شبكة «سند»: الاعتداء الجسدي والإصابة بجروح والاعتقال التعسفي تتصدر انتهاكات الصحافيين في العالم العربي

حجم الخط
0

عمان ـ «القدس العربي»: فقد ثلاثة صحافيين حياتهم خلال شهر تموز/يوليو الماضي بسبب عملهم الإعلامي، حيث واصل تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية جرائمه بقتل وإعدام الصحافيين وأقدم على إعدام صحافي وصحافية في الموصل بعد اختطافهما في وقت سابق، فيما فقد صحافي آخر في سوريا حياته أثناء تغطية الاشتباكات بين الجيش النظامي والجماعات المسلحة.
وبمقتل ثلاثة صحافيين خلال الشهر الماضي يرتفع عدد الإعلاميين الذين فقدوا حياتهم منذ بداية العام الحالي إلى 36 صحافياً، ويرتفع منذ 2012 وحتى نهاية تموز/يوليو الماضي إلى 217 صحافياً، حسب إحصائيات شبكة المدافعين
عن حرية الإعلام في العالم العربي «سند». ومن خلال تقريرها الدوري الذي صدر يوم الاثنين الماضي، اعربت شبكة «سند» عن مخاوفها من عودة عمليات اختطاف الصحافيين والإعلاميين خاصة الأجانب في سوريا. إذ فقد أثر ثلاثة صحافيين إسبان خلال شهر تموز/يوليو ولا يزال مصيرهم مجهولاً، ولا يعرف حتى الآن السبب وراء اختفائهم، وهل تم اختطافهم من جهة ما، أم فقدوا حياتهم نتيجة المواجهات المسلحة والقصف. وسجل اختفاء صحافي ياباني في حزيران/يونيو الماضي، وأيضاً لا يزال مصيره مجهولاً.
ورحبت الشبكة بالإفراج عن عضوي «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» الكاتب حسين غرير الذي وجّهت إليه تهمة الترويج للإرهاب، وزميله هاني الزيتاني بعد أكثر من ثلاث سنوات على اعتقالهما. وكررت الشبكة مطالبتها بالإفراج الفوري عن رئيس المركز الإعلامي والحقوقي مازن درويش دون شرط أو قيود، وتحديد مكان وجهة وظروف اعتقاله.
ومن خلال الإحصاء الذي قام به الباحثون في شبكة «سند»، فإن انتهاكات «الاعتداء الجسدي» و»الإصابة بجروح» و»الاعتقال التعسفي» بقيت تتصدر قائمة الانتهاكات مما يدعو إلى اتخاذ إجراءات تجاه تكرار هذه الانتهاكات بشكل صارخ وواضح في عدد من دول العالم العربي. ودعت الشبكة كافة المنظمات الإقليمية والدولية للتضامن والعمل على إيجاد وسائل ضغط على الحكومات والجهات التي تستهدف الصحافيين لوقف كافة أشــكــال الانتهاكات ضــد الصحافيين، وخاصة الانتهاكات الجسيمة والتي تتصدرها الاعتداءات الجسدية.
وبقيت الانتهاكات الجسيمة تحتل نحو ثلث الانتهاكات كماً ونوعاً، وهذه مسألة أخرى لا بد من الالتفات لها بشكل مكثف، خاصة وأن الانتهاكات الجسيمة تشكل دليلاً واقعياً على إفلات مرتكبي الانتهاكات تجاه الصحافيين من العقاب، وعدم تعرضهم للمحاسبة والمسائلة. وأكدت «سند» أنها رصدت ووثقت منذ 1/1/2015
وحتى نهاية حزيران/يونيو من العام الحالي 1462 انتهاكاً وقعت على 550 صحافياً وصحافية و105 مؤسسات إعلامية، من بينها 48 حالة انتهاك جماعي. وتمكن الباحثون في شبكة «سند» من رصد وتوثيق 180 انتهاكاً خلال شهر تموز/يوليو 2015، ووقعت هذه الانتهاكات في 62 حالة، علماً أن الحالة الواحدة قد تتضمن على أكثر من انتهاك.
