القاهرة ـ «القدس العربي» : عكست الصحف االمصرية الصادرة أمس الاثنين 12 أكتوبر/تشرين الأول حالة الانفصال بين اهتمامها بموضوعات، رغم أهميتها السياسية، واهتمامات الأغلبية التي يجذبها من القضايا السياسية متابعة أنباء الغارات التي يشنها الطيران الروسي في سوريا والارتياح لها، ولم تهتم بمتابعة تحركات الأحزاب والقوى السياسية والأفراد، استعدادا لانتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب يومي الثامن عشر والتاسع عشر من الشهر الحالي.
إنما ركزت اهتماماتها على استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية وخدمات الكهرباء والمياه، ومتابعة الإجراءات التي تتخذها وزارة التربية والتعليم لمحاربة مراكز الدروس الخصوصية، وعدم حضور طلاب الثانوية العامة لمدارسهم والالتجاء لهذه المراكز، لأن المدرسة تعطلهم عن المذاكرة، ولا توفر لهم دروسا مفيدة وذلك بأن خصصت الوزارة نسبة عشر درجات لمن يواظبون على الحضور. كما تواصل الأغلبية اهتمامها بأزمة النادي الأهلي، بسبب المدير الفني الجديد، على الرغم من أهمية الموضوعات الأخرى مثل، الاجتماع الذي ترأسه الرئيس السيسي وحضره لأول مرة مساعده لشؤون المشروعات القومية الإستراتيجية ورئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب، وحضور وزير الإسكان ومستشار وزير الدفاع للمشروعات ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ورئيس أركان الهيئة، لبحث البدء في تنفيذ المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية الجديدة، بالاتفاق مع شركة مقاولات صينية، واشتراط أن تكون كل المواد الخام في المشروع من مصر، وألا تقل نسبة العمالة المصرية عن ثمانين في المئة.
كما واصلت الصحف الاهتمام بدرجة أقل بما يحدث من اعتداءات إسرائيلية على أشقائنا الفلسطينيين، وإظهار الشماتة في تركيا بسبب العملية الإرهابية التي وقعت فيها..
وإلى بعض مما عندنا..
إيران تنهزم في سوريا
ونبدأ بالموضوع الذي أصبح يحظى بالقدر الأكبر من التعليقات والمقالات التي تعكس خلافات واضحة في المواقف والتحليلات، بالإضافة طبعا إلى الاهتمام الجماهيري المؤيد للتدخل الروسي والمعجب ببوتين، وعززه تأييد مصر رسميا له. أما من يعارضون أو يشككون في نوايا روسيا فإن بعضهم يرى أن ما تقوم به روسيا جزء من الصراع على النفوذ مع أمريكا، والبعض وهم ينتمون للتيار الديني، انفصل عن الواقع واعتقد أن روسيا الآن هي الاتحاد السوفييتي الشيوعي، وأن سوريا هي أفغانستان التي تدخل فيها السوفييت لمساندة حكم نجيب الله الشيوعي، وبالتالي بدأ في إطلاق شعارات الجهاد وانحازوا تلقائيا إلى «داعش» و»جبهة النصرة»، سواء كانوا يقصدون أم لا، لكن موقفهم كشف حقيقتهم التي ينكرونها، متناسين أن الاتحاد السوفييتي الشيوعي تفكك وانتهى إلى دول أكثرها انضم إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلنطي، وأن بوتين ليس شيوعيا. فمثلا قال زميلنا وصديقنا في «الأهرام» الأستاذ في الجامعة الأمريكية في القاهرة الدكتور جمال عبد الجواد في «الوطن» يوم الأحد: «الهدف المباشر للروس في سوريا هو دعم نظام بشار الأسد، بعد أن وصلت قوته في الشهور الأخيرة لحالة غير مسبوقة من الضعف، عبر عنها بشار الأسد في حديث علني اشتكى فيه من نقص المقاتلين، ووصف إخلاء قوات النظام لبعض مواقعها، بأنه نوع من إعادة نشر القوات لحماية مواقع أكثر أهمية. تراجعت قوات النظام للدفاع عن مساحة تشمل الساحل السوري والعاصمة دمشق، وهي المنطقة نفسها المرشحة للبقاء تحت سيطرة النظام، إذا انتهى الصراع هناك بتقسيم البلاد، وفا هذا تسليم من جانب النظام بالعجز عن استعادة السيطرة على كامل البلاد. ساندت موسكو نظام الأسد منذ بداية الصراع من دون أن تتورط هناك بشكل مباشر، لكن روسيا أجبرت على التخلي عن هذا الحذر بعد أن اقتربت لحظة الحقيقة. إيران تنهزم في سوريا ولا دليل على ذلك أقوى من الهزائم التي لحقت بالأسد، رغم دعم إيران وأداتها المسماة «حزب الله» ولولا الفشل الإيراني لما احتاج الروس للتدخل المباشر إلى جانب نظام الأسد. التفاهم مع الروس ممكن فلمصر ودول الخليج مصالح كثيرة مع الروس، ولموسكو أهداف عديدة في سوريا، ليس بينها أهداف طائفية أو مذهبية تتحدى الهويات وتطعن في العقائد وتنشر الكراهية وتجعل الوصول لحلول وسط أمراً مستحيلاً. الأهداف الروسية في سوريا هي أهداف إستراتيجية يمكن التفاوض حولها بعقلانية، ولهذا فإن التدخل الروسي في الحرب السورية ليس كله شراً حتى لو كان عنوانه دعم نظام الطاغية بشار».
فخ الأسد
وكما هو معروف فإن الدكتور جمال أستاذ علاقات سياسية ودولية، ولا أعرف كيف فات عليه كما فات على الجميع الفخ الذي نصبه الرئيس بشار للجميع، عندما أعلن أنه لم يعد قادرا على تجنيد المزيد في الجيش، وأنه اضطر لإخلاء مناطق لنقص أعداد المقاتلين، لدرجة أنهم هللوا وأكدوا أنها أيام وينهار الجيش رسميا، ولم يفكر أحد منهم كيف يعلن بشار ذلك الخبر، رغم انه سيؤدي حتما إلى انهيار الروح المعنوية، وبالتالي تفكك الجيش؟ ولم ينتبه أحد إلى أنها لابد أن تكون خدعة لإخفاء مفاجأة ما. وقد ظهرت المفاجأة فعلا إذ ظهر الروس فجأة، وفي أيام قليلة بدأوا في شن أعنف الغارات، وتقدمت القوات السورية البرية بعد أن لعن رئيس الأركان مفاجأة أنه تم تشكيل فليق رابع مجهز بأحدث الأسلحة اسمه «اقتحام»، بدأ يشارك في الهجوم البري لاستعادة المدن والقرى. ولا أعرف إن كان الروس والسوريون قد أعجبتهم خطة الخداع التي قام بها الجيش المصري قبل حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 فاستلهموها أم لا، لكن المهم أنهم خدعوا الجميع.
هل تستطيع روسيا تقديم مشروع سياسي لسوريا
أما في «المصري اليوم» في يوم الأحد ذاته فقد قال زميلنا الدكتور عمرو الشوبكي في عموده اليومي «معا»: «هل تستطيع روسيا أن تقدم مشروعا سياسيا لسوريا؟ أم ستكتفي بالتدخل المسلح وتوجيه ضربات لكل المعارضين، سواء كانوا من الدواعش أو الجيش الحر؟ وهل مشروعها هو دعم الأسد أم الحفاظ على ما تبقى من الدولة السورية والانطلاق إلى مساحة أخرى مضادة للمشاريع الأمريكية، تواجه تفكيك الدولة وتفتح مسارا سياسيا لإصلاحها؟ روسيا لديها فرصة تاريخية أن يكون مشروعها السياسي أهم من تدخلها العسكري، ويتمثل في الحفاظ على ما تبقى من الدولة السورية وإنهاء مشاريع التفكيك الأمريكية، وفي الوقت نفسه تفتح مسارا يؤدي إلى خروج الأسد من السلطة بتسوية سياسية، وليس بالقوة المسلحة. هل تستطيع روسيا أن تجد لها قدماً في مساحة «البديل السياسي» الذي يستغل الفشل المركب في سوريا: فشل أمريكا وفشل المعارضة والسلطة وتصاعد الإرهاب؟ أم ستكون مجرد ضربات عسكرية للمناكفة مع أمريكا تعدل من التوازنات الموجودة ولا تغيرها؟ الإجابة في الأيام المقبلة».
رسائل بوتين من ضفاف الفرات
ونبقى في «المصري اليوم» وفي عدد يوم الأحد نفسه ومقال الكاتب محمد كمال عن رسائل بوتين من ضفاف الفرات يقول: «أثناء مظاهرات ما عرف بـ«الربيع العربي» عام 2011، وتصاعد حديث الولايات المتحدة عن ضرورة رحيل حليفها في مصر الرئيس السابق مبارك، ومساندتها للمتظاهرين في البحرين (مقر الأسطول الخامس الأمريكي)، استضافت إحدى القنوات التلفزيونية الأمريكية السفير الروسي في واشنطن للتعليق على هذه الأحداث. أبرز ما شدني في حديث السفير كان تأكيده المتكرر أن الولايات المتحدة لا تقف مع حلفائها في أوقات الأزمات، بل قد تضحي بهم، في حين أن روسيا تلتزم دائما بمساندة أصدقائها. حديث السفير الروسي في ذلك الوقت لم يكن موجهاً بالدرجة الأولى للمشاهد الأمريكي، ولكن للدول الحليفة للولايات المتحدة، واستهدف توجيه ضربة للمصداقية الأمريكية لديهم. تذكرت أخيرا هذا الحديث وأنا أتابع التدخل الروسي في سوريا. فالرسالة الأولى والأساسية التي يوجهها بوتين من التدخل هي للعالم العربي، ومفادها أن روسيا تقف مع حليفها بشار الأسد، في حين أن الولايات المتحدة تقف مترددة وعاجزة عن مساندة حلفائها داخل سوريا. وبغض النظر عن موقفها من ممارسات نظام بشار الأسد، فإن هذه الرسالة تعزف على وتر حساس لدى العديد من الدول العربية التي اهتزت مصداقيتها في الشريك الأمريكي منذ أحداث الربيع العربي، وحتى التقارب مع إيران. هذه الدول بدأت تشعر بأن الولايات المتحدة تخطط للانسحاب التدريجي من المنطقة، ولايزال يطاردها شبح التدخل في العراق، ويقف الرأي العام هناك ضد أي التزام بالأموال أو الأرواح في الخارج. فالولايات المتحدة تسعى لمحاربة «داعش» والإرهاب من خلال عقد المؤتمرات الدولية واستخدام ضربات جوية ذات تأثير محدود على الأرض، في حين أن روسيا تتبنى جهدا عسكريا شاملا (من الجو والبحر والأرض) لمواجهة «داعش». هدف بوتين ليس فقط الحفاظ على بشار أو القاعدة العسكرية الروسية في ميناء اللاذقية، ولكن استغلال لحظة الضعف والتردد الأمريكي في المنطقة لبناء مصداقية لروسيا في العالم العربي كحليف يمكن الاعتماد عليه، وشريك اقتصادي وعسكري للدول العربية التي لا تستطيع بمفردها مواجهة التحديات الداخلية والخارجية…. الخلاصة أن تدخل بوتين في سوريا يستهدف ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، ويؤرخ لمرحلة جديدة للدور الروسي في العالم. ولكن تبقى ملاحظتان، الأولى هي أن هناك حدودا للدور والقوة الروسية في ظل التحديات الضخمة التي يواجهها الاقتصاد الروسي، والملاحظة الثانية هي أن الدور الروسي الجديد يرتبط بشكل أساسي برؤية الرئيس بوتين- وهو وحده محور النظام السياسي- ولكن لا يوجد أي ضمان على استمرار هذه الرؤية وهذا الدور في مرحلة ما بعد بوتين!».
خطط أمريكية لتقسيم المنطقة العربية
وتواصل هطول التعليقات والمقالات كالمطر يوم الأحد في «الأهرام المسائي» قال صاحبنا أحمد عبد الخالق: «المؤكد أيضا أن خطط أمريكا الرامية لتقسم المنطقة بالاعتماد على العملاء في الداخل والخارج أصبحت معروفة وظاهرة لرجل الشارع العادي من المحيط إلى الخليج، ولذلك فلم يعر المواطن أي اهتمام للرفض الأمريكي أو للتدخل الروسي، رغم محاولات أطراف عربية تصوير هذا التدخل طائفيا ومذهبيا، وكأنه حرب روسية على السنة. تحرك الدب الروسي متأخرا بعد أن تأكد من النوايا الأمريكية، فانطلقت القوة الجوية الروسية الضاربة لتدمر مراكز قيادية لـ«داعش» و«جيش الإسلام» و«أحرار الشام» و«جبهة النصرة» و»جيش الفتح»، وما يقرب من مئتي جماعة دموية تعتمد جميعا على الخارج السوري تسليحا وتدريبا وتمويلا».
المصريون لا يريدون سوريا مقسمة
وفي «المقال» قال زميلنا عبد المنعم مصطفى: «لدى الشارع العربي وحتى لدى المسؤولين العرب هناك ميل فطري أو غريزي للاعتقاد بأن ثمة مؤامرة تستهدفنا، وأن هاجس التقسيم لم يعد مجرد هاجس، وأن الأخطار التي تهدد وجودنا لم تعد مجرد تهديدات، هذا المزاج الشعبي العام قد يقدم لنا إجابة عن السؤال: لماذا ينحاز غالبية الشارع المصري إلى جانب التدخل العسكري الروسي في سوريا؟ ولماذا يحتفي المصريون بأخبار الغارات الجوية والصاروخية الروسية، التي تقول روسيا إنها تستهدف «داعش»، ويقول العرب إنها تستهدف معارضي بشار الأسد؟ يقول مصريون بسطاء إنهم لا يحبون بشار الأسد صاحب أول وآخر عملية توريث ناجحة للحكم في الجمهوريات العربية، لكنهم لا يريدون أن يروا سوريا وقد جري تقسيمها إلى دويلات. ويعتبر كثير من المصريين أن تقسيم سوريا والعراق قد يقود إلى تقسيم مصر في النهاية».
جهود التسوية السياسية للأزمة السورية
وإلى «الأهرام» وزميلنا الدكتور طه عبد العليم وقوله: «من منظور مصري أرى أن الموقف المصري الرافض لازدواج المعايير في محاربة الإرهاب والداعم لوحدة الدولة السورية، يجسد دون ريب توافقا بين العملي والمبدئي في السياسة الخارجية المصرية، وهو ما عبر عنه وزير خارجيتها ،حين أكد على أهمية مشاركة روسيا في الحرب على تنظيمات الإرهاب التكفيرية المسلحة في سوريا، بما في ذلك «داعش» و«جبهة النصرة» وتنظيم «القاعدة» و«جيش الفتح»، بغير تمييز، ويأتي متكاملا معه التنسيق المصري الروسي لدفع جهود التسوية السياسية للأزمة السورية. ويبقى على مصر أن تواصل جهدها لتحجيم التداعيات السلبية المحتملة لموقفها، على علاقاتها مع السعودية وأمريكا، اللتين لم تتعلما درس دعمهما للإرهاب الذي ارتد إليهما بتفجيرات11 سبتمبر/أيلول في أمريكا والتفجيرات الإرهابية في السعودية وسيرتد!».
السادات وضع 99٪ من أوراق اللعبة في يد أمريكا
أما في «اليوم السابع» فقال زميلنا وصديقنا رئيس مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف الأسبق كرم جبر: «روسيا صديق لمصر في أوقات الأزمات، أما أمريكا فهي التي تصدر لنا الأزمات، وسامح الله الرئيس السادات الذي وضع 99٪ من أوراق اللعبة في يد أمريكا، ومن يومها اختل توازن الحياد والتفت الضغوط الأمريكية حول القرار المصري كخيوط العنكبوت، واستخدمت سياسة «العصا والجزرة» تارة بالمعونات وأخرى بالتهديد بقطع المعونات، ووصل التدخل السافر ذروته بإيقاظ شياطين الجحيم العربي، واستهداف مصر لكونها قلب العروبة النابض. روسيا لم تتآمر على مصر ولم تدس أنفها في شؤوننا الداخلية، ولم تدعم علنا أو سرا جماعة الإخوان الإرهابية، ولنا مع الروس ذكريات طيبة منذ نجدتنا بصفقة السلاح التشيكية سنة 1955، وكسر مؤامرة الغرب لحظر تسليح مصر، وهي أيضا التي ساعدتنا في بناء السد العالي بعد أن حاولت إنكلترا وفرنسا وأمريكا ابتزاز عبد الناصر، وفرض شروط تعجيزية، ومدت يدها لتشييد مصانع الحديد والصلب في حلوان، وأرسلت خبراءها لتدريب الجيش المصري بعد هزيمة 67 ، وحاربنا وانتصرنا بالأسلحة الروسية، ولم تكن روسيا في يوم من الأيام حليفة إسرائيل أو حتى صديقتها، بعكس أمريكا الأخ والأب والأم والحليف والصديق لإسرائيل، وحتى عندما كانت راعية لمعاهدة السلام مع إسرائيل فلم تفعل ذلك من أجل صالحنا ولكن من أجل إسرائيل».
