اتهام الرئيس بعدم قراءة اي كتاب وخدام بالخيانة لحساب امريكا.. و الاخوان يهاجمون النظام بسبب مجزرة اللاجئين السودانيين
حملات ضد الوزراء الجدد واهتمامهم بالبورصات.. وتأكيدات بتغير اشكال المصريين واصابتهم بانزلاق غضروفي.. ومهاجمة ممارسات الشرطةاتهام الرئيس بعدم قراءة اي كتاب وخدام بالخيانة لحساب امريكا.. و الاخوان يهاجمون النظام بسبب مجزرة اللاجئين السودانيينالقاهرة ـ القدس العربي ـ من حسنين كروم: كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء عن الزيارة المفاجئة للرئيس مبارك للسعودية وفرنسا في محاولة لإيجاد حل للأزمة السورية وإعداد مشروع قانون بفرض رسوم ألف جنيه علي تسجيل أي عقار أو قطعة أرض منعا للمنازعات والقبض علي مرتكب مذبحة عزبة شمس وهو من سكانها واسمه محمد علي محمد أحمد عبد اللطيف ـ 27 سنة ـ ومصاب بانفصام شخصية، وقام بإرشاد الشرطة علي الأماكن التي أخفي فيها الأعضاء التناسلية للضحايا العشرة ومناقشات مجلس الشعب وحدوث اشتباكات بين النائب عن حزب حركة الكرامة ـ ناصري ـ سعد عبود وكمال الشاذلي وقرار نيابة بني سويف بإخلاء سبيل الدكتور مصطفي علوي رئيس هيئة قصور الثقافة السابق بكفالة عشرة آلاف جنيه بعد التحقيق معه لمدة خمس ساعات متواصلة في حريق مسرح الثقافة الشهير.أزمة الوزارةونبدأ بأزمة الوزارة التي لقي تشكيلها هجوما عنيفا من كل الاتجاهات بعد أن فهم الجميع الرسالة التي أرسلتها، ففي الخميس ـ مستقلة ـ قال زميلنا عمرو الليثي ـ حزب وطني ـ رئيس تحريرها: الشيء الأهم هي ظاهرة سيطرة رجال الأعمال علي الوزارات الخدمية.. وهل تأكدت القيادة السياسية أنه لا يوجد تعارض بين الوزير وبين أعماله الخاصة؟ خاصة وأن اغلبهم له مشروعات استثمارية كبيرة بل وأن بعضهم كان يحاول في الماضي أن يوطد صلاته بالوزراء لتسهيل أعمالهم.. من يضمن عدم حدوث تلك الازدواجية؟ ثم نعود لقضية الجنسية المزدوجة وأن هناك بعض الوزراء الجدد الذين دخلوا الوزارة معهم جنسيات مزدوجة.. بل أن بعضهم يقيم بشكل دائم خارج مصر.. ثم فضيحة تكليف وزير التربية والتعليم السابق بالوزارة ثم إلغاء تكليفه فمن المسؤول عن هذه الفضيحة؟ فهل نظيف رشحه دون أن يخبر الرئيس أم أن هناك خطأ ما قد وقع أساء بالتأكيد للنظام ولنظيف وللوزير نفسه.. ثم نأتي إلي النقطة الهامة وهي عمليات الدمج القاتلة.. فما سبب جمع المعاشات مع المالية في وزارة واحدة إلا إذا كانت الدولة قررت أن أموال المعاشات أصبحت مستباحة للمالية.. وكيف نلغي وزارة التنمية المحلية المسؤولة عن المحليات وتدمج في التخطيط.. وأين هو ذلك الوزير العبقري الذي يستطيع أن يشرف علي الوزارتين في آن واحد؟ وتذكروا معي أن هذه الحكومة ستكون من أقصر الحكومات عمرا في تاريخ مصر .وفي بابه ـ يوميات مفقوع جدا ـ كتب رئيس تحريرها التنفيذي والمحرر الاقتصادي بـ الأخبار ، عاطف زيدان يقول: نجح نظيف ورجاله في تضخيم ما تحقق خلال حكومته الأولي، وأنا لا أنكر ما تحقق من إصلاحات صبت نتائجها في جيوب رجال الأعمال، أما الشعب المطحون فلم يلمس من إصلاحاتهم ما يسر النفس ويشبع البطن. إن قياس أداء أي حكومة لا يكون بما تحقق من مؤشرات لا يدري أحد مدي ما تتمتع به من مصداقية مثل معدل النمو الذي يقال انه ارتفع 1% والتضخم الذي انخفض وغير ذلك من المؤشرات التي لا يهتم بها المواطن العادي. إن ما يهم المواطن هو دخل أفضل يوفر له معيشة كريمة وفرصة عمل لابنه العاطل وتوافر السلع بأسعار مناسبة ورعاية صحية عند المرض ومسكن لمن لا مأوي له، وهي أمور لم تشهد أي تحسن علي مدي 18 شهرا هي عمر حكومة نظيف الأولي، فهل يمكن لحكومة كان ولا يزال هدفها الأول رجال الأعمال وتضم في تشكيلها 7 رجال أعمال أن تفكر إلا فيما يحقق مصلح رجال الأعمال؟لقد حدث ما حدث ونتمني ان تخيب حكومة نظيف ظنوننا، وتحقق ما وعد به الرئيس لملايين البسطاء الذين منحوه ثقتهم، في تحسين مستوي معيشتهم، وأن لا تظل عبارة رعاية محدودي الدخل مجرد شعار يتردد علي ألسنة الوزراء بلا أي ترجمة حقيقية علي ارض الواقع .ونترك الخميس إلي الكرامة مع رئيس تحريرها وعضو مجلس الشعب زميلنا وصديقنا حمدين صباحي، الذي أشاد بهكذا حكومة بقوله عنها: عزم نظيف علي استكمال بيع مصر واضح من اختياره لوزرائه الجدد فكلهم تقريبا رجال بيزنس ومندوبو مبيعات، وهو أمر مخجل، لكن حمرة الخجل لا تجد طريقا إلي وجنات نظيف وحزبه كالح الوجه.. هل هانت مصر لدرجة استقدام مستورد سيارات لوزارة النقل!! ومالك مستشفي خاص لوزارة الصحة!! وصاحب شركة أقطان وزيراً للزراعة!! ومستثمر سياحي لوزارة السياحة؟ وآخر وزيرا للإسكان؟ وهل انحطت معايير الاختيار في حكومة مصر لدرجة سيادة علاقات القرابة والشللية والعمومية في تقرير مصائر شعب عظيم كالمصريين!؟ سيواصل هؤلاء بيع أصول مصر.. والمطلوب الآن ـ بعد أن تصبح علي الحديدة بدون شركة كبري ولا مصنع عظيم ولا مستشفي كبير ولا شركة نقل عامة ـ أن يواصلوا تأجير الشعب المصري للملاك الجدد، واستعباد المواطن المصري عند صاحب المدرسة الخاصة ليعلم أولاده وإذلاله عند صاحب المصنع الخاص ليجد فرصة عمل، وإهانته علي باب مستشفي خاص لا يجد تكاليف علاجه فيه. وأول الخاسرين هو حسني مبارك رئيس الجمهورية ورئيس الحزب الذي قطع علي نفسه وعدا رئاسية بإنجاز برنامجه الانتخابي، وجعله المهمة الرئيسية في خطاب تكليفه لحكومة نظيف الثانية .لا..لا.. هؤلاء أناس لم يتمكنوا من استيعاب الحقائق والمعلومات مثلما فعل زميلنا وصديقنا بــ الأهرام الدكتور وحيد عبد المجيد وقال أمس في عموده اليومي بجريدة روز اليوسف ـ وقفات: إن التحديد الدقيق لمن هو رجل الأعمال يظل صعبا أو يحتاج إلي دراسة واسعة مرهقة من النوع الذي لم يعد الباحثون يقبلون عليه. ومن صعوبات هذا التحديد أيضا أن رجال الأعمال يختلفون كثيرا في مدي ونوع استعدادهم للخدمة العامة. فكم من الذين يمكن إدراجهم تحت هذا المسمي يشبهون النموذج الذي يقدمه الأستاذ أحمد عز: إنه نموذج العمل العام الذي يجمع بين القيام بدور كبير ومؤثر، وممارسة عمل برلماني علي أصوله سواء في جلسات المجلس أو في لجنة الخطة والموازنة التي كان احتفاظه برئاستها في البرلمان الجديد أحد الأخبار السارة التي لم تعد كثيرة لأدائه الراقي في قيادتها في المجلس السابق.لقد لعب أحمد عز دورا مهما في بناء الفكر الجديد في الحزب الوطني وساهم في نقل تنظيم الحزب إلي مرحلة أكثر حداثة. وفي بدء عملية ضبط عضويته التي ظلت سائلة لفترة طويلة وكان لهذا التطوير أثره الواضح في إدارة حملة الانتخابات الرئاسية، ولذلك ترنو إليه الآن أنظار القلقين علي الدولة المدنية في مصر ينتظرون منه عملا كبيرا في تطوير عضوية الحزب الوطني والإعداد للانتخابات البرلمانية القادمة من الآن .