تنظيم «الدولة الاسلامية» وعباءة صالح… من يخدم من ؟

لا أحد كان يتوقع أن حقد الرجل على خصومه، ووقوف تحالف عربي خليجي من عشر دول كبرى ضده، بعد تحالفه مع إيران وحلفائها من التيار الحوثي في اليمن..اي الرئيس اليمني السابق علي صالح، نعم خصومه الذين كانوا سببا في تنحيته من هرم السلطة في اليمن، سوف يجعلونه يتحالف أو يقدم تنازلات لتنظيم إرهابي جديد ومتطرف وموغل في الذبح وسفك الدماء والأعمال الإرهابية التي تحصد أرواح الأبرياء حول العالم، مثل تنظيم الدولة الاسلامي، خصوصا ان التنظيم جديد ونشط في سوريا والعراق وبعض دول المغرب العربي.
وهو يعتبر ضيفاً ثقيلا على اليمن، أولا انه غريب على ارض اليمن، ثانياً لأنه ينفذ عمليات ارهابية شديدة القوة وتحصد عشرات ان لم تكن مئات الضحايا. صحيح أن الرئيس صالح هدد اذا ما ترك السلطة في العام 2011 من انتشار تنظيم القاعدة والفوضى والحرب الأهلية في بلاده. لكن ما لم يكن احد يتصوره ان ينفذ ما كان يحذر منه، ويتحالف هو مع تنظيم القاعدة الإرهابي، وأخيرا تنظيم الدولة الإسلامية وربما لا يستبعد تقديمه لهما تنازلات ودعما قبليا وعسكريا وماليا إن لزم الامر، وهذا ما يفسر تنامي عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في صنعاء خصوصا، ووصوله إلى عدن باستهدافه لفندق القصر الذي تقطنه حكومة بحاح.
نشرح أكثر في هذه العجاله ونقول أن تنظيم الدولة الاسلامية لم يكن يعرفه اليمن، الا عقب اقتحام الحوثيين وقوات صالح العاصمة صنعاء، استخدمه علي صالح، ضد الحوثيين بالتفجيرات الانتحارية، بعد ايام او أسابيع من اتفاق السلم والشراكة، لخلق رأي عام محلي داخل اليمن يؤمن بفكر التنظيم، لكي يجد ذريعة لغزو قواته وميليشيات الحوثيين لمحافظة عدن، ومدن الجنوب.. وربما أراد بذلك الرئيس المخلوع صالح خلط الأوراق وارباك المجتمع الدولي، وإخافته من الاقتراب من ملف اليمن، وكذلك إخافة وابتزاز دول الخليج العربي والجوار اليمني ماليا وعسكريا، وما مناورات صعدة صعدة على الحدود السعودية قبيل انطلاق عاصفة الحزم، وقبل تدخل دول التحالف العربي بطلب من الرئيس اليمني هادي، الا خير مثال صادق على ذلك.
نختم بالقول ان علي عبد الله صالح تحالف مع القاعدة منذ سنوات لابتزاز الغرب ودول الإقليم، حينما كان في هرم السلطة، عقب الإطاحة به 2011، واستخدامه للقيادي السابق والقديم في تنظيم القاعدة الشيخ طارق الفضلي في الجنوب منذ العام 2011الذي هو بمثابة خاتم سحري في أصبع صالح «، واستخدمه الرئيس المخلوع صالح حتى ضد خلفه الرئيس هادي في حرب الحكومة اليمنية ضد القاعدة في جنوب اليمن، محافظة أبين خصوصا بين العامين 2011 و 2012.فما الذي يمنعه أن يتحالف مع شقيقه الأكثر تطرفا وإرهابا إن صح التعبير، وانتشارا وهو تنظيم الدولة الاسلامية»؟ وربما لم يكن من قبيل الصدفة أن تنفجر سيارة كانت مجهزة للتفجير والتفخيخ في أحد مساجد صنعاء، وإلصاق تهمة التفجير او إعطاء تنظيم الدولة الضوء الأخضر لتبني العملية الإرهابية، لكن مشيئة الله أرادت ان تفضح مهندسي خطط الثعبان صالح وانفجرت السيارة بمن كانوا يلغمونها بالمتفجرات او يجهزونها في منزل رئيس فرع حزب المؤتمر بصنعاء، الذي يتزعمه المخلوع صالح، يدعى صالح الخولاني في حادثة وصفت بالغامضة حسب موقع المشهد اليمني وموقع بوابة الفجر ومواقع صحافية يمنية مختلفة، وحسب ناشطين فإن السيارة كانت تُجهز بمنزل الخولاني ويتم تفخيخها لتنفيذ عملية إرهابية بأحد المساجد بصنعاء أثناء صلاة الجمعة الشهر الماضي، حد وصفهم إلا أن العملية باءت الفشل أثناء الترتيب لها، ولم يفصح حتى كتابة هذه السطور عن عدد الذين قضوا جرحى او قتلئ في هذه الحادثة…
صالح ثعلب مراوغ وماكر، ومخادع في الوقت نفسه، بات يستخدم عباءة التنظيم، أو جعله شماعة للانتقام من خصومه السياسيين، ومحاولته إفساد نجاحاتهم، وحلفائهم من دول التحالف العربي وعلى رأسهم السعودية والإمارات العربية المتحدة، خصوصا في عدن جنوب اليمن، العاصمة اليمنية المؤقتة، ولعل استهداف فندق القصر في مديرية المعلا بعدن، إحدى مقرات حكومة المهندس ونائب الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، المهندس خالد بحاح، يذكرنا باستهداف تنظيم القاعدة لمجمع وزارة الدفاع في صنعاء ومستشفي العُرضي، في 5 كانون الاول/ ديسمبر 2013، الذي راح ضحيته 56 قتيلا و215 جريحا معظمهم أطباء وجنود. فيما التنظيم يستفيد من الدعم اللوجستي والعسكري والمالي الذي يقدمه وقدمه له الرئيس المخلوع صالح طيلة الأشهر الماضية، وتسليمه لتنظيم القاعدة محافظات بأكملها ومعسكرات تابعة للحرس الجمهوري الذي كان نجله العميد احمد علي صالح قائدا لها، منذ شهر آذار/مارس الماضي في حضرموت وشلته وخور المكلا، حيث سلمت ألوية الحرس الجمهوري هناك عتادها والمكلا عاصمتها، لأنصار الشريعة (القاعدة ) دون مقاومة تذكر، الا إطلاق نار كثيف، لإيهام السكان والناس المجاورين لتلك المناطق وذر الرماد في عيونهم ان هنالك مواجهات وان عملية استلام القاعدة لها جاءت بالقوة، وليست باتفاق مسبق.
لحية الرئيس صالح وسر إطلاقها : ظهر الرئيس السابق صالح في صور له، على مواقع التواصل الاجتماعية وصفحته الخاصة على فيسبوك، وهو يطلق لحيته، فيما اعتبر ذلك بعض المراقبين العرب واليمنيين ونحن من بينهم أن ذلك قد يكون له علاقة بتحالفاته مع القاعدة والتنظيم، وأنه قد يسير على خطى ودرب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي انطلقت فكرة تنظيم الدولة، أو ظهرت بوادرها من خلال دعوته اي الرئيس صدام لأنصاره من حزب البعث العراقي بالعودة إلى الله والتدين والتمسك بالدين ومن هنا بدأت ظاهرة التنظيم في العراق، رغم اختلاف هدف صالح عن صدام، الذي هدف الاول أرضاء التنظيم والقاعدة خوفا على حياته لأنها قادرة على قتله، بعد ان ضاق الخناق عليه اكثر من اي وقت مضى، وانتقاما من خصومه وتشويه اي نجاحات تقوم بها حكومة المهندس بحاح في عدن بدعم التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، بينما صدام دافع عن وطنه من غزو خارجي، وأن اختلفنا معه بشدة لغزوه الكويت الشقيق.
فمن يدمر وطنه بتحالفه مع عملاء إيران «الحوثيين»، لا يمكن أن يسعى لإرضاء ربه ويقابل الرفيق الأعلى وهو راضٍ عنه.

صحافي يمني يقيم في نيويورك

محمد رشاد عبيد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية