تنديد واسع بعودة سياسات زمن مبارك… وتساؤلات حول تحالف الإخوان مع فلول مبارك

حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي» ـ: يوماً يعد يوم يزداد عدد الكتاب الذين يرون أن النظام يفقد رشده إذا ما قرر الإستمرار في طريق المواجهة مع قوى المعارضة للنهاية، خاصة مع تحول رموز من أنصار معسكر 30 يونيو نحو فريق المعارضين لسياسات النظام، بعد أن بدأ الحلم الأمني واللجوء لقوانين استثنائية يقلصان مساحات الحرية وهما بضاعة الحكومة الوحيده التي ستروج لها وتنتجها للنهاية، وفيما يشعر أنصار السيسي بالقلق لإرتفاع أصوات المعارضة في الفترة الأخيره يشعر تيار المعارضة بشيء من السلوى والثقة لأنهم وجدوا أخيراً من يشاركهم النقد للنظام ورموزه.
وفي صحف الأمس تواترت وتيرة النقد للنظام بشكل لافت بسبب عودة سياسات زمن مبارك التي ملأت الأرض جوراً وانتهت بخروج الملايين مطالبين بسقوطه، فهل يتكرر السيناريو مجدداً؟ هذا ما يراهن عليه خصوم الرئيس وفي القلب منهم الإخوان ومن والاهم. وفي صحف أمس استمر الترويج لرحلات الرئيس لسنغافورة والصين وحرص كتابها على الإغداق على السيسي بوابل من الثناء لجهوده المستمرة وحرصه على أن يخلص مصر من أزمتها الإقتصادية الخانقة التي خلفها مبارك ولصوصه:

«المصري اليوم»: «يرضيك
يا سيسي ابن الفقير يتغرز في الطين»

البداية ساخرة ومؤلمة تكشف أن الظلم يتسع بطول البلاد وعرضها، حيث يتساءل حمدي رزق في «المصري اليوم» عن سر انحراف حكومة المهندس إبراهيم محلب عن الطريق الصحيح، قائلا «هو ليه وزراء حكومة محلب ماشيين عوج، ماشيين مشي بطال»، في إشارة لقرار وزير التعليم العالي الدكتور علي عبدالخالق بشأن استثناء أبناء القضاة وضباط الشرطة من التحويلات.
وقال رزق: «وزير التعليم العالي عبدالخالق أفندي يفقأ العيون بإصبعه، يعترف بأن ما يثار حول التحويلات أمر طبيعي يحدث كل عام، ويتم قبول بعض التحويلات لأسباب طبية، بلجنة طبية، وأيضا الطالب الذي يتم نقل ولي أمره من وظيفته مثلما يحدث مع القضاة والشرطة والجيش!!».
وأضاف «كفى حكاً الأنوف، لجان طبية وعديناها، وماذا عن لجان أولاد القضاة والشرطة والقوات المسلحة، هل هؤلاء على رأسهم ريشة، يعني لو موظف طلعان روحه وتم نقله من وظيفته في أسيوط إلى القاهرة، هل سيحظى ابنه بالفرصة نفسها؟ لماذا الإصرار على مجاملة هذه الهيئات الثلاث وأولادهم وأحفادهم؟».
وتوجه «رزق» للرئيس عبدالفتاح السيسي قائلا «سيادة الرئيس لقد اتسع الخرق على الراتق، نفر من وزراء محلب يخربون ثقة الناس في عدالتكم، هؤلاء هم الطابور الخامس فعلا، تصريح الوزير خطير، يشرعن الإستثناءات، خطير ما تسرب أخيرا عن استثناءات لأبناء الكبار، واستنكفها المجلس القومي لحقوق الإنسان».
وتابع «الوزير يرى أن ما يثار حول حظوظ أبناء الكبار طبيعيا، خليهم يتسلوا، متى كانت الإستثناءات توصف بالطبيعية، وما القصد من استثناء أبناء الكبار وحذر رزق من أن هذه الإستثناءات العلنية تصدم الرأي العام، قائلا «هذا الوزير يرتكب جناية قومي».

