علماء يتوصلون إلى طريقة لزراعة الخضار والفواكه على كوكب المريخ

حجم الخط
3

لندن ـ «القدس العربي»: حقق العلماء قفزة هائلة في الجهود الرامية للوصول إلى كوكب المريخ، حيث تمكنوا من تطوير نظام جديد يمكنهم بفضله زراعة الخضار والفواكه الضرورية في ظروف بيئية ومناخية مشابهة لتلك الموجودة على سطح المريخ الذي يطلق عليه العلماء اسم «الكوكب الأحمر».
ويقول علماء الفلك ورواد الفضاء إنهم بحاجة للفواكه والنباتات الغنية بالسعرات الحرارية في حال وصلوا إلى كوكب المريخ، أو في حال السفر إلى أي كوكب آخر في الفضاء الخارجي، مشيرين إلى أن التكنولوجيا الجديدة التي تم التوصل إليها تمكنهم من زراعة ما يحتاجونه من فواكه وخضروات مثل البطاطس الحلوة والفراولة وغير ذلك من المنتجات الزراعية التي سيشكل إنتاجها في الكواكب الأخرى طفرة كبيرة.
وحسب العلماء فان التكنولوجيا الجديدة لزراعة الخضار والفواكه يمكن استخدامها أيضاً على سطح القمر في حال قرر البشر السفر إلى هناك، وحاولوا إقامة حياة يمكن أن تستمر طويلاً.
ويقوم النظام الجديد على أساس زراعة وتنمية المحاصيل دون وجود تربة غنية ولا أوكسجين كما هو الحال على كوكب الأرض، وذلك بالاعتماد على إطارات ألومنيوم ضخمة وأنابيب بلاستيكية يمكنها في النهاية أن تساعد على الزراعة بعيداً عن الظروف الخارجية المحيطة بها. وأعلن عن تطوير النظام الجديد فريق بحثي متخصص من جامعة «أريزونا» الأمريكية، حيث تمكن من إنتاج مركز زراعي متخصص يتضمن نموذجاً للنظام القائم على ما يسمى «الزراعة المائية» التي تستخدم في تنمية المحاصيل الزراعية.
أما أهم النتائج التي عرضها الفريق في تقرير اطلعت عليه «القدس العربي» فهي أن عائدات المحاصيل من النظام الجديد المبتكر تزيد عن عشرة أضعاف المحاصيل التي تتم زراعتها في الأوضاع الطبيعية والحقول المفتوحة، وهو ما يعني أن البيوت البلاستيكية والألومنيومية التي يتم استخدامها في الزراعة يمكن أن تفيد المزارعين على كوكب الأرض أيضاً وترفع قدراتهم الإنتاجية عشرة أضعاف، فضلاً عن إمكانية استخدامها خارج كوكب الأرض.
وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية تعليقاً على هذا الانجاز العلمي الكبير أنه من الممكن أن يساهم في تحقيق الأمن الغذائي العالمي في المستقبل مع ارتفاع أعداد السكان على كوكب الأرض، كما أنه يمكن أن يتسبب في طفرة في الإنتاج الزراعي في العالم.
وقال إيريكا هيرنانديز، وهو أحد الباحثين في جامعة «أريزونا» إن «لدينا مجموعة كبيرة من أجهزة الاستشعار التي ترصد كافة الشروط البيئية اللازمة» وهو ما أتاح في النهاية تطوير هذا النظام الزراعي الجديد.
وأضاف: «لدينا نظام تحكم أيضاً يجعلنا قادرين على التحكم في الظروف البيئية والمناخية المحيطة بالنباتات يوماً بيوم، كما نقوم بجمع البيانات وفهم السلوك المتعلق بالنباتات، بما يضمن في النهاية الوصول إلى النتائج المرجوة». وتقول التقارير إن نتائج التجارب التي أجريت على النظام الزراعي الجديد أظهرت نجاحاً بنسبة 100٪ ، حيث تم إنتاج طعام ذو جودة عالية، مع عدم وجود أي توقعات باصابة النبات بأمراض أو وصول الحشرات إليه، لأن كافة الأدوات والمواد الموجودة معروفة ويمكن التحكم بها.
يشار إلى أن علماء الفضاء يضعون كوكب المريخ هدفاً أمامهم من أجل الوصول إليه، في الوقت الذي يتوقعون فيه أن يتحقق الحلم خلال السنوات القليلة المقبلة، أو خلال العقد المقبل، أي في الفترة من العام 2020 وحتى العام 2030.
ويعتقد العلماء أن كوكب المريخ احتوى على الماء قبل 3.8 مليار سنة، ما يجعل فرضية وجود حياة عليه متداولة نظريا على الأقل، وعلى الكوكب جبال أعلى من مثيلاتها الأرضية ووديان ممتدة، وبه أكبر بركان في المجموعة الشمسية يُطلق عليه اسم أوليمبس مونز تيمنا في جبل الأولمب.
وتبلغ درجة حرارة المريخ العليا 27 درجة مئوية ودرجة حرارته الصغرى -133 درجة مئوية، ويتكون غلافه الجوي من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والأرغون وبخار الماء وغازات أخرى.
ووفقاً لدراسات سابقة فقد يكون المريخ مجرد كوكب جنين لم يستطع أن يتم نموه، بعد أن نجا من الاصطدامات الكثيرة بين الأجرام السماوية التي شهدها النظام الشمسي في بداية تكوينه والتي أدت لتضخم أغلب الكواكب الأخرى، وهذا يفسر صغر حجم المريخ مقارنة بالأرض أو بالزهرة.
ويستضيف المريخ حالياً خمس مركبات فضائية لا تزال تعمل، ثلاثا في مدار حول الكوكب وهي مارس أوديسي ومارس إكسبريس ومارس ريكونيسانس أوربيتر، واثنتين على سطح الكوكب وهما كيوريوسيتي روفر وأبورتيونيتي، كما أن هناك مركبات فضائية لم تعد تعمل سواء كانت مهمتها ناجحة أم لا مثل مركبة فينيكس لاندر التي أنهت مهمتها في العام 2008.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    فعلا ثورة زراعية غير مسبوقة
    ولكن ماذا عن الأوكسجين اللازم لحياة البشر ؟
    فالمعروف أن الأوكسجين ينعدم في درجات الحرارة -70 مئوية

    الأفضل هو باستصلاح الصحاري المنتشرة بالعالم ليستوطنها البشر

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول أحمد - المغرب:

    وهل انتهوا من حل مشكلات الكرة الأرضية حتى يفكروا في المريخ والقمر وعطارد ووو؟

  3. يقول سعيد - الجزائر:

    اضم صوتي مع تعليق السيد ” الكروي داود النرويج” واضيف ايضا ان الماء العنصر الاساسي غير موجود هناك ويوجد بصفة ضئيلة جدا مالح و متجمد و الطقس بارد جدا 160- تحت الصفر و لا اكسجين علاوة على دالك ادا تواجد بني البشر هناك سوف بقلة جادبية الكوكب يصابون بهشاشة العظام و العقم و الخرف مزاج سئ حتى بقلة الجادبية يقول العلماء من الممكن الاصابة بالعمة …..هل لديك الرغبة ان تصبح اعمى?

إشترك في قائمتنا البريدية