تونس ـ «القدس العربي»: تمكنت السلطات التونسية من إحباط مخطط إرهابي جديد يستهدف العاصمة، فيما كشفت التحقيقات مع عناصر خلية تابعة لـ«أنصار الشريعة» عن التحضير لسلسلة عملية إرهابية جديدة، من بينها استهداف مراكز انتخابية، تمهيدا لعودة زعيم التنظيم أبو عياض إلى تونس.
وذكرت صحيفة «الصباح» المحلية أن قوات الأمن تمكنت من إحباط «مخطط إرهابي كبير» كان يستهدف العاصمة، بعدما تمكنت فرقة مكافحة الإرهاب من إلقاء القبض على عنصر متشدد في مدينة «حمام الأنف» التابعة لولاية بن عروس المتاخمة للعاصمة.
وأشارت مصادر أمنية إلى أنه تم العثور بحوزة المشتبه به على جهاز حاسوب ووثائق تتعلق بأحد التنظيمات المتطرفة، مشيرة إلى أن المشتبه هو عنصر سلفي خطير من ولاية جندوبة (شمال غرب)، وقد عاد مؤخرا من ليبيا وكشف لأحد أقاربه عن نيته تنفيذ أو المشاركة في تنفيذ عملية إرهابية في العاصمة، قبل أن يستقر في إحدى مناطق الضاحية الجنوبية للعاصمة.
وكانت قوات الأمن تمكنت قبل أيام من إحباط مخطط إرهابي كبير يحمل بصمات تنظيم «الدولة الإسلامية» ويستهدف ولاية «تطاوين» في الجنوب، حيث تمكنت من حجز سيارتين (إحداهما مفخخة) محملتين بالأسلحة وقادمتين من الأراضي الليبية.
من جانب آخر، كشفت التحقيقات مع عناصر «كتيبة أبو بكر الصديق» التابعة لتنظيم «أنصار الشريعة» عن وجود مخطط لدى التنظيم المتطرف لإغراق البلاد بالأسلحة والقيام بأعمال إرهابية تستهدف ثكنة للجيش في ولاية قفصة (جنوب)، فضلا عن محاولة تصفية عناصر من الجيش والأمن واختطاف عائلاتهم إلى جانب التخطيط لاستهداف مراكز الاقتراع في الانتخابات البلدية المقبلة، بهدف إثارة البلبلة في البلاد لتأمين الأجواء تمهيدا لعودة زعيم التنظيم سيف الله بن حسين (أبو عياض) إلى تونس.
وكشفت الأبحاث أن بعض عناصر «كتيبة أبو بكر الصديق» كانوا على اتصال ببعض الشباب الحاملين للفكر السلفي الموجودين في ليبيا عن طريق شبكة الإنترنت، وخططوا لإقامة إمارة إسلامية في ليبيا وأخرى في تونس.
وذكرت الصحيفة أن عددا من المتهمين لديهم سوابق تتعلق بتنفيذ أعمال إرهابية، وقد قضوا فترة قصيرة في السجن بين عامين 2006 و2008، قبل أن يتمتعوا بالعفو التشريعي العام بعد الثورة.
وينتمي أغلب عناصر الكتيبة إلى تنظيم «أنصار الشريعة»، ويتبنى أغلبهم الفكر التكفيري الجهادي، وتم تقسيم الأدوار بينهم فيما يتعلق بجلب الأسلحة من ليبيا ومحاولة استقطاب عدد من الشباب ممن ليس لديهم سوابق أمنية، تمهيدا لاستخدامهم في أعمال إرهابية مقبلة.
وذكر أحد المتهمين أن «كتيبة أبو بكر الصديق» كانت تسعى لإدخال البلاد في فوضى عارمة تهيئ الأجواء لعودة أغلب قيادات «أنصار الشريعة» وعلى رأسهم زعيم التنظيم أبو عياض المطلوب لدى السلطات التونسية، والموجود حاليا في ليبيا.
يُذكر أن وزير الدفع التونسي فرحات الحرشاني أكد مؤخرا أن التهديد الأمني الذي تعاني منه بلاده يأتي من مصدرين، الأول داخلي ويتمثل بالسلسلة الجبلية على الحدود مع الجزائر، والثاني من الجنوب الشرقي، وسبب «فلتان الحدود الليبية – التونسية من الجانب الليبي وغياب بنى الدولة الليبية وهيمنة الفوضى»، مشيرا إلى حوالي 250 مقاتلا تونسيا من تنظيم «الدولة الإسلامية» انتقلوا من سوريا إلى تونس منذ بدء التدخل العسكري الروسي.
حسن سلمان
التنظيمات الاسلامية الارهابية هي فبركة مخابراتية غربية وامريكية لحرف مسار شعوب المنطقة عن السير نحو الديمقراطية