الأزمة المالية تنتهي بعرض «العرب اليوم» الأردنية للبيع في مزاد علني

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: تسببت الأزمة المالية التي تعصف بجريدة «العرب اليوم» اليومية الأردنية منذ أكثر من عامين، تسببت في عرض مبنى الصحيفة إلى البيع في مزاد علني تنفيذا لحكم قضائي واجب التنفيذ من أجل سداد الأموال والديون المترتبة على الصحيفة لموظفين سابقين فيها.
ونشر بنك محلي أردني إعلانا مؤخراً بطرح المبنى للبيع في مزاد علني، وحدد الإعلان مرحلة أولى من المزاد بقيمة 3.65 مليون دينار أردني (5 ملايين دولار)، ما يعني أن المراحل التالية قد تطال ممتلكات أخرى من أصول وأموال الجريدة.
ويأتي ذلك تنفيذا لحكم صادر عن محكمة العمل التي أصدرت قراراً قطعياً في نيسان/أبريل 2015 تأمر فيه بدفع رواتب الموظفين العاملين في الصحيفة لسنة 2013، باستعمال القوة الجبرية في الحجز على ممتلكات الشركة كاملة.
وكانت الأزمة المالية في جريدة «العرب اليوم» قد بلغت ذروتها في العام 2013 عندما اضطرت للتوقف عن الصدور بشكل كامل، وأوقفت دفع رواتب الموظفين العاملين فيها، وبعد عدة شهور أعادت الهيكلة بالإستغناء عن عدد كبير من العاملين، ومن بينهم صحافيون، ثم عادت إلى الصدور، إلا أن العاملين المتضررين رفعوا دعوى قضائية ضد الإدارة مطالبين بحقوقهم كموظفين، لتنتهي بالحكم الصادر لصالح الموظفين وإلزام الشركة بدفع الأموال المستحقة لهم.
وفي آب/أغسطس من العام 2013 اضطرت جريدة «العرب اليوم» لفصل 300 موظف بعد أن توقفت عن الصدور بسبب الضائقة المالية لعدة شهور، وامتنعت تبعاً لذلك عن دفع حقوق المفصولين المالية والعمالية وعاودت الصدور بعد أشهر من الإغلاق.
وتمثل أزمة «العرب اليوم» جانباً أو شاهداً على أوضاع الصحافة الورقية في الأردن التي باتت تعاني أزمات مالية متفاوتة تهدد وجودها، حيث أن يومية «الدستور» تعاني من أزمة مشابهة هي الأخرى اضطرت إدارتها إلى التخلف عن دفع الرواتب لعدة شهور، وهي أسوأ أزمة تشهدها الصحيفة في تاريخها الذي يعود إلى الستينيات من القرن الماضي، حيث أنها الصحيفة الأقدم في الأردن.
وتعاني جريدة «الرأي» التي تملك الحكومة أغلب أسهمها أزمة هي الأخرى اضطرت إلى تغيير مجلس إدارتها أكثر من مرة، كما شهدت أكثر من إضراب عن العمل أدى إلى غيابها عن قرائها لأول مرة العام الماضي.
وبينما تعاني الصحف الأردنية الورقية من أزمات مالية خانقة، فان المواقع الالكترونية المحلية، والصحافة الالكترونية، تشهد انتعاشاً غير مسبوق، حيث توجد في المملكة مئات المواقع الإخبارية المحلية التي تحولت إلى المصدر الأهم للمعلومات والأخبار بالنسبة للأردنيين.
ويقول الصحافيون والمراقبون إن الإعلانات التجارية أصبحت تتدفق على المواقع الالكترونية بدلاً من الصحف المطبوعة، وهو ما ساهم في تصاعد الأزمات المالية التي تعاني منها الصحف الورقية، كما أن أعداد الصحف الأسبوعية المطبوعة يتراجع بصورة مضطردة في الأردن، وهي صحف كانت تعتمد في طباعتها على مطابع الصحف الكبرى، وغيابها أدى إلى تراجع الإيرادات لدى الصحف اليومية، وساهم أيضاً في تعميق الأزمات المالية لليوميات الكبرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية