بعد التتويج بلقب أمم أوروبا: السلة الأسبانية تزيح كرة القدم جانباً

حجم الخط
0

مدريد ـ «القدس العربي»: حصد المنتخب الأسباني لكرة السلة ميدالية ذهبية جديدة في بطولة أمم أوروبا مكنته من استعادة ماضيه المجيد والتأكيد على سطوته الناجحة على اللعبة في الحاضر والاستبشار بالمستقبل الذي يحمله قريبا إلى خضم منافسات دورة الألعاب الأولمبية 2016 بريو دي جانيرو.
وفي يوم واحد فقط، تمكنت رياضة كرة السلة من إزاحة كرة القدم من صدر الصفحات الرئيسية للصحف الأسبانية، حيث احتلت صور الفريق الأسباني بقيادة اللاعب باو جاسول وهو يحمل كأس البطولة القارية عقب تغلبه 80 ـ 63 على ليتوانيا في المباراة النهائية التي أقيمت بمدينة ليل الفرنسية يوم الأحد الماضي.
ولم يكن أحدا يثق، غير هؤلاء المفرطين في التفاؤل، بقدرة هذا الفريق على التتويج بلقب البطولة الكبيرة وخاصة في ظل غياب لاعبين من العيار الثقيل مثل مارك جاسول وريكي روبيو وخوسيه مانويل كالديرون وخوان كارلوس نافارو، بالإضافة إلى ذكريات هذا المنتخب الأليمة في المونديال الماضي عندما خرج على أرضه أمام فرنسا في دور الثمانية بعد أن كان أبرز المرشحين للفوز باللقب. وتأهلت أسبانيا إلى الأدوار النهائية من البطولة الأوروبية بعدما تلقت هزيمتين في المباريات الثلاث الأولى لها قبل أن تنتفض أمام ألمانيا وتحقق فوزا صعبا (77 ـ 76) لتخطف بطاقة التأهل. واستثمرت أسبانيا تألقها في الأدوار الختامية وحققت فوزين مفاجئين على منتخبي اليونان وفرنسا قبل التغلب على ليتوانيا في المباراة النهائية.
وتابع أكثر من ستة ملايين مشجع المباراة النهائية للبطولة يوم الأحد الماضي عبر شاشات التلفزيون في أسبانيا، وهو ما يعد رقما قياسيا في مباريات كرة السلة. وقال صحيفة «ماركا» الأسبانية: «الفوز بذهبية بطولة أوروبا 2015 هو الإنجاز الأكبر لكرة السلة الوطنية على مر التاريخ، وربما يكون الفرحة الأكبر في الرياضة الأسبانية منذ هدف إنيستا في نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010».
وأبدت أسبانيا تفانيا وإخلاصا كبيرين لماضيها العريق الذي بدأته بالفوز بمونديال اليابان 2006، وهو الإنجاز الذي سبقته بالقيام بإنجازات كبيرة أخرى عندما فازت بميداليتين فضيتين أولمبيتين، بالإضافة إلى ذهبيتي بطولتي أوروبا عامي 2009 و2011. وستظل مباراة فرنسا في الدور قبل النهائي من البطولة محفورة في ذكريات الجماهير الأسبانية عندما تمكنت أسبانيا من الفوز 80 ـ 75 في اللقاء الذي شهد تألقا كبيرا للنجم باو جاسول الذي حصد لقب أفضل لاعب في البطولة وسجل 40 نقطة في تلك المواجهة التي حصل خلالها الفريق المنافس على مساندة أكثر من 25 ألف مشجع. وعلى النقيض مما يحدث في كرة القدم، يجذب المنتخب الأسباني لكرة السلة عددا أكبر من المشجعين عن أولئك الذين يساندون الأندية، كما يشعر المشجعون بتقارب مع مجموعة اللاعبين في هذه الرياضة بشكل أكبر مما يحدث مع لاعبي كرة القدم الذي يميلون أكثر إلى الابتعاد وعدم الاحتكاك كثيرا بالجماهير.
ولم يتوقع أي شخص أن يتوج المنتخب الأسباني في الوقت الراهن بالذهبية الأوروبية لتنتقل الأحلام في الأيام المقبلة ناحية دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو. وأعرب لاعبو المنتخب الأسباني مثل جاسول وريس ورودي فيرنانديز وسيرخيو يول وسيرخيو رودريغز عن رغبتهم لأن يحظوا مجددا بلحظات «فخر» مثل تلك التي عاشوها بعد التتويج بلقب البطولة. وقال جاسول أمام الجماهير الغفيرة التي استقبلت الفريق في العاصمة الأسبانية مدريد: «نأمل في التمتع بلحظات جديدة مثل هذه… مليئة بالشغف». وتعد كلمات جاسول (36 عاما) حافزا جديدا للاعب نفسه لقيادة المنتخب الأسباني، إذا سمحت له لياقته البدنية بذلك، لتحقيق المزيد من الانتصارات في المستقبل، كما يمكنه أن يشكل الفصل الأخير في عصر تألق كرة السلة الأسبانية التي قاومت الاحتضار بتحقيق أفضل الإنجازات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية