مظاهرات جديدة بجامعة الأزهر بسبب التسمم من وجبة تونة وهتافهم بسقوط شيخ الأزهر أثناء وجوده في الإمارات

حجم الخط
0

القاهرة ‘القدس العربي’أكثر من موضوع وخبر في الصحف الصادرة امس الثلاثاء 30 نيسان/أبريل، له دلالات، الأول، احتفال الرئيس بعيد العمال داخل القصر الجمهوري، باستقبال عدد من القيادات العمالية، وخروج صحيفة حزب الإخوان ‘الحرية والعدالة’ بمانشيت رئيسي في الصفحة الأولى قالت فيه، ‘القصر الجمهوري يحتضن العمال’ في الوقت الذي لم تنشر فيه أي كلمة عن الموضوع الآخر وهو حضور وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي الحفل الفني الذي أقامته جامعة المستقبل بذكرى عيد تحرير سيناء، وقيامه بإلقاء كلمة، أكد فيها ما سبق وقاله من طمأنة الشعب على قدرة الجيش على حماية وطنهم وأمنهم، وأنه لم يرتكب أي عمل ضد الشعب، وقد لاحظت تمتعه بقدر عال من الثبات والثقة، وسلاسة الأفكار التي يريد ايصالها للشعب وعدم ارتباك عباراته والحذق يفهم. أما الخبر الثالث ذو الدلالة، فكان تعرض طلاب المدينة الجامعية لجامعة الأزهر لتسمم مئة وسبعة من زملائهم بعد تناولهم التونة في وجبة عشاء، وخروجهم في مظاهرة قطعت الطرق في حي مدينة نصر وأخذت تهتف بسقوط شيخ الأزهر، الذي كان في زيارة لدولة الإمارات، وتم تكريمه هناك وأمر حاكمها الشيخ خليفة بن زايد بالإفراج عن مئة وثلاثة من المسجونين المصريين في قضايا جنائية وتكفله بدفع الكفالات لهم.
وطبعا فان هذا أمر يثير جنون الإخوان، و’الحدق يفهم’ مرة ثانية، كما اصدرت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة حكماً بإلغاء قرار وزير الأوقاف الإخواني الشيخ طلعت عفيفي بمنع الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم من العمل في المسجد، ولوحظ أن القرار صدر بعد تزعم مظهر إنشاء جبهة لدعم الأزهر ضد محاولات الأخونة، و’الحدق يفهم’ لثالث مرة. كما أصدر المستشار خالد محجوب رئيس محكمة استئناف الإسماعيلية التي تنظر قضية الهروب من سجن وادي النطرون قراراً باستدعاء قائد الشرطة العسكرية السابق اللواء حمدي بدين وعدد آخر من قيادات وزارة الداخلية لسماع أقوالهم.
وبدء مندوبي الهيئات القضائية مناقشة مشروع جديد للسلطة القضائية في اجتماع لهم بالقصر الجمهوري.
وإلى بعض مما عندنا:

معارك الرئيس

وإلى الرئيس محمد مرسي والمعارك الدائرة من حوله معه وضده، مع توالي قراراته وتصريحاته، وما يقع من أحداث لها علاقة به، مثل استقالة مستشاره القانوني محمد جادالله، وما سبقها من استقالات معظم مستشاريه، وقال عنها يوم الاثنين زميلنا كاتب ‘صوت الأمة’ الساخر والمتميز محمد الرفاعي:
‘كانت الاستقالة صادمة وفاضحة ولا شماريخ الالتراس، لكن المشايخ الذين يرتدون كل يوم عباءة الفضيحة، ويبرطعون في الشوارع وقد استبدلوا المصحف والسواك بالسنج والمطاوي والقنابل يؤمنون دائماً، أن الجلد التخين نعمة واللي يكرهها يعمى، ويا بخت من كان جلده أتخن من كاوتش العربيات النقل.
أما زميلنا في الوطن محمود الكردوسي، فقد كان يوم الأحد في حالة نفسية صعبة جدا دفعته للقول:
‘قلنا في مرسي وجماعته كل الكلام الذي لو قيل لصهيوني أو كافر، لأسلم، يقول الناس إن ‘الجوع كافر’ لكن الإخوان ‘كفروهم’ بالفعل: خرج عليهم ذات يوم قيادي في جماعة الإخوان وقد طوق رأسه بشاش أبيض إثر حادث اعتداء ليقول بملء فمه ‘الحمد لله’، أسأل الله أن يتوفني على الإخوان’! وما من صحيفة أو برنامج أو حتى حديث جانبي ِإلا وانتهى إلى نبوءة سوداء: ‘مصر على وشك الإفلاس، مصر على اعتاب حرب أهلية، مصر مهددة بثورة جياع، مصر ضاعت ولا أمل إلا في معجزة’.