استياء واسع بسبب تدليل القضاة

ونبقى مع حالة التمييز التي تحظى بها بعض الفئات، وبحسب تقرير لـ«الشعب» أثار إعلان وزارة العدل الذي قضى بزيادة في الميزانية للقضاة قدرت بـ 70 مليون جنيه غضب موظفي الدولة الذين ينادون بالحياة الكريمة فقط، ووقف قانون استعباد الموظف «الخدمة المدنية».
وكانت المكافأة الجديدة التي أقرها مجلس القضاء الأعلى، برئاسة المستشار أحمد جمال الدين عبداللطيف وقدرها 5 آلاف جنيه لكل قاض؛ تحت مسمى مكافأة جهود إضافية للقضاة» قد أثارت موجةً من الغضب العارم بين العاملين في قطاعات الدولة المختلفة؛ حيث تأتي في الوقت الذي تتزايد فيها المطالب الفئوية للعاملين بالدولة لزيادة رواتبهم في ظل تجاهل حكومي واسع.
وتأتي زيادة رواتب القضاة في ظل موجة عارمة من الإحتجاجات الواسعة في قطاعات الدولة المختلفة ضد قانون «الخدمة المدنية» والذي يؤثر بالسلب على الموظفين والعاملين بالدولة، كما تأتي في ظل رفض الدولة لمطالبات أمناء الشرطة بزيادة رواتبهم.
وبحسب مراقبين فإن المكافأة الجديدة التي أعلن عن صرفها للقضاة تحت مسمى «بدل مجهود» والزيادات الخمس التي أقرها السيسي خلال عامه الأول في السلطة للعسكريين، تؤكد المحاباة لطبقات معينة في المجتمع في حين أن شعاره المعروف «مفيش ماعنديش» يكون الرد الطبيعي على أي مطالب بزيادات لأي فئات مجتمعية أخرى.
واعتمد مجلس القضاء الأعلى أمس مكافأة قدرها 70 مليون جنيه لكل القضاة وأعضاء النيابة العامة، تصرف بقيمة 5 آلاف جنيه لكل قاض؛ تحت مسمى مكافأة جهود إضافية للقضاة»، ويبلغ عدد القضاة وأعضاء النيابة العامة أكثر من 14 ألف قاض وعضو نيابة، ليصبح المبلغ الإجمالي للمكافأة 70 مليون جنيه، على أن تصرف أول سبتمبر/أيلول من ميزانية مجلس القضاء الأعلى».

العثور على نقطة ضوء
يتطلب مزيداً من الصبر

وإلى مزيد من النقد للنظام وهذه المرة على لسان محمد سيف الدولة الذي يرى أنه حين يواجه الناس نظاما مستبدا باطشا ينتهك الدستور والقوانين، ويصادر الحقوق والحريات، ويقضي على العدالة ويؤمم الحياة السياسية ويحظر المعارضة ويطاردها، ويعتقل من يريد منها، وينشر أجواء من الشك والتخوين والتحريض والكراهية، ويحكم قبضة الأمنية على كل شيء ويتابع الكاتب في «الشعب»: حين يشعر الناس بالعجز ولا يعرفون ماذا يفعلون في مواجهة كل ذلك، بعد أن تم تجريدهم من كل أدوات الرأي والتعبير فانهم يبحثون في تاريخهم القريب عن محن مشابهة علهم يجدون فيها دروسا أو مخارج لمحنتهم ومحنة البلد الحزينة.
وكذلك حين يضرب داء الصمت قطاعات واسعة من المفكرين والمثقفين والسياسيين والنخب، فيصمتون عن آلة البطش والإستبداد بل ويباركونها احيانا.فانه قد يكون من المفيد تذكيرهم بمحنهم الشخصية حين كانوا هم الضحايا ونزلاء السجون.
ويتذكر الكاتب أنه في مثل هذه الأيام منذ 34 سنة، عاشت مصر محنة «اعتقالات سبتمبر» الشهيرة، حين انطلقت قوات الأمن وسيارات الترحيلات لتعتقل آلاف المصريين وتشحنهم الى السجون. بررها السادات حينها بأن هناك فئات مخربة تهدد الوحدة الوطنية والسلام الإجتماعي و سلامة الوطن مما يستوجب اتخاذ تدابير استثنائية لإنقاذ البلاد..
ولكن في الحالتين؛ في 1981 و 2015، وفقاً للكاتب فإن الحظر شمل كل فصائل المعارضة الحقيقية أياً كان انتماءاتها السياسية او الفكرية.بدليل سجن عشرات من الشباب الذين شاركوا في 30 يونيو، بالإضافة الى ما تتعرض له المعارضة المدنية، والخلاصة انه في الحالتين، نحن بصدد «استبداد الدولة» وبكل ما تملكه من امكانيات ومؤسسات وأدوات للسيطرة والقمع، وبكل ما تروجه من مبررات وذرائع، في مواجهة معارضة سياسية محاصرة».

