نواكشوط ـ «القدس العربي»: تقشير الجلد والبحث عن بشرة بيضاء ناصعة مطلب كبير تجري وراءه النساء السمراوات في كل موريتانيا والسنغال المجاورة.
ففي محلات «الدهاين» وبيع المراهم جنوب غرب سوق العاصمة نواكشوط تتزاحم طول الوقت، فتيات وحتى عجائز موريتانيات وسنغاليات، وفتيات ماليات وغينيات يبحثن عن مقشرات الجلد وعن تنضير البشرة.
لقد جئن لتغيير ألوان بشرتهن، «فالبياض، تقول أم اندور سه، وهي زنجية موريتانية مختصة في التقشير، هو نصف الجمال.. بل كل الجمال».
أمام دكان القاسم المشهور ببيع المراهم في سوق نواكشوط المركزي طوابير طويلة من الباحثات عن البياض والتبييض تنتظم أمام دكاكين التقشير وكلهن ساعيات لتغيير جلدهن بالكامل لجذب الانتباه.
يقول محمد ولد الناهي مورد مراهم تقشيرية «تنفق المرأة الزنجية الملايين سنويا لضمان بياض جلدها ونضرة بشرتها».
ويضيف «إنهن في معركة مستمرة مع شمس افريقيا المحرقة فهي تضفي بأشعتها الحارقة السمرة والسواد على الجلود وهن يكافحن ذلك بالمراهم المستوردة من كل ناحية وبخاصة من دول افريقية تنشط فيها معامل تصنيع الدهانات مثل نيجيريا والكاميرون».
ترفض المترددات على دكاكين التقشير الحديث للصحافة خوفا من التصوير كما أكدت ذلك بائعة المراهم فاتماتا سه وأضافت «من حق نسائنا أن تبحث عن تنضير بشراتهن، فكيليوباتره كانت تستحم بحليب الماعز».
خلاف كبير بين الأطباء وبين الفقهاء في السنغال وموريتانيا حول موقف الشرع والطب من ظاهرة التقشير المسماة محليا «خيصل».
يرى الفقيه بابكر انيانغ «أن الخيصلة حرام فقد لَعَن الله، كما في الحديث النبوي، الواشِمَات والموتَشِمَات والمتَنمصَات والمتَفَلجَات لِلحسنِ الْمغَيرَات خَلق الله».
ويفصل الفقيه الباحث أحمد التجاني اديالو في الموضوع فيقول «ظاهر الأحاديث تحريم هذه الممارسات التي قد نهي عنها على كل حال، لما فيها من تغيير خلقة الله تعالى، كالوشم الذي يؤذي اليد ويؤلمها، ولا يكاد يستحسن، وربما أثر القشر في الجلد تحسنا في العاجل، ثم يتأذى به الجلد فيما بعد».
ويرى مختصون في الجراحات التجميلية أنه «لا ضرر في التقشير، ولا حرج في إزالة كلف الوجه وتحسينه بغير التقشير، وبغير ما يضر بالوجه».
وتحدثت بحوث كثيرة عن تداول حقن ودهانات وخلطات تفتح البشرة وتجعلها أكثر نضارة، وقد أسست في عدة دول افريقية مصانع مختصة في هذه الخلطات غالبها يوفر مواد لا نفع فيها ولا ضرر معبأة تعبئة تجارية مغرية.
ومع أن تفتيح البشرة سلوك شائع في مجتمعات افريقية عديدة إلا أن اقبال السنغاليات على هذه المراهم والخلطات ملفت جعل المئات منهن يقعن ضحية استعمال مواد حارقة للجلد.
وهذا ما جعل مواطنين سنغاليين ينظمون حملات مضادة لتقشير الجلد ومنددة بالإعلانات المنتشرة في كل مكان داخل العاصمة داكار للترويج لأمصال ودهانات لتفتيح البشرة في وقت قياسي.
وقد تشكلت في السنغال حركات مناهضة لترويج المراهم طالب ناشطون فيها بسحب ملصقات تروج لمنتج من شأنه تبييض البشرة السوداء «في غضون أسبوعين فقط».
وقد عارضت هذه الحركات لوحات إعلانية مضيئة وعملاقة علقت للترويج لمرهم تجميل اسمه «خيص غاو» ومعناها «بيضاء بسرعة».
