خالد شوكات: المكتب السياسي لـ«النداء» انتهى وغياب إنضباطه الأخلاقي يثير قلق السبسي

حجم الخط
0

تونس ـ «القدس العربي»: قال النائب والقيادي في حزب «نداء تونس» خالد شوكات إن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أبدى مؤخرا امتعاضه من غياب «الانضباط الأخــــلاقــــي» داخل الحزب، ودعا قياداته لتجاوز خلافـــاتهم والتسريـــع بعقد المؤتمر الوطـــني للحزب، كما انتقد شوكات اتهام البعض لنائـــب رئيـــس الحزب حافظ قائد الســـبسي بمحاولة الانقلاب عليه، مشيرا إلى أن الأخير يُعــــبّر عن أغلـــب كوادر الحزب وبالتالي «لا يمكن للحزب أن ينـــقلب على نفسه»، وأيد، في السياق، تصريحات نائب رئيس الحزب حول اعتبار المكتب السياسي للحزب «منحلا» بعد فشله في المهمة التي استُحدث من أجلها.
وأكد لـ«القدس العربي» أن اللقاء الذي جمع مساء الأربعاء الرئيس التونسي بالقيادات الكبرى في حزب «نداء تونس» كان يهدف إلى «الاستماع إلى رؤية رئيس الجمهورية فيما يتعلق بالوضع الحالي للحزب، بما أنه مؤسسه، وكيفية حلحلة الأزمة القائمة داخله».
وكان بعض وسائل الإعلام أشارت إلى أن الرئيس الباجي قائد السبسي التقى بالأمين العام للحزب محسن مرزوق ورئيس الحزب محمد الناصر، إضافة إلى حافظ قائد السبسي وفوزي اللومي ورضا بلحاج، لكنه لم يتمكن من إقناع المجتمعين بضرورة تجاوز خلافاتهم داخل الحزب.
غير أن شوكات أكد مجددا أن الاجتماع كان يهدف للإنصات لتوجيهات الرئيس و»إشاراته» فيما يتعلق بكيفية حل أزمة الحزب ولم يمكن من المنتظر منه أن يفضي إلى نتائج معينة.
ولخص «الإشارات» التي قدمها الرئيس التونسي بقوله «الرئيس دعا إلى ضرورة إشراك هياكل (قيادات) الحزب والأطر التنظيمية له على مستوى التنسيقيات المحلية والجهوية وعدم احتكار القرار الحزبي من قبل مجموعة صغيرة موجودة في العاصمة تريد أن تفرض رأيها على عشرات الآلاف من المناضلين في مختلف البلاد. كما أنه أيد عقد الندوة الوطنية لقيادات الحزب التي ستنعقد في حزيرة جربة نهاية الأسبوع الحالي، ونصح الجميع بالمشاركة بها لأنها قادرة على التقدم بمشروع لعقد المؤتمر التأسيسي للحزب في أسرع وقت ممكن، لا يتجاوز منتصف كانون الثاني/ديسمبر المقبل».
وأضاف « وأبدى الرئيس امتعاضه واعتراضه الشديد على الاستهتار بالقيم الأخلاقية وغياب الانضباط الأخلاقي داخل الحزب، وقال إنه لا يمكن لحزب أن يتقدم بالاتجاه الصحيح وبعض قياداته تعمد إلى التجريح والقذف والتخوين في حق زملائهم، داعيا إل إيجاد آلية لدى الحزب لفرض الانضباط». وكان نائب رئيس «النداء» حافظ قائد السبسي اعتبر أن المكتب الســـياسي للحزب «منحل»، داعيا إلى استبداله بآلية تسيير جديدة، وهو ما آثار انتقادا كبيرا لدى بعض قيادات الحزب، فيما اتهمه البعض بمحاولة «الانقلاب» على الحزب.
وعلق شوكات على هذا الأمر بقوله «المكتب السياسي كان آلية وقع استحداثها بمنشور وفي إطار مفاوضات جرت بين قيادات الحزب، والمنشور الذي انبثق عنه المكتب السياسي كان فيه شرطان: الأول أن يقوم المكتب بتسيير الحزب لغاية انعقاد المؤتمر، وهذا المؤتمر يجب أن ينعقد في أجل أقصاء حزيران/يونيو 2015، والشرط الثاني أن تقتصر الوظيفة الأساسية لهذا المكتب على قيادة الحزب إلى حتى انعقاد المؤتمر».
وأضاف «كما ترون، فإن المكتب السياسي المُستحدث ظهر كآلية عاجزة، سواء للاستجابة للشرط الأول (التاريخ) أو الشرط الثاني (موضوع تنظيم المؤتمر)، ومن هذا المنطلق قال حافظ قائد السبسي إن المكتب يُعتبر غير موجود وهو أشبه ما يكون بالمؤتمر (المجلس) الوطني التأسيسي الذي انتخبناه من أجل وضع دستور في ظرف سنة فأراد أن يجلس إلى ما لا نهاية دون أن يضع دستور».
وحول اتهام البعض لحافظ قائد السبسي بـ«الانقلاب» على الحزب، قال شوكات «هناك أشخاص يعتقدون أن الحزب هو المكتب السياسي فقط، وثمة ثلاثة أو أربعة أشخاص داخل المكتب السياسي متسلحون بسلاطة اللسان ويريدون احتكار الحزب بأنفسهم. وحافظ قائد السبسي هو نائب رئيس الحزب وهو المسؤول عن هياكل الحزب يعني عن جسم الحزب أو عن الأغلبية الغالبة من أطر وكوادر الحزب، فكيف ينقلب الحزب على نفسه؟ بمعنى أنه إذا كان هناك من يريد الانقلاب على الحزب فهو من يمثل أقلية داخله (وليس العكس)».
وأشار، في السياق، إلى أن المعترضين على تأسيس «منتدى العائلة الدستورية» داخل «نداء تونس» هو من الأطراف المنزعجة من الحديث عن الهوية الدستورية للحزب، مضيفا «نحن أكدنا عدة مرات أن منتدى العائلة الدستورية لا علاقة له بالعمل الحزبي المباشر، وأن هذه المؤسسة هي فكرية وسياسية تشتغل على ما هو استراتيجي وعميق، ونداء تونس أزمته قائمة قبل أن يولد المنتدى بزمن طويل».
وكان القيادي في الحزب عبدالستار المسعودي اتهم في حوار صحافي بعض الأطراف (لم يحددها) بمنعه من الظهور إعلاميا كي لا يفضح «المستور في الحزب وفي ممارسات الحكومة والتعيينات الأخيرة في سلك المعتمدين، والتي شملت من كان «بوابا» في نداء تونس».
وقال شوكات «لا علم بعمــــل البوابين الذين تحدث عنهم المسعودي، والمسؤول عن حــــركة المعتمدين هو رئيــــس الحكــــومة ووزيــــر الداخلية، ونحن أكدنا في مرات عدة أنه من الضرورة أن تُعتــمد الكفاءة لا المحاصصة الحزبية كمعيار أساسي، وأن يتـــــم تقديم الفرصة لبعض الشباب الندائي الذين يُتوسم فيـــهم الخير لاكتساب الخبرة في الحكم، ولا أعتقد أن الحكومة قد تتورط في تعيينات يمكن أن تثير الجدل، ولو أن كل شيء مثير الجدل في تونس». روكان الأمين العام لحزب البناء الوطني اعتبر في تصريح سابق لـ»القدس العربي» من أن صراع «لوبيات الفساد» داخل حزب «نداء تونس» قد يؤدي إلى تفكك لاحقا، محذرا من التبعات الخطيرة لهذا الأمر على المشهد السياسي في البلاد.
وعلّق شوكات على ذلك بقوله «أعتقد أن هذا الخطاب لا يساهم في بناء الحياة السياسية في البلاد، فنداء تونس هو الحزب الأغلبي الأكبر وبقدر ما يُعد طبيعيا أن تقع فيه صراعات باعتبار طبيعته القائمة على التنوع، بقدر ما هو حزب حقيقي نال ثقة الشعب التونسي ولا أعتقد أن أغلب الشعب التونسي يمكن أن يقع تضليله، وظاهرة الفساد هي ظاهرة موجودة في المجتمع، ولا أعتقد النداء يمكن أن يتفكك، النداء باقٍ ويستطيع بالنقاش وبالحوار أن يخرج أقوى من أزمته».
فيما رفض التعليق على تصريحات للنائب في حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» طارق الكحلاوي اتهم فيها «نداء تونس» بتوظيف ملف الإرهاب لزعزعة استقرار البلاد مشككا بمحاولة اغتيال عضو النداء رضا شرف الدين مؤخرا، لكنه أضاف «الثابت أن شرف الدين تعرض لمحاولة اغتيال طبيعة، وسننتظر ما سيكشف عنها التحقيق لاحقا، ولا تعليق لدي حول هذه الحكايات المليئة بأجواء المؤامرة».

حسن سلمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية