غزة: نواب التشريعي من كل القوائم يناقشون الانقسام والانتفاضة تحت سقف واحد بعيداً عن قبة البرلمان

حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي»: تحت سقف واحد، لكن بعيدا عن قبة البرلمان، شارك نواب المجلس التشريعي في قطاع غزة من سائر القوائم البرلمانية، في ندوة حملت عنوان «القدس تجمعنا»، جرى خلالها التأكيد على ضرورة عودة الحياة البرلمانية، وإنهاء الخلاف الفلسطيني الداخلي بصورة عاجلة، وبناء استراتيجية وطنية ودعم «انتفاضة القدس».
وخلال الندوة، التي عقدت في أحد فنادق مدينة غزة بدعوة من «كتلة التغيير والإصلاح» التابعة لحركة «حماس»، جرى التركيز من جميع الحضور على ضرورة تفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني، وإعادة الحياة البرلمانية والتشريعية في المناطق الفلسطينية.
وخلال الندوة دعا الدكتور أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس وأحد قياديي حماس، السلطة الفلسطينية إلى فتح أبواب المجلس التشريعي في مدينة رام الله، أمام رئيس المجلس، الدكتور عزيز دويك، والعمل على استئناف عقد الجلسات البرلمانية. كما طالب القادة العرب بضرورة «تحمل مسؤولياتهم التاريخية والدينية والقومية وتجريم الكيان الصهيوني في المحافل الدولية».
كما دعا النائب محمد فرج الغول، أمين سر كتلة حماس البرلمانية خلال مشاركته، لعقد جلسة للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير. وهو الإطار الذي تشارك فيه حركتا حماس والجهاد الإسلامي. وطالب كذلك بتشكيل حكومة تنال الثقة من المجلس التشريعي.
ومع توسع النقاش في الندوة، التي بحثت ملف «انتفاضة القدس» الحالية وكذلك ملف الحصار على غزة، طالب النائب عن حركة حماس، يحيى العبادسة، بتشكيل «قيادة موحدة للانتفاضة». كما شدد على ضرورة وقف السلطة الفلسطينية لـ»التنسيق الأمني والانحياز لخيار الشعب».
كما دعا العبادسة كذلك حكومة التوافق الوطني، التي يرأسها الدكتور رامي الحمد الله، لتسلم مهام الإشراف على معبر رفح المغلق، الفاصل عن الأراضي المصرية، وذلك من أجل فتحه.
بدوره طالب النائب صلاح البردويل، من كتلة حماس، بتجنيد الإعلام الفلسطيني بكل توجهاته لدعم الانتفاضة. كما دعا الساسة الفلسطينيين إلى «احترام دماء الشهداء، والكف عن مصافحة الصهاينة».
وفي سبيل الوصول إلى حل للخلاف البرلماني القائم، دعت النائبة عن حماس، هدى نعيم، باقي الكتل البرلمانية، لعقد جلسات لتقريب وجهات النظر والتواصل في ما بينها لدعم الانتفاضة.
وحضر عدد من النواب من كتلة فتح بينهم النائب أشرف جمعة، والنائب فيصل أبو شهلا، والنائب نعيمة الشيخ علي، وعن كتلة «الجبهة الشعبية» حضر النائب جميل المجدلاوي، وحضر النائب المستقل جمال الخضري.
وأكد النائب جمعة في مداخلته على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وشدد على أنه لا يمكن التقدم بأي خطوة إيجابية فلسطينية، خاصة في ظل الانتفاضة، من دون إتمام المصالحة الفلسطينية. وأكد وجود جهود تبذل من أجل إنهاء كل ملفات الخلاف، ودعا لضرورة التجاوب مع هذه الجهود.
من جهته حذر النائب مجدلاوي من استمرار حالة الخلاف الفلسطيني الداخلي، والمضي بالحالة الفلسطينية على هذا النحو. وطالب بوضع برنامج وطني شامل واستراتيجية يتفق عليها كل الفلسطينيين.
ومنذ أن وقع الانقسام السياسي بين حركتي «فتح» و»حماس»، لم تعقد أي جلسة للمجلس التشريعي الفلسطيني فظل معطلا، بينما تستغله في غزة كتلة حماس البرلمانية لعقد جلسات أصدرت خلالها عدة قوانين، وسط انتقاد من باقي الكتل التي تشكك في شرعية هذه القرارات. وفي الضفة يعقد نواب فتح وباقي الكتل اجتماعات لكنها لم تصل إلى حد إصدار القوانين، وتتمركز حول استقبال وفود أو عقد جلسات مناقشة مع الحكومة.
وكان تفعيل المجلس التشريعي أحد بنود اتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة عام 2011، وجرى التأكيد عليه في اتفاق الشاطئ عام 2014. غير أن ذلك لم يتم بسبب استمرار الخلاف بين فتح وحماس على طريقة عقد جلسة البرلمان.
والمجلس التشريعي يحظى بأغلبية لحركة حماس، مكنتها في العام 2006 – بعد الفوز العريض على خصمها السياسي حركة فتح – من تشكيل حكومة فلسطينية بمفردها، بعد نيل الثقة البرلمانية، قبل أن تحدث خلافات بينهما داخلية، قادتهما في السعودية لتوقيع اتفاق مكة عام 2007، لتشكيل حكومة وحدة بقيادة حماس.غير أن هذه الحكومة، التي حظيت بموافقة البرلمان، انهارت بعد أشهر قليلة، حينما وقع الانقسام. وحاليا هناك حكومة توافق وطني، لكنها حسب اتفاق فتح وحماس، لم تحظ بالعرض على المجلس التشريعي لنيل الثقة.

أشرف الهور

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية