تنظيم «الدولة» يشن هجوما معاكسا على المعارضة في ريف حلب

حجم الخط
2

ريف حلب – «القدس العربي» : شـن تنظـيم الـدولة هجــوما عكسـيا علـى قـرية تـلالين في ريف حـلب التـي تسـيطر عليـها المعارضـة المسـلحة. واستطاع التنظـيم أن يسيطر على أجزاء من تلك القرية. وناشد الناشطون جـميع الفصائل العسكرية في حلب وريفها لمؤازرة الثوار من أجـل إيقاف الحملة العسكرية التي يشنها تنظيم الدولة، وجاءت كرد فعل على هجوم المعارضة المسلحة الأخير على التنظيم.
وانسحبت كتائب المعارضة من المناطق التي سيطرت عليها في ريف حلب الشمالي في اليوم ذاته الذي انطلقت فيه العملية العسكـرية التي تهـدف إلى التمهيد لفرض منطقة آمنة على الحدود السورية التركية، ولكن فشلت العملية رغم تنفيذ طـائرات F16 التاـبعة لـ»التـحالف ضد الإرهـاب» بقيادة الولايات المتحدة، أكثر من 15 غارة جوية على مواقع تنظيم الدولة خلال المعارك العنيفة التي دارت بين الطرفين.
وكانت فصائل المعارضة المسلحة قد أعلنت عن معركة لتحرير قرى ريف حلب الشمالي التي تقع على الحدود السورية التركية بشكل مباشر من تنظيم الدولة.
وشارك في العملية العسكرية حركة أحرار الشام الإسلامية والجبهة الشامية ولواء السلطان مراد الذي يتصف بالأغلبية التركمانية، ومجموعات أخرى تابعة للجيش الحر.
وقال ناشطون إن المعركة التي أعلنتها المعارضة المسلحة كانت موفقة في البداية، فقد استطاعت أن تفرض سيطرتها على معمل الغاز المحاذي للحدود التركية، الذي كان يخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى السيطرة على قرية قره مزرعة، واستولت المعارضة أيضا على دبابة وقتلت عناصر من تنظيم الدولة وأسرت آخرين.
ولكن حالما استطاعت المعارضة تركيز عناصرها ضمن المناطق التي سيطرت عليها، قام عناصر تنظيم الدولة بنشر قناصات في منطقة الخربة الواقعة على خط إمداد قرية قره مزرعة، ونفذوا هجوما معاكسا ما أجبر كتائب المعارضة على استخدام الآليات، ولكن وقعت في كمين نصبه تنظيم الدولة، ما أدى إلى استيلاء التنظيم على دبابة، ومدرعة (pmp) تابعة للمعارضة، بالإضافة لمقتل ستة عناـصر آخرين خلال الاشتباكات.
من جهة أخرى تشهد جبهات الريف الشمالي التي تتمركز فيها المعارضة على طول جبهاتها مع تنظيم الدولة في الريف الشمالي خروقات أمنية ونقاط ضعف بالنسبة للثوار، نتيجة انسحاب تنظيم جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة في سوريا من مناطق كانت ترابط بها الجبهة ضد تنظيم الدولة، كانت تسيطر على كثير من المناطق الحدودية. وعند انسحابها بطلب من المعارضة المسلحة لم يسـتطع الـثوار تغـطية الجـبهة كامـلة من حيث العدد لاتساع الجـبهات مع تنظيم الدولة في تلك المنطقة، مما تسبب لهم بفجوات أمنية كبيرة استـغلها التنظيم بعمليات أمنية وعسكرية أدت إلى سيطرته على بعض المناطق التي كانت تتمركز فيها المعارضة، كما ألحق بالأخيرة خسائر بشرية كبيرة في صفوفها.
وكان تنظيم الدولة قد سيطر على بلدات كبيرة في الريف الشمالي في الفترة الأخيرة، وأهمها بلدة صوران وأعزاز، في المقابل لن تحقق فصائل المعارضة أي تقدم على الأرض ضد تنظيم الدولة منذ أكثر من عام.

ياسين رائد الحلبي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    أعتقد أن لتنظيم داعش خلايا نائمة بين الثوار لم تكشف بعد
    كما أن خروج النصرة جاء بسبب تحالف الثوار مع الأمريكان

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول عمار:

    ماذا يريد تنظيم الدولة؟؟
    اليس الأصل ان يتحالف تنظيم الدولة مع التنظيمات الجهادية الأخرى في سوريا والعراق ضد أنظمة الظلم والاستبداد؟؟؟
    ما نراه يتناقض مع ما يدعيه التنظيم من عداء للنظام السوري خاصة
    فلو كان فعلا معاديا للنظام السوري لكان يقف في خندق من يقاتلون النظام
    اما ان ينتصر هؤلاء ثم يأتي تنظيم الدولة ليقاتلهم
    فهذا امر مريب
    ويضعف علامات استفهام كبيرة وكثيرة عم طبيعة التنظيم الحقيقية وحقيقة أهدافه.

إشترك في قائمتنا البريدية