لندن ـ «القدس العربي»: أشعلت الذكرى السنوية الأولى لفض اعتصامي «رابعة» و»النهضة» الجدل على الانترنت بين المصريين، كما اشتعل جدل آخر حول موجة الحر التي تشهدها البلاد وسرعان ما تحول إلى جدل سياسي أقرب إلى تظاهرة ضد نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي اضطر لقطع الكهرباء عن بعض المناطق لبعض الوقت بسبب الحمولة الزائدة.
واندلعت حرب «هاشتاغات» على شبكة «تويتر» بين مؤيدي السيسي ومعارضيه في الذكرى السنوية الثانية لفض الاعتصامين، والتي صادفت يوم الجمعة الماضية، وقبلها صعدت الوسوم المتعلقة بالذكرى منذ ما قبل يومين على حلولها. إذ حاول مؤيدو السيسي استباق الذكرى بالوسم (#ذكرى_فض_الاعتصام_ المسلح_رابعة)، ليرد معارضو السيسي بالوسوم (#مجزرة_رابعة) و(#RememberRabaa)، ووسوم أخرى تحيي الذكرى التي سقط فيها عدد من القتلى والجرحى برصاص الجيش وقوات الأمن.
اعتصام مسلح أم سلمي؟
وزعمت العديد من التغريدات على «تويتر» أن الاعتصام كان مسلحاً في ميداني «رابعة» و»النهضة»، وهو ما دعا الأمن وقوات الجيش إلى التدخل واستخدام القوة لفض الاعتصام بالقوة، فيما نفى الكثير من النشطاء المزاعم حول وجود سلاح في الاعتصام. وكتب الناشط سامح أبو الخيل في ذكرى فض الاعتصام قائلاً: «الإخوان رفضوا 4 مبادرات لفض الاعتصام سلمياً برعاية كمال الهلباوي ثم جون ماكين ثم محمد حسان وآخرهم خالد الزعفراني». فيما كتب حسني أمين على «تويتر»: «هذا اﻻعتصام المسلح كان قنبلة موقوتة كادت تحرق مصر. ولكن الله سلم». وكتبت إحدى الناشطات: «كانوا عايزنها دولة جوا دولة إلى أن نصل لسوريا جديدة».
في المقابل انشغل معارضو السيسي في نشر العديد من التغريدات على «تويتر» والمداخلات على «فيسبوك»، كما نشروا عشرات الصور التي تعيد إلى الذاكرة الأحداث التي شهدتها الميادين في «رابعة» و»النهضة» في القاهرة، حيث أظهرت الصور أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى، فيما كانت قوات الجيش والشرطة والأمن تقتحم الاعتصام بالمدرعات والآليات الثقيلة والجرافات التي أزالت الخيام.
ونشرت إحدى الناشطات صورة على «تويتر» وكتبت تعليقاً عليها: «أعيدوا إحياء #مجزرة_رابعة في قلوبكم وعقولكم وأمام أعينكم! ذكروا أولادكم وأحفادكم بأبشع جريمة ارتكبت في حق الأحرار».
وكتب ناشط آخر ساخراً: «الجيش المصري سلم فلسطين في 1948، وانهزم في 1956، وسلم سيناء في 1967، وفي 73 استسلم على بعد 99 كيلو من القاهرة.. وفي 2013 انتصرفي #مجزرة_رابعة».
أما آخر فكتب يقول: «لو كان الاعتصام مسلحاً فكيف اعتقلتم بديع والبلتاجي بالجلبية ودون إطلاق رصاصة واحدة أيها القتلة؟». وأضاف في تغريدة ثانية: «في سوريا يوجد 60 ألف داعشي يسيطرون على ثلث البلاد، وفي مصر يوجد مليون عنصر إخواني.. لو كانوا مسلحين في #رابعة لكان السيسي الآن مع القذافي».
وقبل أيام من حلول الذكرى السنوية الثانية لفض الاعتصامات ظهر حساب جديد على «تويتر» يحمل الاسم «فض رابعة 148»، ورفع شعار: (RememberRabaa)، حيث تعهد بنشر أربعة آلاف فيديو من عمليات فض الاعتصام إضافة إلى نشر العديد من الصور المتعلقة بالمناسبة، وذلك في محاولة لتوثيق ما حدث والتذكير بما جرى.
أما الأمر الآخر اللافت فهو الانتشار الواسع لفيلمين وثائقيين عن الأحداث في «رابعة»، الأول من إنتاج قناة «الجزيرة» الفضائية ويظهر فيه حجم القتل والتدمير الذي تم عندما دخلت قوات الأمن والجيش لفض الاعتصام، أما الوثائقي الآخر فهو من إنتاج قناة «سكاي نيوز عربية» التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، وهو وثائقي يغلب وجهة نظر أنصار السيسي ويظهر فيه مقاتلون بلباس مدني يقول الفيلم إنهم من أنصار الإخوان، إلا أن الإخوان يقولون بطبيعة الحال إنهم «بلطجية يتبعون لوزارة الداخلية».
موجة الحر.. تحولت إلى سياسة
وتحولت موجة الحر التي تشهدها مصر إلى موضوع للجدل السياسي هي الأخرى، حيث تزايدت الشكوى من انقطاع الكهرباء والمياه وتوقف المترو وبعض الخدمات بسبب الطلب الكبير أو الحمولة الزائدة، وهو ما تسبب بحالة من الغضب في أوساط المصريين على الانترنت.
وكتبت ناشطة على «تويتر»: «النور قاطع في أماكن مختلفة في وقت واحد في القاهرة والناس بتموت من الحر»، وقال محسن محمد: «مش كفايا الحر.. لا وكمان النور بيقطع، احنا لينا الجنة والله».
وقال الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل: «انقطاع الكهرباء بالجملة في أكثر محافظة سببه الإخوان، همة السبب، أو الشعب والأحمال الزيادة.. استحالة يكون السيسي هو السبب»، في محاولة للسخرية من الأوضاع، خاصة وأن أي حادث يحدث في مصر يتم تحميله للإخوان.
وقالت نهى سلامة: «نور قاطع.. وميه قاطعة.. وحر.. وزحمة مرورية.. وعطل مترو.. صبرنا يارب».
يشار إلى أن الكهرباء شهدت انقطاعات متكررة خلال الأيام الماضية بسبب أن الحكومة حاولت على ما يبدو التخفيف من الأعباء والحمولة الزائدة في الطلب نتيجة التشغيل المتزامن للمكيفات في المنازل والمكاتب، وهو ما أثار غضباً وجدلاً ولغطاً واسعاً في مصر. كما تحدث بعض السكان عن انقطاع المياه أيضاً، وهو ما تسبب تفاقماً في الأوضاع المعيشية للكثير من الفقراء وأبناء الطبقة المتوسطة.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية أن العشرات من المواطنين فقدوا حياتهم بسبب موجة الحر، من بينهم ثلاثة أشخاص كانوا محتجزين داخل أحد أقسام الشرطة ووافتهم المنية بسبب الحر القاتل في المكان، فضلاً عن أن عدداً آخر من الوفيات حدث بسبب تعرض بعض الأشخاص لأشعة الشمس المباشرة ما تسبب بالاصابة بضربات الشمس القاتلة وقت الظهيرة.