غزة ـ «القدس العربي»: مع بداية دخول التحركات الأمريكية التي يقودها وزير الخارجية جون كيري مرحلة الحسم، بإعلان جون كيري عن تفاؤله من فرض الهدوء، قالت إسرائيل إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعمل على تهدئة الأوضاع، من خلال عدم السماح لتنظيم حركة فتح بالانخراط في المواجهات الجارية. غير أن مصادر خاصة ربطت الأمر في تصريحات لـ «القدس العربي» بحصول الجانب الفلسطيني على تعهدات قوية من الإدارة الأمريكية تضمن إعادة العمل باتفاق إدارة القدس والمسجد الأقصى السابق.
وعقب لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في العاصمة الألمانية برلين، أعرب كيري من هناك عن تفاؤله الحذر بشأن فرص استعادة الهدوء بين إسرائيل والفلسطينيين، بقوله إنه يستمد التفاؤل من لقائه بنتنياهو. وأكد كيري أنه سيبحث مع القيادتيْن الأردنية والفلسطينية الإجراءات الكفيلة بتحقيق الهدوء.
وجاء لقاء كيري بنتنياهو في ألمانيا، بهدف العمل على تهدئة الأوضاع الميدانية على الأرض، مع اشتداد لهيب الهبة الجماهيرية الفلسطينية، رفضا لسياسات الاحتلال، التي أدت لاستشهاد أكثر من 56 شابا وطفلا بنيران الاحتلال في غزة والضفة منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، وإصابة قرابة الألفين.
واستبق كيري بتصريحاته اجتماع اللجنة الرباعية في فيينا، الذي شارك فيه إلى جانب كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة، الذي دعا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى الهدوء، جاء ذلك قبل لقاء كيري بكل من الرئيس عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في العاصمة الأردنية عمان.
وفي إطار مساعي التهدئة، من المقرر أن تتوجه فيديريكا موغيريني وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، خلال الأيام القليلة المقبلة للمنطقة للقاء كل من نتنياهو والرئيس عباس، ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة، بعد أن طلبت من الأطراف جميعا وقف التصريحات المتشنجة.
وفي السياق قال مسؤول فلسطيني إن الرئيس عباس يعمل على تهدئة الأوضاع، وإنه لن يسمح لتنظيم فتح وفصائل أخرى بالانخراط في المواجهات.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن هذا المسؤول الذي لم تكشف هويته تحذيره من تصاعد الأوضاع إذا لم يتم التعامل مع كافة القضايا دون الاكتفاء بقضية المسجد الأقصى، وكذلك إذا ما بقيت السياسة الإسرائيلية على حالها. وتشير تقارير في هذا السياق إلى أن الرئيس عباس طالب شخصياً عدداً من نواب القائمة المشتركة بعدم زيارة المسجد الأقصى و»الكف عن تصعيد الأوضاع «. كذلك نقلت الإذاعة عن الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح القول إن ممارسات إسرائيل والمستوطنين تمنع الرئيس عباس من توجيه رسالة تهدئة إلى شعبه، ذلك لأنه يجب أولاً على القيادة الفلسطينية الاقتناع بجدية سعي إسرائيل لتطبيق اتفاق أوسلو والتوقف عن البناء الاستيطاني».
ورغم التصريحات التي نقلتها الإذاعة الإسرائيلية عن المسؤول الفلسطيني، إلا أن «القدس العربي» علمت من مصادرها الخاصة أن الجانب الفلسطيني ينتظر لقاء كيري، ليرى ما يحمله من أفكار جديدة، بعد لقاء نتنياهو، وكذلك يريد الجانب الفلسطيني أن يعرف بالضبط التعهدات التي قطعها نتنياهو للإدارة الأمريكية، وأخذ تعهدا على تنفيذها، خاصة في إطار تحسين أوضاع الضفة الغربية وغزة وكذلك العودة لاتفاق إدارة المسجد الأقصى الذي ألغاه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون، من أجل البدء في تهدئة الأوضاع الميدانية.
وكان الاتفاق القائم في القدس، الذي ألغي مع اندلاع «انتفاضة الأقصى» ينص على وجود قوات شرطية للسلطة بلباس مدني في المسجد الأقصى، على أن تبقى إدارته الدينية مع الأردن، وعلى فتح مكاتب لمؤسسات منظمة التحرير كبيت الشرق المغلق، ورفع العلم الفلسطيني عليها، إلى جانب وقف الاستيطان وعمليات تهويد القدس».
وستكون بحسب ما يقول المسؤول الفلسطيني الهبة الجماهيرية الحالية على مفترق طرق، وتوقع أن تزداد حدة الاحتقان عند الفلسطينيين، في حال لم تتقيد إسرائيل بالمطالب الفلسطينية التي يرجع أصلها إلى اتفاقيات سابقة، التي أيضا ستقابل على الصعيد السياسي بتمسك السلطة بالمبادرة الفرنسية الرامية لإرسال مراقبين دوليين للمسجد الأقصى.
وكان الرئيس عباس قد قال أمام اللجنة المركزية لحركة فتح إنه أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال زيارته قبل أيام للمنطقة، أنه يوافق على المقترح الفرنسي الذي يلاقي معارضة من كل من أمريكا وإسرائيل.
وفي هذا الإطار ولكن دون أن يؤكد الخبر فلسطينيا، ذكرت تقارير إسرائيلية أن ضباط أمن فلسطينيين، أبغلوا نظراء لهم في إسرائيل، خلال لقاء مغلق، أنه يمكنهم فرض الهدوء في غضون أيام في مناطق الضفة الغربية دون مدينة القدس، التي لا تخضع لسيطرتهم.
وفي سياق متصل دعا الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، إلى تحديد هدف لـ «انتفاضة القدس» قابل للتحقيق يجتمع حوله الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وقواه السياسية ويمكن أن يتفهمه العالم».
وقال في تصريح صحافي إنه يعتقد أن وقف الاستيطان ومصادرة الأراضي وتفكيك المستوطنات في القدس المحتلة والضفة الغربية هو هدف مناسب ويمكن تسويقه دولياً وإقليمياً والتفاف كل أبناء الشعب الفلسطيني حوله.وطالب بتشكيل قيادة موحدة للانتفاضة تعمل بشكل مواز ومكمل للعمليات الجهادية الفردية وتتحدد وظيفتها حاليا في مهتمين فقط هما رعاية أسر الشهداء والمعتقلين وأصحاب البيوت المهدمة، وتحشيد أكبر مشاركة جماهيرية في المسيرات المناهضة للاحتلال.
وشدد الهندي على ضرورة أن تكون القيادة الموحدة «قيادة شبابية»، مؤكدا على ضرورة أن تكون مهمتها التخطيط وقيادة عمليات الانتفاضة التي هي أساسا فردية؛ بل مهامها محدده في رعاية أسر الجرحى.
وعبر عن خشيته ممن أسماهم «رسل الشر» الذين قال إنهم «يعملون سماسرة عند العدو ويفدون إلى المنطقة بهدف وحيد هو إعادة الهدوء أي وقف الانتفاضة»، وكان بذلك يتحدث عن الجهود الأمريكية والغربية الرامية لإعادة الهدوء. وأضاف «هؤلاء الرسل ابتداء من الإدارة الأمريكية ومرورا بالأمم المتحدة لم يديروا ظهرهم فقط لمعاناة شعبنا على مدار الوقت بل شاركوا العدو الصهيوني بطرق مختلفة في ذبح شعبنا ونهب أرضنا وشكلوا له غطاء وحماية».
أشرف الهور
محمود عباس حجر عثرى أمام تحقيق الشعب الفلسطيني لطموحاته في التحرر.إذ لايلدغ المؤمن من الجحر مرتين،ومحمود عباس (مع حسن الظن به ) لدغ عديد المرات بوثوقه من وعود أمريكا وإسرائيل،التي يتكرر عدم الوفاء بها،ليعود التهويد بأسرع وأخطر مما كان.إن الساعين لوقف الإنتفاضة يريد انقاذ إسرائيل،وتثبيط عزائم المجاهدين الفلسطينيين .لقد أثبتت الأيام أن أثر الإنتفاضات الفلسطينية على الكيان الغاصب مدمر.ارفعوا الأيدي عن نضال الشعب الفلسطيني،وسترون العجب.
حماس في غزة و فتح في الضفة وهذه الانتفاضة في القدس و الخط الاخضر لا يمكن لطرفي الانقسام التدخل في هذه الانتفاضة .فستمرو ايوها الشباب ولا تلتفتوا الى هؤلاء المنقسمين السياسيين المتصارعين .انهم اضاعوا الارض و المقدسات.