النخبة السورية والمهام الجسام
النخبة السورية والمهام الجسام لا يختلف إثنان أن سورية تمر بواحدة من أصعب وأخطر المراحل، وأنها علي أبواب منعطف مصيري لمتشهده من قبل، والكل يتفق أن تداعيات ومسارات هذا المنعطف سترسم خطوط مستقبل سورية بأدق تفاصيله.فالكيفية التي تعالج بها القيادة السياسية الحوادث والأحداث تتسم بالتخبط والإرتباك، والذي ان دل علي شيء فإنما يدل علي عجز في القدرة علي قراءة الحاضر والتوجهات المستقبلية للوضع العالمي الجديد، وبالتالي أبعاده علي الوضع الإقليمي والداخلي، أو يدل علي أن القيادة ذاتها قررت المواجهة مهما بلغ الثمن. الاحتمالان واردان، وكلاهما لن يكون جيدا أو إيجابيا بالنسبة لشعب سورية، بل سيقود إلي رمي سورية وشعبها في دوامات العزلة المدمرة وربما أخطر بكثير.القيادة السياسية في سورية ستكون بطبيعة الحال عاجزة عن قراءة وإدراك الأبعاد الحقيقية لأية مستجدات طالما هي إتخذت قرار تغييب السوريين عن المشاركة في النشاط العام، وطالما هي نفسها التي عطلت مؤسسات الدولة والمجتمع وفقا لأسس وقوانين تتنافي وأسس بناء المجتمعات النشطة والفاعلة، والقيادة هذه سترتكب أكبر خطيئة إن كانت فعلا قد قررت مواجهة المجتمع الدولي، بل سيكون قرار كهذا بمثابة قرار بتدمير سورية.القيادة ذاتها ووفقا لممارساتها وردود أفعالها حيال ما أفرزته السياسة العالمية الجديدة من مستجدات ومتغيرات في المنطقة وفي مقدمتها سقوط نظام البعث في العراق مرورا بتنامي معارضة اللبنانيين للوجود العسكري والأمني السوري في بلادهم وأيضا فقدان الورقة الفلسطينية، كل ذلك أكد ويؤكد الدلالة الأولي. فالقراءة الخاطئة لإرادة عالم مابعد الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)، وعدم فهم معاني ودلالات إقرار القيادة الأمريكية بأن سياستها في الشرق الأوسط علي مدار العقود الستة الماضية كانت خاطئة، مشيرة وبوضوح إلي أن دعم ومساندة الأنظمة الشمولية ليس هو بالضرورة الدعامة والسند لحماية المصالح، بل أشارت إلي إدراكها أن الشعوب الحرة هي وحدها تلك الدعامة والسند.. تلك كانت الرسالة، واضحة وبسيطة، ولكن ورغم كل تلك البساطة والوضوح فان القيادة السورية عجزت عن قراءة مدلولاتها.مروان حمودرسالة علي البريد الالكتروني6