ساعات متوترة جنوب الأردن وإستعراضات عشائرية مسلحة ورصاص والأخوان المسلمون يتهمون عجز النظام

حجم الخط
8

عمان- القدس العربي: توسع نطاق الإحتكاك العشائري في جنوب الأردن فيما سهر أرفع المسئولين في الدولة حتى ساعات فجر الخميس في محاولة محمومة لإحتواء ازمة عنيفة أغلقت الطريق الصحراوي الدولي لعدة ساعات قبل أن يستثمر الأخوان المسلمون أحداث معان الجديدة متحدثين عن (عجز النظام).

وعقد أركان الأمن في الدولة الأردنية سلسلة إجتماعات تنسيقية مغلقة  لدراسة وتأمل أحداث العنف التي  تزايدت جنوبي البلاد وتحديدا في محيط مدينة معان الصحراوية بعد مقتل أربعة مواطنين في حادثة حصلت في حرم جامعة الحسين بمعان.

ويجري كبار المسئولين  إتصالات دائمة مع قيادات البادية الجنوبية ومشايخ مدينة معان لإحتواء أزمة حادة بين أهالي المدينة وعشائر الحويطات التي تسكن في المناطق المحيطة بالمدينة.

وإنتشر عشرات المسلحين على نطاق واسع في محيط مدينة معان ومضارب قبيلة الحويطات.

وكذلك في  داخل مدينة معان حيث يطالب الحويطات الدولة وأجهزتها  بتسليم قتلة إثنين من أبناء الحويطات قتلا في أحداث الجامعة قبل اربعة أيام فيما يطالب أهالي معان الدولة بالقبض على المجرمين وإستعادة هيبة القانون وتفكيك الحصار المفروض على مداخل مدينتهم من قبل مسلحي الحويطات.

ويبدو مع تشدد كل الأطراف أن الأجهزة الأمنية لا تستطيع القيام بواجبها والعمل حيث  حصلت معارك كر وفر بين قوات الدرك ومسلحين ملثمين من الحويطات يغلقون الطرق الدولية المحاذية لمعان ويدققون بهويات المارة فيما بدا فجر الخميس ان صبر السلطات بدأ ينفذ بسبب حساسية الوضع لإنه (معقد جدا) كما قال مسئول أمني للقدس العربي.

وبدأت الخلافات أصلا إثر مشاجرة داخل الجامعة بين طلبة من الحويطات وزملاء لهم من مدينة معان وهي مشاجرة إنتهت بأسلحة رشاشة ورصاص ومقتل أربعة مواطنين أبرياء مع أكثر من 23 مصابا وجريحا بالتوافق مع إغلاق الجامعة.

لاحقا تجمع شبان مسلحين وملثمين من الحويطات وأغلقوا طريقا دوليا حيويا قبل إغلاق طرق أخرى على مداخل مدينة معان وسط مطالبات للأمن بالقبض خلال 48 ساعة على  من قتل إثنين من الحويطات الذين قالوا في بيان لهم أن السلطات تعرف القتلة.

هذه الإغلاقات طالت وتكررت وسط إخفاق أمني في السيطرة عليها , الأمر الذي أثار مشاعر أهالي مدينة معان فتجمعوا بدورهم وسط مدينتهم مساء الأربعاء وأطلقوا الرصاص وأصدروا بيانا أمهلوا فيه ايضا السلطات يومين لإستعادة هيبة القانون ومنع جيرانهم الحويطات من إغلاق منافذ طرقهم معبرين عن رغبتهم أيضا في القبض على مفتعلي حادثة الجامعة.

الوضع العام في المنطقة متوتر وقلق ومأزوم وكل الخيارات في إطار المعالجات الأمنية ممكنة لكنها صعبة ومعقدة وقد تؤدي للمزيد من الإحتقان والتوتر بسبب حساسيات قديمة بين مدينة معان وجيرانها من عشائر الحويطات في الوقت الذي تحدثت فيه بعض التقارير عن إهتمام الملك عبدلله الثاني شخصيا بهذه الأزمة وإحتمالات أن يقوم بزيارة المنطقة فيما نوقشت خيارات من بينها إعلان حالة طواريء في المنطقة الجنوبية في حال إستمرت إغلاقات الطرق وتهديد الأمن العام.

في غضون ذلك أصدر الأخوان المسلمون بيانا عبروا فيه عن الأسف لتداعيات ظاهرة العنف الجامعي وما نتج عنها من وفيات وجرحى وتدمير للمتلكات والقيم والمبادئ العامة.

وإعتبر البيان أن انتشار العنف بهذه الطريقة من حيث الرقعة وعدد الجامعات في آن واحد ومن حيث الحدة والنتائج ومن حيث الاسلحة المستخدمة داخل حرم الجامعات بالاضافة لتصريحات بعض المسؤولين وعمداء شؤون الطلبة بتدخلات امنية ونتائج التحقيق في بعض الجامعات التي تؤكد ان هناك اجهزة امنية تقف خلف العنف الجامعي بل والمجتمعي وتغذيه وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة, ومن هنا لابد من رفع يد هذا الجهاز عن الحياه العامة والسياسية والمدنية.

وقال البيان الأخواني ان الاستمرار بهذا النهج في حرف البوصلة عن الاصلاح واخراج اصحاب السوابق والاقامات الجبرية من الزعران لضرب الحراكيين واستخدام هذه الوسائل الكريهة والممجوجة في الوقوف امام ارادة الشعب الاصلاحية لن تأتي الا بزيادة واضحة في تكلفة الاصلاح كما جرى في الدول العربية المجاورة على الانظمة قبل الشعوب.

وشدد على ان اللجوء لهذا الاسلوب من نشر واستدعاء العنف ينبع ايضا من صراع مراكز القوى داخل اجهزة النظام وداخل الاجهزة الامنية ويستخدم ايضا للتغطيه على فشل النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني.

وإنتقد بيان الأخوان المسلمين التدخل الأمني في العملية التربوية وتعيين المدرسين ومنع العمل الحزبي داخل الجامعات وتجهيل وتضليل الشعوب بالاضافة لعدد من القوانين التي ساهمت في ذلك وعلى رأسها قانون الصوت الواحد الذي مزق العشائر وقانون السماح بالحشيشس والخمور وايقاف قوانين القصاص والحدود.

وتحدث البيان عن التستر على الجناه وحمايتهم امنيا بالرغم من انهم معروفين باثارة الفوضى والعنف في الجامعات وقد صدر بحقهم عدد من العقوبات دون تنفيذ, وهنا نرى بالمقابل الملاحقات للطلبة الاحرار وايقاع العقوبات القاسية بحقهم وذلك لمنشور دعوي او انتماء حزبي او موقف وطني مشرف.

كما ان سياسة منع الخطباء والوعاظ والتضييق على دور تخريج اهل الايمان وحفظة القران بالاضافة لاثارة النعرات والطائفية والعنصرية ضمن قانون فرق تسد على وسائل الاعلام الرسمية وبشكل واضح ولافت بالاضافة لقبول الطلبة على اساس الواسطات والمكرمات بعيدا عن العدالة والكفاءة كل هذا سبب مباشر في هذه الحالة التي نراها اليوم وبتدبير وتخطيط من اجهزة النظام وجهاز المخابرات العامة.

 وختم البيان قائلا: ان مسؤولية ما جرى يتحمله النظام العاجز عن ادارة امتحانات الثانوية او انتخابات نيابية ولا سبيل للخروج من الازمة الا بالرضوخ لارادة الشعب وتلبية المطالب الاصلاحية التي باتت معروفة لدى الجميع.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول وليد خريس:

    العنف الجامعي في الأردن بات تراث غوغائي بقصد او بدون ، لم تكن هناك معالجات ناجعة تكفل بتره او سحقه ، ولأن أمتداده عشائري بأمتياز جعل المعالجات الأمنية له قاصرة بحيث يجب تدعيمها بحوار او ارادة وجرأة وطنية تم بها مراجعة جريئة لمفهوم وواقع العشائرية واذا كان من المستحيل -اي العشائرية – ازالتها – فلا بد من اعادة انتاجها بحكمة وعقلانية ففي ذلك تتغير المعادلة أمنيا على الأقل أنهي ان الذين استعصى عليهم فهم وتقبل (((( مصطلح ))) ديناصورات ربما اصبحوا الأن اقرب الى فهمه من اي وقت

  2. يقول ابو جهاد الطوباسي:

    الى متى والى اين تجر العشائر وابنائهم الاردن وجامعات الاردن يدخل ابنائهم الجامعات ليس معهم علامات تؤهلهم لذالك اما واسطه او مكرمه ملكيه لانه لا يمكن ان يكون انسان مثقف ان يفعل ويفكر ما يفكر به اولاد العشائر وهو انه وراه عشيره ويقدر ان يفعل ما شاء ولا يوجد قانون وهذه يدل على عدم الثقافه والجهل والكل زعل لما قال الملك ان شيوخ العشائر دينسورات لا تزعلو انتم جهله

  3. يقول جمال الجمال:

    يجب ان يكون هنالك قانون واحد في البلاد يحكم الجميع ويجب إلغاء قانون العشائر المتخلف , واعادة النظر في طريقة القبول في الجامعات بطريقة التنافس وليس عن طريق المكارم لتتحقق العدالة في ذلك لكل الطلاب.

  4. يقول احمد أبو عبيد - لندن:

    هل يعرف الناس في الأردن أن السويد (وكذلك النرويج وفنلندا) بلد عشائري؟ لم أصدق ذلك عندما سمعته لأول من استرالي تزوج من سويدية حيث كان الرجل مندهش جدا من أخلاق إكرام الضيف. العشائرية في السويد بنية اجتماعية “حميدة” ليس لها أثر في الانتخابات والقبول الجامعي الخ. لكنها في الأردن تسير بالبلد نحو الهاوية.

  5. يقول سامر أسمر:

    يجب إعادة النظر في ” أبن عشيره” لانها أصبحت تدل على الجهل والتخلف والكسل والكسب السهل والغير مشروع من صلبطة وخاوات وتهريب وافضل أن أكون أبن الوطن الصالح.

  6. يقول علي أحمد سعيد:

    قرار إنهاء العنف الجامعي أو الحد منه بدرجة كبيرة جدا يقتضي اعادة النظر بسياسات القبول القائمة وبالكادر التدريسي والاداري نفسه الذي من المؤسف ان يكون متطورطا هو نفسه بتعزيز العشائرية والمناطقية والاقليمية في الجامعات. فلم تعد المعالجات الظرفية مجدية واغلب الظن انها معالجات غير صادقة لالهاء المجتمع عن الاسباب الحقيقية.

  7. يقول AL NASHASHIBI:

    حب لأخيك كما تحب لنفسك …واذا الأشكال ..سببه فلسطيني …فاقدم نفسي ودمي حلال لكم يا عشاًر الأردن …..لن نقبل الا بفلسطين …………..اهلي الأشقاء في الأردن الشقيق شعباً وحكومه ناسف علي هذه الحوادث التي تتم في البيًه الجامعيه التي من المفروض تضم الطبقه المثقفه والحضاريه في المجتمع والتي نأمل منها ان تشكل الجيل الصاعد في تحمل مسووليه المستقبليه للمجتمع ان تتصرف بهذا الشكل الغير مناسب لها والي المجتمع التي تعيش به .نأمل من المشرفين الجامعين ان يدركوا بان كل الطلاب هم ابناًنا وعلينا فتح النقاش وحريه الراي لكل من يرغب ..وحل المشاكل باسلوب حضاري متمدن وليس بربري رجعي او تعصبي .وسلاح الحكمه والعلم افضل بكثير من سلاح الجهل وسفك الدماً .الاختلاف في الراي مطلوب .ولكن لا يعني اننا اعداً.بل تبادل وجه النظر تعمل عل تطوير الفكر والحصول علي نتاج افضل للجميع .ونطور من المعدن الحضاري للمجتمع.ابن فلسطين يدعم الحوار وتبادل الأفكار دون تعصب .بل بالمحبه نحقق أحلامنا…قتل الانسان لا يعني قتلت فكره او نظريته  أخوكم …منكم ولكم …النشاشيبي AL NASHASHIBI 

  8. يقول أ.عبد اللطيف سلوم:

    نسأل الله عز وجل أن يديم نعمة الامن والامان على الاردن ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ,, ونسأل الله عز وجل أن يحفظ القيادة الهاشمية خيمة تظلل على كل الاردنيين من شتى الاصول والمنابت .

    نحن نؤمن بالقيادة الهاشمية ونعلم ان قطار الربيع العربي لن يقف بالاردن
    فربيعنا هو مولانا ابو حسين حفظه الله ورعاه .

    العنف الجامعي والمشاكل العشائرية موجودة في كل الدول العربية
    وهناك عوامل عديدة يطول شرحها بدئا من المدرسة وضياع هيبة المعلم مما ادى لى تنمر هذا الجيل وعدم احترامه لا للمعلمين ولا للإباء .

    والعامل الديني يلعب دور رئيسي وخاصة في ظل الانفتاح والثورة التكنولوجية من الانترنت والواتس اب والفيس بوك … الخ

    وأخيرا نسأل الله عز وجل أن يديم علينا نعمة الامن والامان انه على كل شيء قدير

إشترك في قائمتنا البريدية