لبنان: مقاربة متناقضة لبند الرئاسة كادت تطيّر طاولة الحوار في يومها الأول وعون انفعل وغضب بعد رد حرب والسنيورة عليه… وموكبه أصيب مباشرة بالبيض

حجم الخط
0

بيروت ـ «القدس العربي»: كما الغبار الذي خيم على ساحة النجمة نتيجة العاصفة الرملية كذلك خيم الغبار على طاولة الحوار نتيجة عاصفة المواقف والتناقضات السياسية، ولم ينجح المتحاورون في أولى جلسات الحوار في تحقيق تقدم وفي التوصل إلى تفاهم حول بند انتخابات رئاسة الجمهورية، لا بل فإن هذا البند الذي يعتبر المحك لنجاح طاولة الحوار كاد يهدد الطاولة بسبب تباين الآراء حول طريقة مقاربته وهو تسبب برفع الجلسة من قبل الرئيس نبيه بري بعد مشادة كلامية حادة بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون والوزير بطرس حرب، وقد حدد الرئيس نبيه بري يوم الاربعاء المقبل في 16 أيلول/سبتمبر موعدا جديدا للجلسة.
وقد جاءت الدعوة إلى طاولة الحوار بعد فشل 28 جلسة افتراضية لانتخاب الرئيس في إتمام الاستحقاق الرئاسي بسبب تمسك كل من التيار الوطني الحر وحزب الله بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا وإلا الاستمرار في مقاطعة الجلسات. وبحسب معلومات «القدس العربي» فإن الرئيس بري استهل الجلسة بعد النشيد الوطني اللبناني بالقول «إن طاولة الحوار ستبقى في الطبقة الثالثة ونأمل ألا نحتاج إلى حوار آخر»، ولفت إلى انه «مجرد انعقاد الحوار يعبر عن النجاح في تأكيدنا الالتزام بأن الحوار هو السبيل للخروج من الأزمات».
وتمنى من «كل القوى السياسية أن تبقى المداولات سرية وألا يتم تسريب المناقشات إلى الخارج».
ثم تكلم رئيس الحكومة تمام سلام آملا «أن يساعد الحوار في إنجاز الاستحقاق الرئاسي»، وتكلم عن أزمة النفايات فحصل شبه إجماع على ضرورة تسهيل أمور المواطنين وإنقاذ الوضع الكارثي.
وطالب رئيس الكتائب النائب سامي الجميل «بأن تكون الجلسة علنية وشفافة لأن ليس لدى الكتائب ما تخفيه»، وقد لقيت مداخلة الجميل ترحيبا من رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان الذي وصف مدخلته بالوطنية والموضوعية والمتسلسلة الأفكار.
وتحدث نائب رئيس المجلس فريد مكاري فقال «إن رئاسة الجمهورية هي أم المشاكل وحلها هو أبو الحلول، وإذا حللنا موضوع الرئاسة الاولى نوفر على أنفسنا مناقشة بندين آخرين هما بند استعادة عمل مجلس النواب وبند عمل مجلس الوزراء».
وتكلم الوزير ميشال فرعون فقال «نتمنى من دولة الرئيس والمشاركين في هذا الحوار:
1- حماية وتحصين نظامنا ومؤسساته الدستورية والأمنية والإدارية والقضائية والاستقرار العام من خلال إجراء انتخابات رئاسية وتأمين نصاب لجلسات الانتخاب إلى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية وفق الدستور. 2- تأليف حكومة انتقالية فور انتخاب رئيس للجمهورية، 3- إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية وإجراء الانتخابات خلال فترة ثلاثة أشهر، 4- استمرار العمل الحكومي في هذه الفترة الوجيزة عبر جلسات مفتوحة مخصصة للملفات الحياتية وعلى رأسها معالجة ملف النفايات والكهرباء، على قاعدة التوافق من دون التعطيل ما يحد من الأزمات الخانقة التي يعيشها المواطنون، مع طلب فتح تحقيق حول هذين الملفين في مجلس النواب وخارجه لمحاسبة المسؤولين، 5- متابعة الحوار والنقاش حول كل الملفات المهمة المطروحة، ومنها ملف اللامركزية الإدارية وقانون استعادة الجنسية الذي طرحنا له صيغة سهلة التطبيق في كتلة القرار الحر، فور انتخاب رئيس للجمهورية.
وسجلت في الجلسة مشادة كلامية بين رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون والوزير بطرس حرب، حيث شدد عون على ضرورة الاحتكام إلى الشعب لافتا إلى أن «كل الدول الحضارية تحتكم إلى الشعب لتنظيم لانتخابات نيابية مبكرة عندما تستفحل الأزمات، وعلينا أن نلجأ إلى الشعب لكي يكون لدينا رئيس قوي».
فرد الرئيس فؤاد السنيورة على عون قائلا: «الرئيس هو لكل البلاد ويمثل وحدة اللبنالنين و»مش بالضرورة يكون قوي»، فرد عون قائلا: «هذا الأمر كان يجوز قبل اتفاق «الطائف»، ولكن بعد هذا الاتفاق الذي انتزع صلاحيات الرئيس أصبح الأمر يستلزم العودة إلى الشعب».
واستمر النقاش في الجلسة وفي ختامها، عاد عون فجدد كلامه عن الشعب «وأن مجلس النواب الحالي هو غير شرعي ولا يحق له انتخاب الرئيس»، فرد الوزير حرب قائلا «من أبرز مهام المجالس النيابية تعديل الدستور وإقرار قانون الانتخابات، فكيف نعتبر المجلس غير شرعي لانتخاب رئيس ونعتبره شرعيا لتعديل الدستور وإقرار قانون للانتخابات؟». عندها رد عون بانفعال وقال: «ما بسمحلك تحكي معي ومش إلي بتوجه هيدا الكلام وما بقبل بالشي يلي قلتو».
فقال حرب بانفعال أيضا: «أنا لا أوجه الحديث لك بل إلى طاولة الحوار، و«البلد رح يخرب» ونحن نتسلى بأمور لا تؤدي إلى أي أمر».
وعندما تابع عون كلامه بغضب قال له حرب «وطي صوتك، سمعتك وما قاطعتك ولم أعلق على كلامك ومتل ما سمعتك بدك تسمعني».
وهنا تدخل الرئيس بري محاولا احتواء الموقف ورفع الجلسة إلى الاربعاء المقبل.
وكانت جلسة الحوار في طبعتها الثالثة في مجلس النواب انعقدت برئاسة بري وحضور 16 فريقا سياسيا في ظل مقاطعة حزب القوات اللبنانية، وقبل الاجتماع أعلن رئيس الحكومة تمام سلام عن توجيه دعوة إلى جلسة استثنائية لمجلس الوزراء عند الخامسة مساء لبحث أزمة النفايات، وداعيا الجميع إلى تلبية الدعوة.
وشهد محيط مجلس النواب ترتيبات وإجراءات أمنية مشددة بدءا من الصيفي وصولا إلى مداخل شارع الحمرا، واقتصر الدخول إلى المجلس على بعض الموظفين والصحافيين المعتمدين الذين استحصلوا على بطاقات أعدت خصيصا لتغطية جلسة الحوار.
وتعرضت مواكب عدد من القيادات السياسية للرشق بالبيض والبندورة من قبل بعض المتظاهرين وأصيبت سيارتان من موكب العماد ميشال عون بشكل مباشر.
تجدر الاشارة إلى أن المشاركين على طاولة الحوار مع مستشاريهم هم: رئيس مجلس النواب نبيه بري ومعه الوزير علي حسن خليل، الرئيس تمام سلام ومعه الوزير رشيد درباس، الرئيس نجيب ميقاتي ومعه النائب أحمد كرامي، رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة ومعه النائب عاطف مجدلاني، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ومعه النائب إيلي ماروني، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ومعه النائب غازي العريضي، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ومعه الوزير السابق يوسف سعادة، رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ومعه الوزير جبران باسيل، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومعه النائب علي فياض، الامين العام لحزب الطاشناق أغوب بقرادونيان ومعه الوزير أرتيور نظريان، الوزير ميشال فرعون ومعه السيد ايلي أبو حلا، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان ومعه السيد حسن حمادة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ومعه النائب روبير فاضل، النائب ميشال المر، الوزير بطرس حرب ومعه النائب السابق جواد بولس، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسد حردان ومعه الوزير السابق علي قانصو.

سعد الياس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية