سورية مستعدة للتعاون الكامل شرط عدم المساس بسيادتها
لجنة التحقيق تريد الاستماع الي الاسد والشرع عقب تصريحات خدامسورية مستعدة للتعاون الكامل شرط عدم المساس بسيادتهابيروت ـ لندن ـ القدس العربي ـ وكالات: طلبت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري الاستماع الي اقوال الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع في أعقاب التصريحات المدوية التي ادلي بها نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، في حين أكدت دمشق انها علي أتم الاستعداد للتعامل مع لجنة التحقيق الدولية لكن شرط عدم المساس بسيادة سورية.وقالت المتحدثة باسم لجنة التحقيق نصرت حسن ان اللجنة طلبت ان تقابل الاسد والشرع وسوريين آخرين وننتظر رد السلطات السورية ، كما ترغب ايضا في لقاء خدام في اسرع وقت ممكن.وكانت اللجنة الدولية واجهت في الماضي رفضا لطلب رئيسها القاضي الالماني ديتليف ميليس لقاء الاسد والشرع.وجاء الرد السوري غير المباشر علي لسان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب السوري نمير غانم الذي اكد استعداد دمشق الكامل للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، لكن بشرط أن لا يشكل هذا التعاون بأي حالة من الأحوال مساسا بسيادة سورية علي حد تعبيره.وشدد غانم في تصريحات لـ الجزيرة علي أن سورية ستدرس طلبات اللجنة من الناحية القانونية، وبناء علي ذلك ستقرر طبيعة الرد عليها، مؤكدا أن دمشق لم تتلق لغاية الآن أية طلبات من اللجنة للقاء الرئيس بشار الأسد أو وزير خارجيته فاروق الشرع أو أي مسؤولين آخرين، علي عكس ما نقلته وسائل الإعلام عن الناطقة الرسمية باسم اللجنة، وأضاف متسائلا إلي متي سنظل نسمع أخبار اللجنة من وسائل الإعلام؟ .ولم يستبعد غانم أن تكون طلبات اللجنة التي تحدثت عنها وسائل الإعلام قد جاءت بناء علي التصريحات التي أدلي بها عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق، والتي اتهم فيها بشار الأسد بتوجيه تهديدات لرفيق الحريري، في حالة مخالفة الأخير للإرادة السورية في بيروت.من جانبها أكدت المتحدثة باسم اللجنة في تصريحات صحافية أن اللجنة بعثت طلبا رسميا لدمشق، للقاء كل من الأسد والشرع ومسؤولين آخرين، وأشارت إلي أن اللجنة تسعي للقاء خدام بأسرع وقت ممكن، موضحة أن المعلومات التي أدلي بها مؤخرا تدعم معلومات سبق للجنة أن حصلت عليها وأشارت إليها في تقريرين سابقين.وكانت اللجنة قد اتهمت في أحد تقريريها الشرع بتقديم معلومات مضللة عندما وصف الاجتماع الذي جري بين بشار الأسد ورفيق الحريري بأنه كان وديا، وذلك علي عكس ما أكده شهود لبنانيون.وكانت تصريحات خدام اثارت استنكارا شديدا علي المستوي السوري الرسمي وقررت الحكومة محاكمته بتهمة الخيانة العظمي، وارتكاب جرائم تتعلق بالفساد، واتخاذ إجراءات كبيرة ضده من ضمنها مصادرة كل ممتلكاته.وقالت صحيفة (الثورة) الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية إن قرار مجلس الوزراء جاء بناء علي طلب مجلس الشعب، كما قرر حزب البعث الحاكم، طرد خدام من عضويته، بتهمة خيانة الحزب والأمة. من جهته، رأي الخبير السياسي اللبناني جوزف بحوت ان ذلك هو الاثر المباشر للقنبلة التي اطلقها خدام، احد دعائم النظام السوري . وقال لن يستطيع الاسد تجنب استقبال اللجنة لانه يعرض نفسه لما ينص عليه الفصل السابع من القرار 1636 الذي يدعو دمشق الي التعاون في التحقيق، في حين قال السفير اللبناني السابق في واشنطن سيمون كرم لوكالة فرانس برس ان خدام اعطي دفعا للتحقيق وسرعه بعد ان عاني من مناورات سورية تميزت بتغيير شهود افاداتهم واستغلال دمشق لهذا الامر .الا ان كرم اوضح انه رغم المشاكل التي تواجهها فان اللجنة لم تتراجع وكررت اتهاماتها التي تصل الي رأس النظام السوري مضيفا كما ان مجلس الامن لم يتراجع حتي ولو بدا ان القرار الاخير لم يكن قاطعا كما الاول .ورأي كرم ان اللجنة جددت طلبها القديم الذي لا يزال قائما اي الالتقاء بالاسد والشرع . وكانت القيادة السورية رفضت طلب اللجنة الدولية للالتقاء بالاسد والشرع. وكان الرئيس المستقيل للجنة التحقيق ديتليف ميليس طلب مقابلة الاسد بعد ان اكد العديد من الشهود توجيه الرئيس السوري تهديدات الي الحريري، الا ان الاسد رفض الطلب. كما طلب ميليس ايضا لقاء الشرع المتهم بالتضليل لانه كتب الي لجنة التحقيق يؤكد ان الحريري لم يتلق اي تهديدات من القيادة السورية. وقال الشرع انه مستعد لاستقبال اللجنة خلال تنقلاته لاحقا في احدي العواصم الاوروبية.وتؤكد دمشق رغبتها بالتعاون ووافقت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي علي قيام اللجنة باستجواب خمسة ضباط سوريين في فيينا بينهم المسؤول عن الاستخبارات السورية في لبنان قبل انسحاب القوات السورية اللواء رستم غزالة.وكانت اللجنة استمعت في ايلول/سبتمبر الماضي الي نحو عشرة مسؤولين سوريين الا انها اعتبرت ان ظروف الاستماع اليهم لم تكن مرضية بالنسبة اليها.وكان مجلس الامن صوت في الخامس عشر من كانون الاول (ديسمبر) الماضي بالاجماع علي القرار 1644 الذي دعا مجددا سورية الي التعاون مع لجنة التحقيق التي جددت مهمتها ستة اشهر اضافية. واعتبر ميليس في تقريريه اللذين نشرهما حتي الان ان مسؤولين امنيين سوريين ولبنانيين متورطون في اغتيال الحريري، وجاء في نسخة سرية للتقرير الاول نشرت في تشرين الاول/اكتوبر الماضي اوردت اسمي ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري وآصف شوكت صهره في عداد الذين قد يكونون متورطين في عملية الاغتيال.ورحبت سورية كثيرا بعودة الشاهد السوري هسام هسام عن افادته التي كان اتهم فيها مسؤولين سوريين بالتورط في الاغتيال. ومن المقرر ان يتسلم رئيس اللجنة الجديد البلجيكي سيرج برامرتس مهماته علي رأس اللجنة في العاشر من الشهر الجاري.