ابو ظبي من فاطمة عطفة: قدم مهرجان أبوظبي 2013 حفلاً غنياً بالإيقاعات البرازيلية الساحرة بعنوان ‘أنغام من البرازيل’ بأداء النجم جيلبيرتو جيل، احتفاءً بعقدٍ من التميز، ومرور عشرة أعوام على تأسيسه، على خشبة مسرح قصر الإمارات، في أبوظبي.وعلى الرغم من تقدم الفنان جيل في السن، وامتداد تجربته لأكثر من أربعة عقود، إلا أن النجم اشتعل حماساً وقاد الحضور في موجاتٍ صاخبة من الإيقاع المبدع، وقدم أداءً رائعاً للألحان الأصيلة من البرازيل والتي قام جيل طوال عقود بنقلها إلى العالمية والتعريف بها حيثما حل، حيث صدحت الإيقاعات البرازيلية وأنغام الباياو، البوسا نوفا، والسامبا، في احتفالية الدورة العاشرة لمهرجان أبوظبي، مع أمسية أنغام البرازيل مع جيلبيرتو جيل، برفقة متدرّبته التي يشرف عليها في إطار برنامج روليكس للمبادرات الفنية، الفنانة المصرية دينا الوديدي في الحفل الأول لهما في المنطقة العربية.يذكر أنه بحلول الستينات من القرن الماضي، كان الشاب جيل، المعروف حينها باسم فورو، يشارك في حفلات الرقص القروية، ولكن الانتشار السريع للبرامج الموسيقية في الإذاعة جذبه متمثلاً بعازف الغيتار المعروف يومها ‘جاو غيلبيرتو’، وسرعان ما بدأ جيلبيرتو جيل اتجاهه نحو احتراف العزف على آلة الغيتار، ثم منتقلاً بقدراته إلى مستوى أعلى مع موسيقى البوسا نوفا وإيقاعات السامبا.ومع بلوغ الفنان الثالثة والعشرين من العمر، إلا أنه اشتهر نجماً شهيراً تتسلط عليه الأضواء، فانتقل إلى العاصمة البرازيلية يومها ساو باولو، حيث كتب تسجيله الأول للمغني إليس ريجينا، والذي حقق انتشاراً سريعاً، ومع مهاراته المشهودة استطاع جيل أن يتبوأ المراكز الأولى في ميدان الموسيقى البرازيلية التي بات رائد أحد أنماطها الحداثية الأكثر شعبية، وهي التروبيكاليا، والتي حفرت عميقاً في جذور المجتمع، وأثّرت في جميع أنواع الفنون من السينما، الموسيقى، الشعر إلى المسرح والأدب.بحلول العام 1969، مع انتهائه من تقديم عرض له في موطنه الأصلي ولاية السلفادور البرازيلية، اتخذت السلطات قراراً بنفيه خارج البلاد، حيث انتقل مع شريكه الموسيقي سياتانو فيلوسو إلى لندن للإقامة فيها لثلاث سنوات لاحقة.خلال الفترة التي قضاها في لندن، تعرف جيل عن كثب على فرقة البيتلز الشهيرة، وعلى بينك فلويد، وجيمي هندريكس، طوال عشر سنوات أخرى، ظل جيل يجرّب الأنماط الموسيقية المختلفة، والتي حاول دائماً أن يصهرها ببوتقته الخاصة وأسلوبه المتميز، وألبوماً بعد ألبوم، استطاع أن يتحرر من تأثير الموسيقى المحلية في البرازيل كالسيرتانيجا، وأن يصل إلى أبعاد موسيقية امتدت إلى البعيد، ومع حلول العام 2010 أصدر ألبومه الغنائي وخصصه للاحتفاء بالإرث الموسيقي لمقاطعته الأصلية في شمال شرق البرازيل.هذا ويمثل مهرجان أبوظبي احتفالية سنوية بالفنون العالمية والمحلية، متضمنةً روائع فنون الأداء، الأوبرا، الموسيقى، المسرح، والفنون التشكيلية وصولاً إلى الحرف اليدوية التقليدية، ويحتفل المهرجان الذي يستمر طوال أربعة أسابيع في الفترة من 3 لغاية 31 من شهر مارس 2013، بمرور عشرة أعوام على تأسيسه.qma