«النور» يصلح ما بين المسيحيات والسلفيين

«أيتها الأخت السافرة المتبرجة الكاشفة المتنمصة المستوشمة المستوصلة، هنيئاً لك ولأخواتك. فقد عفا عنكن أصحاب الرضا والسماح. وألَّف الله بين قلوبكن وقلوب السلفيين». بهذه الكلمات يبدأ عادل نعمان هجومه على حزب النور السلفي متابعاً في «الوطن»: أبشروا، ستتجمل قوائم النور وتتزين بحواجب المتنمصات منكن، وبشفاه الساحرات الممتلئات الدافئات، وبالشعر الحريري الغجري للفاتنات المستوصلات، وبعيون الكواحل منكن والمستوشمات. سيجوب جمالكن القرى والمدن على قوائم النور، يحمل الخير والفلاح، والتقى والورع إلى أهالي المعمورة، ويبعث البهجة في نفوس الفقراء والمساكين. أيها المواطن المسيحي القبطي النصراني الذمي الكتابي المعاهد، لقد عفا عنك حزب النور الإسلامي الليبرالي الاشتراكي المسيحي اليميني الجديد يسمح للمرأة المحجبة وغير المحجبة ولإخواننا من الأقباط بالانضمام إلى قوائم حزب النور. هذا المرسوم بفتوى قد جاءنا كما يشير الكاتب على لسان قائد السرب السيد برهامي، وأفتانا فضيلته أنها مراعاة للمصالح والمفاسد. ويرى جنابه أن المسألة فيها اجتهاد فقهي، وليس هناك نص قاطع من القرآن والسنة يحرم ذلك، وسمّاها الليونة الفقهية.»
يتابع نعمان: «يستند السادة الأفاضل من المتحولين دائماً إلى فتوى الألباني وبن باز وبن عثيمين في أن المشاركة في الإنتخابات مباحة إذا كانت فيها ثمرة مرجوة من ذلك (الفتوى خاصة بدخول الإنتخابات فقط ولا صلة للمتبرجات أو النصارى!!)».

قمع الأنظمة وغياب رحمة الشعوب سبب المأساة

ونبقى مع مأساة أسرة الطفل إيلان حيث يرى عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» أن ما جرى يحدث يوميا لمئات الآلاف من اللاجئين العرب، خصوصا السوريين، لكن الصورة المأساوية للطفل غريقا على الشاطئ ووجهه غارز في الرمال قلبت العالم رأسا على عقب وهنا تتجلى بعض إيجابيات وسائل الإعلام، والسؤال: ماذا فعلنا نحن كعرب لهؤلاء المهاجرين؟
يضيف عماد: كثير من المواطنين العرب الذين يتحدثون الآن عن الرحمة والإنسانية، لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء التعاطف مع مآسي اللاجئين في بلدانهم العربية، بل شاركوا فعلا بالصمت على الكثير من الانتهاكات ضدهم.
ثالثا: بعضنا ينتقد أوروبا لأنها تحاول منع وصول المهاجرين إليها، وننسى أن بعض البلدان الأوروبية كانت أكثر رحمة بالمهاجرين منا نحن العرب والمسلمين، حيث يحلو لبعض متطرفينا وصف أوروبا بالقارة «المسيحية الكافرة»! ورأينا بعض المهاجرين يرفعون صور المستشارة الألمانية انغيلا ميركل لأنها سمحت باستضافة بعض المهاجرين.
الأهم من ذلك، نحن ننسى سبب المشكلة الجوهري الذي جعل العرب إن لم يموتوا قصفا بالبراميل المتفجرة والغاز السام والشوي والحرق في بلدانهم، يموتون غرقا في مياه البحر المتوسط أو على الحدود وداخل شاحنات نقل الفراخ في دول شرق أوروبا.
ويرى الكاتب أن استبداد الأنظمة سبب جوهري للمأساة حينما عجزت حتى عن إقامة الدولة الوطنية القطرية، قبل أن نلوم الأوروبيين، وقبل أن نتعاطف مع اللاجئين بالكلام فقط، علينا أن نسأل أنفسنا: ماذا فعل كل شخص وكل تيار أو حزب أو مؤسسة أو دولة لمساعدة اللاجئين عمليا لمنع أسباب المأساة أو على الأقل لمنع تكرارها؟!!

الرئيس عاد منتصراً من الصين

زيارة الرئيس السيسي للصين وقبلها روسيا وسنغافورة تؤكد حسب وصف محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير «الأهرام» أن القيادة السياسية تسير على طريق واضح وفي عملية إعادة البناء على المستوى الداخلي ووضع مصر على خريطة الدول الناشئة من خلال توطيد أركان التعاون والشراكات مع الدول الأكثر تقدماً، وتنويع خيارات التعاون واحد من أهداف السياسة الخارجية للرئيس السيسي التي تجني ثمار العمل الدؤوب والجاد على مدى الشهور الماضية والتي تقوم على عودة مصر إلى الساحتين الدولية والإقليمية سياسيا واقتصاديا وعدم الإنسلاخ عن قضايا الشرق الأوسط التي تحتاج استعادة الدور المركزي لمصر أكثر من أي وقت مضى بعد أن غرقت شعوب المنطقة في صراعات ومآس عظيمة فيما قاد الشعب المصري، مدعوما بجيشه، واحدة من أشجع عمليات التغيير يقف العالم لها احتراما اليوم رغم ما شابها من إرهاب وعنف من جماعات دموية إلى جانب نخب سياسية ومال سياسي يسعى للسلطة ولا يعنيها مستقبل أمة أو مصير شعب».
أضاف علام: «يعود الرئيس السيسي من رحلته الآسيوية ظافرا بدعم عواصم كبرى لمشروع التحديث والتنمية ووضع مصر على خريطة الإستثمارات العالمية وحريصا أشد الحرص على التماسك والوحدة الداخلية التي تمهد الطريق لمزيد من النجاحات في المستقبل.
في روسيا والصين وسنغافورة، ظهرت مقومات المستقبل التي نعول عليها للنقلة النوعية التي نرضاها للأجيال الجديدة ولعل اهتمام الدول التي زارها الرئيس بتطوير العلاقات مع القاهرة يمثل قوة دافعة لمواصلة العمل والإصرار على برنامج إصلاح يرضي طموحاتنا ويؤكد أننا على الطريق الصحيح».

التوجه شرقا صفعة للهيمنة الأمريكية

ونبقى مع آثار زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا، ثم أندونيسيا وسنغافورة حيث يرى جمال زهران أن هذه الخطوة تمثل صفعة للهيمنة الامريكية، متسائلاً: كيف يمكن لهذا التوجه شرقا أن ينجح، وما هي ضمانات النجاح؟ وهل تترك الأمور للمصادفة أم يحتاج الأمر لتخطيط وجهود ضخمة تصل الى تكوين مجلس استشاري للتخطيط للسياسية الخارجية المصرية يدعم الرئيس ووزير خارجيته لتحقيق الفعالية والضمانات؟
وكيف سيتم التعامل مع المحاولات والمؤامرات الغربية لإجهاض هذا التوجه؟ وماهي آليات الغرب لتحقيق أغراضه وإعادة مصر الى حظيرة «التبعية السياسية» لأمريكا وهل هناك دول إقليمية تتظاهر بدعم مصر، ولكنها تهدف إلى حصارها وعدم تمكينها من الانطلاق؟ وكيف يتم التعامل مع ذلك»؟
وعلى الجانب الآخر يتساءل زهران في «الأهرام»: «هل هناك متطلبات داخلية وخارجية على وجه الخصوص لحماية هذا التوجه»؟ وأرى أن تغييرات اقتصادية بتغليب العام على الخاص وزيادة مساحة دور الدولة في الاقتصاد، وإزاحة وزراء يدعمون اتجاه التبعية، والإقتصاد الحر، والإنطلاق نحو مشروعات صناعية ومدن صناعية بدلا من خيارات المدن والعقارات الوهمية، وغير ذلك كثير يمكن الحديث عنه تفصيلاً، كما أن اعادة النظر في السياسة المصرية تجاه قضايا المنطقة أمر مهم وضروري وأرى البدء بعودة السفير المصري لسوريا فوراً، وكل هذا من شأنه دعم هذا الخيار نحو الشرق. وأخيراً فان السياسة الخارجية الناجحة تبدأ من سياسات داخلية.

رسالة الربيع العربي لم تصل بعد

لم تكن رسالة الربيع العربي في موجته الأولى معنية بإسلاميين ولا ليبراليين ولا يساريين؛ بل كانت معنية وفق ما يشير مصطفى النجار في «الشروق» بقطاعات من الشعب شعرت أنها بعيدة عن الحياة الآدمية وأنها تستحق أن تعيش مثل باقي البشر الذين يحيون حياة كريمة يشعرون فيها بإنسانيتهم، كان النداء الأول إنسانيا قبل أن يكون سياسيا لذا دوي رنينه بين الأقطار العربية التي اندلعت فيها التظاهرات المطالبة بتغيير نمط هذه الحياة بالكامل.
وبحسب الكاتب فقد فاجأ الربيع العربي الجميع فقد كان مباغتا وعفويا للدرجة التي يعجز معها عن التفسير أو التحليل وكما أُسقط في يد الانظمة الحاكمة كانت هناك صدمة بالغة في الدوائر الغربية التي تجمد رد فعلها في الايام الاولى قبل أن تستوعب أن هناك موجة تغيير قد شبت نيرانها في هذه المنطقة من العالم التي كانوا يقولون عنها إنها لا يمكن أن تثور!
ويرى الكاتب انه ليس عيبا أن نعترف أن الربيع العربي لم يكن مشروعا متكاملا يحمل رؤية ونموذجا كاملا لبناء الدولة الحديثة وإدارتها، لكنه كان البداية لأن يدرك الناس أن هناك خللا جما يهدد حياتهم ومستقبل أبنائهم يتمثل في الفساد السياسي وسوء الادارة وانعدام الكفاءة وسيادة العشوائية وانتشار الخرافة، ورغم انحسار الموجة الأولى للربيع العربي فإن أسبابها ما زالت حاضرة بقوة بل وتتفاقم يوما بعد يوم مع استمرار فشل الانظمة واعتقادها أنها استطاعت إخماد موجات هذا الربيع إلى الأبد».

هل يتحالف الإخوان مع فلول مبارك؟

وننتقل بالمعارك الصحافيه ضد الإخوان والفلول، حيث يرى نصر القفاص في «اليوم السابع» أن طرفي لعبة كلا الطرفين يستعيدان قدرتهما على المصالحة والاتفاق، لأجل استئناف لعبة الشد والجذب من جديد.. ويتجلى ذلك قبل انطلاق انتخابات مجلس النواب، وقد تمكن كل طرف من جمع وتجميع أشلائه للخروج بأكبر قدر من المكاسب وأقل نسبة خسائر. الصورة التي تشع انتصارات يبدو في خلفيتها ما يجعلني أخاف لمجرد اقترابي من مسؤولين معظمهم يتفق في السر على مكامن الخطورة.. لكنهم يعلنون الارتياح الكاذب والباهت!! والمؤسف أن المخلصين والفاهمين والصادقين والواعين.. إما يعجزون عن التعبير.. أو يتكلمون تحت ضغط الخوف فيقولون كلاما غامضا.. والأغلبية تنسحب إلى الصمت والانكفاء على الذات.. ويعتقد الكاتب أن تشكيل ما يسمى بقائمة «في حب مصر» للانتخابات البرلمانية يعكس كل المعاني التي تضغطني المساحة لكي أتحدث عنها باختصار.. فهذا ميدان يستجمع فيه كل من يريد تحقيق مكسب سريع قدراته.. وكل منهم على حد رأي الكاتب يلعب بأوراقه الشخصية في غيبة الحرص على المصلحة العامة والوطن.. لذلك أعتقد أن تشكيل مثل هذه القائمة سيعكس جهلا وغباء منقطع النظير.. في حالة الإعتقاد بأنها ستجمع بفعل عوامل التعرية!! وإما أنها ستعبر عن ذكاء ومهارات استثنائية في حالة تقديمها قربانا، ولتكون برهانا على نزاهة الانتخابات بأن تسقط ونباهي أمام الرأي العام الداخلي والخارجي بأن من اعتقد في أنها تمثل الدولة قد خسر رهانه، وتهاوت أكاذيبه لنكسب أرباحا ضئيلة..».

معركة تجسيد الأنبياء تشتعل من جديد

هل يجوز تجسيد الأنبياء على الشاشة وفي الدراما..أم لا؟! سؤال يتردد بقوة حالياً استدعى انتباه ناجح ابراهيم في «المصري اليوم»: «الحقيقة أننا أمام رأيين شهيرين إزاء هذه المسألة ظاهرهما التناقض وحقيقتهما التكامل.. وسبب الخلاف هو غياب النص قطعي الدلالة من القرآن أو السنة الذي يبيح ذلك أو يحرمه. أولا: رأى فقهاء الشيعة: وهو يذهب في معظمه إلى جواز ذلك استنادا إلى أن الأصل في الأشياء الحياتية غير التعبدية هو الإباحة.. وأن الحظر لا بد له من دليل وما دام الدليل غير موجود فالإباحة هي الحكم.. إلا أن الإخلال بقداسة الرسل أو تشويههم أو تشويه رسالتهم أو تحريفها عن طريق الدراما قد يحول هذه الإباحة إلى الحرمة.. ويستندون أيضا إلى أنه ما دامت هذه الدراما تساهم في نشر رسالة هؤلاء الأنبياء وتحيي ذكرهم وتذكر برسالتهم السامية وترفع قدرهم.. ولا يكون فيها ما يسيء إليهم أو يشينهم.. فإن هذه الدراما والتجسيد يصبان في الإباحة إن لم يكن الندب والوجوب.أما الرأي الآخر فيرى حرمة تجسيد الأنبياء على الشاشة في أي عمل درامي يظهرهم بأشخاصهم..وهذا ما استقر عليه رأى معظم فقهاء أهل السنة.. ولم أعلم لهم في ذلك مخالفاً، وعلة التحريم عندهم تتمثل في عدة نقاط منها: إن تجسيد الأنبياء على الشاشة ينتقص من قدسيتهم ويخدش مكانتهم.. وخاصة إذا قام بدورهم ممثل معروف بإنحراف سلوكه أو فساد أخلاقه..أو مثل قبله أو بعده أدوار الفجور والعري والإدمان والخمر.. فأنبياء الله جميعاً عليهم الصلاة والسلام ليسوا بشراً عاديين مثل غيرهم.. ولكنهم موصولون بالوحي الإلهي.. وقد اصطفاهم الله تعالى على العالمين لعلة تبليغ الرسالة وإيصال الأمانة.. وتجسيدهم على الشاشة قد يضر بهذه القداسة والاصطفاء».

الفن المصري خطر
على صحة المشاهدين

ونصل بالمعارك الصحافية للساحة الفنية، حيث يهاجم تامر ممتاز السينما والدراما التلفزيونية والمسرحية: «عندما تقول إن الفن المصري قد وصل إلى أدنى درجاته لا يقتنع بكلماتك الكثير بل ويقولون إنه يحقق عوائد كبيرة ولتنظر إلى السينما التي تعرض هذه الأفلام وكيف يجني المنتجون الملايين وهذا مؤشر واضح ودليل صريح على قوة صناعة السينما في مصر. إلا أن الواقع مختلف كثيرا فاستيراد الأفلام المصرية من الدول العربية لم يعد موجودا ولا مسلسلاتنا لأن العالم بدأ يرى نتائج استيراد الأفلام المصرية التي تدخل كل بيت وتغير أخلاق أولادهم وتعلمهم رقصات جديدة بصورة مؤذية ويعلمونهم كيف يلوحون بالسكاكين والمطاوي وخروج بعض الألفاظ الجديدة التي يتعلموها (هيتعمل معاه الجلاشة – ده ماشي شمال – نفض له – اهبشه) وغيرها من الألفاظ التي لا يمكن ذكرها هنا والتي لم نكن نسمعها إلا أنها الآن أصبحت..عادي.
المشكلة كما يشير إليها الكاتب في فيتو أن هذا الضوء الأحمر لم ننتبه إليه إلى الآن وعليه لم يعد هناك إيراد للفن المصري إلا من المواطنين وأغلب رواد السينما أصبحوا غير ما كانوا عليه في الماضي عندما كانت هناك الأفلام التي تخاطب العقل عن هذه التي تخاطب الغريزة والبلطجة الصريحة. الجيل الجديد لا شك أنه يعاني من الإحباط والقهر لأن القانون الذي يحكمه هو قانون الغاب وهو ماتكرس له الدراما ليظهر الأثر السيئ في الواقع».

مثقفون تحت الطلب

لطالما سمعنا المحاضرات والندوات في النوادي والمسارح والجامعات، وقرأنا في الكتب والصحف والمجلات عن الدور العظيم الذي يؤديه المثقف في تنوير الشعب، والأخذ بيد الجمهور نحو الوعي الذي يمنح الشعب حصانة ضد الإستغلال والإستغفال أيا كان نوع هذا الاستغلال والاستغفال … الاستغلال والاستغفال السياسي … الديني … الفكري ….إلخ .
وقد صدق مجدي مغيرة مثل آخرين كما يشير في موقع «إخوان أون لاين»، هذا الوهم سنواتٍ طوالٍ .. أكبرنا دور المثقفين، ومنحناهم ثقتنا، والتهمنا كتبهم ومقالاتهم التهاما، وافتخرنا بهم أمام كل من نقابله من أبناء الشعوب الأخرى .
ويتساءل الكاتب، وكيف لا نفتخر بهم وهم الذين أناروا لنا طريق حياتنا، وفتحوا أعيننا على كل جديد ومفيد، ومرَّنوا عقولنا على التفكير الناقد، ودرَّبوا ألسنتنا على الحديث بالكلام الهادف، وارتقوا بمشاعرنا حتى صارت مشاعر مرهفة تنفر من الظلم، وتستبشع الاستغلال، وترفض الاستغفال، وتنادي بالحق والحرية والعدل والمساواة دون أن تخشى ظالماً أو تهاب طاغية أو سفاحاً .إلا أننا وجدنا عند المواقف الفاصلة والانعطافات الكبرى في حياة أمتنا، وجدنا الكثير من هؤلاء – وأستثني منهم قلة قليلة – على غير ما ظنناهم وعرفناهم، حيث اكتشفنا أن كتبهم ونظرياتهم وقصائدهم ورواياتهم ومقالاتهم ومحاوراتهم ومحاضراتهم ما هي إلا أقنعة مزيفة يرتدونها للتجمل أحيانا، وللخداع والتزييف أحيانا، ولأكل العيش أحيانا أخرى» .

بطلة الجمباز ميته
من 10 أيام دون علم المستشفى

قال الدكتور صابر غنيم، رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص في وزارة الصحة، إن لجنة طبية متخصصة توجهت، للتفتيش على المستشفى الشهير بمنطقة الدقي، الذي شهد واقعة وفاة الطفلة جنة الله ياسر، بطلة مصر في الجمباز، وإن التقرير النهائي للجنة، التي تضم أطباء متخصصين، سيصدر الأحد المقبل.
وأضاف أن اللجنة قررت استدعاء الأطباء المعالجين للحالة للاستماع إليهم، وأن الطفلة وصلت المستشفى الخاص في حالة متدهورة جداً عقب نقلها من الرعاية المركزة بمستشفى الدمرداش، حيث كانت تعاني نزيفاً بالمخ والبطن وكسراً بالحوض، وكانت متوفاة إكلينيكيا.
وبحسب «المصري اليوم» قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم الوزارة: «الحالة تم نقلها للمستشفى الخاص بالجيزة بناء على طلب أهلها، للوصول لمستوى خدمة أفضل، حيث كانت حالتها سيئة للغاية، ووفقاً للتقارير الطبية فإن الوضع الصحي للطفلة لم يتغير سواء قبل نقلها للمستشفى الخاص أو بعده».
أضاف: «الطفلة متوفاة إكلينيكياً منذ 23 أغسطس/آب الماضى، عقب وقوع الحادث، حيث دخلت في غيبوبة عميقة نتيجة نزيف بالمخ والبطن وحال ثبوت إهمال من جانب المستشفى سيتم على الفور إغلاق العناية المركزة به، وتحويل القضية للنيابة ولجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء».
من جانبه، تساءل والد الطفلة: «لماذا استمر المستشفى في علاجها لمدة 8 أيام وهي متوفاة؟»، وحمّل المستشفى مسؤولية وفاة ابنته.

«شوكان» المنسي في زنزانته

اسمه محمود أبو زيد شوكان مصور صحافي، تم القبض عليه في أحداث فض «رابعة العدوية»، ولم يطلق سراحه حتى الآن، يتم تجديد حبسه ولا ينظر للأوراق والشهادات التي تثبت أنه مصور صحافي، الأمر الذي استمر على هذا المنوال حتى بعد تجاوز مدة الحبس الاحتياطي المحددة في القانون.. البديل تلقي الضوء على ذلك الشاب المصور الصحافي الذي ما زال في عشرينيات عمره احترف التصوير، وبدأّ بالتدريب في جريدة «الأهرام المسائي» بالإسكندرية وهو ما زال طالبًا، عمل بعدد من الصحف الأجنبية، ومنها وكالة «ديموتكس» التي أرسلت خطابًا للسلطات المصرية تؤكد فيه أن «شوكان» كان يغطي الأحداث لصالح الوكالة وليس مشاركًا فيها.
ورغم أن تجاوز شوكان المدة القانونية للحبس الإحتياطي (سنتان) يوجب إخلاء سبيله، وذلك حسبما ينص القانون، حتى يتم تحديد جلسات المحاكمة، إلا أن قصة «أبو زيد» مستمرة في ظل التعنت ضده وعدم إعطائه حقه في كونه صحافيا، مما أدى إلى تقديم نقابة الصحافيين عددًا من البلاغات إلى النائب العام؛ للإفراج عنه، ولكن التجاهل كان مصيرها.
وقال كريم عبد الراضي، الناشط الحقوقي، عضو فريق الدفاع عن المصور الصحافي محمود أبو زيد شوكان: «تقدمت هيئة الدفاع بمذكرة لمحكمة استئناف القاهرة للإفراج عن موكلهم لحين تحديد دائرة وميعاد لأولى جلسات محاكمته، بعد التأكد من إحالة أوراق القضية لمحكمة الاستئناف، خاصة أن شوكان قضى مدة الحبس الاحتياطي المقدرة بسنتين وفقاً للقانون، وإخلاء سبيله أصبح وجوبيًّا، ومن الطبيعي خروجه».
وكشف عبد الراضي أن المحامين لم يطلعوا على أوراق القضية أو أمر الإحالة للمحاكمة.

لا يليق بأمناء الشرطة التظاهر

ما يرجوه الكاتب بسيوني الحلواني في «الجمهورية» أن يبلغ راتبه راتب أمين شرطه الذي يطالبه وزملاؤه الكف عن التظاهر، واصفاً إياهم بأنهم وطنيون مخلصون لبلدهم أن يواصلوا التضحيات وأن يعبروا عن مطالبهم بهدوء، لأن ظروف البلاد الاقتصادية الآن لا تتحمل مطالب فئوية جديدة بعد أن أهدرت الحكومات الإنتقالية بعد ثورة يناير ما تبقى في خزينة الدولة واحتياطها النقدي في تلبية مطالب فئوية قضت على الأنفاس الأخيرة في الاقتصاد المصري وجعلته يوشك على الإفلاس لولا المساعدات العربية التي أنقذته من الانهيار خاصة بعد ثورة 30 يونيو.
وتابع الكاتب: أريد من أفراد الشرطة أن يواصلوا الصبر بعض الوقت، خاصة أن الحكومة تقدر مطالبهم والوزارة تسعى إلى تحسين أحوالهم المعيشية وبعض مطالبهم تحتاج إلى تعديلات تشريعية وبعضها يحتاج إلى اعتمادات مالية ضخمة تعجز الحكومة في وضعها الحالي عن الاستجابة لها كما تعجز عن الإستجابة لمطالب واحتياجات ضرورية لفئات كثيرة في المجتمع.
يا أبطال الشرطة من أفراد وضباط..الشعب كله يقدر تضحياتكم ويقدر إخلاصكم ويضم صوته إلى صوتكم للمطالبة بتحسين أحوالكم.. لكن صبراً جميلاً والخير قادم وأسهم مصر في ارتفاع سياسياً واقتصادياً والعالم كله يدعم استقرارها.
انظروا يا أبطال الشرطة إلى الظروف الصعبة التي تعيشها دول مجاورة كانت مستقرة وتعيش في رغد من العيش حتى وقت قريب فتحول غناها واستقرارها إلى فقر وفوضى وعجز عن تدبير لقمة العيش.
مصر بكم في طريقها إلى الأفضل.. فكونوا رجالاً أوفياء مخلصين للوطن قادرين على تحقيق استقراره الأمني كما تعودنا دائماً منكم وأفشلوا مخططات أعداء الوطن الذين يحرضون على التظاهر واستعادة الفوضى».

حسام عبد البصير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية