خبير أمني تونسي: الجماعات الإرهابية تسعى لإفراغ المناطق الحدودية من سكانها

حجم الخط
0

تونس -«القدس العربي» من حسن سلمان قال خبير أمني تونسي إن الجماعات الإرهابية في البلاد تسعى لإفراغ القرى والمناطق الجبلية والمتاخمة للحدود مع الجزائر من سكانها، عبر عمليات ترويع المدنيين والتي كان آخرها قطع رأس فتى في ولاية سيدي بوزيد، كما أشار إلى أن الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس أحدث صدمة لدى المجتمع الدولي، وستدفعه للإسراع في عملية القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي بات يهدد معظم دول العالم.
وأكد مختار بن نصر (رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل) إن العملية الإرهابية الأخيرة في سيدي بوزيد تأتي كرد فعل على العمليات الناجحة للأجهزة الأمنية والجيش، والتي تم من خلالها إحباط عدد من المخططات الإرهابية التي تستهدف مراكز أمنية وبعض المؤسسات الحيوية في البلاد.
وأضاف لـ«القدس العربي»: «هذه النوع من العمليات يهدف لبث مناخ من الرعب داخل صفوف المدنيين، بهدف دفعهم لإخلاء قراهم المتاخمة للمناطق الجبلية التي كانت تشكل حاضنة جيدة وملاذا آمنا لهم، وهم يعتقدون أن هذه المجموعات التونسية الساكنة في الأرياف والجبال أصبحت أعينا عليهم ولم تعد تلك القاعدة التي تسندهم بالمال والمؤونة، منذ أن تم ضرب طوق أمني كبير على تلك المناطق».
وكانت مجموعة إرهابية يُعتقد أنها تابعة لـ«كتيبة عقبة بن نافع» أقدمت مساء الجمعة على قطع رأس الفتى مبروك السلطاني (16 عاما) كان يرعى الأغنام مع صديقه في أحد جبال معتمدية «جلمة» التابعة لولاية سيدي بوزيد (وسط)، حيث قامت المجموعة بتسليم الرأس إلى الفتى الآخر، وإرغامه على حمله إلى أهله.
وكانت مجموعة إرهابية أخرى تابعة لـ«كتيبة عقبة بن نافع» قامت قبل نحو شهر بإعدام راعٍ آخر في ولاية «القصرين» المتاخمة لسيدي بوزيد بعد اتهامه بـ»التجسس لصالح قوات الأمن».
وعلى إثر الحادث الأخير، أطلق الجيش التونسي عملية عسكرية كبيرة لتمشيط الجبال المتاخمة لولايتي «سيدي بوزيد» و»القصرين»، أسفرت عن مقتل جندي وقتل وإصابة عدد من العناصر الإرهابية في مواجهة مع الجيش في تلك المنطقة، فيما أشارت وزارة الدفاع إلى أنها ستعلن عن حصيلة العملية العسكرية إثر انتهائها.
من جانب آخر، أشار بن نصر إلى أن الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس أحدث صدمة قوية لدى المجتمع الدولي، و»ستتسبب، بعد موجة تضامن دولية كبيرة مع الضحايا، إلى تنبيه العالم بأن الإرهاب لا يستثني أحدا، وهو ما سيعطي دفعا قويا للتحالف الدولي ضد داعش، الذي بدأ قبل نحو سنة وما زال مرتبكا، ولكننا بدأنا نشهد في الأسابيع الأخيرة تحركا مختلفا على الأرض، ربما يسرّع لاحقا في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف».وأضاف «لا بد من الإشارة إلى أن الضربة الأمريكية الأخيرة التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا وسام نجم عبد زيد الزبيدي (الملقب بأبو نبيل العراقي) ستؤدي إلى إرباك التنظيم وإضعافه، وربما التعجيل بزواله لاحقا، وسنكتشف تضامنا دوليا كبيرا وإرادة سياسية وشعبية للتخلص من هذا العدو، وأود التذكير هنا بتصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قبل أيام في تونس، حيث قال إن أيام داعش باتت معدودة، وهذا بالطبع كلام يُقرأ له حساب».
يُذكر أن سلسلة الهجمات الإرهابية التي استهدفت مناطق عدة في باريس، أدت لمقتل 128 شخصا وإصابة أكثر من مئتين بجراح، في أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ البلاد، وهو ما دعا بعض المراقين لوصف الهجمات بـ«11 /9» الفرنسية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية