الناصرة ـ «القدس العربي»: شارك عدد كبير من القيادات الوطنية والإسلامية داخل أراضي 48 في وقفة تضامنية مع عضو الكنيست السابق المحامي سعيد نفاع، عند مدخل سجن الجلبوع، الذي دخله نفاع أمس لإدانته بزيارة سوريا قبل سنوات لاعتبارها دولة عدو.
ويقضي نفاع الحكم بالسجن الفعلي لمدة عام، على خلفية زيارته إلى سوريا، في 2007، مع وفد واسع من رجال الدين العرب الدروز، وكان يومها عضوا في كنيست عن التجمع الوطني الديمقراطي.
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة خلال مشاركته بالوقفة التضامنية إنه علاوة على أن الحكم مرفوض بالمبدأ، فإنه يفرض على من كان عضو كنيست يوم أن زار سورية، وهذه سابقة خطيرة.
من جهته شكر نفاع جمهور المتضامنين معه، وقال إنها ليست قضية شخصية، معتبرا أن الحكم يستهدف مشروع التواصل مع الوطن العربي، «إلا أنه لن يردعنا من الاستمرار به». وقال المحامي نفاع في كلمة القاها أمام المتضامنين قبالة مبنى السجن أمس، إنه يعتز بهذه الوقفة التي يراها طبيعية تعكس مستوى التضامن الشعبي مع قضية التواصل.
كما قال إنها ليست قضية شخصية، رغم أنه يدفع الثمن عينيا، ولكن الأمر الأهم هو أن مؤسسة الحكم تعتقد أنه من خلال محاكمة استمرت ثماني سنوات، أن بإمكانها ضرب مشروع التواصل مع العالم العربي، إلا أن هذا لن يكون، لأن مشروع التواصل أكبر من أن يكون قضية شخصية، أو علاقات عائلية رغم أهميتها، بل هو مشروع شعب يتواصل مع عالمه على اساس قومي ووطني. وشدد على أن مشروع التواصل له أبعاد في العديد من الاتجاهات.
وتابع القول «نحن نتحدث عن تواصل أولا مع باقي أجزاء شعبنا، ومن ثم العالم العربي، وإن لم نفعل هذا، فإننا نكون قد تماشينا مع المشروع الصهيوني، الذي وضع في 1920 ويهدف إلى تفرقة الشعب الفلسطيني إلى مجموعات طائفية متنازعة . وخلص للقول إن هذا التواصل جاء ليؤكد تلاحم الشعب الواحد، منوها إلى أن وحدة فلسطينيي الداخل هي ما تبقى لهم من مصدر قوة ليحافظوا على وجودهم. وشدد عل أن الرد على هذا الحكم، هو تعزيز هذا التواصل.
وكان العشرات من القيادات والناشطين قد شاركوا في الوقفة التضامنية، من رؤساء وقيادات لجنة المتابعة العليا، ورفع المتضامنون شعارات تؤكد على الوقفة التضامنية مع المحامي نفاع. وقال رئيس لجنة المتابعة العليا الجديد بركة «إن هذا الحكم يستند إلى قانون جائر لا نعترف به، ويهدف إلى ردع شعبنا عن التواصل مع عالمه العربي، ومع باقي أجزاء الشعب الفلسطيني في دول المهجر القسري» .
وأشار إلى أن الجهاز الإسرائيلي عرض على نفاع خيار التعبير عن ندمه وأن لا يكرر الزيارة مرّة أخرى مقابل عدم تنفيذ الحكم أو ينفذه لكنه رفض ذلك واختار السجن على تراجع.
وتابع بركة «هذا يعني أن المحامي نفاع حوكم وهو عضو كنيست على خلفية سياسية كليا، كذلك الأمر بالنسبة للشيخ رائد صلاح، الذي ينتظره بعد أسبوعين حكم بالسجن 11 شهرا على خلفية خطبة جمعة أعلن فيها دفاعه عن المسجد الاقصى». وعن الحالتين قال بركة «وإذا كانت هذه مخالفات جنائية، فنحن كلنا مستعدون بمحض إرادتنا لنكون مخالفين، لأن كل هذه الأحكام لن تردعنا عن حقنا في النضال وعن حقنا في التواصل مع عالمنا العربي».
يشار إلى أنه من المفترض أن يدخل الشيخ رائد صلاح السجن بعد أسبوعين لمدة عام تقريبا، بينما مددت اعتقال الأمين العام لحركة «أبناء البلد». رجا اغبارية بعدة أيام بتهمة التحريض على العنف وتأييد الانتفاضة.
وديع عواودة