من أصدر الأمر؟
إن الشهادات هي شهادات، حتى ان رئيس الولايات المتحدة ووزير دفاعه لا يستطيعان إنكار قول رجال الاستخبارات حينما يعرضون أدلة على استعمال سلاح كيميائي في سورية. لكنهما يستطيعان ايضا أن يوزعا درجات صِدق. فحينما ينقل أطباء متصلون بالمتمردين في سورية الى عملاء بريطانيين عينات دم أُخذت من مواطنين سوريين أُصيبوا بسلاح كيميائي، يمكن الزعم دائما أن هذا الدم مزور. وحينما يؤتى بعينات من التراب وفيها بقايا السارين، يمكن التساؤل هل جاءت البقايا الى هناك باطلاق قذائف أم بسبب نشاط آخر في تلك المنطقة. ويجوز للساسة ان يشكوا في حقائق وألا يُصدقوا أنه نُفذ اطلاق قذائف حتى لو أسمعوهم بث أوامر هذا الاطلاق.
حينما قال رئيس الموساد السابق، مئير دغان، هذا الاسبوع في مؤتمر في الولايات المتحدة، إن الاسد ربما لم يعلم بهذا الاطلاق كان يقصد ان يقول كما يبدو أنه وُجد قادة في الجيش السوري تجاوزوا الأوامر التي تلقوها والتي تتعلق باستعمال السلاح الكيميائي، ومن هنا جاءت اصابة المدنيين. إن أمر الاستعداد للاطلاق نزل من مكتب الرئاسة السوري الى الجيش قبل نحو من عشرة أشهر وتم الاستعداد قُرب عدد من المطارات حيث جرى تجميع القنابل الكيميائية. وفي تموز الأخير توجه الامريكيون الى الروس كي ينقل هؤلاء الى الاسد تحذيرا شديدا يقول: نحن نعلم أنه أصدر أمر اعداد القذائف الكيميائية التي تمزج بين عدة مواد كيميائية كي تُستعمل.
إن لحكومة اسرائيل خاصة سياسة واضحة في مسألة ماذا يفعلون حينما يقتل سوريون – سوريين مع سلاح كيميائي أو بغيره. ويوجد هنا بين اسرائيل والولايات المتحدة اتفاق تام على أن هذا جد غير لذيذ ومؤلم للقلب وغير انساني لكن معاناة الشعب السوري غير ذات صلة بمصالح الدولتين الاستراتيجية. وعلى العموم فان الأكثرية في جهاز الامن تعتقد ان سورية المنفصلة العُرى أفضل لأن هذا يضر بالايرانيين. ومن جهة ثانية لا ترى اسرائيل الرسمية أي مكان لأن تشجع في المرحلة الحالية المعارضة غير الواضحة في سورية لأنها قد تكون بديلا اسوأ من الأسد.
ومع ذلك يوجد تيار ما في المستوى السياسي يزعم أن حقيقة ان اسرائيل تتقبل في صمت استعمال السلاح الكيميائي على مدنيين سوريين يمكن ان تكون سابقة لتوسيع استعمال هذا السلاح على الجيران ومنهم اسرائيل ايضا.
تعتقد اسرائيل على العموم أن كل إنفاق طاقة على اطلاق القذائف الكيميائية الذي يتم في داخل سورية على أهداف سورية، فيه صرف لموارد سياسية واستخبارية عن القضية المركزية التي تعني اسرائيل في هذا المجال وهي تسرب السلاح الكيميائي من سورية الى جهات معادية كحزب الله والقاعدة. والسياسة الاسرائيلية هنا ايضا واضحة: إن اسرائيل لن تنتظر في مرحلة التسرب موافقة امريكية وستعمل. وستهاجم حينما تصل صواريخ ‘يحونط’ أو صواريخ مضادة للطائرات متقدمة الى لبنان، وستهاجم حينما يبدأ السلاح الكيميائي التسرب الى هناك. فاذا لم يكن الجيش السوري الكيميائي ‘عدوا لدودا’ فان حزب الله الذي يملك سلاحا كيميائيا هو عدو لدود لأنه قد يستعمله.
إن القصة الكيميائية التي خرجت من ذلك المؤتمر سخّنت الجبهات. ويزعم الجيش ووزير الدفاع ايضا اليوم أنه لم يحدث في الحقيقة أي شيء جديد في المنطقة يوجب التأثر. لكن الأحاديث الاسرائيلية جعلت الامريكيين يتوترون وجعلت الصحافة الامريكية تتكهن، وجعلت السوريين والايرانيين وحزب الله يشعرون بالضغط. وفي اثناء ذلك أُرسلت طائرة بلا طيار من لبنان نحو اسرائيل.
ورفعت الثرثرة درجة الحرارة لا في المكاتب فقط، وحينها أصدر الجيش أمرا عسكريا باجراء تدريب عسكري مفاجئ لفرقة في الشمال فيه تخيل هجوم على لبنان.
وتجول وزير الدفاع في اليوم نفسه مع رئيس هيئة الاركان في قاعدة سلاح الجو في حتسور، واهتمت وسائل الاعلام ساعات طويلة بالتجنيد المفاجئ 1 وهو ما يوجب على الجيش ان يتطرق الى الاسئلة لأنه يوجد خوف من ان شيئا ما غير عادي يحدث ولم يعرف وزير الدفاع أنه يوجد تدريب عسكري. وحينما صدر تصريح من الجيش بوجود تدريب عسكري خاص يجري بازاء التطورات في الشمال، سمعه وزير الدفاع مع كل شعب اسرائيل. وزعم يعلون بعد ذلك أنه حينما كان رئيسا للاركان لم يكن يُجهد نفسه بابلاغ وزراء الدفاع عن وجود تدريبات تجنيد للفرق العسكرية. إن تجنيد 2000 شخص تدخل كتيبة واحدة منهم فقط في تدريب حقيقي لا يُسوغ عنده الحصول على موافقة من وزير الدفاع. إن الذي يقلقه خاصة هو التصريحات التي صدرت عن الجيش وأحدثت انطباع أنه كأنه يحدث هنا حادث غير عادي خاص مع رسائل للطرف الثاني.
سيتم اصلاح الخللين اللغويين مع المعاني السياسية وسيتلقى الجيش توجيها الى خفض الاهتمام الاعلامي وقتا ما. ولا ينوي يعلون نفسه ان يُجري جدله مع الجيش علنا، يوجد هناك ناس صالحون ونواياهم صالحة، وسيستعمل القيادة بحسب ايقاعه وطُرقه. ولم يحن الوقت بعد لاظهار الغضب نحو الخارج.
ترسانة كليشيهات
بيد أنه يوجد كلام يكون بمنزلة خلل عميق في جهاز ثقيل جدا كالجيش الاسرائيلي. في اللحظة التي تنطلق فيها خطة عمل ما يصعب وقفها، إلا اذا كنت خبيرا مسبقا بأدق التفاصيل أو كان يوجد تنسيق وثقة جيدة بين مكاتب الوزير ورئيس هيئة الاركان والمحيطين بهما. ويبدو في هذه الاثناء ان هذا لم يحدث بعد.
قد تكون هذه أمراض طفولة، فالجيش يعمل بحسب الكتاب ويجعل وزير الدفاع والحكومة يقفان في حرج لا نحو الخارج فقط بل نحو الداخل ايضا. فعلى سبيل المثال سيجلس وزير الدفاع بعد ايام معدودة قبالة وزير المالية ورئيس الوزراء للاتفاق على ميزانية الدفاع. وتبين أن وزير المالية ينوي أن يُقدم كتاب الميزانية في منتصف شهر أيار وألا ينتظر الى حزيران كما يُمكّنه القانون. ومعنى هذا بالنسبة لجهاز الامن انه لا يوجد وقت كاف للتخطيط لتغييرات جوهرية في خطة العمل السنوية التي بقيت من 2013 ولـ 2014. والآن ايضا يوجد فرق بين اربعة مليارات شيكل وستة مليارات بين الطرفين.
وسيضطر جهاز الامن في نهاية الامر الى اقتطاع ما بين 2 مليار شيكل الى 4 مليارات كي يردم البئر الحكومية. ويجب على الجيش أن يأتي بمال الآن لا بخطط تنظيم بعيدة الأمد للجيش البري. والمال الآن موجود في مكان واحد فقط وهو تقسيط دفعات أطول للصناعات وخفض مستوى الاستعداد والجاهزية بأن تكون تدريبات أقل لأطر كبيرة وساعات تحرك أقل، ووقف دفع المال النقد لشراء احتياطي ووقود وتجنيد قوات الاحتياط. ومعنى ذلك ان الجيش سيضطر الى خفض النشاط الذي لا يتصل اتصالا مباشرة بنشاط الأمن الجاري. ويعرف رئيس الاركان هذه الصورة لكنه لا يُشرك وزير الدفاع بسؤال هل يجب ان ينطلق التدريب العسكري المخطط له والذي أُجيز بحسب نفقات ايام الوفرة.
وهكذا وعشية استكمال الحوار بين وزير الدفاع ورئيس الوزراء ووزير المالية، سيسألون يعلون بابتسامة ساخرة: هل تعرف ما الذي يجري عندك أصلا؟ أنفق الجيش في المدة الاخيرة فقط مئات الملايين على استدعاء 70 ألفا من رجال الخدمة الاحتياطية اتوا الى عمود السحاب وتدربوا كما يجب. فما الذي كان مُلحا جدا لانفاق كل هذا المال والقيام بهذا العرض أمام الحدود اللبنانية؟.
لا يبدو الامر فقط وكأن الجيش غير متصل الى الآن بوزير الدفاع الجديد. بل يوجد في داخل وزارة الدفاع ايضا ‘منافسون’ ليعلون في إقرار السياسة. منذ جاء الى الوزارة نائب وزير الدفاع الجديد داني دنون، لم توجد مناسبة أمنية صغيرة أو كبيرة لم يكن عند دنون ما يقوله فيها. فقد جاء مزودا بحقيبة كليشيهات يرد بها على صواريخ غراد من مصر، وعلى الطائرة بلا طيار من لبنان، وعلى القذائف الصاروخية من غزة بقوله: لن تضعف اسرائيل، وسترد اسرائيل، ولن تدع اسرائيل. وهو لا يفهم ايضا أن للكليشيهات معنى سياسيا، في موقعه الجديد. فالعدو والجمهور الاسرائيلي لا يفهمان بالضبط ان وزير الدفاع لا يُشركه في المباحثات والقرارات السرية.
إن لنائب الوزير سياسة خاصة به وإن وزير الدفاع لا يسيطر عليه ببساطة. جاء دنون ليُخلق لنفسه سمعة، ولن يُفسد عليه أي وزير دفاع ذلك. ويرى يعلون ان هذا خلل لم يُحدث الى الآن أي حرج سياسي لكن ذلك سيحين وقته.
يديعوت 3/5/2013
هؤلاء صدقونى لا يستطيعون القيام باى حروب ال بما تقرره امريكا او يفرض عليهم ويجعجعون واصبحوا كجيرانهم انظمه الحكم فى العالم العربي والمراجل نقل حسب المثل الشعبي المعروف
أنا مع القول : أنّ ( أمريكا ) لن تقوم بأي هجوم على سوريا بشكل منفرد .
لكن ممكن أن تشارك ضمن ( فريق ) محلي ودولي على غرار السيناريو الليبي .
السلاح الكيماوي السوري : ـ
قلت في تعليق سابق : أنّ النظام السوري الهمجي هو الجاني والفاعل وهو
القادر على استخدام هذا السلاح الخطير …وذكرت بعض الأدلة :
1 ـ السلاح الكيماوي لتحضيره يحتاج لمختبرات خاصة موجودة عند النظام فقط.
2 ـ قد يكون النظام السوري الخبيث استخدم كمية قليلة جدا كبالون إختبار .
3 ـ قد يكون أحد قادة النظام الميدانيين إستخدمه بدون إستشارة القيادة العليا .
التردد الأمريكي وقصة اللون الأحمر : ـ
أعتقد أن ( أوباما ) يتهرب بشتى الطرق من التدخل المباشر بالأزمة السورية
واستخدم ( الخط الأحمر ) حجة لعدم التدخل : ليقينه أنّ النظام السوري لن
يستخدم السلاح الكيماوي .
وعندما وصله علم بقيام النظام السوري باستخدامه : بدأ يماطل من جديد
ويطالب بالبراهين والإثباتات و…و…و…؟؟؟
( أوباما ) لن يهاجم سوريا بمفرده مهما حصل : أماّ ضمن فريق ممكن .
حياكم الله وشكرا .
هل هنالك أدنى شك أن ملة الكفر الروسي الإيراني الأمريكي واحدة ؟