غزة ـ «القدس العربي»: ترجمت إسرائيل عمليا الهدف الذي دفعها لنصب بطاريات من منظومة «القبة الحديدية» المضادة لصواريخ المقاومة حول قطاع غزة، بأن خشيت من ردود أفعال على مخططها باستهداف سيارة في منطقة القنيطرة السورية، قالت إنها تقل نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي وقتلت ركابها الخمسة. غير أن الحركة في غزة نفت أن تكون لها علاقة بركاب السيارة، أو بإطلاق صواريخ من تلك المنطقة على شمال إسرائيل، حسب زعم الأخيرة.
وفي غزة نفى الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد خلال مؤتمر صحافي، ادعاءات إسرائيل، حول قيام نشطاء الحركة بإطلاق الصواريخ من منطقة الجولان السوري أول أمس. وأكد أن حركة الجهاد «تقاوم على أرض فلسطين وفي فلسطين، وأن اتهامات الاحتلال باطلة هدفها خلط الأوراق».
وأشار إلى أن حركته ستتابع ما تناقلته وسائل الإعلام حول إدعاء إسرائيل بأن السيارة المستهدفة في منطقة القنيطرة السورية تقل نشطاء من الجهاد الإسلامي مسؤولين عن إطلاق الصواريخ للوقوف عليها. وأكد الدكتور الهندي أنه لو ثبت صحة هذه الأخبار فإن الحركة تعرف كيف تدافع عن ناشطيها.
وأعلنت إسرائيل أن سلاح الجو استهدف ظهر أمس أعضاء خلية الجهاد الإسلامي الفلسطيني، التي أطلقت الخميس قذائف صاروخية من سوريا باتجاه الأراضي الإسرائيلية . وقال مصدر عسكري إن أعضاء الخلية وعددهم 4 أو 5 قتلوا بعد قصف سيارتهم على بعد نحو خمسة عشر كيلومترا في عمق الأراضي السورية الخاضعة لقوات النظام. وأوضح المصدر أن إسرائيل لا ترغب في تصعيد الموقف على حدودها مع سوريا، وأنها ترى في تصفية أعضاء الخلية «طيا لصفحة التصعيد الأخيرة».
وكانت تقارير قد ذكرت أن طائرة استطلاع «بدون طيار» شنت غارة على سيارة مدنية في قرية «الكوم» في الجولان السوري أدت إلى مقتل ركاب السيارة الخمسة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تعقب أفراد هذه الخلية قبل وبعد إطلاق الصواريخ، وأنه بـ «مجهود استخباري» جرى إحباطها واستهدافهم.
يشار إلى أن إسرائيل ردت قبل عملية الاغتيال بعمليات قصف مدفعي وجوي على نطاق هو الأوسع من نوعه في الفترة الأخيرة.
وفي غزة أيضا نفت حركة الجهاد الإسلامي قبل تنفيذ إسرائيل عملية الاغتيال، أن تكون لها علاقة أو مسؤولية عن إطلاق صواريخ على إسرائيل من جهة الأراضي السورية. وقال داوود شهاب الناطق باسم الحركة في تصريح صحافي إن اتهامات إسرائيل «محاولة مفضوحة وغير بريئة من قبل الاحتلال لصرف الأنظار والتعمية على قضية محمد علان». وأضاف «العدو يعرف كيف وأين سترد السرايا عندما تقرر». وحذر شهاب الاحتلال من مغبة اتخاذ هذه الاتهامات ذريعة للمساس بالحركة وقيادتها .
ويتواجد الكثير من قيادة حركة الجهاد الإسلامي في الأراضي السورية. ومؤخرا عقد الأمين العام للجهاد رمضان شلح اجتماعا مع وزير الخارجية الإيراني في دمشق.
ويبدو أن إسرائيل كانت تخطط من قبل لعملية الاغتيال، حتى قبل إطلاق الصواريخ من سوريا على أراضيها، خاصة وأنها قامت قبل أيام وبشكل مفاجئ بنصب بطاريات عدة لمنظومة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ في محيط قطاع غزة.
وكانت إسرائيل قد تذرعت عند نصب هذه البطاريات بخشيتها من اندلاع مواجهة، بعد تدهور الوضع الصحي للأسير المضرب عن الطعام محمد علان. لكن هناك من يربط نشر البطاربات، وبين نية إسرائيل بارتكاب عملية الاغتيال في سوريا، خاصة وأنها تخشى من اندلاع مواجهة في غزة.
أشرف الهور