رام الله ـ «القدس العربي»: شيعت جماهير القدس المحتلة وأهالي بلدة سلوان على وجه الخصوص جثمان الشهيد أيمن سميح العباسي (17 عاما) إلى مثواه الأخير الذي استشهد برصاص الاحتلال خلال مواجهات اندلعت في حي عين اللوزة من البلدة الليلة قبل الماضية. وأصرت عائلة الشهيد العباسي على تشييعه في وقت متأخر من الليل، بعد محاولة قوات الاحتلال اختطافه من المركز الطبي في البلدة وإجراء عمليات تمشيط واسعة بحثاً عن الجثمان.
وسار موكب المشيعين في شوارع حي رأس العامود في بلدة سلوان حيث كان يسكن الشهيد وصولا إلى منزله ومن ثم إلى مقبرة حي سويح في البلدة بعد صلاة الجنازة عليه بمشاركة أهالي البلدة والقوى الوطنية المقدسية.
والشهيد العباسي هو أصغر الأبناء في عائلته واعتقل قبل ذلك في سجون الاحتلال الإسرائيلي. واستشهد بعد إصابته برصاصة حية في صدره خلال المواجهات مع جيش الاحتلال بحسب عائلته.
وقال مركز معلومات وادي حلوة في سلوان إن قوات الاحتلال اقتحمت مركز عين اللوزة الطبي واحتجزت كافة الموجودين داخله من طاقم طبي وموظفين ومرضى مراجعين لمدة ساعتين ومنعت الخروج والدخول اليه كما حولت محيطه إلى ثكنة عسكرية بحثا عن الشهيد العباسي.
وحققت قوات الاحتلال مع طاقم مركز عين اللوزة بحجة «علاجهم مخربين» وعدم إبلاغ الشرطة لكن العاملين في المركز حاولوا تقديم العلاج للفتى كما يحتم عليهم واجبهم الإنساني والطبي. لكن الشهيد أصيب برصاصة مباشرة في صدره ونزف كثيرا مما ادى إلى استشهاده على الفور حيث وصل المركز وأعلن عن استشهاده.
وبحسب مركز معلومات وادي حلوة فإن مزاعم الاحتلال التي قالت إنها أطلقت النار على الجانب السفلي للعباسي بسبب تشكيله خطراً عليها تم تفنيدها من خلال صورة للشهيد أيمن العباسي بعد إصابته تؤكد أن الاصابة القاتلة كانت في صدره.
وقال المركز إن الصورة كشفت مجددا سياسة الإعدامات التي تتبعها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين عامة، حيث تستهدفهم في أماكن حساسة بقصد القتل، وتدّعي بأنها أطلقت النيران باتجاه الأطراف فقط. ودعت القوى الوطنية في مدينة القدس المحتلة الحداد العام على أرواح الشهداء كما دعت لاعتبار اليوم يوم غضب ضد الاحتلال والانتفاض في وجهه.
في غضون ذلك خط يهود من المتطرفين تهديدا ووعيدا بالقتل على سيارة المواطن احمد حاتم سعد اثناء توقفها قرب منزله في خربة بيت سكارية الواقعة وسط مجمع مستوطنة غوش عتصيون جنوب بيت لحم، بعد أن اعطبت أحد إطاراته. ومن العبارت التي خطت «الموت للعرب»، ورفع مستوطنون آخرون أعلاما إسرائيلية على أشجار الكرمة في أراض تعود لعائلتي شاهين وابو صوي في ذات المنطقة. ويواجه سكان الخربة مضايقات جمة من خلال اعتداءات المستوطنين المتكررة لتهجيرهم والاستيلاء على الارض وهذا بمساعدة قوات الاحتلال .
وفي السياق ذاته قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح والأمين العام للتجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة ديمتري دلياني إن منظمة «لهافا» اليهودية المتطرفة تطالب بطرد الفلسطينيين المسيحيين من فلسطين التاريخية. هذه الدعوات أتت ضمن تظاهرة نظمتها المنظمة اليهودية احتجاجاً على فعاليات جمعية الشبان المسيحية في القدس الغربية للاحتفال بعيد ميلاد المسيح عليه السلام.
وحمل دلياني حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو مسؤولية وتبعات هكذا دعوات عنصرية إرهابية لرعايتها المباشرة وغير المباشرة للفكر الصهيوني المتطرف وتوفيرها الغطاء القانوني لمنظمة إرهابية يهودية مثل منظمة «لهافا» التي ثبت تورط أعضائها في عدد من الجرائم الإرهابية بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وأضاف دلياني «إننا كفلسطينيين مسيحيين لسنا ضيوفاً على أحد في وطننا فلسطين لتتم المطالبة بطردنا منها بل نحن ملح هذه الأرض وجذورها وجزء لا يتجزأ من تاريخها وحضارتها وثقافتها ونضالها ونسيجها الاجتماعي الإسلامي- المسيحي الواحد». واضاف «هذه الأرض هي أرض مولد المسيح ومهد الديانة المسيحية ومُنطلقها إلى العالم ولن نسمح لمجموعة من الإرهابيين اليهود أن يؤثروا قيد أنملة على رباطنا وصمودنا وتمسكنا بأرضنا في إطار النضال الوطني الفلسطيني».
وطالب دلياني المجتمع الدولي بالتدخل والضغط على دولة الاحتلال لإخراج المنظمة اليهودية الإرهابية «لهافا» عن القانون، مؤكداً أن استمرار مثل هذه المنظمة في ممارسة نشاطاتها بحرية في دولة الاحتلال هو أكبر دليل على رضى حكومة نتنياهو عن سياقها الإرهابي الذي يستمد جذوره من نفس القاعدة الفكرية المُشكلة للائتلاف الحكومي الإسرائيلي.
فادي أبو سعدى