غزة ـ «القدس العربي»: قالت مصادر فلسطينية مطلعة إن السلطات المصرية لم تعط بعد إذنا بخروج المهندس إيهاب الغصين، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، للخروج من القطاع، بغرض العلاج في أحد المشافي الخارجية، في ظل تردي وضعه الصحي، وذلك في الوقت الذي أنهت فيه احتجاز وكيل وزارة الأوقاف في غزة، بعد احتجازه لمدة يومين في مطار القاهرة، خلال عودته من السعودية.
وقالت المصادر إن الجهات المعنية في قطاع غزة أجرت اتصالات مع الجانب المصري لإخراج الغصين من القطاع، عبر سيارة إسعاف، وفق الإجراءات المتبعة مع المرضى، غير أن الجانب المصري لم يعط ردا حتى اللحظة.
ويرقد الغصين على سرير العلاج في مشفى الشفاء الطبي، حيث يعاني من وضع صحي خطير، بعد أن أصيب بانفجار في أحد شرايين الرأس، أدى إلى تكتل دموي تحول إلى ورم، يضغط على منطقة الدماغ، ما ينتج عنه ألم كبير.
ويخشى الأطباء كثيرا على حياته، حيث لا تتوفر في قطاع غزة إمكانية إجراء عملية جراحية عاجلة في الدماغ لإزالة التكتل الدموي، من أجل استقرار حالته الصحية.
وتؤكد المصادر أن الأطباء المتابعين لحالته أكدوا أن تأخر وجوده في غزة، دون تحويله للعلاج في مشاف خارجية مختصة، من شأنه أن يجعل حالته الصحية تتأخر أكثر وأكثر، وأنهم عبروا عن خشيتهم على حياته.
والغصين يعمل منذ تشكيل حكومة التوافق الوطني، رئيسا للمكتب الإعلامي الحكومي، وسبق تشكيل الحكومة أن كان يعمل في المنصب ذاته ، إضافة إلى كونه الناطق الرسمي باسم الحكومة التي كانت تشكلها حركة حماس.
ويفتقر قطاع غزة المحاصر إلى كثير من الإمكانيات الطبية. وقبل أيام أغلقت وزارة الصحة عدة مراكز طبية في ثلاث مناطق، جراء نقص الأدوية والمستلزمات الخاصة بتشغيلها.
إلى ذلك فقد رحلت السلطات المصرية يوم أمس وكيل وزارة الأوقاف في قطاع غزة حسن الصيفي بعد أن كانت قد احتجزته لمدة يومين في مطر القاهرة الدولي، خلال عودته من السعودية، ضمن بعثة الحج التي كانت تجري ترتيبات سفر حجاج فلسطين لهذا العام.
وحسب المعلومات فقد جرى ترحيل الصيفي يوم أمس من مطار القاهرة بعد احتجازه لمدة يومين إلى قطاع غزة.
وكان الصيفي الذي عين وكيلا لوزارة الأوقاف فترة حكومة حركة حماس، ويقي في منصبه بعد تشكيل حكومة التوافق، غادر مؤخرا غزة ضمن بعثة الحج، دون اعتراض السلطات المصرية على سفره، خاصة وأن توقيفه جاء خلال رحلة العودة لغزة، خلال الفتح الاستثنائي الحالي لمعبر رفح البري.
وكل من الغصين والصيفي ينتميان لحركة حماس، وجاءت عملية عدم الرد على طلب خروج الأول للعلاج، واحتجاز الثاني في مطار القاهرة، في ظل الحديث عن تحسن علاقة مصر مع حركة حماس، خاصة بعد التدهور الكبير الذي طرأ على هذه العلاقة منذ أن تمت عملية عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
هذا وقد تقدمت حركة حماس قبل أيام بطلب للسلطات المصرية، لخروج وفد رفيع من الحركة من قطاع غزة إلى مصر أولا للقاء مدير المخابرات هناك، ومن ثم القيام بجولة خارجية، غير أن الحركة لم تحصل على الرد.
وواصلت يوم أمس السلطات المصرية فتح معبر رفح البري أمام سفر الحالات الإنسانية في قطاع غزة، وذلك لليوم الثالث على التوالي، ضمن عملية الفتح الاستثنائي التي تمتد حتى انتهاء دوام اليوم الخميس.
وسمحت مصر بخروج المئات من الحالات الإنسانية من مرضى وطلاب وأصحاب إقامات بالخارج، ضمن هذه العملية التي تأتي لأيام معدودة بعد إغلاق للمعبر لشهرين متتاليين.
وفي غزة تقول وزارة الداخلية إن ما يقارب من 20 ألف فلسطيني مسجلون للسفر، وجميعهم من الحالات الإنسانية.
وقالت هيئة المعابر والحدود في غزة إنه تمت مغادرة 715 مسافراً للقطاع أول أمس الثلاثاء، في ثاني أيام الفتح الاستثنائي للمعبر، في حين تم عودة وصول 1008 مسافر من العالقين في الجانب المصري، في حين تم إرجاع 11 مسافراً دون إبداء الأسباب.
كما سمحت مصر خلال فتح المعبر أول أمس بإدخال كميات من مواد البناء.
وتغلق مصر معبر رفح بشكل دائم منذ عملية عزل الرئيس السابق محمد مرسي، ولا تعيد فتحه إلا لأيام معدودة وعلى فترات متباعدة لا تكفي حاجة السكان، خاصة وأنه المنفذ البري الوحيد لسكان قطاع غزة المحاصرين.
ولا تكفي أيام الفتح الاستثنائي لهذا المعبر حاجة السكان المحاصرين، و طالب العديد من الجهات الحقوقية مرارا بفتحه للتخفيف من وطأة الحصار.
أشرف الهور