التوتر الأمني يسود «سنجار» بعد سيطرة حزب العمال التركي على مؤسسات حكومية فيها

الموصل ـ «القدس العربي»: تسود قضاء سنجار شمال غرب الموصل أوضاع أمنية متوترة، في أعقاب نجاح البيشمركه مؤخرا في تحرير المنطقة من تنظيم «الدولة»الذي سيطر عليها منذ حزيران 2014.
فقد توالت الأنباء عن قيام جماعات مسلحة تابعة لحزب العمال الكردستاني التركي بالسيطرة على عدة منشآت ودوائر حكومية في مدينة سنجار ورفض الانسحاب منها، بالتزامن مع هجمات تعرضت لها قرى كردية وعربية من جماعات مسلحة.
وأفادت مصادر أمنية كردية، أن عناصر من حزب العمال تمركزت في أكثر من سبع مبانٍ حكومية في سنجار، وأنها غير مستعدة لإخلائها، إلا بأمر يأتيها من حكومة بغداد، مع تسريبات بأن بغداد توافق على وجودهم في تلك المباني.
وللاستفسار عن الموضوع، اتصلت «القدس العربي» بكفاح محمود المستشار الإعلامي في رئاسة الإقليم، الذي أشار إلى أن مدينة شنكال (سنجار)، وبعد تحريرها من داعش شهدت اضطرابات حيث سيطرت بعض المجاميع المسلحة ومنها حزب العمال الكردستاني التركي على بنايات حكومية في المدينة.
وذكر أن نائب محافظ نينوى، طلب بعد تحرير سنجار، من جميع التشكيلات المسلحة الانسحاب من المدينة وترك البنايات الحكومية لكي تباشر الدوائر الحكومية والموظفون في أعمالهم لتمشية شؤون المدينة وتقديم الخدمات الضرورية لأهلها، ولكن حزب العمال رفض إخلاء البنايات التي يسيطر عليها بذريعة أن الوقت ما زال مبكرا للانسحاب من المدينة، كما صرّح بأنه لن ينسحب إلا بأمر من بغداد.
وأكد المستشار أن وجود قوات حزب العمال التركي في مدينة سنجار بعد تحريرها هو مخالف لقوانين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم، اللتين ترفضان وجود قوات غير عراقية على الأراضي العراقية.
وكان قائد في قوات البيشمركه الكردية في قضاء سنجار، أكد الثلاثاء، ان قواته لا تقبل من أي قوة أن تحتل المؤسسات الحكومية، مطالبا إياها بإخلائها حتى تستطيع تأدية أعمالها والاستعداد لعودة الأهالي.
وقال قاسم دربو، في تصريح صحافي إنه لا يحق لأي قوة أن تحتل المؤسسات الحكومية، لأنها ملك للشعب وفي خدمة الشعب، مطالبا بإخلائها حتى تستطيع قواته تأدية أعمالها والاستعداد لعودة الناس.
وأوضح انه لا يمكن للناس أن يعودوا إلى المدينة، ولا أن تعاود المؤسسات الحكومية دوامها ما لم تجرِ استعدادات لذلك.
وأضاف دربو انه لا يجوز لحزب العمال الكردستاني التركي أن يتحجج بعدم وجود أمر من بغداد لإخلاء المؤسسات الحكومية، لأن ذلك ليس له أي علاقة مع بغداد وإنما المسؤول عن سنجار هو حكومة الموصل، مشيرا إلى ان قواته والناس لا يقبلون من أحد أن يحتل تلك المؤسسات، بل يجب إخلاؤها.
وتؤكد قوات البيشمركه في سنجار(وهي تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني) أن قوات وحدات حماية الشعب (YPG) دخلت سنجار بعد أن حررتها قوات البيشمركه واقتطعت تلك الوحدات لنفسها سبعة مبانٍ حكومية.
ولم تعلن الحكومة العراقية في بغداد موقفها من سيطرة حزب العمال التركي على مناطق في سنجار.
ومن جهة أخرى، أعلنت المصادر الأمنية الكردية، أن ميليشيات إيزيدية مسلحة هاجمت الثلاثاء، قرية كردية في قضاء سنجار، وفتحت عليها النار ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين أكراد وأصابة 8 آخرين، في حادث استغربته حكومة إقليم كردستان العراق.
وأعلن مصدر في وزارة البيشمركه، أن ميليشيا إيزيدية فتحت نيران أسلحتها على إحدى القرى الكردية في قضاء سنجار من دون معرفة الأسباب. وأضاف أن المصابين والقتلى نقلوا إلى المستشفى في محافظة دهوك، فيما اعتقلت قوات الأمن الكردية عناصر الميليشيا الإيزيدية وفتحت تحقيقا في الحادث.
ويذكر أن المجلس الموحد لعشائر المحافظات الست «السنية»، قد دعا الحكومة العراقية وحكومة الإقليم إلى التحرك لمنع جرائم تطهير عرقي ضد العرب يقوم بها حزب العمال التركي في منطقة سنجار.
وأشار بيان للمجلس إلى قيام الحزب المذكور بتطهير طائفي ضد العشائر العربية التي تعيش في المنطقة لتهجيرها وإخلاء المنطقة من العرب، معتبرا حزب العمال قوة احتلال أجنبية ترتكب جرائم حرب ضد العراقيين.

مصطفى العبيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية