لأول مرة: رجل آلي يتمرد على الإنسان إذا تلقى أوامر ضارة

حجم الخط
1

لندن ـ «القدس العربي»: يعمل علماء وخبراء في الذكاء الصناعي على ابتكار رجل آلي ذكي «روبوت» قادر على التمرد على أوامر الإنسان، ويمكن أن يرفض تنفيذها في حال رآى أنها ضارة أو غير صالحة، وهو ما يعيد فتح الباب مجدداً أمام الجدل الذي ظل محصوراً في السينما الهوليودية طوال العقود الماضية، وظل مجرد ضرب من الخيال العلمي، وهو أن يصنع الإنسان مخلوقات مبتكرة تخرج عن سيطرته في المستقبل وتؤدي إلى تدميره ومن ثم تدمير العالم. والرجل الآلي الذي يعمل خبراء في جامعة «تافتس» الأمريكية على تطويره يتضمن نظاماً ذكياً يقوم بتقييم الأوامر التي يتلقاها ومن ثم يقرر إن كانت صالحة للتنفيذ أم لا، وفي حال رآى أنها ضارة أو غير صالحة أو أنها تتضمن عملاً غير أخلاقي أو غير لائق، فإنه يرفض تنفيذها ويتمرد على صاحبه ويجادله، وهو ما يفتح باب السؤال على إمكانية ابتكار أجهزة أذكى من الإنسان وأقدر منه على التفكير بمصلحته ومصلحة العالم.
وجاء ابتكار الروبوت الجديد من خلال كل من المهندس غوردون بريغز والدكتور ماتيز سكويتز في الولايات المتحدة، وهما يعملان على تطوير رجال آليين يتصرفون بطريقة وأسلوب الإنسان.
وقال كل من الباحثين في ورقة مشتركة قدماها خلال مؤتمر لجمعية الذكاء الصناعي في الولايات المتحدة إن «الناس يمكن أن يرفضوا تنفيذ التعليمات لأسباب مختلفة وكثيرة، من بينها عدم القدرة على التنفيذ، أو وجود الهواجس الأخلاقية» مشيرين إلى أنه مع ازدياد الأسباب التي تدفع إلى عدم تنفيذ الأوامر فان الناس يلجؤون إلى الأجهزة الالكترونية والروبوت من أجل تنفيذ بعض الأمور، وهذا ما دفع إلى ابتكار هذا الروبوت الذي يمكن أن يرفض القيام ببعض التصرفات الضارة».
واستعرض الباحثون مثالاً على رفض تنفيذ الأوامر الضارة من قبل الروبوت الذكي، حيث قالوا إنه في حال تم الطلب منه المضي قدما بالمشي على طاولة، فانه عندما يصل إلى حافتها يقول لصاحبه: «المعذرة، لا أستطيع أن أفعل هذا لأنه لا يوجد دعم كافي أمامي»، وفي حال أصر صاحبه على أمره بمواصلة المشي فانه يرد على الأمر الثاني بالمشي قائلاً: «لكن هذا غير آمن».
يشار إلى أن هناك جدلا حول التعريف الدقيق للروبوت، فالبعض يقول بإطلاق هذه الصفة على كل آلة يُمكن للإنسان السيطرة عليها وتسييرها عن بعد، بينما لا يوافق البعض الآخر على هذا، وحجتهم أن تلك الآلات، من شاكلة السيارة أو الطائرة ذات التحكم عن بعد، لا يمكن اعتبارها روبوت لعدم امتلاكها المقدرة على التفكير وإتخاذ القرار بنفسها.
وهناك أنواع عديدة من الإنسان الآلي، منها ما يُستعمل في القطاع الصناعي، وهي تكون عبارة عن أجهزة أوتوماتيكية يمكن تطويعها وإعادة برمجتها، وتتحرك على ثلاثة محاور أو أكثر، ويُستعمل السواد الأعظم من هذه الآلات في الشركات الصناعية الكبرى لغرض لحم المعادن والصباغة والكوي والتقاط ونقل الأجسام ومراقبة جودة أو صلاحية المنتجات النهائية، كما تُستخدم في تجميع أجزاء السيارات في المصانع. وهذه الآلات مبرمجة عادةً لتنفيذ مهامها بصورة سريعة مكررة ودقيقة، وقد تمت إضافة ما يسمى بالرؤية الحاسوبية لها خلال السنوات الأولى من العقد الأول للقرن الحادي والعشرين، الأمر الذي جعلها تتمتع بنوع من الاستقلالية والمرونة في تنفيذ المهام المبرمجة، وذلك عن طريق فهمها وتحليلها الصور التي تستقبلها في حاسوب خاص مثبت بداخلها.
ومؤخراً ظهر إنسان آلي يُدعى «بيبر» في المتاجر الكبرى في فرنسا لمساعدة الزبائن في شراء إحتياجاتهم أو تسلية الأطفال حتى تقوم الأم بشراء مستلزماتها المنزلية.
ويقوم «بيبر» باختيار أنواع المأكولات والمشروبات، كما يقوم بتسليم فاتورة المشتريات، كما يسجل الانفعالات التي يقوم بها الزبون الذي يستخدمه لدى شراء احتياجاته لمعرفة مدى استجابة المواطن الفرنسي للخدمة الجديدة التي يقدمها «بيبر» واقترابه من أصحاب المزاج السييء أو الطيب لمعرفة ردود أفعالهم.
ومؤخراً، حذر كبير الاقتصاديين في بنك إنكلترا من أن حوالي 15 مليون وظيفة في بريطانيا أصبحت مهددة بالفقدان لصالح «الروبوت» مع تزايد الاعتماد على الآلات وازدياد ذكائها.
وقال كبير الاقتصاديين في البنك أمدي هالدين، إن التشغيل الآلي يمثل خطراً على نحو نصف العاملين في المملكة المتحدة، محذراً من التأثير السلبي على سوق العمل، واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
وأضاف إن نتائج الدراسة التي أطلقها بنك إنكلترا تشير إلى أن معظم المهام الإدارية والإنتاجية في خطر بسبب الثورة التكنولوجية والاعتماد على التشغيل الآلي.
وأوضح أن الاتجاه نفسه يسري في الولايات المتحدة، حيث أن نحو نصف تعداد القوى العاملة في البلاد والبالغة 160 مليون أمريكي تقريباً سوف ترى وظائفها تذهب للآلات.
وأشار كبير الاقتصاديين في البنك المركزي البريطاني إلى أن التقدم التكنولوجي منذ القرن الثامن عشر كان له تأثير دائم على اتساع الفجوة بين العمال المهرة وغير المهرة، إلا أن هناك دلائل على أن هذه العملية تتسارع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سلمى:

    Terminator!!

إشترك في قائمتنا البريدية