د. مرسي وميراث الخبرات البناءة

لا، لا، هذه مبالغات وأكاذيب كشفها لنا يوم الاثنين الإخواني الدكتور حسن شحاتة الأستاذ بكلية التربية بجامعة عين شمس عندما قال:
‘إن ميراث الخبرات البناءة والناجحة قد اكتسبها أول رئيس مصري منتخب عبر إرادة شعبية حرة تؤهله لقيادة سفينة الوطن داخلياً وخارجياً بكفاءة واقتدار والعبور بالوطن عبر أمواج المعارضة الظالمة والمتلاطمة، التي تقودها جبهة الإنقاذ ضد الإنجاز، وشعار الرئاسة تفاءلوا بالخير تعيشوه، ولعل رئيس كل المصريين الدكتور محمد مرسي أستاذ الجامعة المرموق يؤمن بأن الفكر والمفكرين يحتاجون إلى الحركة، كما يحتاج أصحاب الفكر إلى الاحتكام والاشتباك مع جماهير الشعب على اختلاف أطيافهم، وهو ما نراه شاهد عيان منذ الساعات الأولى وأداء القسم وحتى اليوم نراه في رحلات وجولات واتصالات وحوارات ومناقشات ولقاءات داخل الوطن وخارج الوطن، والتواصل والتحاور مع الجميع شغله الشاغل من أجل الثورة المجيدة والوطن العظيم، بل من أجل الإنسان المصري البسيط، أداء الرئيس اليومي أداء مؤسسي تشاوري والتحام مع القاعدة الشعبية في ربوع مصر وهو ما يضيف الى القيادة السياسية المنتخبة رصيداً إيجابياً كبيراً ومتجدداً ويعطيها دوماً الشرعية ليس من الصفوة والمثقفين فحسب، بل من أبناء القرى والنجوع والمدن والعشوائيات والمناطق المحرومة وأصحاب الياقات الزرقاء، ومن يؤمنون في ريف مصر الواسع الممتد بأن الأرض هي العرض إنهم الفلاحون الكادحون’.

هروب مرسي وعدد من قادة الاخوان

ولم يكن شحاتة المسكين يدري ما يخبئه له ولرئيسه في نفس التو، واللحظة زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة ‘التحرير’، الذي ضحك وشد استيك حمالة بنطلونه وقال عن رئيس محكمة استئناف الإسماعيلية الذي ينظر قضية مهاجمة سجن وادي النطرون وهروب مرسي وعدد من قادة الإخوان بعد مهاجمة السجن يوم 28 يناير 2011.
‘لا تزال أعتى الأجهزة الأمنية في الدولة مرعوبة من الإخوان وتخشى فتح هذا الملف، لكن مستشاراً شجاعاً ومستقلاً ونبيلاً قرر أن يتحرى ويتقصى بنفسه هذا الملف الأخطر من خلال قضية معروفة أمامه، لقد ساق الله لمصر وللحقيقة المستشار خالد محجوب رئيس محكمة استئناف الإسماعيلية، لكي يزلزل عقولنا بحقيقة ما فعله الإخوان، هذه الجماعة التي تريد الإطاحة بالقضاء وتحويله إلى مطية لها، تريدهم قضاة من أجل مرسي وبأوامر المرشد ويتسترون على خيانة الإخوان للثورة، ومين عارف ربما لما هو أبعد من ذلك، كما تتجه حقائق القضية المنظورة أمام المحكمة، يبقى أن نسأل فعلاً، أليس هروب محمد مرسي من السجن جريمة حتى لو كان سجيناً بريئاً، فإنه حال هروبه يصبح مذنباً متهماً بجرم الهروب، ثم يبقى السؤال الأهم عن حقيقة أسباب ومبررات القبض على محمد مرسي يومها، فهناك من يتكلم عن اتهام مرسي بجريمة تمس الأمن القومي استدعت القبض عليه تمهيداً لمحاكمته، ولم يكن مجرد اعتقال سياسي، ولكن الصمت والتواطؤ أديا إلى ما نعيشه من إخفاء وتعمية واستهبال البلد، ان الخصومة مع نظام ومعارضة رئيس، لا يمكن أن تسمح لجماعة أن تتعاون مع أنظمة خارجية أو منظمات أجنبية لإسقاط النظام’.
وهكذا يدفعنا عيسى دفعاً إلى قضية التسجيلات وتورط حماس في أحداث ثورة يناير التي فجرتها ‘المصري اليوم’.
تسجيلات

وواصلت ‘المصري اليوم’ تحديها لوزارة الداخلية وأعادت التأكيد على صحة ما لديها من معلومات حصلت عليها من عناصر داخل جهاز الأمن الوطني ـ مباحث أمن الدولة، بأن رئيس الجهاز اللواء خالد ثروت سلم خيرت الشاطر تفريغاً للمكالمات التي سجلها الجهاز بين قيادات إخوانية وأخرى من حماس عن التعاون بينهما قبل ثورة يناير وأثنائها وبعدها، وذلك في تحقيقات لزميلنا يسري البدري رئيس قسم الحوادث وقد نفت الوزارة، ثم جددت النفي وقالت:
‘ان ما جاء بالمكالمات غير صحيح وان اللواء خالد ثروت رئيس قطاع الأمن الوطني لم يقم بتسليم أي من قيادات الجماعة أو غيرها أي أوراق أو تسجيلات أو معلومات، أو أي موضوع آخر يتعلق بعمل القطاع، وأن المعلومات التي تتوافر لدى قطاع الأمن الوطني تتسم بدرجة من درجات السرية لا يتم تداولها إلا من خلال القنوات الشرعية التي ينظمها القانون، وأن متابعة الجريدة تعد محاولة للزج بالمؤسسة الأجنبية ضمن فعاليات المعادلة السياسية، التي أكدت الوزارة دوماً عدم ضلوع أجهزتها فيها، والوزارة تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات القانونية مع تأكيدها على احترامها حرية التعبير والرأي الملتزمة بالأطر والضوابط القانونية’.
هذا ما قالته وزارة الداخلية في بيانها، الذي نشرته لها ‘المصري اليوم’ يوم الاثنين، وعلق عليه محررها وصاحب القضية زميلنا يسري البدري، قائلاً:
‘تؤكد الجريدة أنها حريصة على مصداقيتها، الأمر الذي جعلها تنقل عن مصادر دقيقة ومهمة من داخل جهاز الأمن الوطني، رغم انها كانت تتوقع نفي وزارة الداخلية تسليم اللواء خالد ثروت تفريغ المحادثات للمهندس خيرت الشاطر، وأن بيان وزارة الداخلية لم يتطرق إلى اللقاءات والمقابلات التي تجرى بشكل منتظم في قطاع الأمن الوطني في مدينة نصر، بين اللواء خالد ثروت رئيس القطاع والشاطر وبعض القيادات الأخرى من الجماعة على مرأى من جميع العاملين في الجهاز’.
وفي الحقيقة فان الرد على بيان الوزارة فيه قدر من الارتباط، إذ جاء فيه أن الجريدة كانت تتوقع نفي وزارة الداخلية تسليم اللواء خالد ثروت تفريغ المحادثات للمهندس خيرت الشاطر، بينما جاء في بيان الوزارة المنشور في نفس الموضوع، ان اللواء خالد لم يقم بتسليم أي من قيادات الجماعة.
لكن هذه الملاحظة من جانبنا لا تعني مصداقية بيان الوزارة لأن اللواء خالد منذ تعيينه وهو متهم بأنه يعمل لصالح الإخوان، وفي رأيي أن الإخوان سيعملون على السيطرة على أجهزة الأمن، والحصول على ما تحت يديها من معلومات عن الجماعة لمعرفة من من أعضائها مدسوس من جانب مباحث أمن الدولة والمخابرات العامة، ويعمل لحسابها داخل مصر وخارجها، وكذلك الحصول على المعلومات عن العناصر التي تعمل لحساب الأجهزة المصرية في الخارج، وتسليمها للمخابرات الإسرائيلية، والأمريكية، لأنه لا يمكن لنا تصور أن أجهزة المخابرات الأجنبية لا تملك عناصر لها داخل تنظيم دولي يعمل في دولها، وأن هذه الأجهزة تريد استخدام العناصر المدسوسة داخل الجماعة لكشف شبكات المخابرات العامة وأمن الدولة، وهذه هي نقطة الخطورة، وأنا متأكد من ذلك، أما كيف ستواجه المخابرات العامة والحربية وأمن الدولة هذه الاختراقات، وهل وضعت أياديها على خيوطها، فعلم هذا عند ربك وعندها وعند المخابرات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية والفرنسية والروسية والألمانية، أما هل لقيادات الإخوان في مصر علم بذلك أو تورط فيه، فعلم ذلك عند الأجهزة وعندهم، أيضاً، فالذي أنا متأكد منه أن هناك عمليات تسريب حقيقية من داخل الأجهزة، وبالتالي فان ما نشرته المصري قد يكون حقيقياً، ولكن مصداقيته لو بدأ التحقيق القضائي ستتوقف على تقديم التسجيلات الصوتية، أما تفريغ لها وعليه أختام الجهاز، وقد لا يتم السير في الإجراءات خوفاً من تصاعدها، ويكون في حوزة الجريدة هذه الأدلة، وهناك احتمال آخر، أن تكون الجريدة ضحية دس معلومات لها لتوريطها بعد ذلك، أمام القراء لإثبات عدم مصداقيتها.

اتفاق الاخوان وحماس كان سياسيا

ثم نتحول إلى أبرز ما نشر تعليقاً عليها، في الصحف الأخرى، فقد نشرت الوفد يوم الاثنين ايضا تحقيقا لزميلينا محمد شعبان وسامية فاروق جاء فيه:
‘قالت المستشارة تهاني الجبالي نائبة رئيس المحكمة الدستورية السابق ان جماعة الإخوان تواجه تهمة التآمر على أمن البلاد، وتلك التهمة لها أكثر من صيغة ومنصوص عليها في قانون العقوبات المصري، والنيابة العامة عليها أن تدقق في الأدلة وتقوم بالتوصيف الصحيح، لتلك القضية ليس بناء على نص المكالمات فقط، ولكن بناء على الأدلة الأخرى التي تؤكد دور حركة حماس في إحداث الفوضى التي أعقبت الثورة، أن تهمة الخيانة العظمى تلاحق جماعة الإخوان وربما الرئيس نفسه باعتباره أحد المستفيدين من أحداث العنف التي تلت الثورة والتي أدت الى هروبه من السجن، ان أطرافاً من حركة حماس وجهت سلاحها الى الشعب المصري لترويعه واستخدمتها جماعة الإخوان لإحداث العنف، والحقائق التي تتكشف عن ذلك تؤكد أن هناك مؤامرة على الشعب المصري وثورته السلمية التي أبهرت العالم، ان العقوبة شخصية والإدانة أيضاً شخصية والتحقيقات ستكشف عن دور لأفراد معينين في الجماعة، ولكن اتفاق الإخوان وحماس كان سياسياً قبل أن يكون جنائياً، ولذلك فإن تهمة الخيانة العظمى توجه الى كل أعضاء الجماعة، وأكد الدكتور الشافعي بشير أستاذ القانون بجامعة الإسكندرية أنه لو ثبت ان حماس بالفعل هي الطرف الثالث وأن الملثمين الذين اقتحموا السجون، ومنها سجن وادي النطرون الذي كان يضم معتقلين من جماعة الإخوان وقاموا بإخراج قيادات الجماعة وكانوا يتحدثون بلهجة غير مصرية فستكون هناك حقائق جديدة في الثورة المصرية.
إن الأجهزة الأمنية مطلوب منها التعاون مع جهات التحقيق من قضاة مستقلين للوصول الى الحقائق حتى لا يتكرر نفس ما حدث في محاكمة مبارك، فالأجهزة الأمنية التي سربت المكالمات عليها أن تقدم ما لديها للتحقيق والوصول إلى كافة الحقائق ولو حدث ذلك وتم إثبات أن هناك اتصالات بالفعل بين الجماعة وحماس لإحداث فوضى في مصر، فإن تهمة الخيانة العظمى ستوجه إلى جماعة الإخوان.
ان النائب العام الحالي لن يحقق في البلاغات التي قدمت بشأن الاتصالات ودور حماس فالرجل جمد أي تحقيقات تخص الجماعة وتلاحق المعارضة فقط، بالإضافة إلى أن وجوده أصبح غير ذي صفة بعد أن سقطت شرعيته وأصبح لا يمثل المنصب وسقوطه أصبح قريباً مع حكم الجماعة الذي يقترب من النهاية.
وقال السيد عبدالستار المليجي القيادي المنشق في جماعة الإخوان إن الجماعة من الممكن أن تستعين بحماس لتعينها في أحداث الثورة وهي بداخلها تؤمن بأن حركة حماس هي أحد فروعها وأن الاستعانة بها هو جزء من مهامها، وأشار الى ان فكر الجماعة يفضل أعضاء الحركة في معاونتها عن أي من أبناء الشعب المصري الذين لا ينتمون إلى الجماعة، إن الجماعة استعانت بأعضاء حماس أثناء الثورة والاتصالات التي تم الكشف عنها هي جزء من تلك الاتصالات، فالجماعة كانت ترى أنها في محنة وأن النظام السابق من الممكن أن يلاحقها فاستعانت بأعضاء حماس لمساعدتها’.
وعلينا ملاحظة أن تهاني ناصرية، والشافعي يميل إلى التيار الديني ومساندة القضية الفلسطينية، وهو ما يكشف عن عمق المشاعر السلبية نحو حماس التي تسبب فيها الإخوان.

اربعة وثلاثون سجينا هاربا من الاخوان احرار

وإلى اليوم السابع في نفس اليوم الاثنين وزميلنا عادل السنهوري أحد مديري تحريرها، وهو ناصري أيضاً وقوله:
‘المكالمات تفضح وتكشف أمورا كثيرة لو ثبت صدقها وصحتها ولا أشك في ذلك وتفك شيفرات وألغاز وقائع حدثت في الفترة من 25 حتى 11 فبراير 2011 وما بعدها أيضاً فمازال هناك كثير من الألغاز والأحاجي في تلك الأيام لم يستدل على حلها، ولم تصل إليها عيون الحقيقة، سواء عن قصد أو عن جهل أو تحت ضغوط السلطة الجديدة، فحرق نحو تسعة وتسعين قسم شرطة في توقيت واحد لتركيع جهاز الشرطة وإحداث الفوضى والانفلات الأمني، وهي العملية التي لم يتم الكشف عنها حتى الآن، رغم أن أطرافها معروفة ثم قضية اقتحام السجون المصرية التي بدت خيوطها تتكشف وشهادات كبار الضباط تؤكد وجود مؤامرة مدبرة لإخراج المساجين، خاصة مساجين الإخوان الكبار، فهناك أربعة وثلاثون سجيناً هارباً من قيادات الجماعة حتى الآن، ولم تسع الداخلية للقبض عليهم كما جرى مع باقي المساجين الهاربين من السجون خلال أحداث الثورة، المكالمات بين إخوان حماس وإخوان مصر ستكشف أسراراً جديدة في حالة التحقيق الجاد بشأنها عن مرتكبي حادثة مقتل ستة عشر جندياً مصرياً في رفح في شهر رمضان الماضي، وهم أيضاً معروفون وتحت حماية سياسية، الغموض الكثيف حول كثير من القضايا الأمنية لن يستمر طويلا، فقد أصبح الشعب يعرف كل الحقائق ولا ينقصه سوى إجراء تحقيق عادل لمعرفة المجرمين الحقيقيين وراء هذه القضايا’.

