رسالة مركبة من نتنياهو لدمشق وبيروت

حجم الخط
4

إن سفر بنيامين نتنياهو العاجل شيئا ما الى فلادمير بوتين هو عمل في وقته، بل قد يكون تأخر عن موعده شيئا ما. إن تسليم روسيا صواريخ حديثة الى سوريا كان اشكاليا في حد ذاته في كل سنوات حكم عائلة الاسد. وهو أخطر بأضعاف مضاعفة في هذه السنوات التي تجري فيها في سوريا حرب أهلية، وينقل فيها بشار الاسد طوعا أو بارغام ايراني هذا السلاح الحديث الى حزب الله على ارض لبنان.
وتزداد المشكلة الدولية حدة بازاء ما أصبح سبب حرب بالنسبة لاسرائيل. فقد أوضحت بلغة لا تحتمل التأويل أنها لن تسمح بنقل وسائل قتالية حديثة الى منظمة ارهابية كحزب الله. واذا لم يكن الاسد تناول التهديد الاسرائيلي بجدية فقد جاءت هجمات سلاح الجو (بحسب مصادر اجنبية) في كانون الثاني وأيار 2013 ومنحت التهديد الاسرائيلي الصدق.
ولن يكون عند الجيش الاسرائيلي مفر لتحقيق التحذير الاسرائيلي سوى منع نشر الصواريخ الروسية التي قد تصل الى الاسد وقد تقع بعد ذلك في أيدي المنظمات الارهابية أو في أيدي ورثة متطرفين، وربما يحاول الهرب معها الى حزب الله في لبنان. إن اسرائيل التي هاجمت قوافل سلاح كهذه في كانون الثاني وأيار لن تستطيع ولن تريد الكف عن ذلك لأن الحديث عن سلاح روسي حديث. لم تشأ اسرائيل قط أن تواجه الدب الروسي حتى حينما ظهر الاتحاد السوفييتي في ميدان ‘المياه الدافئة’ في البحر المتوسط قبل اربعين سنة حاميا لمصر وسوريا. وقد تعامت اسرائيل آنذاك عن عمليات سلاح الجو السوفييتي وكان موشيه ديان هو الذي واجه قيادة الجيش الاسرائيلي التي هبت لاعتراض طائرات ‘الميغ’ التي تحدت السيطرة الاسرائيلية التامة على صحراء سيناء.
‘علينا ان نلصق الآذان بالارض وننصت الى الاصوات الآتية من مسار الفيلة’، زعم ديان آنذاك، وسمح بصعوبة كبيرة فقط بالمواجهة الجوية التي انتهت الى اسقاط الطائرات الروسية.
لم يتغير المنطق الذي وجه ديان برغم ان الواقع السياسي والعسكري مختلف. إن روسيا ليست هي الاتحاد السوفييتي الذي زال من الوجود، والعلاقات السياسية والاقتصادية بين موسكو والقدس تختلف عما كانت عليه في الماضي، وليس للجيش الاسرائيلي مع كل ذلك أي اهتمام بمواجهة عسكرية. إن عمل نتنياهو الرئيس هو ان ينقل الى بوتين رسالة مزدوجة وهي ان اسرائيل تلتزم بمنع انتقال سلاح حديث جدا الى حزب الله ونشره لاعتراض طائراتها على ارض سوريا الممزقة والتي ليس فيها حكم مركزي مستقر، ولذلك فانها ستصر على تحقيق واجبها مع كل الرغبة في الامتناع عن مواجهة عسكرية مع روسيا.
وهذه رسالة مركبة وثقيلة ومعقدة ولطيفة وكثيرة التهديدات لكن ليس عند اسرائيل شيء آخر تعرضه على بوتين. ويحتاج الكرملين ايضا الى اعادة التفكير.

دان مرغليت
اسرائيل اليوم 14/5/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حسان:

    هذه رساله لرفع معنويات اليهود فيها من الغطرسه مالايحق لاسرائيل بعد هزيمة ٢٠٠٦ و التي هي سبب الحرب الحاليه

  2. يقول صوت الامة العربية:

    لن يستطيع العدو الاسرائيلي الوقوف امام قدر الله و لا يغني حذر عن قدر . معظم العالم يقف ضد العدو الاسرائيلي لجرائمه طوال 70 سنة ولن يستطيع فعل اي شيئ

  3. يقول محمد:

    ملينا والله من قصص 2006 والنصر الالهي!

  4. يقول ياسين حريري:

    اسرائيل تتوعد روسيا .اسرائيل مصرة على منع نشر الصواريخ الروسية التي قد تصل الى الاسد. وهي مصرة على تحقيق واجبها مع عدم الرغبة في مواجهة عسكرية مع روسيا . نعم مواجهة عسكرية . لا يحتاج الامر الى كثير من التمعن .فالرسالة واضحة ” ان لم توقفوا تصدير الصوارخ الى سوريا حتما سنضربها وان حاولتم منعنا فستجدون انفسكم في مواجهة عسكرية معنا اي اننا سنضرب روسيا . روسيا ومناطق نفوذها تكاد تكون قارة لذاتها مئات الصوارخ التقليدية لن تؤلمها . اسرائيل لأقل من ذلك و اثناء الحرب التحريكية سنة 1973 كادت تستعمل القنابل الذرية . جنوح الادمغة العنصرية الى الجنون في النهاية متوقعة ان لم نقل تشاؤما بأنها حتمية حسب المسار التاريخي لهذه العنصريات . يا ترى هل سترد روسيا على الصوارخ الذرية الاسرائيلية بالورود ؟

    طبعا ستكون هناك كوراث وستكون نسبية حسب الاستطاعة والذراع الاطول ومعها ستكون الكارثة الماحقة على اليهود انفسهم اكثر من مؤكدة . وهذا ماكنا نخشاه ونحذر منه منذ عشرات السنين ونتوجه معه الى العقل النير في صفوفهم للتخلص من هذه الآفة التي اسمها الصهيونية قبل فوات الاوان .ويبدو وبكل الم ان هذا الاوان قد فات .

إشترك في قائمتنا البريدية