لم يعطوا موسكو أي فرصة هاجموها من أول لحظة
وإلى الجمهورية وزميلنا محمد الفوال وقوله: «كما اتهمت الولايات المتحدة وتابعوها في المنطقة وعملاؤها في الإعلام سوريا بأنها لا تضرب «داعش» وإنما تضرب وتقتل المدنيين، رددت الاتهامات نفسها ضد روسيا بعد ساعات قليلة من بدء عملياتها في سوريا، ضد الجماعات الإرهابية. لم يعطوا موسكو أي فرصة هاجموها من أول لحظة كما هاجموا دمشق. قائمة الاتهامات لا جديد فيها أخرجها المسؤولون الغربيون من الثلاجة وكررها خبراؤهم من زبائن الفضائيات، لم يصدقهم أحد من كثرة أكاذيبهم وادعاءاتهم. التحالف الدولي المكون من 60 دولة وتقوده أمريكا مثال حي ودليل دامغ يدينهم ويكشف مخططهم ويفضح دورهم في المؤامرة على سوريا، بدأ غاراته وحربه ضد التنظيم منذ 13 شهراً ولم يحقق حتى الآن أي انتصار، أو يمنع تمدده في العراق أو سوريا. روسيا ذهبت إلى سوريا لمحاربة الإرهاب وليس «داعش» فقط، لا تفرق بين إرهاب «داعش» و«جبهة النصرة» و«جيش الفتح» وألف تنظيم إرهابي آخر مثلهم. روسيا لا تعرف الانتقائية في التمييز بين إرهاب معتدل وإرهاب متطرف، الإرهاب هو إرهاب سواء اقترفه «داعش» أو «النصرة» أو «القاعدة» أو ما يسمي الجيش الحر. أمريكا وأوروبا لم تقفا مع العرب في أي عدوان خارجي تعرضوا له، وإنما دائماً كانتا هما الغزاة والقتلة والمحتلين ومستنزفي الثروات، ومثيري النعرات المذهبية والطائفية وأينما حلوا حل معهم الخراب والدمار ولم نجد شيئاً من ذلك لا من الاتحاد السوفييتي ولا من وريثته روسيا».
روسيا تحد من انفراد أمريكا بالقرار
وأخيرا إلى «البوابة» وزميلنا محمد عبد اللطيف وقوله: «لا أنكر أن السعادة تغمرني جراء التدخل العسكري الروسي في الأزمة السورية، وإن كانت روسيا تدافع عن مصالحها الإستراتيجية، إلا أن التدخل من وجهة نظري يجسد واقعا جديدا على الساحة الدولية، يحمل في ظاهره وجوهره دلالات متنوعة يؤكد مجملها على أن الدب الروسي عاد ليحد من انفراد أمريكا بالهيمنة على العالم على طريقة «كش ملك»، ويغلق الباب أمام محاولات تقسيم الدولة المهمة في محيطها الإقليمي! إن مبررات واشنطن وادعاءاتها بالحرب ضد «داعش» سقطت عندما تدخلت روسيا للهدف نفسه، وهنا علينا أن نتساءل من الذي منح السلاح المتطور للتنظيمات الإرهابية؟ ألم تكن أمريكا؟ الواقع على الأرض في سوريا كشف الزيف والأكاذيب في خلط الأوراق وإدانة بشار بمناسبة وبدون مناسبة، تارة لصالح المعارضة وتارة أخرى لتصفية حسابات ذاتية من حكام عرب يفتقدون الرؤية الصائبة ولا يدركون حجم المخاطر الناجمة عن المقامرة بمستقبل المنطقة، أنا هنا لا أدافع عن بشار الأسد ونظامه، لكنني لا أنكر أنني قلق على مستقبل الجيش السوري والدولة ذاتها».
