الآخرة الآن

حجم الخط
0

السبيل الأفضل لتجاهل أحداث واقع مهدد هو اغلاق العينين واقناع الذات غباء بالقول: ‘ما لا أرى لا يمكنه أن يخيفني’. لشدة الاسف، هذا بالضبط ما يفعله العالم الغربي، حين يرفض زعماؤه استيعاب حقيقة أن الحرب العالمية الثالثة حرب الاسلام ضد ‘الكفار’ توجد في ذروتها. هذه هي الحرب التي في اطارها يسعى الاصوليون في ايران الى الوصول الى مكانة قوة عظمى نووية، ليس من أجل الدفاع عن أنفسهم، بل من أجل السيطرة على العالم ولا سيما في أرجاء الشرق الاوسط.
أحد المسلمين الذين في سنوات حكمه لم يخشَ من ايضاح هذه الحقيقة كان حاكم ليبيا معمر القذافي، الذي أعدمته في تشرين الاول 2011 جموع ثورية هائجة.
في أحدى الندوات السياسية الدينية التي درج على عقدها قال القذافي بعد هزيمة صدام حسين: ‘صحيح أننا في العراق خسرنا معركة أمام الغرب، ولكننا لم نخسر المعركة الكبرى التي ستندلع في بداية القرن 21 بين الاسلام والثقافة الغربية’. لقد أوضح القذافي لسامعيه مع يعتقد به إذ أن ‘من يقود الاسلام الى الحرب الحتمية مع العالم الغربي سيكون هو من يملك القنبلة الذرية’. وأنهى القذافي نبوءته الاخروية بتصريح تهديدي: ‘القوة النووية وحدها يمكنها أن تعيد الاسلام الى مكانته المناسبة، مكانة نزعت منه بالقوة’.
من المعقول الافتراض بان كل واحد يعرف بانه على وجه الكرة الارضية يعيش نحو مليار ونصف مسلم. ومقابل ذلك قلة فقط يعرفون بان لكلمة ‘اسلام’ معنى لفظيا يشير الى الطابع الجماعي للمؤمنين بالله والطائعين بشكل مطلق لكلمة الرب ورسوله على الارض النبي محمد. فمعنى الكلمة بسيط: التسليم، الخضوع، الطاعة لفرائض الرب بالطبع. وفرائض الرب في نظرهم هي فرض الدين الاسلام على الشعوب ‘الكافرة’ تحت شعار ‘دين محمد بالسيف’، أي: دين محمد يفرض بحد السيف.
ما يجري الان في الشرق الاوسط وفي الولايات المتحدة أيضا هو دليل على نوايا السيطرة العنيفة للمؤمنين بالاسلام.
الامثلة لا تنقص. كلنا رأينا ما حصل في مصر. كلنا شهدنا الثورة الدموية في ليبيا. كلنا نرى يوميا حجوم القتال الاجرامي في سوريا الذي جبى حتى الان نحو 80 ألف ضحية. العالم كله يذكر الهجمة الارهابية للقاعدة على البرجين التوأمين والعملية الاجرامية التي ارتكبها اخوان مسلمان في بوسطن. وصبح مساء نسمع التبجحات العنيفة لحزب الله وحماس، وكل من لديه عينان في رأسه يفهم تفجر الوضع في الاردن، الذي يتغير مبناه الديمغرافي سلبيا ويهدد وجود الحكم الملكي مع تسلل مئات الاف اللاجئين من سوريا ومن العراق.
كانت ايام اعتبر فيها الاسلام جسما ثقافيا متطورا انتقلت بعض كلمات من لغته الى اللغات الغربية، مثل كلمة ‘ادميرال’ التي هي مزيج من الكلمتين العربيتين ‘امير البحر’. لقد كان العرب هم الذين طوروا في عهود عظمتهم أساليب الابحار وعلم الجبر وغيره.
حقا كان لديهم ما يفتخرون به. ولكن مع السنين وبعد سقوط الامبراطورية العثمانية انغلق العرب في صحاريهم وانقطعوا عن العالم. وهم الان يتطلعون الى عهود أمجادهم ولكن هذا لا يكفي لهم. فهم يطلبون روح الغرب، ومعتقده ايضا.
هدف واحد هام لهم حقا ـ تغيير دين ‘الكفار’ واعادتهم الى ‘السبيل القويم’ والتسليم الخاضع لله. ولكن كونه واضحا لهم بانه بالاساليب الهادئة والاقناع لن ينجحوا في مهمتهم ـ فقد اختاروا طريق العنف والارهاب القائم على الاعتقاد بان ‘ما أُخذ بالقوة لا يسترد الا بقوة أكبر’.

معاريف 7/5/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية