بيروت – «القدس العربي» : توزع الاهتمام في لبنان امس بين الشأنين القضائي والسياسي، حيث اتجهت الأنظار إلى قصر العدل في بيروت لمتابعة إمكان مثول عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح وزميله في التيار الوطني الحر زياد أسود أمام النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم بعد الاتهامات بالفساد التي تبادلاها في اجتماع لجنة الاشغال والطاقة على خلفية ملف الكهرباء وهدر المال.غير أن النائبين لم يحضرا في انتظار إبلاغهما وفقا للأصول الشرعية ولإجراءات إبلاغ النواب عن طريق طلب يُرفَع من وزير العدل إلى رئيس مجلس النواب واجتماع هيئة مكتب المجلس ولجنة الإدارة والعدل ودرسه وفق ما تفرض أصول رفع الحصانة.
إلا أن عددا من السياسيين المتخلفين عن سداد فواتير الكهرباء المستحقة في ذمتهم حضروا بالأمس إلى مكتب النائب العام المالي بعدما تبلغوا الدعوة، وكان العديد من السياسيين سارعوا فورا إلى تسديد فواتيرهم قبل استدعائهم.
على خط مواز، تجمع عشرات الأشخاص من أهالي الموقوفين من ناشطي الحملات في الحراك المدني، أمام المحكمة العسكرية في انتظار بدء جلسات التحقيق مع الشبان الموقوفين من الحراك إثر أحداث الشغب التي حصلت الخميس الفائت في وسط بيروت، وتقرر الإفراج عن خمسة موقوفين والإبقاء على خمسة آخرين. وعقد الحراك المدني مؤتمرا صحافيا في الخامسة بعد الظهر في مقر المفكرة القانونية «لتوضيح تفاصيل تظاهرة الخميس، وجدد أحد محامي الحراك نزار صاغية «رفض محاكمة المدنيين أمام المحكمة العسكرية لأننا نعتبرها محكمة امتيازات ولا يتوفر فيها الحد الأدنى من المحاكمات العادلة».
وبرز انقسام بين المحامين واتهام للبعض ومن بينهم المحامي رامي عليق بأنهم لا يتحدثون باسم الحراك، ما أدى إلى سجالات ساهمت في إضعاف هذه الحركة الشعبية.
وأعلن المحامي رامي عليق انه «استكمالا للجهود التي بدأت بمقابلة مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، ليل السبت الفائت، ونزولا عند الحاح عدد من ذوي الموقوفين، وانطلاقا من ممارستنا لمهنة المحاماة بشكل مهني وفق الاصول، غير معنيين بما تم تداوله من تصريحات وشائعات مغرضة بحقنا، قمنا بمتابعة القضية التي وصلنا فيها إلى إطلاق سراح الموقوف حسام نحولي وإلى التسريع الاستثائي في تحديد جلسات التحقيق لدى المحكمة العسكرية بعد الظهر».
وأمل أن «يتم إطلاق عدد آخر من الموقوفين»، متمنيا ان «يكون منهم الناشطان بيار حشاش ووارف سليمان «. وشكر النائب العام التمييزي «لوفائه بوعده، أما بخصوص المزايدات التي حصلت، فإننا قد وضعنا كل ذلك برسم نقيب ونقابة المحامين في بيروت».
سياسيا، وبعد ساعات على مهرجان التيار الوطني الحر عند تخوم قصر بعبدا، أكد رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية «ان تمسك العماد ميشال عون بالرئاسة لا يزعجه، كما ان تنازله لا يعني ان فرنجية سيصبح رئيس الجمهورية».
وقال «ان التواضع في الضعف نوع من الهزيمة والتكبر في القوة نوع من الجشع والهيمنة»، مشيرا إلى « ان الأيام معنا والمستقبل سيكون إيجابيا»، ومشددا على «أهمية تحالفاته ولو تمايزنا في الأسلوب أحيانا لكن مشروعنا واحد».
توازيا، أوحى إحجام رئيس الحكومة تمام سلام عن توجيه دعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء، في موازاة التصلب الذي استجد في عكار، ان «خطة النفايات» تترنح، فأعمال شق الطريق من اوتوستراد العبودية وصولا حتى المطمر المزمع إنشاؤه في مكب سرار، متوقفة منذ الإشكال الذي حصل الأحد بين ألاهالي المعترضين وسائقي الجرافات. كما ان «حزب الله» لم يفرج بعد عن موقع المطمر في البقاع الشمالي، رغم وعد رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير الزراعة أكرم شهيب بإبلاغه بمكانه سريعا.
لكن، وفي مقابل هذه الأجواء غير المشجعة، أكدت مصادر وزير الزراعة انه يواصل اتصالاته لإيصال خطته إلى مرحلة التنفيذ، والتركيز ينصب راهنا على المطمر البقاعي، ويتم البحث عن الموقع المناسب بالتنسيق مع «حزب الله» و»أمل» ومع جميع المعنيين.
وإذ نفت ان تكون الخطة عادت إلى نقطة الصفر، أشارت إلى ان «كل ما نسمعه في شأن المطمر البقاعي إيجابي، لكن حتى اللحظة لا ترجمة لهذه الإيجابية على الأرض، حيث لم يتم بعد اختيار الموقع، لكن البحث عنه جدي، أقله تقنيا».
وشددت المصادر على «ان الاحتجاجات في سرار متعلقة بخوف لدى الأهالي من ان يبدأ العمل في مطمر سرار قبل سواه».
سعد الياس
ماشاء الله صحيح لبنان دولة صغيرة وعدد سكان قليل ولكنه في الحقيقة دول كثيرة وجيوش عدة استطاع الحكم السوري تثبيتها قبل الرحيل