الشعوب الحرة لا تموت
ومن سوريا إلى فلسطين وما يحدث فيها من بداية انتفاضة شعبية جديدة والاعتداءات الوحشية لإسرائيل على أشقائنا الفلسطينيين، حيث يحظى الاهتمام بها درجة أقل بكثير مما يحدث في سوريا وقالت «اليوم السابع» يوم الأحد في افتتاحيتها: «سينال الشعب الفلسطيني آجلا أم عاجلا حقه في الحياة وإقامة دولته المستقلة. قد يرى البعض أن هذا حديث يغلب عليه طابع التفاؤل المفرط بالنظر إلى الواقع البائس الذي تعيش فيه القضية الفلسطينية، لكن هذا الواقع هو الذي يعطي في الوقت نفسه حقيقة أن الشعوب الحرة لا تموت، وأن استمرار النضال سيأتي ثماره يوما ما «.
العرب تركوا القدس لإسرائيل
وأمس الاثنين قال زميلنا في «الأهرام» محمد إبراهيم الدسوقي: «بصدورهم العارية وبسلاح أبيض يدافع الفلسطينيون عن وجودهم وكيانهم وعن المسجد الأقصى ومدينة القدس الشريف، التي تركها المسلمون والعرب بأريحية شديدة لإسرائيل، تعربد فيها وتعبث بمقدساتنا الإسلامية والمسيحية كيفما شاءت، تحت سمعنا وبصرنا وتغير هويتها بتهويدها واكتفينا بالمشاهدة ولطم الخدود، وإصدار تلال من بيانات الشجب والإدانة عديمة القيمة والتأثير، ولا تساوى قيمة الحبر المكتوبة به، والنتيجة كانت ضياع القدس ومعها قريبا الأقصى، كذلك فإن الفلسطينيين ضحية كبرى لتيار الإسلام السياسي الذي يعيش ويقتات ويكسب ملايين الدولارات والدراهم من وراء المتاجرة بقضيتهم ومآسيهم، الذين يدعون زورا وبهتانا نصرة القدس الشريف والأقصى ويهتفون في المظاهرات الحاشدة «على القدس رايحين شهداء بالملايين». لا يذهبون للقتال في القدس لكنهم يتدفقون كالجراد على سوريا والعراق وليبيا زاعمين أن تحرير القدس يجب أن يستهل بتغيير الأنظمة في هذه الدول».
لعبتهم المفضلة هي «الفساد»
وإلى الحكومة والوزراء الذين تعرضوا لانتقادات عنيفة بسبب المشاكل الاقتصادية وارتفاع الأسعار وكانت «الأخبار» (قومية) الأكثر هجوما والأشد عنفا يوم الأحد حيث قال زميلنا وصديقنا رئيس المجلس الأعلى للصحافة جلال عارف في عموده «في الصميم» عن التحرك الذي يحدث في الدول الأخرى للمواجهة الشاملة لقضايا الفساد في ألفيفا وشركة فولكس فاجن: «لماذا لا نشاهد مثل هذه التصرفات عندنا؟ لماذا تمر وقائع أشد فسادا فلا يتحرك أحد إلا إذا فشلت كل محاولات «الطرمخة»؟ هل سنشاهد حسابا على فضائح مثل فضيحة مباراة السنغال الملغاة؟ أم أن الأمر سيمر كما مرت فضائح كثيرة، سواء في اتحاد الكرة أو في أي أندية كبيرة لأننا، والحمد لله، نحب «الطرمخة» في كل شيء من كرة القدم حتى السياسة؟ قبل سنوات قبضوا على المسؤول عن إحدى الشركات الكبرى لصناعة السيارات أو تجميعها واستيرادها، كان متلبسا برشوة المسؤولين عن صفقة سيارات سيوردها لجهة حكومية، ماذا حدث له بعد ذلك؟ ولا شيء على الإطلاق، لأن سلاح «الطرمخة» هو الأقوى، والقصص في هذا الشأن أكثر من أن تحصى وتعد. من استورد القمح مخلوطا بالحشرات وغير صالح للاستخدام الآدمي فر بجريمته لأننا نحب «الطرمخة»، ومن استورد اللحوم الفاسدة ومن صرحوا بدخولها وهم يعلمون فسادها ما زالوا يمارسون لعبتهم المفضلة وهي «الفساد»، ومن قتلوا الآلاف في منازل شيدت بالمخالفة لكل القواعد والقوانين، يعرفون الطريق للخروج الآمن مما فعلوه، رغم أي مخالفات على الطريقة التي اتبعت في القبض على وزير الزراعة السابق، فقد كان الأمر يمثل بارقة أمل في أن عهدا جديدا من الحساب على كل جريمة قد بدأ، لكن السؤال ما زال مطروحا، هل سيكون ما حدث لوزير الزراعة بداية جديدة للحرب ضد الفساد؟ أم واقعة فردية تعود بعدها سياسة «الطرمخة» لتسود وتنتصر؟ وما زلنا في انتظار الإجابة وفي التمسك بالأمل».
وزير الإسكان وتوسيع العشوائيات
أما زميله علاء عبد الهادي فقد فضل مهاجمة وزير الإسكان قائلا عنه: «عندما يتجرأ د. مصطفى مدبولي وزير الإسكان ويقول إن الوزارة قادرة على تطوير العشوائيات خلال ثلاث سنوات على الأكثر فهو يكذب ولا يتجمل، لأن وزارته ببساطة هي نفسها التي تشجع على قيام العشوائيات الجديدة، ولأنه هو نفسه كوزير غير قادر سوى على إطلاق المزيد من التصريحات حتى يستمر على كرسيه، على اعتبار أنه بعد الثلاث سنوات، إما أن يكون قد مات أو الحمار نفسه قد مات. إرحمنا يا معالي الوزير ولا تتاجر بأحلام البسطاء أنت لا تملك المال وإذا ملكته فأنت وأجهزتك لا تملكون القدرة أو النية أو الإرادة لحل أي مشكلات بصورة حقيقية وكل قياداتك وأنت قبلهم تتلحفون بالعجز والتردد وتتحججون بأن الرقابة الإدارية تطاردكم ليل نهار، وكل من يتجرأ أو يحل مشاكل الناس يجد نفسه وراء القضبان».
ارتفاع مستمر
في أسعار السلع
وثالث مهاجم للحكومة في عدد «الأخبار» هذا كان زميلنا عاطف زيدان الذي عبر عن عدم إعجابه بالحكومة الجديدة بقوله عنها: «منذ تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة المهندس شريف إسماعيل، أحاول جاهدا يوما بعد يوم العثور على أي أثر للغربال الجديد من دون جدوى. أما رئيس الوزراء الجديد فيبدو انه مشغول بأشياء أخرى أهم من مشاكل المواطنين الحياتية، مثل الارتفاع المستمر في أسعار السلع لدرجة تجاوز سعر كيلو الطماطم 13 جنيها واللحوم 100 جنيه والعنب 17 جنيها، ناهيك عن الأسماك والدواجن والملابس وحتى المستلزمات المدرسية والدروس الخصوصية والأدوية. أما إذا انتقلنا إلى الموضوعات الأخرى مثل البطالة والفساد والفقر وتدني الخدمات الصحية، فالحديث يصبح أكثر مرارة. يا رئيس الحكومة الجديدة سمعنا صوتك نشتاق إلى التعرف عليك أفكارك أحلامك نظرتك للمستقبل رؤيتك لحل المشاكل المزمنة التعليم الفاشل والصحة التعبانة والفقر المدقع لا تجعلنا نتحسر طويلا على رحيل المهندس محلب».
«اللي معهوش ما يلزموش»
وانتقل الهجوم إلى «أهرام» اليوم نفسه مع زميلتنا الجميلة سلوى العنتري التي قالت وهي غاضبة: «ارتفاعات الأسعار صارت تشكل مادة أساسية للحديث في الغالبية العظمى من بيوتنا، الأمر هنا لا يقتصر على جنون أسعار الخضراوات واللحوم والدواجن، بل يمتد ليشمل أيضا فواتير الكهرباء والمياه ومصروفات المدارس، ما يعنينا هنا أنه إذا كانت البيانات الرسمية تشير إلى أن أسعار السلع والخدمات التي تقوم الأسرة المصرية في المتوسط بالإنفاق عليها قد ارتفعت بنسبة 92٪ عن العام الماضي، فإن هذا يعني أن تكاليف المعيشة زادت بنسبة 92٪، وأنه ما لم يرتفع دخل الأسرة بالنسبة نفسها فإنها ستضطر لتطبيق مبدأ «اللي معهوش ما يلزموش»، وتقوم بتخفيض أو إلغاء الإنفاق على بعض السلع والخدمات، أي في كلمة واحدة تخفيض مستوى معيشتها. إن هذا هو الخطر الذي تواجهه الآن نسبة كبيرة من الأسر المصرية».
الاستعراض السياسي
والبهرجة الإعلامية
وإلى «المصريون» ومقال رئيس تحريرها ورئيس مجلس إدارتها جمال سلطان ومما جاء فيه: « لا أحد يعلم حتى الآن لماذا اندفعنا في مشروع حفر قناة جديدة في المجرى الملاحي لقناة السويس، ولماذا جمدنا مبلغ حوالي اثني عشر مليار دولار (ستون مليار جنيه مصري) ، جمعناه من المواطنين الذين حمسناهم، وسندفع عنها سبعة مليارات جنيه فوائد سنوية، في حين أن عائد قناة السويس الآن ليس فقط لم يتغير، بل هو يتراجع، حتى اضطرت هيئة قناة السويس لحجب معلومات الحركة ثلاثة أشهر متعاقبة، لإخفاء المصيبة، وقد كان من نتيجة ذلك أن تم تجميد وعرقلة مشروعات أخرى عديدة متعلقة بالبيئة الأساسية والطرق والخدمات المتصلة بحياة الناس اليومية والمباشرة والخدمات المؤسسة لأي تنمية اقتصادية من أي نوع، فإذا بنا نضع أيادينا على خدودنا الآن ونحن نفكر في أي «محسن» يتصدق علينا ويساعدنا بمليار أو اثنين، لكي نعزز بها احتياطينا النقدي الذي هو مرشح لمزيد من التراجع خلال الأشهر المقبلة، لأن هناك استحقاقات مطلوب دفعها. والآن، صدر قرار جديد في البدء في تأسيس المرحلة الأولى مما يسمى «العاصمة الإدارية» الجديدة، وهو مشروع من المفترض أنه بحاجة إلى عشرات المليارات من الدولارات، وهناك غموض واضطراب كبير في طريقة تنفيذه وتمويله، والشركاء فيه، وتصريحات متضاربة من الجانب الإماراتي، وهو ما يعني أننا قد ندخل في ورطة أخرى تستنزف ما تبقى من مقدرات وإمكانيات ومخزون ضعيف عندما تختلط البهرجة السياسية مع الاستعراض السياسي مع الفوضى الإدارية مع غياب رقابة الشعب ومؤسساته التشريعية، فمن الطبيعي أن تغيب الأولويات وتضيع الحقائق، ونقف واضعين أيادينا على قلوبنا من الكوارث المنتظرة» .
ارتفاع الدولار أمام الجنيه
أخيرا إلى «الأهرام المسائي» التي نشرت تحقيقا لزميلنا عرفان تيمة عن ارتفاع الدولار أمام الجنيه والخلافات بين الصناع والمستوردين بقوله: «أزمة الدولار التي أشعلت السلع في الأسواق امتدت لتفجر الخلافات بين أكبر منظمتي أعمال «الغرف التجارية واتحاد الصناعات»، حيث اختلفت المصالح فتنافر الأصدقاء، وقد تفجر هذا الموقف على أثر القرارات التي اتخذها البنك المركزي، بتحديد سقف إيداع وسحب للدولار، ما أدى إلى زيادة أسعار سلع عديدة خاصة الواردة من الخارج واختفاء أخرى وتوقفت أنشطة المستوردين بعد توقف فتح الاعتمادات المستندية في البنوك، نظرا للنقص الحاد في الدولار، ما دعا الغرف التجارية بالضغط والمطالبة بإلغاء القيود المفروضة على العملة الأمريكية، إلا أن ذلك رفضه مستثمرون وطالبوا بمنع الاستيراد وزيادة الرسوم الجمركية على السلع المستوردة التي لها مثيل محلي.
وقد هاجم اتحاد الغرف التجارية رجال الصناعة الذين يقودهم اتحاد الصناعات برئاسة محمد السويدي، بسبب الضغوط التي يمارسونها على متخذي القرار لتحجيم عمليات الاستيراد من الخارج، مما ينتج عنه زيادة التهريب من الخارج وكذلك ارتفاع الأسعار بشكل مغال فيه مما يضر بالمستهلك في النهاية».
حسنين كروم
هي عزبة ابوهم لأنهم يضعون في مناصب عليا اكبر نصابين ومحتالين