والملاحظ أن الصحف الحكومية ـ باستثناء جريدة روز اليوسف ـ أحجمت عن تأييد زيادة رجال الأعمال في الوزارة او تبريرها بل هناك إحساس بالفضيحة.ولذلك كان غريبا أن يقول الدكتور جودة عبد الخالق عضو المكتب السياسي لحزب التجمع في عموده ـ لقطات ـ بجريدة الأهالي : تشكيل الحكومة الجديدة دليل آخر علي أن النظام، وفي قمته الرئيس، لا يقيم للشعب أي اعتبار، بل أنه يتجاهل حق الشعب في المعرفة والمشاركة ويكشف عن نزعة عدائية تجاه حقوق المواطن. سمعنا ان تكليف نظيف بالتشكيل تضمن التركيز علي البعد الاجتماعي وحل مشاكل الجماهير الطاحنة بالذات ثالوث الفقر والبطالة والغلاء، صدق الناس الكلام، وانتظروا حكومة جديدة تقدر همومهم وتدبر معاشهم، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، كما يقول المثل، فهاهم وزراء الفكر الجديد ولجنة السياسات وزراء الخصخصة والتعويم والتحريك رافعين شعار تحيا العولمة ويموت الشعب لكن الشعب لن يموت أبدا، فهو صاحب البلد وصاحب القضية وسوف يقاوم هذه السياسات تحت شعار: عض قلبي ولا تعض رغيفي كما يؤكد التشكيل زيادة نفوذ رجال البيزنس، الذين تغلغلوا إلي وزارات تمس حياة الملايين من البسطاء في مجالات الزراعة والنقل والإسكان والصحة والتعليم، وبما أن فاقد الشيء لا يعطيه، فمن واجبنا أن نحذر من عواقب هذا الاختيار العجيب، هل يعني التشكيل إغلاق ملف زراعة القمح كمحصول استراتيجي للأمن القومي وأمن المواطن؟ وهل يعني التشكيل إهمال النقل العام والتركيز علي الطرق السريعة والكباري والأنفاق لتوسيع سوق السيارات الخاصة؟ وهل يعني التشكيل بناء القصور والفيلات والشاليهات بدلاً من وحدات إسكان الشباب وذوي الدخل المتوسط والمحدود؟ وما هو مستقبل خدمات الصحة والتعليم علي أيدي وزراء البيزنس؟ .الرئيس مباركوإلي رئيسنا الذي يتعرض لهجمات مقصودة لا تتوقف من الدكتور إبراهيم السايح يقوم فيها بمحاولة استخراج أي معان أو إيماءات ليضمن استمرار حملاته فهل يصدق أحد أن يقول مثلا: هاتان النظريتان ـ التحول والحلول ـ يبدو أنهما قد تمكنتا من جموع الشعب المصري خلال ربع القرن الأخير من عمر هذا الوطن.. فقد صارت الغالبية الساحقة من المصريين تؤمن إيمانا قاطعا بأن الرئيس محمد حسني مبارك هو الزعيم القدري لهذه الأمة، وهو الأمر الذي أدي لحلول فخامة الرئيس في أرواحهم ووجدانهم وسلوكهم.. ومن ناحية أخري أدت الفترة الطويلة التي قضها مبارك في حكم البلاد إلي تقارب الملامح بين الشعب والرئيس علي نحو ما يحدث بين الزوج والزوجة في العائلات والزيجات المزمنة.أمزجة الناس وأشكالهم صارت هي الأخري شديدة التقارب مع مزاج السيد الرئيس.. الفنان محمد سعد صار النجم الأول في السينما.. والفنان محمد عطية النجم الأول في الأغاني.. والآنسة روبي تفوقت علي المرحومة ام كلثوم.. المفكر سمير رجب سحق هيكل والعقاد وأحمد بهاء الدين.. شعبان عبد الرحيم حل محل عبد الحليم وعبد الوهاب وفريد الأطرش.. الأخ عاطف عبيد حقق إنجازات ونجاحات وعبقريات لم يتوصل لها النحاس ومحمود فوزي وعزيز صدقي والقيسوني والجنزوري وصدقي سليمان إلخ إلخ إلخ .. وباختصار، صار الهلس هو الحل في هذا العهد السعيد.. ومن ناحية الشكل والملامح يستخدم كل وجهاء مصر نفس النظارات التي يستخدمها الرئيس مبارك، ويقلدون فخامته في طريقة السير وطريقة الكلام والأسلوب الساخر في الحوارات الودية والرسمية، ومعظم المصريين حبالهم طويلة مثل حبال فخامة الرئيس.. وفريق لا بأس به من الشعب المصري صارت ملامحهم شبيهة تماما بملامح السيد الرئيس، والفنان محمد ثروت خير مثال لهذا الفريق، وحتي في المرض: أصيب عدد كبير من المصريين بالانزلاق الغضروفي إلي أن صار مرضا شعبيا عقب رحلة الرئيس الألمانية العلاجية الشهيرة.يقول القرآن الكريم إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ولا يصح أن نطالب برحيل مبارك ونحن جميعا علي شاكلة فخامته!! تحول وحلول، وأصبح المصريون يشبهون في الشكل رئيسهم؟ ما هذه البدع والتخيلات التي يأتي بها السايح، وكتلك البدع التي أتي بها زميلنا وصديقنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي رئيس التحرير التنفيذي لجريدة الكرامة لقوله في بابه ـ فص ملح: هل ثمة شيء أو خط يربط بين المجزرة المشينة التي وقعت فجر الجمعة الماضي في حي المهندسين بقلب القاهرة وسقط ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين من اللاجئين السودانيين العزل حين خلطت جحافل الشرطة بين مهمة إنهاء اعتصام هؤلاء الغلابة البائسين وبين إبادتهم.. هل توجد علاقة بين هذه الجريمة وبين جريمة أخري كانت فصولها تكتمل، بينما المجزرة منصوبة في شوارع المهندسين، أي جريمة تسليم إدارة شؤون الحكم في مصر للتجار مباشرة وتقنين وشرعنة الفساد والنهب، وتصعيد حالة سطوة وسيطرة رأس المال علي السلطة السياسية في البلاد إلي درجة الإلغاء الفاضح لأي فرق بين الحكومة والشركة أو العزبة .إذ تكشف وقائع الجريمة الأولي ليس فقط إدمان واعتياد جهاز الشرطة علي الممارسات الهمجية والبطش الأعمي الذي طالما جرع منه المصريون علي امتداد سنوات حكم مبارك الطويلة، وإنما فضحت هذه الوقائع عمق البؤس والتردي في الأداء المهني لهذا الجهاز وتآكل وغياب بسط المعايير الانضباطية والأخلاقية في صفوف قياداته. ويكفي للدلالة علي هذا الواقع المخزي ما نقلته عدسات وسائل الإعلام المختلفة من لقطات بشعة تصور كيف كان ضحايا الجريمة الهمجية التي شهدها حي المهندسين يستسلمون وهم يسبحون في دمائهم، ومع ذلك لم يعفهم استسلامهم من استمرار الضرب والسحل والسحق (دعك من الإهانات اللفظية المخجلة وسيل الشتائم والعبارات البذيئة التي تنضح بالعنصرية) لذلك فإن عددا لا بأس به من الشهداء أسلموا لروح في مساحة الأمتار القليلة الفاصلة ما بين الحديقة الصغيرة التي كانوا يعتصمون فيها وحافلات الترحيل التي كانت تنتظرهم!! باختصار.. يليق بنظام مبارك الذي لا يخجل من تشكيل حكومة علي هيئة اتحاد سماسرة أو رابطة تجار تماما كما لم يخجل من هتك أعراض مواطنيه ومواطناته في الشوارع، واختراع وسائل تعجز الشياطين عن الإتيان بمثلها لتزوير إرادة الشعب واختلاس المزيد من سنوات الحكم غير الشرعي.. يليق بنظام من هذا النوع أن يظهر أمام الدنيا كلها مفضوحا ومكللا بعار جريمة الجمعة الحزينة في المهندسين، ولا حول ولا قوة إلا بالله .