عمر البرنامج ‘استغرقت حوالي عام لجمع المال اللازم لبرنامج سكايب’.
وتتميز الاتصالات التي تتم عبر برنامج سكايب، سواء إن كانت في صورة رسائل نصية أو صوتية أو مرئية، بأنها مشفرة لانها تستخدم تقنية تحافظ الشركة على سريتها، وهو ما أضفى على الخدمة شعبية متزايدة من جانب الأشخاص الراغبين في حماية خصوصيتهم، رغم أن سكايب وافق على الكشف عن البيانات في حالة التحقيقات الجنائية.
وأحدث نجاح خدمة سكايب تغييرا في صناعة الاتصالات اللاسلكية. وصرح مايكل باول الرئيس السابق للجنة الاتصالات الاتحادية بالولايات المتحدة عام 2004 ‘عندما قمت بتحميل برنامج سكايب، عرفت أن الأمر قد انتهى’، موضحا ‘إن العالم سوف يتغير بشكل حتمي’.
وبحلول تشرين أول/أكتوبر عام 2004 ، كان عدد مستخدمي برنامج سكايب قد بلغ مليون شخص.
وتلقى خدمة سكايب مقاومة من كبرى شركات الاتصالات في العالم حيث تحاول حجب إشارة الخدمة وتثير قضية المعاملة العادلة بالنسبة لتداول الأنواع المختلفة من البيانات عبر الانترنت ، وهي مسألة محل نزاع قضائي أمام المحاكم.
وفي عام 2005 اشترت شركة إي- باي للتجارة الإلكترونية خدمة سكايب نظير 3.1 مليار دولار ، ولكنها لم تحقق النجاح المأمول من ورائه، فقامت ببيعه مرة أخرى عام 2009 إلى مجموعة ‘سيلفر ليك’ الاستثمارية. وأخيرا استحوذت شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات على سكايب نظير 8.5 مليار دولار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية