سان سيباستيان ـ «القدس العربي»: أشعر بسعادة غامرة، إنه امتياز بالنسبة لي أن أعمل مع أشخاص قاموا بالمستحيل حولي، شكرا لكل الذين ساهموا في الفيلم. شكرا لمدينة سان سيباستيان»، بهذا صرح المخرج الآيسلندي رونار رونارسون عند تتويج فيلمه «سباراوز» بالقوقعة الذهبية لأحسن فيلم في مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي في دورته 63.
ويحكي «سباراوز» قصة أري، فتى ذي 16 ربيعا، يعيش مع والدته في ريكيافيك لكن سينتقل للعيش رفقة والده مرة أخرى في المنطقة الغربية النائية…هناك سيجد نفسه أمام علاقة صعبة مع والده وسيلاحظ تغييرات لأصدقاء طفولته وفي هذه البيئة التي تطبعها الكآبة يسعى جاهدا لإيجاد طريقه ..ويظهر الفيلم الواقع الصعب لشخصوصه حيث تتميز حياتهم بالإدمان على الكحول وعالجه المخرج بأسلوب شاعري واقعي ليسلط الضوء على الظاهرة «إنه هدفنا وأتمنى أن نكون قد حققنا ذلك «والفيلم لا ينتهي نهاية سعيدة يضيف رونار رونارسون «لأن هذا لا يحدث في الحياة، هناك شخص يعيش دائما في نطاق رمادي، وهناك دائما ظلال على الأبواب، على الرغم من أن هناك الكثير من الضوء».
ويعتبر المخرج الآيسلندي رونار رونارسون، 40 عاما، من أكثر المخرجين المشهود بعلو نظرتهم بإبداع الأفلام القصيرة في العالم، وحقق فيلمه «كروس رود تريلوجي» (مفترق الطرق الثلاثية) نحو 100 من الجوائز العالمية. ورشح فيلمه القصير «المزرعة الأخيرة» لنيل جائزة الأوسكار سنة 2008. وتم ترشيح فيلمه الروائي الأول»بركان» للكاميرا الذهبية في قسم أسبوعي المخرجين في مهرجان كان 2011 . وحصد الفيلم الذي صنف ضمن الأفلام المفضلة للمهرجان على 17 جائزة. وعادت القوقعة الفضية لأفضل مخرج للبلجيكي جواشيم لافوست عن فيلم «الفرسان البيض»، حيث يتناول العمل الفذ الذي يقوم به جاك أرنولت، رئيس جمعية إنقاذ الجنوب، وهي منظمة غير حكومية، حيث يحاول رفقة فريقه مساعدة 300 طفل يتيم من ضحايا الحرب الأهلية في تشاد وتسهيل تبنيهم لفائدة فرنسيين قدموا طلباتهم، وتقوم الصحافية فرانسواز دوبوا بمرافقتهم والتغطية الإعلامية للحدث.. لكن انغماسهم في الواقع الوحشي لبلد في حالة حرب بدأ يؤثر على الأعضاء وينقص من قناعاتهم مما اضطرهم إلى مواجهة حدود التدخل الإنساني… «شكرا سان سيباستيان ولجنة التحكيم لمنحي شرف الانضمام إلى لائحة أسرة الممثلات المتوجات باللقب، شكرا لأغوستي بيارونغا شكرا لك على ثقتك بي، وتوجيهك لي خلال هذه العملية التي أوصلتني إلى منصة التتويج. إعجابي بك كفنان وكشخص حنون لكونك تشكل قصيدة الحياة». هكذا عبرت الممثلة يوردانكا أريوسا عند تسلمها جائزة القوقعة الفضية لأحسن ممثلة عن دورها في فيلم «إل راي دي هابانا» أي (ملك هافانا) وأضافت «الأرخبيل الكوبي إن لم يخرج من خلال المسام مثل هذه الشخصية لن تأتي للوجود». واعترافا بدورهما المتكامل وعملهما الهائل تسلم كل من الممثل الإسباني خافييركامارا والأرجينتيني ريكاردو دارين جائزة أحسن دور رجالي عن دورهما في فيلم «ترومان» للمخرج سيسك غاي.
وصرح ريكاردو «أنا سعيد لأن لجنة التحكيم اختارت طريقة للتمييز بين الاثنين، لأنه من الصعب في هذه القصص، حيث أن الشخصيتين تربطهما صداقة، أن يتوج ممثل دون الآخر. لقد آلمنا كثيرا هذا الفيلم، لقد أعطانا سيسك الفرصة ليس فقط لننمو كفنانين، وكأشخاص. لي الكثير من الأصدقاء. الذين ساهموا من دون تفاهة»، كما ذكر مستخلصا ما قاله مخرج الفيلم أنه «في سن الثالثة والعشرين ذهبت لمشاهدة فيلم عن الموت وأعتقد أنني تعلمت تقريبا كل شيء عن الحياة». وقال الممثل خافيير كامارا «أهدي هذه الفيلم لأولئك الذين يعانون مرضا والأشخاص المرافقين لهم». كما أثني على الجو العائلي الذي تم فيه التصوير وتأثير الفيلم عليهم لحساسية الموضوع الذي يعالجه وعمق شخوصه.
وفاز أيضا فيلم «ترومان»، بجائزة فيروث ثينيمالديا التي تقدمها الصحافة الإسبانية لأفضل فيلم في القسم الرسمي لمهرجان سان سباستيان السينمائي الدولي. وعادت جائزة أحسن تصوير لماني داكوس عن فيلم «إيفوليسيون» لمخرجته ليسيل هادزيهاليلوفيك وأحسن سيناريو للأخوين أرنود لاريو وجان ماري لاريو عن فيلمهما « 21 ليلة مع باتي» كما منحت لجنة تحكيم الدورة تنويها خاصا لفيلم «إيل أبوسطاطا» لمخرجه فيديريكو بايروخ ولفيلم «إيفوليسيون» تطور للمخرجة الفرنسية لوسيل هادزيهاليلوفيك. وضمن مسابقة إيريثار الخاصة بسينما الباسك وقع اختيار اللجنة على فيلم «أماما» للمخرج أشير ألتونا، كما منحت تنويها خاصا بفيلم «أون أوتونيو سين برلين» أي (خريف دون برلين) للمخرجة إيريني إيسكولار..
وفيما يخص مسابقة أفق لاتينية الموجهة لأفلام أمريكا اللاتينية ارتأت لجنة تحكيمها منح جائزة أحسن فيلم «باولينا» لمخرجه سانتياغو متري وتنويها خاصا بفيلمي «تي بروميتو أنركيا» أي أعدك فوضى للمخرج خوليو إيرنانديث كوردون وفيلم «لويس سيلبا ديسدي أيا» أي لويس سيلبا من هناك للمخرج لورينثو بيغاس .كما أن جائزة أفضل مشروع لمنتدى أوروبا وأمريكا اللاتينية للإنتاج المشترك تم منحها لفيلم لا «أوميسيون» أي (فشل) من إخراج سيباستيان ستشاخئير. وتنويه خاص «ميمورياس ديل كالابوثو» ذكريات زنزانة من إخراج ألفارو بريشنر. وحاز فيلم «لو نوفو» الجديد لريدي روزينبورغ على جائزة لاكوتشا للمخرجين الجدد وتنويه خاص لفيلم «تجيفهيدير» لبيتر غرونلاند و»بيدا سيكسوال دي لاس بلانتاس»، أي (الحياة الجنسية للنباتات)، للمخرج سيباستيان براهم. وجائزة الجمهور وقعت في اختيارها على فيلم «أونيماشي دياري» أي (أختنا الصغرى) للمخرج الياباني هيروكازو كوريدا ولأحسن فيلم أوروبي عادت لفيلم «شان هي غو رين» لجيا زانغ كي. وآلت جائزة التعاون الإسباني للفيلم الكولومبي «الأرض والظل» أول عمل لمخرجه ثيسار أوغوستو أسيبيدو، لكون الفيلم يساهم في نشر القيم مثل القضاء على الفقر، الممارسة الكاملة للحقوق والتنمية البشرية وتم منحها على هامش مهرجان سان سيباستيان .
وضمن مسابقة كوليناري سينما الخاصة بالأفلام المتعلقة بالطبخ تألق فيلم «نومة، مي برفكت ستورم» للمخرج بيار ديشامب. وعادت جائزة سيغنيس لفيلم،» موارا «للمخرج الجيورجي ليفان توتبيرديز وفيلم «أماما» للمخرج الإسباني أشير ألتونا. وفازالفيلم الأمريكي «فري هيلد» للمخرج بيتر سوليت بجائزة جمعية المتبرعين بالدم بغيبوسكوا والتضامن وجائزة سيباستيان. وحقق أيضا فيلم «باولينا» الفوز بجائزة إيثاي للشباب ومسابقة نظرة أخرى التي تنظمها القناة الإسبانية تي في إيفي ما عادت جائزة اللقاء الدولي لطلاب السينما لفيلم «نويبا بيدا» أي (حياة جديدة) لكيرو روسو من جامعة السينما بالأرجنتين واستفادة فيلمين من دعوة للمشاركة في ركن الأفلام القصيرة للدورة المقبلة في مهرجان كان السينمائي وهما فيلم «إيل إينميغو» أي العدو لألديمار ماتياس من الجامعة الكوبية وفيلم «ودا ‘بريديكشن» للمخرج خالد مزهر، القادم من ألمانيا، الذي يحكي عن معاناة اللاجئين السوريين……
واعتبر الفيلم الأرجينتيني «نويبا بيدا» كفيلم قصير الأكثر تجديدا ضمن مسابقة أورونا التي تتكون من طلاب جامعتي موندراغون ومدرسة السينما والفيديو بأندواين بإقليم الباسك تحت إشراف مؤطر جامعي. في حين حاز فيلم «بولاندو بوي» أي، (طائرا آتي)، لإليزابيث امبيرتي من أكاديمية الفيلم الهولندية على جائزة مهرجان تورينو فيلم لاب ويمكن لها أن تشارك في دورته المقبلة. أما جائزة الصناعة السينمائية في طور البناء فقد كانت من نصيب «دوكامبردج سكواتر» لإيلياني كافي . طيلة أسبوع كامل استمتع فيه عشاق الفن السابع بروائع سينمائية مثلت كل الحساسيات والأذواق وقد تم عرض لأول مرة فيلما للتحريك في تاريخ المهرجان داخل المسابقة الرسمية وهو فيلم «باكيمونو نو كو» أي الصبي والوحش للمخرج الياباني مامورو هوسودا كما شكل فرصة لصناع السينما لتوقيع أعمال جديدة ومناسبة لطلاب السينما وللمخرجين الجدد لصقل مواهبهم والتعرف على سوق السينما الواسع وكذلك الاحتفال بالموسيقى والطبخ كوسيلة للتفكير وتبادل الثقافات. وحسب المنظمين فقد وصل عدد المشاهدين في الدورة الثالثة والستين إلى 174901 مشاهد، أي بزيادة 5891 متفرج وتحقيق (3.5%) نسبة نمو على الدورة السابقة. كما بلغ العدد الإجمالي للمعتمدين 3650، أي أكثر من 252 معتمدا مقارنة مع العام الماضي، من ضمنهم 1495 من المهنيين شاركوا في أنشطة نادي الصناعة، بفارق 176 (أي بزيادة قدرها 13٪) .
وفيما يتعلق بالاعتمادات الصحافية، تمت تزكية 1068 صحافيا مندوبين عن 569 مؤسسة إعلامية ويمثلون 39 بلدا، بزيادة طفيفة 17 اعتمادا جديدا فقط.
خالد الكطابي