وكتب على اللوحات الإعلانية لهذا المرهم عبارات منها «مبيض آمن» و»مفعول سريع» و»نتائج في غضون 15 يوما» بجانب صورة أنبوب يتدفق منه المرهم وصورتين لامرأة شابة إحداها صورة لها سوداء «قبل» استخدام المرهم والثانية صورة لها ناصعة البياض «بعد» استعمال كريمات «خيص غاو».
وتؤكد مرياما كن وهي شابة داكنة اللون متمسكة بجمال السواد الطبيعي «صدمتنا الإعلانات المروجة لمراهم الخيصلة لأنها تؤكد أن اللون الأسود قبيح وتقترح تغيير الجلد على شابات متهورات بفعل السن وبسبب الاندفاع وراء التحبب للرجال».
وأطلقت مجموعة من المدافعات عن السواد المناهضات لتغيير البشرة حملة للترويج للمرأة السوداء الجميلة تحت عنوان «انيول كوك رفت» معناها «السواد الفاحم جميل».
وعلقت المدافعات عن السواد لوحات إعلانية تظهر امرأة سوداء رائعة الجمال في العاصمة داكار وفي كبريات مدن السنغال.
وقد أطلق القائمون على حملة «انيول كوك رفت» عريضة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حصلت على مئات التوقيعات والإعجابات والمشاركات.
وظاهرة التقشير هذه منتشرة في الكثير من دول افريقيا جنوب الصحراء وفي السنغال ظهر أن الممارسة ليست نسائية فقط فهي منتشرة أيضا في صفوف الرجال حيث يقش فنانون جلودهم للحصول على لون أكثر جذبا للمعجبين.
وتحوي الكريمات والمراهم المبيضة للبشرة مواد موجهة للاستخدامات علاجية في الأساس ويجب أن توصف من قبل طبيب.
وتؤكد طبيبة أمراض الجلد الدكتورة صل كاجاتا «للأسف نجد هذه المراهم منتشرة في السوق السنغالية، فهي منتجات يمكن إيجادها بسهولة في السوق وسعرها يتراوح بين 1 و1.5 دولار أي أقل خمس أو ست مرات من سعرها في الصيدليات».
وتضيف «هذه المنتجات تخفض قدرة الجــســـم على مقاومة الالتهابات المختلفة ولها تأثير عام على الصحة مثل السكري وضغط الدم المرتفع».
وتختم قائلة «ما ندعو إليه اليوم هو فقط وقف استيراد هذه المنتجات وبيعها والإعلانات المروجه لها».
والغريب في ممارسات التقشير المنتشرة في موريتانيا والسنغال وعموم افريقيا أنها تمكن من فسخ البشرة السوداء عن مواقع في الجسم فيما تبقى مواقع أخرى على سوادها الأصلي وهو ما يبعث على التقزز والاستغراب.
لكن، كما تؤكد المتمسكات بهذه الممارسة الغريبة التي تنفق فيها الأسر الفقيرة الأموال الطائلة، يبقى البحث عن الجمال مطلبا مشروعا، فالمرأة المتحسنة أفضل من المرأة الحسناء كما يقول المثل الشعبي المحلي.
تقشير الجلد أو البيلنج (Peeling) هو التقشير الكيميائي بواسطة مواد خاصة لنزع أجزاء من البشرة والأدمة ليحدث تجدد للخلايا والألياف الكولاجينية، أو ببساطة هي طريقة من طرق الحفاظ على جمال البشرة، تعتمد هذه الطريقة على ازالة او تقشير القشرة الخارجية الظاهرة للجلد، ولهذه الطريقة فوائد لا يمكن اغفالها فهي تساعد على التخلص من البقع الداكنة وكذلك النمش وتساعد على تفتيح لون البشرة وكذلك تنشيط الخلايا و يجعل البشرة ناعمة ملساء ويساعد على التخلص من التجاعيد السطحية للبشرة.
وتقشير البشرة هي تقنية علاجية معروفة منذ قديم الأزل وكان يستخدم لها فى ما مضي مجموعة من العناصر الطبيعية مثل الخردل وحجر الكلس.
– من النت –
ولا حول ولا قوة الا بالله
الجمال جمال الدين ثم العقل ( ولامة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم )، اسوداد البشرة في المناطق الحارة شيء طبيعي وايجابي لسكان المناطق الحارة لانه يقيهم اضرار الحر والتقشير ستكون له نتائج سلبية صحية لان سباحة عكس تيار الطبيعة
وعلى رأي المثل الفلسطيني اللي بياضه ما هو من ربه ،
يا رب تعب قلبه .