وإلي الدستور التي يتلمظ رئيس تحريرها زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسي غيظا من رئيسنا لذلك لم نستغرب أن يقول عنه كلاما أغضبنا من عينة: حسني مبارك من عائلة بسيطة لم تشتهر بالمال ولا النفوذ ولا السياسة ولا الأطيان ولم يكن احد خارج قريتها يعرف شيئا عنها ولا يشغل باله حتي وصل مبارك إلي ما وصل إليه من مقعد حكم مصر، وقد نجح مبارك في الصعود السياسي عبر الالتزام الوظيفي شأنه شأن الضباط المنايفة الذين صعد بهم التزامهم وإخلاصهم للميري إلي أعلي المراتب وكثيرون منهم ذهب إلي مرتبته في البلد يقضي ما تبقي له من حياة في الزراعة وتربية المواشي.. مبارك لم يقل كلمة واحدة في السياسة ولا في أي شأن يخصها قبل أن يصبح واحدا من المتحكمين فيها وهو أمر من مفارقات الأقدار أن يصنع السياسة من لم يعرفها أو من لم يشتغل بها أبدا ومن لم يرشح نفسه في انتخابات طلبة مدرسة ولا كلية ولا ظهر في مؤتمر ولا شارك في مظاهرة ولم يقترب يوما من ندوة ولا عدي علي كاتب ولا كتاب، فإذا بهذا النموذج تحديدا ـ يا سبحان الله ـ هو الذي يحكم مصر الآن سواء من حسني مبارك الأب أو جمال ابنه أو نظيف وزيرهم الأول، عموما مبارك الذي يتشارك مع الرؤساء الراحلين محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات في أن عائلاتهم جميعها متوسطة اقتصاديا أو أقل قليلا، لا تشتهر بالمال ولا الأطيان ولا تشتغل بالسياسة، إذا به هو تحديدا، الرئيس مبارك، تضم أسرته الصغيرة اثنين من أهم وأشهر رجال أعمال مصر وهما علاء وجمال مبارك وليصبح حسني مبارك الذي لا يملك أكثر مما وفره له مرتبه عبر سنين طويلة من الخدمة أبا رئاسيا لنجل يملك شركة وثروة تساوي كما قال هو للصحف الأجنبية 700 مليون جنيه أي ما لا تملكه محافظة المنوفية طولا وعرضا تلك التي ينتمي لها الآن والتي خرجت منها العائلة البسيطة! ومن هنا صار منطقيا وطبيعيا أن يري رئيس مصر الذي لا يري أحد غيره في هذا البلد، أن رجال الأعمال هم القادرون علي إنقاذ البلاد (ودعنا نسأل ومن الذي هوي بالبلد إلي حد أنها تحتاج من ينقذها) وأن تصبح ثقة الرئيس كاملة في مجموعة من ملاك ومستثمرين نموا وترعرعوا في ظل حكمه وتلاقت علاقاتهم بنجله وربما بنجليه فقد التقوا في محافل الغرفة التجارية الأمريكية ومؤتمرات البيزنس ومحافل المليونيرات وأن يتم تسليم هؤلاء الذين لم يتحدثوا في السياسة ربما حتي لزوجاتهم في يوم من الأيام ولم يشاهدوا سوي شاشات البورصة ويتحدثون مع بعضهم البعض ومع أبنائهم باللغة الإنكليزية، هؤلاء جاء بهم مبارك ليحكموا البلد كما يحكمون شركاتهم ومؤسساتهم باعتبار أن المصريين موظفون عندهم وأن مصر نفسها موظفة في خدمة رئيسها .أزمة اللاجئين السودانيينوإلي أزمة اللاجئين السودانيين التي قال عنها ساخرا زميلنا وصديقنا عصام كامل مدير تحرير الأحرار يوم الأربعاء: قالت الحكومة ان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لم توجه اتهاما لمصر في قضية فض اعتصام السودانيين، وكأن القتل يحتاج إلي من يجرمه .ونشرت الدستور رسما كاريكاتيريا لزميلنا عمرو سليم للرئيس مبارك مرتديا طربوشا وتحته ـ مبارك الأول ملك مصر والسودان.. الأمن المركزي المصري يعتدي علي اللاجئين السودانيين العزل .وإذا تحركنا نحو نهضة مصر سنجد مقالا عما حدث كتبه زميلنا وصديقنا وزميلنا بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب الأهرام الدكتور جمال عبد الجواد وهو في غاية الحزن والتأثر لدرجة أن ما يقرأه يبكي فعلا. قال: كلما تخيلت أن خمسة وعشرين إنسانا فقدوا حياتهم دون إطلاق رصاصة واحدة ودون استعمال سكين واحد، كلما تعمق لدي الشعور بمدي فظاعة العنف المستخدم. فقد مات خمسة وعشرون إنسانا بعد تعرضهم لضرب مبرح لا طاقة لإنسان به، وتخيلوا معي كم تبلغ قسوة هؤلاء الذين يواصلون ضرب إنسان أعزل حتي يسقط ميتا، وبالطبع فإن الضحية لا يتلقي الضربات وهو مبتسم أو حتي صامت فهو علي الأرجح يتألم ويصرخ ويتلوي وتسيل منه الدماء، فكم يحتاج هؤلاء من القسوة حتي يواصلوا اعتداءهم الوحشي حتي نهايته. فإذا كان قتل إنسان واحد ضربا يحتاج عملية متواصلة من الضرب تستغرق عدة دقائق علي الأقل، فكم استغرقت عملية قتل خمسة وعشرين منهم، وكم كان مخيفا هذا المشهد البشري المرعب. ولتتخيلوا معي أن الضحايا الخمسة والعشرين لم يفقدوا حياتهم هكذا دفعة واحدة، وإنما كان هناك قتيل أول ثم ثاني وثالث وهكذا. وأتخيل أن الجنود قد عادوا لقائدهم يخبرونه بسقوط أول ثم ثان ثم ثالث ضحية، وفي كل مرة كان يتخذ قرارا بمواصلة الاعتداء. فأي نوع من البشر هذا؟أخشي التعبير عن مخاوفي من أن الإنسان شرطيا كان أو غير ذلك، لا يمكن له الوصول إلي هذا المستوي من القسوة إلا مع الأعداء، أو مع كائنات لا تنتمي لجنس البشر، أو مع أشخاص يكن لهم كراهية واحتقارا شديدين، وأخشي أن بعضا من هذا قد ساهم في تصعيد عنف الشرطة غير المبرر، وهي كلها أشياء تنم عن نوع من المشاعر والقيم العنصرية. قد ترجع هذه المشاعر إلي أن اللاجئين مجرد أغراب، أو لأن بشرتهم داكنة، أو لأن عددا ليس قليلا منهم من غير المسلمين، أو لأنهم كانوا يحتسون الخمر بمناسبة عيد الميلاد أو مقدم العام الجديد. إنها عنصرية موجودة لدي بعضنا وإن كنا نخجل من الاعتراف بها، ونفضل أن نطلق عليها أسماء أخري.قتلة اللاجئين السودانيين ليسوا قساة فقط ولكنهم معدومو الكفاءة أيضاً، وإنما أيضا بعيدون عن أي حس أو إدراك سياسي، مع أن وظيفتهم تقع في قلب السياسة، فالأمن والسياسة، خاصة في بلدنا، يكادان لا يفترقان. فهل فكر هؤلاء، ولو للحظة واحدة، في وقع خبر مقتل لاجئين سودانيين علي يد الشرطة المصرية علي الشعب السوداني وعلي العلاقات المصرية السودانية التي تجاهد مصر من اجل صيانتها في تلك الأجواء المضطربة؟ فهل فكر هؤلاء ولو للحظة واحدة في وقع هذا الخبر علي أهل جنوب السودان بكل ما يسود بينهم من شعور بأنهم ضحية لتمييز عنصري يمارسه العرب المسلمون من أهل شمال السودان، الذي تعتبر مصر امتدادا له؟ هل فكر هؤلاء للحظة واحدة في الأثر الذي يمكن أن تتركه هذه الحادثة علي جهود مصر للحفاظ علي شمال السودان وجنوبه في دولة واحدة. هل فكر هؤلاء في الأثر الذي يمكن لهذه الحادثة أن تتركه علي صورتنا في أفريقيا، التي يتهمنا الكثيرون فيها بالعنصرية والتعالي علي الأفارقة.القسوة والعنصرية وانعدام الكفاءة وعطب ملكات التفكير السياسي كلها اتهامات ستلحق المصريين الذين سيصبح عليهم أن يتحملوا وزر ما فعله البعض منهم، لهذا كله أشعر بالعار، ولهذا كله أشعر بامتنان عميق لكل مواطن مصري خرج للاحتجاج علي هذه الجريمة. فهذه الاحتجاجات كانت بمثابة الاعتذار عما فعله السفهاء منا، ولتذكرة العالم بأن ما فعله هؤلاء لم يكن باسمنا . وإلي جريدة الإخوان المسلمين آفاق عربية وزميلنا الإخواني عامر شماخ وقوله: إن الاستهانة بأرواح البشر ـ مهما كان دينهم وجنسيتهم ـ أمر لا يقبله عقل أو دين، وإن التلويح بقتل الناس دون اللجوء إلي حلول ـ مهما طال أمدها ـ أمر في غاية الخطورة وينذر بعاقبة سوء.. وأري أن يكون هذا الحادث وقفة لمعاقبة المتهورين الذين شرعوا أسلحتهم في وجوه العزل، كي لا يكون ما حدث سابقة في الاعتداء علي كل مظاهرة أو اعتصام.. وحتي يعلم كل قاتل أنه لن يفلت من العقاب إذا تجرأ علي إزهاق نفس بريئة .أما زميله عادل الأنصاري فقد أطلق علي ما حدث تعبير الفاحشة وتوعد من قاموا به بعذاب أليم يوم القيامة. قال: المسألة لها بعد إنساني يتعلق باحترام كرامة الإنسان أيا كان لونه أو جنسه أو دينه أو فكره، فهذه لغة لا يفهمها من ارتكب هذه الجريمة، ومن الخطأ أن تذكرهم بواجباتهم الإنسانية أو تخاطب من خلالها ضمائرهم، والخطأ البشع الذي يمكن أن تقع فيه إن خاطبتهم بهذه اللغة أن تكون كمن يعظ أمواتا ويحذرهم من الآخرة ويذكرهم بقدرة الله تعالي فإنك لا تسمع الموتي ولا تسمع الصم الدعاء .ولكني أخاطب هؤلاء بما يمكن أن يكون رادعا لهم أو حتي يستوجب يقظة بعض العقلاء للوقوف لهذه الطغمة المتخلفة التي تقود البلاد والعباد إلي خطر جسيم نحسب نحن أن أخطر ما فيه العقاب الذي سينالهم في الآخرة علي تلك الأرواح البريئة التي أزهقت ويحسبون هم ـ إن عادوا إلي عقلهم ـ أن أخطر ما فيه أن تمر البلاد بكارثة سياسية وضغوط خارجية لا يعلم مداها إلا الله. الفاحشة الأخطر من تلك التي ارتكبت علي قارعة الطريق في ميدان عام وأمام العالم كله، لم تكن مقصورة علي من ارتكبها ولكن من تواطأ معها وبررها، وهو ما سمعناه من بعض الزملاء الذين بادروا في الدفاع عن مرتكبي الجريمة من خلال حديثهم للفضائيات حتي أن أحدهم قال: إن اللاجئين بادروا قوات الأمن بالأسلحة البيضاء والحلل، وهو ما ذكرنا بتلك السرقات التي حدثت في بيوت عدد من الإخوان الذين تم اعتقالهم من بيوتهم، واكتشف أهلوهم بعدها اختفاء سكاكين المطبخ وربما الحلل التي تستخدم في مواجهة قوات الأمن أحيانا .عبد الحليم خداموالي ردود الأفعال علي أحاديث عبد الحليم خدام لقناة العربية وقول زميلنا بـ الوفد محمد ثروت أمس مهاجما خدام: لماذا تراجع خدام عن اتهامه لأعداء لبنان وأعداء العرب باغتيال الحريري وهو الكلام الذي قاله بعد عملية الاغتيال بساعات، وإذا كان من المستحيل أن يتهم خدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالضلوع في الاغتيال وهو في دمشق فلماذا صمت ما يزيد علي 4 أشهر منذ مغادرته سورية ليقيم في باريس، وقرر الحديث في هذا الوقت بالذات؟ خدام ـ الذي قال في بداية حديثه للعربية أنه قرر الاستقالة لأنه وجد نفسه إما أن يكون مع النظام ومع الوطن فقرر اختيار الوطن ـ وضع وطنه في موقف حرج بتلك التصريحات.أما الدوافع التي جعلت خدام يدلي بتلك لتصريحات النارية فهي واضحة كالشمس، فخدام يلعب مع سورية نفس الدور الذي لعبه أحمد الجلبي مع العراق قبل الغزو الأنكلو أمريكي، فالجلبي كان مصدرا أساسيا للمعلومات الكاذبة التي استخدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في تبرير الغزو وهي المعلومات التي أشارت إلي امتلاك نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين لأسلحة دمار شامل وتبين بعد ذلك زيف هذه الادعاءات، وفي الملف السوري يلعب خدام نفس اللعبة وربما لا يتوقف الأمر علي ما قاله حول ضلوع سورية في اغتيال الحريري، فالباب سيكون مفتوحا أمامه للمزيد من الاتهامات لوطنه أملا في أن يحظي بدور في سورية إذا تكرر معها السيناريو العراقي . وإلي المصري اليوم ومقال محمد البرغوثي الذي اندفع من شدة الغيظ من خدام فقال عنه: هل كان عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية السورية مؤهلا لخيانة وطنه في هذه الظروف الحرجة؟!نعم، وإنه وأمثاله من محترفي السلطة في كل البلدان العربية، هم المادة الخام للخيانة، بل إن استمرار شخص ـ أيا كان ـ في السلطة منذ عام 1964 وحتي عام 2005، لا معني له، إلا أن هذا الشخص ينطوي علي قدر مذهل من اللؤم والمناورة والقسوة والتملق الرخيص، وليس علي أي قدر من الكفاءة والخبرة كما يروج بعض اللبنانيين الآن!إن عبد الحليم خدام كان هو الحاكم الفعلي للبنان منذ عام 1974 بموجب قرار رئاسي أصدره الأسد الأب، وخلال فترة سيطرته علي لبنان، غرق هذا البلد في حروب طائفية، واستباحته إسرائيل علي كل المستويات، وتم إخلاء الطريق لها للإجهاز علي منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت ثم أجهز خدام بنفسه علي وحدة الفصائل الفلسطينية، وقتلت قواته من الفلسطينيين أكثر مما قتله الإسرائيليون منهم، وفي ظل حكمه البغيض احتلت إسرائيل جنوب لبنان.بعد رحيل الأسد الأب عام 2000 أصبح خدام هو رئيس الجمهورية الفعلي طبقا للدستور، وخلال 37 يومنا فقط هي مدة رئاسته، أصدر أخطر قرارين في تاريخ سورية المعاصر، الأول هو تعيين بشار الأسد قائدا أعلي للقوات المسلحة، والثاني قرار تعديل الدستور السوري لتخفيض عمر رئيس الجمهورية من 40 إلي 34 سنة، حتي يتمكن بشار من وراثة أبيه في حكم سورية!ومثل غيره من كبار المسؤولين في البلدان العربية، كان خدام خلال هذا السجل الحافل بالخراب، يزداد ثراء و كان يحول ـ مثل غيره ـ معظم ما سرقه من شعبه إلي بلدان أوروبية تحسبا ليوم يضرب فيه ضربته الأخيرة. الاعتراف المشبوه بتورط النظام السوري في جريمة اغتيال رفيق الحريري، هو اعتراف يضع سورية في سياق سيؤدي بها حتما الي المصير العراقي! وفي نفس العدد هاجمته زميلتنا الإعلامية فريدة الشوباشي بقولها: كيف يكون مسؤول ما شيطانا أخرس لعقود متتالية ويريد منا فجأة أن نخلع عليه ثوب البطولة والنزاهة والوطنية؟ إن جريمة الصامت بحسابات بعيدة تماما عن المبادئ وقواعد الوطنية والأخلاقية، هي جريمة مزدوجة ومضاعفة، أي أنها جريمة تشتمل علي كل جرائم النظام الذي انسلخ عنه.. مثل جرائم الاغتيالات والاعتقالات والسجون وانتهاك حقوق الإنسان.. إلخ. القائمة التي برع في تسويدها الحكام العرب، والضمان الوحيد في نظري بألا يتحول الصامت أو الساكت عن الحق من شيطان أخرس إلي بطل وشهيد، هو أن تحاكم الشعوب أمثال هؤلاء، فالكاتب والصحافي أو المسؤول الذي يجني كثيرا من تواطؤه مع الأنظمة القمعية، يجب أن يخضع لمحاكمة شعبه، لأنه شريك في الأثام والجرائم ومن يدعون عشق الحرية، عليهم إذا كانوا صادقين أن يدفعوا الثمن.. لا أن يحصلوا عليه مرة وهم من دعائم النظام ومرارا بعد استيقاظ الضمير متأخرا. بل ومتأخرا جدا.. جدا .أخيرا إلي جريدة روز اليوسف وكاريكاتير زميلنا وصديقنا جمعة فرحات وكان عن خدام علي شكل خنجر طعن به الرئيس بشار الأسد ويد غليظة بعلامة النصر عليها العلم الأمريكي.الساخرونأخيرا إلي الساخرين ففي مقاله بالصفحة الأخيرة بمجلة أكتوبر نشر زميلنا وصديقنا بــ الأهرام صلاح منتصر رسالة وصلته من أحد قرائه واسمه تامر حمودة أهدي له فيها عددا من الابتسامات منها.ـ مرة واحد نام متأخر لقي الحلم بدأ.ـ واحد غبي قوي حكموا عليه بالإعدام. بعد ما علقوه في المشنقة قعد يشاور ويخبط بإيده ورجليه. فكروا عاوز يقول حاجة مهمة ففكوه ونزلوه بسرعة، بص لهم وقال لهم: يا جزم كنت هاتخنق .