وتصدرت مصر دول العالم العربي في عدد الانتهاكات مسجلة 51انتهاكاً، تليها السودان 27 انتهاكاً، وتتبعها انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاتها الواقعة على الصحافيين الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية وبلغت 18 انتهاكاً. وبلغ عدد الانتهاكات التي تمكنت شبكة «سند» من رصدها وتوثيقها في سوريا 11 انتهاكاً، تليها الانتهاكات التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية بواقع 13 انتهاكاً، ثم العراق 10، المغرب 10، اليمن 9، الأردن 53، ثم الانتهاكات في قطاع غزة وبلغت 7 انتهاكات، ولبنان 7 وموريتانيا 7. كما سجل التقرير 5 انتهاكات في السعودية، و3 في تونس، وفي كل من الأردن والبحرين انتهاك واحد لكل منهما.
وسجل التقرير 33 شكلاً ونوعاً من الانتهاكات التي تقع على الإعلاميين، كان أكثرها شيوعاً المنع من التغطية وتكرر 28 مرة، يليه الاعتداء الجسدي متكرراً 16 مرة، في حين تعرض 15 إعلامياً للإصابة بجروح، ويوازي هذا الانتهاك في الرقم والنسبة الاعتقال التعسفي. ومن المهم الإشارة إلى أن الانتهاكات المنشورة تمثل ما استطاع الباحثون من رصده وتوثيقه، وهذا يعني وجود احتمال لانتهاكات لم يُفصح عنها لأسباب مختلفة، خاصة في بعض دول الخليج، حيث لا يقوم الصحافيون بالإفصاح عن الانتهاكات التي يتعرضون لها، وكذلك لا توجد مؤسسات حقوقية وإعلامية تقوم برصد ما يقع من تجاوزات وقيود على حرية الإعلام.
وحدد الباحثون في شبكة «سند» 10 جهات قامت بالاعتداء على الصحافيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية خلال تموز/يوليو 2015، وبقيت انتهاكات قيدت تحت بند «مجهولة المصدر»، ومن بين 180 حالة اعتداء على إعلاميين ومؤسسات إعلامية وثقتها الشبكة خلال الشهر الماضي ظلت الأجهزة الأمنية الرسمية تحتل المرتبة الأولى من مجموع الحالات بواقع 33 حالة وبنسبة بلغت 53.2٪ من مجموع الحالات، يأتي في المرتبة الثانية الحالات التي صنفت «مجهولة المصدر» أي التي وقعت أثناء التغطية بواقع 6 حالات وبنسبة 9.6٪، ثم الحالات التي لم يعرف مرتكبيها وصنفت تحت بند «مجهولي الهوية» بواقع 4 حالات وبنسبة 6.4٪ وبنفس النسبة الحالات التي ارتكبها مسؤولون ومتنفذون ومواطنون عاديون. وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الصحافيين في الضفة الغربية انتهاكات في 3 حالات بنسبة 4.8٪، يليها انتهاكات تنظيم «داعش» حالتين 3.2٪، وحالة واحدة ارتكبها كل من: وزارات ومؤسسات حكومية، أندية رياضية وأحزاب ونقابات.
ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» جاء ترتيبه بالمرتبة الخامسة وبنسبة 5.4٪ وبواقع 27 حالة، يليه مباشرة التنظيمات والجماعات المسلحة، وهي عادة ما تكون تنظيمات متــعــددة الأجندات والمسميات، وبلغت
نسبتها في الجهات المنتهكة 4.6٪، وبجمع انتهاكات تنظيم «داعش» والتنظيمات المسلحة الأخرى يصبح المجموع 50 حالة وبنسبة 10٪، أي تقريباً نفس نسبة الحالات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الصحفيين الفلسطينيين.

طارق الفايد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية