لندن ـ «القدس العربي»: اتخذت صحيفة «أوبزيرفر» موقفا رافضا لتوسيع الضربات الجوية البريطانية لتشمل سوريا. وحشدت الصحيفة أصوات عدد من المحللين والكتاب وحتى من أبناء الرقة الذين دعوا النواب للوقوف أمام مسعى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الحصول على تفويض لإرسال المقاتلات البريطانية إلى عاصمة «تنظيم الدولة» في الرقة.
ولا يعني موقف الصحيفة تقليلا من خطر الإرهاب، ولكن غياب الخطة وفهم الأزمة السورية هو ما تنتقده.
وتحت عنوان «رأي الأوبزيرفر حول خطأ توسيع الهجمات العسكرية إلى سوريا» قالت الصحيفة إنه رغم حديث النواب عن نية الحرب في سوريا إلا أن بريطانيا هي في حالة حرب في كل من سوريا والعراق ومنذ عام تقريبا.
ومع أن النقاش الدائر في أروقة البرلمان متأثر بهجمات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر إلا أن البرلمانيين أظهروا قصرا في الذاكرة حول ما اتفقوا عليه سابقا وأبدوا عجزا لرؤية ما يجري خارج جدران البرلمان في ويستمنستر.
وذكرت الصحيفة النواب بالعام الماضي حيث وافقوا في 26 أيلول/سبتمبر ودونما ضجة على المشاركة في الضربات الجوية في العراق بعد سلسلة من المكاسب التي حققها «تنظيم الدولة».
ووافقوا بالإجماع (524 ـ 43 صوتا) على غارات سلاح الجو البريطاني. وفي الوقت تسهم بريطانيا في عمليات الاستطلاع وتقدم معلومات أمنية وتزود طائرات التحالف المضاد لـ»تنظيم الدولة» بالوقود وتدعم عملياته في سوريا.
وقامت المقاتلات البريطانية باستهداف الجهاديين البريطانيين وقتلهم في سوريا. ولا تزال بريطانيا تستخدم الحق القانوني في الدفاع المشترك والذي وافقت عليه الأمم المتحدة في كل من العراق وسوريا. وما لا يفهمه عدد من قادة حزب العمال أن «تنظيم الدولة» منشغل برسم خطط لضرب أهداف في بريطانيا وهو ما كشف عنه قادة الأجهزة الأمنية.
ولا يزال التنظيم يجند ويجذب إليه أكثر من 800 جهادي بريطاني ويقوم بنشر دعايته السامة في بريطانيا، بل استهداف البريطانيين حيث قتل مسلح في حزيران/يونيو هذا الصيف 30 سائحا بريطانيا على شاطئ تونسي.
وفي حينه «قلنا إن تنظيم الدولة شن حربا على بريطانيا، وحان الوقت للاستيقاظ. وهذا صحيح اليوم».
وترى الصحيفة أن على النواب هذا الأسبوع الإجابة على سؤال لا يتعلق بالذهاب للحرب، لأن بريطانيا في حالة حرب الآن، ولكن حول كيفية تحقيق النصر فيها؟
قرار صعب
وفي الوقت الذي توافق فيه الصحيفة على موقف كاميرون من خطر «تنظيم الدولة» إلا أنها ترى أن مقاتلات سلاح الجو البريطاني لا تكفي لهزيمته وربما أدت لتدهور الأوضاع أكثر. ومن هنا فقرار الحرب ليس سهلا، ويعترف حتى أكبر الدعاة للقصف الجوي ومعارضيهم بأن هناك مساحة للخطأ.
وهنا تتناول ما قاله كاميرون يوم الخميس أمام البرلمان مشيرة إلى أنه قدم عددا من النقاط المقنعة، منها أن بريطانيا لا يمكنها الاعتماد على الآخرين للدفاع عن نفسها ولا بد من التضامن مع الحليفة فرنسا وأن «تنظيم الدولة» وبلا شك يشكل تهديدا على بريطانيا وإن لم نقم بقمعه الآن فمتى؟
وفي السياق نفسه تثمن الصحيفة موقف كاميرون بمواصلة دعم القوى السورية المعتدلة والمعارضة لنظام دمشق من جهة ومواصلة جهود التسوية التي بدأت في فيينا عام 2012. ورغم كل هذه النقاط الإيجابية واعترافه بأخطاء العراق، إلا أن ما قدمه كاميرون لا يعتبر خطة شاملة أو استراتيجية، فهي على الأغلب جملة من التمنيات.
اعتراضات
وتطرح هنا مجموعة من الاعتراضات على ما قاله كاميرون تتعلق بفعالية الطيران البريطاني ودقته لإخراج تنظيم «داعش» من الرقة والذي لن يتم من دون قوات برية.
وعلى ما يبدو لا أحد مستعد للمخاطرة بقواته، حتى فرنسا التي تقود التأجيج الآن ضد الجهاديين. وهنا تنتقد الصحيفة رؤية كاميرون حول جيش المعارضة الذي قال إن تعداده سيكون 70.000 مقاتل وسيقوم من الشمال بالزحف نحو الرقة.
وهي قوات من الصعب تجييشها في ظل النزاع القائم على خطوط دينية وإثنية يحاول كل طرف فيه تحقيق أجندته الخاصة. وحتى لو تمت الإطاحة بالجهاديين فالسؤال يظل قائما: ماذا بعد؟
فراغ جديد قد تستغله الميليشيات الشيعية، الجيش السوري المدعوم من الروس؟ وحتى لو قبل كاميرون بعقد صفقة مع النظام، كما يقترح الفرنسيون فلن يقبل هذا السنة في سوريا وبالضرورة داعميهم من دول الخليج.
وتذكر الصحيفة بمنظور غزو العراق وما جرى من الإطاحة بنظام علماني فيه وتسيد الشيعة سدة الحكم.
وتهميش السنة وهو ما قاد للمقاومة وفي النهاية خروج «تنظيم الدولة» الذي استغل مظلوميتهم. وهناك احتمال لتكرار السيناريو نفسه في سوريا، فمع أن السنة هم الغالبية إلا أنهم تعرضوا للتهميش من قبل النظام العلوي.
وعليه ترى الصحيفة أن لا تسوية دائمة في العراق أو سوريا من دون الاستجابة لتطلعات ومطالب السنة.
وتقول «لو أريد هزيمة تنظيم الدولة أو جماعات متطرفة أخرى، وبشكل دائم، فيجب إنشاء حكومة ديمقراطية يتولاها السنة من أهل البلاد، وليس ساسة غربيي الهوى يريدون الانتقام أو وسطاء تابعين للأمم المتحدة ولا الأكراد أو الميلشيات الشيعية المدعومة من إيران الذين يريدون تحقيق مصالحهم الخاصة».
وتلفت الصحيفة إلى أن «خطة» كاميرون تتعامى عن قصد أو تقلل من أهمية مشكلة مصير الأسد الذي لا يزال الإيرانيون يدعون لدعمه والسماح له بالترشح في الإنتخابات.
وترى الصحيفة ان كاميرون مثل توني بلير عام 2003 يقوم بمد الثقة التي أولاها الشعب به إلى درجة الكسر.
وتعتقد أن كاميرون يعول كثيرا على نتائج محادثات فيينا التي لم تتوصل إلا لصيغة 18 شهرا لانتقال السلطة. ولا توجد أية إشارات عن جهود روسية أو إيرانية لدفع النظام السوري كي يقدم تنازلات.
وهناك مشاكل حول تعريف الجهة المعتدلة في المعارضة السورية. وفي الإطار نفسه لم يحقق التحالف الذي دعا إليه أولاند تقدما، خاصة أنه يدعو لتعاون عسكري بين روسيا وأمريكا.
وما يفتقده الحلفاء هو خطة لسوريا كاملة وحرة. وعوضا عن ذلك فدول التحالف تتصرف كالطيور الكاسرة التي تتقاتل على أجزاء مشتتة.
وفي غياب التوافق بين الأطراف المعنية بسوريا بات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمثل دور «الكاوبوي» وليس «المتعاون».
وتشير للموقف المتقاعس الذي يبديه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يطلق تصريحات فلسفية ويحاول تجنب التورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط. وطالما بقي الأسد، الشرير الذي بدأ الحرب فسيظل اللاجئون الذي يخافونه أكثر من «داعش» يتدفقون على الحدود الأوروبية.
المشكلة الأساسية
وفي النهاية تشير الصحيفة إلى أن رؤية كاميرون حول حرب «تنظيم الدولة» لا تتصدى للمشكلة الأساسية المتعلقة بالجهاد العالمي والتي تدفع شبانا من أوروبا لرفض القيم الليبرالية والانضمام لجماعات مثل «داعش».
وعليه فإن تم تدمير «تنظيم الدولة» من دون نزع المشروعية والمصداقية عنه لن تؤدي إلا لظهور جيل جديد يحل محله، وقد يكون أشد شراسة منه. «وكما قلنا في البداية فبريطانيا في حالة حرب وتقوم بمساعدة الحلفاء الفرنسيين والأمريكيين عسكريا، ولكن النقطة المهمة هي أن الحرب تظل حرب قيم ومبادئ لا قنابل أكثر وأكثر».
وتقول «يجب الانتصار بهذه الحرب مهما أخذت من وقت. وقد فشل كاميرون بتقديم مبرر لتوسيع العمل العسكري إلى سوريا. ويجب عدم دعم مقترحه».
أصوات من الرقة
وعلى ما يبدو فاللاجئون الهاربون من جحيم الحرب وقمع «تنظيم الدولة» يطالبون بعدم توجيه ضربات جوية للرقة.
وفي ريبورتاج أعدته إيما غراهام – هاريسون لصالح «أوبزيرفر» والتقت لاجئين هربوا من الرقة في مدينة غازي عينتاب جنوب تركيا. ففي مقهى هناك قابلت رواده وكلهم من الرقة.
وتقول إن معظم الزبائن هم «من خريجي سجون المتطرفين الوحشية، أما البقية فقد هربوا من الخوف والقرف».
ولهذا يتعاملون مع قدوم غريب بنوع من عدم الارتياح، فقبل أسبوع قليلة اغتيل شخصان من بينهم من قبل جاسوس (للتنظيم) تظاهر بأنه لاجئ.
ونقلت عن رجل أعمال في الأربعين من عمره قدم نفسه بأبو أحمد «لو لم نكن ملاحقين من داعش لما جئنا إلى هنا» مضيفا «نحن هنا ولكن قلوبنا هناك».
ولأن الكثيرين تركوا وراءهم أبناء وبنات وأقارب فإن لديهم الكثير من المبررات لقتال التنظيم، ومع ذلك فهم خائفون من منظور مشاركة بريطانيا في الحملة الجوية بعد عام من الغارات التي أثرت على «تنظيم الدولة» لكنها لم تؤد لإخراجهم من معاقلهم.
ويعلق أبو أحمد «هل هناك من سيفرح عندما يقصف كل واحد المدينة؟ لا». ويضيف «كل واحد قصف الرقة، وكل واحد منزعج من زوجته جاء وأغار على الرقة، الأردن والإمارات والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا».
ويخشى اللاجئون من الثمن الباهظ الذي سيخلفه القصف الجوي على الأبرياء في المدينة التي أصبح المدنيون فيها سجناء لدى «تنظيم الدولة» يستخدمهم كدروع واقية.
ويشعر الكثيرون بالدهشة من أن مصير مدينتهم يقرر في العواصم البعيدة وقاعات المؤتمرات حيث لا يبدي سكان الرقة رأيهم. ويعبرون عن مخاوفهم من أن فرصة طرد «تنظيم الدولة» عبر الحملات الجوية ومن دون قوات برية قليلة. ولكن لا يوجد خيار واضح للزحف نحو المدينة، بسب ضعف المعارضة المحلية وعدم الترحيب بالمقاتلين الأكراد في مدينة تسكنها غالبية عربية.
وتنقل الصحافية عن ممرض سابق قوله «لا يحب الناس «تنظيم الدولة» ولكن لو دخل الأكراد مع التحالف لطرده، فهم سيئون مثلهم ولاعتقاد بعض الناس أن «تنظيم الدولة» هو أسوأ بقليل منهم، مما يعني أنكم تقومون بدفعهم (سكان المدينة) إلى الانضمام إلى تنظيم الدولة»، وكان الممرض قد ترك الرقة هذا الخريف بعد أن شك به التنظيم مع أنه لا يعرف السبب.
الأسد هو رأس البلاء
ويشير أهل الرقة الهاربون إلى نفاق المجتمع الدولي الذي لم يتحرك لحماية السوريين الذين قتل منهم عشرات الألوف، ومع ذلك فقد تحرك عندما قتل «تنظيم الدولة» عددا من الأوروبيين والأمريكيين.
وتتساءل منى التي كانت تعمل مدرسة وهربت من الرقة بطريقة «جيمس بوندية» عندما تسلقت أسطح المنازل في حيها «لماذا يردون فقط على داعش؟
ولماذا لم يتحرك أحد عندما كان النظام يقصف في سوريا؟ هل هذا لأن الإرهاب وصل إلى الدول الغربية؟ وبالنسبة لنا فلا يهمنا أية قنبلة تقتلنا؟».
ويخشى كل المنفيين الذين هربوا من الرقة من الطريقة التي ينظر فيها الروس والغرب للنزاع وتحقيق النصر ضد «تنظيم الدولة» وتعني التخلص من جلاد ليحل محله جلاد آخر، ألا وهو بشار الأسد.
وقضى عدد من المنفيين الرقاويين فترات في سجونه وفي سجون «تنظيم الدولة». ولهذا يرون أن النظام هو أصل البلاء وسبب البؤس الذي يعيشونه. ويقول أبو أحمد «لو ذهبت إلى البرلمان البريطاني لإلقاء خطاب لطلبت في البداية إزالة سبب المشكلة، ألا وهو الأسد وليس العرض وهو تنظيم الدولة».
وأضاف «مئات الألوف الذين ماتوا خلال السنوات الماضية ولم يأت أحد لقصف دمشق». ويتهم اللاجئون الأسد بتقديم الدعم التكتيكي لـ»تنظيم الدولة» من أجل حرف الانتباه عن المجازر التي قام بها الجيش السوري ضد السكان.
ويشيرون للتعاون الإقتصادي وشراء النظام النفط من «داعش». ويقولون إن غارات النظام على الرقة تراجعت بشكل كبير بعد سيطرة الجهاديين عليها.
ويقول فراس، طالب الطب الذي كان يقترب من إنهاء دراسته عندما سجنه النظام إن «نظام الأسد هو المشكلة الرئيسية».
وما يشغل بال الهاربين من حكم «تنظيم الدولة» هو الخوف على المدنيين الذين تركوهم وراءهم. وهرب كل واحد منهم يحمل قصة وفاة بريء في هذه الحرب.
ويقول الممرض السابق «شعرنا في البداية بالسعادة (من الغارات الغربية) لأن النظام كان يقصف بشكل عشوائي، ولكن التحالف يقوم بضرب الهدف بدقة. وبعد فترة فقد قتل التحالف مدنيين بمن فيهم جاري».
وقال «كان عمره 12 عاما وكان يقود دراجته في منطقة مدنية وضربوا عربة تابعة لداعش ولكنهم قتلوه بالخطأ. وكانوا يحاولون قتل أمير الأمن في الرقة ولسوء الحظ لم يكن بالعربة».
ويشير أبو أحمد إلى أن عربة كانت مزدحمة بالنساء في طريقهن لحصاد حقولهن في تل أبيض، شمال الرقة وقتلن كلهن، عندما أصاب العربة صاروخ. ويقول السكان إنه تم استهدافهن لأنهن غطين وجوههن بسبب الشمس الحارقة. واعتقدت قوات التحالف خطأ أنهن جهاديون.
أرفض بالمطلق
وناشدت إمرأة هربت من الرقة البرلمان البريطاني بعدم الموافقة على الغارات «لا بالمطلق، من فضلك أخبري البرلمان البريطاني».
ووصفت الحياة في الرقة بأنها لا تطاق «ولأسباب عدة، أولا القصف وثانيا داعش وقوانينه المريعة والاقتصاد المدمر، ولهذا فليس هناك عمل، ولا علاقة للأمر بالمال، ولكنك لا تستطيعين الجلوس في البيت مثل الحيوانات من دون عمل شيء».
ولأن العائلات منعت أبناءهن من الخروج من البيت وحددت حركة النساء، فلهذا أصبحت الحياة في البيت بطيئة ومدعاة للجنون.
وتقول فتاة تخرجت من كلية العلوم «لا تعرفين أبدا موعد سقوط القنبلة، ولهذا فضلنا البقاء في البيت طوال الوقت، على الأقل ستموتين مع عائلتك لو ضربوا البيت بالخطأ وليس في الشارع وحيدة لا يعرفك أحد».
وعندما قررت الهروب أمضت 24 ساعة معظمها في الظلام مع المهربين، كي تقطع مسافة 55 ميلا إلى تركيا. وكان الهروب صعبا لأن التنظيم قام بتوزيع السكان حتى يستخدمهم كدروع بشرية.
ويقول فراس «حاولت عائلتي الهروب ثلاث مرات ولكنها منعت». ولا يمكن الهروب إلا لمن يعاني من مرض خطير «ولكن هناك طبيب ألماني يعمل مع «تنظيم الدولة» ويجب أن يشخص حالتك وإن لم يتوفر العلاج يسمح لك بالخروج».
وتقول الصحيفة إن إغلاق الطرق هو إشارة إلى الآثار التي بدأت الغارات الجوية تتركها على التنظيم.
وبدأت عمليات رحيل لعائلات «تنظيم الدولة» وعشرات القادة الكبار. ويقول أبو محمد «أرسل الكثير من القادة عائلاتهم إلى الموصل لاعتقادهم أن الطرق ستقطع» بين المدينتين. وعلى خلاف البقية يرغب أبو محمد المسؤول المحلي السابق بالتخلص من «تنظيم الدولة» حتى من دون خطة سلام واضحة «نتخلص أولا من داعش وبعدها نقرر ماذا سنفعل».
لكن الكثيرين ممن خاطروا بحياتهم يعتقدون أن التخلص من «تنظيم الدولة» لن ينهي معاناتهم لو استطاعت قوات الأسد القتال. ويتساءل المنفيون عن موقف الغرب من الأسد الذي يلقى الدعم من الروس والإيرانيين.
ويرون أن هناك قبولا بالشخص الذي وصف بالديكتاتور. وتتساءل منى «هل ستساعدنا الغارات على العودة إلى بيوتنا وستدمر النظام وداعش في وقت واحد؟ وكلاهما إرهابي. فكيف تقصف طرفا وتترك الآخر والذي يقوم بقصفنا كل يوم».
وتقول الصحيفة أن الرقاويين الحالمين بالعودة إلى مدينتهم يتهمون دول التحالف بأنها لم تفكر جديا بمن سيخلف «تنظيم الدولة». ويقول الممرض السابق «لو كانوا يريدون المساعدة فعليهم اختيار الشريك الموثوق به وليس الأكراد، واختيار الشريك الخطأ سيؤدي لردة فعل السكان ضدهم».
ويضيف «تل أبيض هو المثال التام، فقد استخدموا الأكراد شركاء لهم وشردوا الكثير من الناس». وليس لدى هؤلاء الهاربين من الرقة الثقة بمن سيحل محل «تنظيم الدولة» حالة بدء الغارات الجوية لأنهم لا يثقون بقدرة التحالف نفسه والذي وقف يتفرج على المذبحة السورية.
ويقول الممرض السابق «في هذا الوضع لن يدعم الناس حتى الجيش السوري الحر، لأنه ليس محل ثقة» ويوافق أبو محمد «أدعم الجيش السوري الحر، ولكننا نريد قوة حقيقية فهو ليس منظما وليس لديه أسلحة».
إبراهيم درويش