مصر: ضغوط على البابا تواضروس لإلغاء الاحتفال بعيد القيامة او سحب دعوة مرسي لحضوره احتجاجا على سياسة ‘الاخوان’

حجم الخط
2

القاهرة ‘القدس العربي’ من حسام عبد البصير: دعا قساوسة ورهبان وشباب غاضب في الشارع القبطي الانبا تواضروس لسحب الدعوة التي وجهها للرئيس محمد مرسي لحضور قداس عيد القيامة.
وفي تصريحات خاصة لـ’القدس العربي’ اعترف نجيب جبرائيل المستشار القانوني للكنيسة الارثوذكسية ان الضغوط تشتد من قبل الشباب المسيحي على البطريركية بهدف سحب الدعوة الموجهة للرئيس بسبب مواقفه من قضايا الأقباط وما يتعرضون له من اعتداءات فضلاً عن الغضب المكتوم لرجال الكنيسة حول المعتقدات المتشددة للرئيس وجماعته تجاه الاقباط .
وكانت الكنيسة وجهت دعوة رسمية للرئيس محمد مرسي لحضور قداس عيد القيامة الاحد المقبل.
واعتبر جبرائيل أن دعوة مرسي، ورئيسي الوزراء والشورى، ليست أكثر من بروتوكول اعتادت الكنيسة عليه منذ سنوات، وأنه يعلم جيدا أن الرئيس مرسي لن يحضر القداس لانه لم يحضر جنازة البابا شنودة، كما أنه لم يحضر تنصيب البابا تواضروس عقب توليه رئاسة الكنيسة وهو من اهم المناسبات التي كان ينبغي الا يتخلف عنها بأي حال.
وقال جبرائيل ان زيارة مرسي، للكاتدرائية ليلة عيد القيامة لن تزيد الكنيسة شرفاً كما ان مقاطعته لها لن تؤدي لعدم مجيء العيد او تنتقص من قدر قياداتها. واستدرك ان زيارة شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب مؤخراً للبابا تعد اهم من زيارة اي مسؤول آخر لانها تمثل شهادة عن عمق العلاقة بين أ كبر مؤسستين دينيتين للمسلمين والاقباط .
وكشف النقاب عن أن الرأي الغالب داخل الكنيسة يميل لعدم رغبة مساعدي البابا ومستشاريه في استقبال أي وفود رسمية في العيد نظراً لأن الأحزان مازالت متواصلة على الضحايا الذين سقطوا امام الكاتدرائية اثناء تشييع ضحايا قرية الخصوص. وعلمت ‘القدس العربي’ ان العديد من البرقيات وجهها اقباط للكنيسة مطالبين الانبا تواضروس بالغاء الاحتفال بالعيد حزناً على الأرواح التي قتلت في الخصوص وامام البطريركية.
وتزايدت مؤخرا هجرة الأقباط لكندا والولايات المتحدة فضلاً عن جورجيا التي اصبحت من اكثر الدول استقطابا للمسيحيين القادمين من مصر منذ وصول الاسلاميين للحكم في البلاد.
وفي سياق متسق انتابت الكنيسة والشارع القبطي امس حالة من الغضب العارم اثر تصريحات لعبد الخالق الشريف رئيس قسم نشر الدعوة بجماعة الإخوان المسلمين اكد خلالها عدم جواز تهنئة المسيحي بعيد القيامة لانه ينطوي على حادث يدحضه القرآن الكريم.
وقال الشريف إن المسيحيين يؤمنون بأن المسيح عيسى بن مريم خرج من قبره في هذا العيد على عكس ما يعتقده ويؤمن به المسلمون.
وأكد الشريف أن جماعة الإخوان المسلمين لن تتراجع عن موقفها بشأن تهنئة الأقباط في أعيادهم، فيما حذر رموز التيار السلفي الرئيس مرسي من التوجه للكاتدرائية من اجل تهنئة البابا، معتبرين ان مثل هذه الخطوة تعد ايماناً بمعتقد فاسد في عقيدة الاقباط، حسب تعبيرهم.
ولوح مشايخ كبار من بينهم الداعية مصطفى العدوي وابو اسحاق الحويني ‘ان الاحتفال بالأعياد المسيحية كفر ولا يجوز لمسلم تهنئة الاقباط بها ‘هناك فارق بين التهنئة بعيد الميلاد مثلا وبين حضور القداس الذي هو عبادة وليس مجرد مناسبة اجتماعية، فليس معقولا أن يحضر مسيحي خطبة الجمعة’، فيما اكد الشريف أن وفود الإخوان التي شاركت خلال الأعوام الماضية في حضور الاحتفال بأعياد الأقباط كانت تحرص على مغادرة الكاتدرائية قبل بدء القداس.
ويبدو الرئيس مرسي وجماعته في موقف لا يحسدون عليه، ففي السنوات الماضية حرص رموز مكتب الارشاد على التردد على الكاتدرائية لتهنئة الاقباط بهدف الحصول على تأييدهم في الانتخابات البرلمانية وللتأكيد على حسن العلاقة معهم، فيما اصبح الامر بعد وصول الاخوان للسلطة يمثل مشكلة كبيرة إذ وجد الرئيس ومن حوله يقفون بين نارين: الحفاظ على العلاقات التاريخية لحليفهم القبطي القديم وبين شريكهم في السلطة المتمثل في التيار السلفي الذي يقيم انصاره الدنيا بغير ان يقعدوها في مسألة تهنئة غير المسلمين بأعيادهم.
وعلمت ‘القدس العربي’ ان بعض قيادات مكتب الارشاد اقترحوا على الرئيس ان يقوم بزيارة الكنيسة لتقديم التهنئة من اجل اسقاط تهمة التشدد وتكفير الاقباط التي تلاحقه غير ان التيار الغالب داخل الارشاد يرى ان رضاء السلفيين اهم من شراء ود القباط لما لرمز السلفيين من تأثير واسع في اوساط الشارع يحتاجه الاخوان بقوة خلال المرحلة المقبلة خاصة بعد تآكل شعبية الاخوان والرئيس بشكل لافت خلال الفترة الاخيرة .
وكان اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية قد حل على الكنيسة مؤخراً ليقدم تعازيه في ضحايا الاقباط وما وصفه احد القساوسة بانه يحمل اعتذارا عن حادث الاعتداء على الاقباط امام الكاتدرائية مؤخراً، واشار مصدر من الكاتدرائية الى ان اللقاء بين البابا ووزير الداخلية بات جافاً وبارداً وعكس شعور الكنيسة بضلوع الداخلية في الاعتداءات التي تعرض لها الأقباط مؤخراً ولو من قبيل التراجع عن حمايتهم وصد الاعتداءات التي وقعت عليهم.
ويرى مراقبون ان البابا وقيادات الكنيسة باتوا يراهنون على العلاقة مع قيادات المؤسسة العسكرية ومشيخة الازهر الشريف في مواجهة الاخوان وشركائهم من التيارات الاسلامية. وقد اعرب البابا تواضروس مؤخراً عن اعتزازه بالمؤسسة العسكرية التى اعتبرها الدرع الأخير للدفاع عن البلاد ووحدتها الجغرافية والوطنية، وأرسل عبر الوفد الذي زاره مؤخراً بتحياته للفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محسن الشرنوبي:

    شكرا للبابا تاوضروس الزعيم الروحي والقس الاكبر للاقباط المصريين علي دعوته للرئيس مرسي. فالرجل وحسب اقواله هو رئيس لكل المصريين. وها هي الفرصة قد اتت ليثبت صدق ما يقول.

  2. يقول علي أحمد سعيد:

    إلى محسن: الرجل حسب افعاله رئيس لجماعته فقط وهذا هو المهم!

إشترك في قائمتنا البريدية