وزير داخلية اسبق يؤكد مشاركة حماس في ضرب متظاهرين

وفي اليوم التالي الثلاثاء فجرت المصري قنبلة أخرى، بنشر شهادة وزير الداخلية الاسبق منصور عيسوي، الذي أكد مشاركة حماس في قتل متظاهرين ومهاجمة السجون، إذ قال بالنص لزميلنا يسري البدري:
‘تسجيلات أمن الدولة وضعت تحت يد القوات المسلحة عقب اقتحام مقار الجهاز في المحافظات، وأن التسجيلات بين جماعة الإخوان المسلمين وحماس تحدث عنها اللواء عمر سليمان مدير جهاز المخابرات الراحل في شهادته أمام محكمة الجنايات، وأن هناك رصداً لعناصر من حركة حماس في ميدان التحرير خلال الأيام الأولى للثورة، وأن هناك وزارة سيادية أخطرت وزارة الداخلية رسمياً بمشاهدة سيارات الأمن المركزي تعبر إلى قطاع غزة خلال يومي 28 و29 يناير 2011، وأن هذه السيارات تمت سرقتها من قوات الأمن، وأن هذه المعلومات وضعت امام الجهات المعنية، وكانت هناك مكاتبات رسمية تفيد بسرقة السيارات الخاصة بالأمن المركزي وعبورها الى قطاع غزة وبالقطع حماس كان لها دور كبير في اقتحام السجون وكل المعلومات تشير إلى ذلك، وهناك عناصر من حماس وأعضاء حزب الله اقتحموا السجون التي يوجد بها معتقلون سياسيون وتم تهريبهم ثم فتحوا السجون الأخرى عن طريق تحطيم أبوابها وتم اقتحامها بمعدات بناء لوادر مثلما حدث في سجن أبو زعبل والمرج، وهناك بعض الضحايا الذين سقطوا شهداء في التحرير كان من ‘نبلة’ حماس، وأن أحد المتوفين أمام مبنى الوزارة ضرب بنبلة من حماس، بقطعة حديد اخترقت جسده حتى وصلت إلى الكبد، وأن الوزارة ألقت القبض على من كانوا يصنعون هذه النبلة في الزيتون، وأن هناك عناصر إجرامية كانت تلقي الحجارة بنفس نهج حماس في الهجوم على المتظاهرين’.

برسيم وخروف

وإلى بعض المتفرقات الطريفة، حيث أخبرنا زميلنا الرسام الكبير بـ’أخبار اليوم’ هاني شمس، عن توابع حادثة التحقيق مع المدرس الذي أجبر تلميذين في احدى المدارس الابتدائية بالصعيد على أكل البرسيم، عقاباً لهما كما ادعى لعدم الاهتمام بالواجبات، أخبرنا شمس بأنه شاهد بنفسه في احدى المدارس مدرسين، أحدهما يعطي درسا في اللغة العربية وكتب على السبورة حرف الباء، وتحته برسيم، وكان يقول لزميل له ممسكاً بعصا:
صحيح العيال ما بيفهموش حاجة، لكن صحتهم بقت زي الحصان.
وما ان سمع الشاعر محمد عبدالفتاح عن هذه الحكاية، حتى حولها من الخيول والحمير إلى الخرفان بقوله يوم الأحد، في بابه اليومي بالصفحة الأخيرة من جريدة ‘الوطن’ صوت الوطن الذي يتكون من عدة أبيات من الشعر، قال مهاجماً الإخوان والرئيس:
شوف
بعد كل الجدل
ورغم عصف الظروف
الباب يفوت جمل
وأنت يادوب خروف
وفي اليوم التالي الاثنين، وقعت حادثة خاصة بالخرفان والتلاميذ، ولكن بدون أكل برسيم، روتها لنا ‘الوطن’ في تحقيق شارك فيه زملاؤنا توفيق شعبان ورضوان هاشم وصلاح عبدالله جاء فيه:
‘خلال جولة تفقدية لمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر فاجأت حبيبة يحيى التلميذة بالصف الخامس الابتدائي الوزير خلال حضوره حفل افتتاحه فرع الأكاديمية المهنية للمعلمين بإلقاء قصيدتين شعريتين هما ‘الأستاذ’ و’الخروف’ وقبل أن تتردد في استكمال القصيدتين طلب منها الوزير أن تكمل من دون خوف، لكنها فاجأت الوزير بقولها بعد نهاية القصيدة ‘حسبنا الله ونعم الوكيل فيك يا مرسي’ وتقول كلمات قصيدة الخروف:
خروف العيد نطحني وناوي يدبحني
بسعره الغالي جرحني ومأمألي وسوحلي
مين أنت عشان تأكل لحمي
مين أنت عشان تجيب تمني
بسعري الغالي هشويك واحطم كل غناويك
ولا يمكن هغذيك ولا صوفي يدفيك
ولو شفتك تبص بعين على صوفي وع القرنين
هسن قروني وبحدين في صدرك وأنزع الكتفين
كفاية عليك صوتي العالي، وأنا صوتي كمان غالي
ميسمعنيش غير الشاري يكون عنده حساب جاري
وقالت الطفلة ‘حبيبة’ لـ’الوطن’: ‘أحد الحاضرين سألني لماذا قلت ذلك؟ وأنا أعرف أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وعندما أرى بلدي بهذا المنظر لازم أقول حسبي الله ونعم الوكيل’ من جانبه أكد يحيى جوهر والد الطفلة وكاتب أبيات الشعر ان ابنته حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية في إلقاء الشعر’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية