البدو يعارضون إسكانهم المخطط له شمالي أريحا

حجم الخط
0

لا يعارض مستوطنو غور الاردن فقط خطة الادارة المدنية لانشاء بلدة فلسطينية شمالي أريحا، في منطقة النويعمة؛ بل يعارض الخطة البدو الذين تُعد الادارة المدنية لأن يكونوا سكان البلدة. ويقولون إن هذه الخطة هي جزء من خطة طرد آلاف البدو من مضاربهم في الضفة، وأُعدت بغير مشورتهم وبغير علم الأكثرية الغالبة منهم، وهي تجمع بدو من قبائل شتى. وقد جاء عن صحيفة ‘معاريف’ في يوم الاثنين أن وزير الدفاع أعلن تجميد الخطة الهيكلية على أثر معارضة المستوطنين.
تُعد الادارة المدنية لأن تحشد قسرا في هذه المدينة بدوا من ثلاث قبائل وهي: الرشايدة والكعابنة والجهالين. ويتمسك جميعهم بطريقة عيش تقليدية تقوم على تربية الضأن والرعي. ويعيش عدد من أبناء الرشايدة الذين طُردوا حين انشاء الدولة من منطقة عين جدي في ثلاثة مضارب في منطقة النويعمة حيث اضطروا الى الانتقال الى هناك قبل نحو من 25 سنة لأنهم لم يستطيعوا الاستمرار في العيش على الرعي في المنطقة التي كانوا يسكنونها شرقي رام الله.
في 2010 أصدرت الادارة المدنية عشرات أوامر هدم للمضارب والأعراش التي بنوها في النويعمة، لكن المحكمة العليا أصدرت أوامر منع وتم تجميد اجراء الهدم. وقال عصام عاروري وهو مدير في ‘مركز القدس للمساعدة القانونية’، ويمثل جموع الرشايدة، قال لصحيفة ‘هآرتس’ إن النيابة العامة للدولة وعدت المحكمة العليا بأن يتم اعداد بلدة بديلة لهم في الجوار.
في السنوات السبع الاخيرة، وفي مباحثات تمت في استئنافات اخرى رُفعت بطلب أن تُعد الادارة المدنية خططا هيكلية لمجموعات بدوية ايضا لا للمستوطنات فقط، صدر عن النيابة العامة وعن الادارة المدنية جواب متشابه، فقد أعلنتا عن خطة لـ ‘تثبيت’ البدو في قرى جديدة في الضفة الغربية.
قال مسؤول كبير في مكتب الحكم المحلي الفلسطيني لصحيفة ‘هآرتس’ إنه ما بقيت اسرائيل تسيطر على المنطقة ‘ج’، فمن الواجب على الادارة المدنية ان تُعد خططا هيكلية من اجل رفاه السكان الفلسطينيين، لكنه في كل اجراء تخطيطي ينبغي الاهتمام بصورة عيش السكان وبمشاورتهم.
وقد عبر ناس قبيلة الرشايدة عن موافقة على الخطة لأنهم فهموا أنها بلدة قروية مُعدة لهم فقط. وتبين لهم في 2012 أن الخطة الاولى قد نمت وتحولت الى بلدة أكبر كثيرا مخصصة لثلاث قبائل وأنهم سيسكنون في حيين من أحيائها التسعة. ويبدو ان التغيير قد حدث في نيسان 2012 بعد ان تخلت الادارة المدنية عن خطة لاسكان أشتات قبيلة الجهالين في منطقة الخان الاحمر (شمالي معاليه ادوميم)، قسرا، قرب مزبلة أبوديس، على أثر نضال قانوني للقبيلة وموكلها المحامي شلومو ليكر. وقد أبلغت الادارة المدنية آنذاك واحدا من مضارب الجهالين في الخان الاحمر عن نية اخلائهم وجمعهم في النويعمة. وأعلنت لجنة الدفاع عن البدو التي أُنشئت في نهاية 2011 أكثر من مرة وعلى الملأ، معارضتها الاجلاء قسرا والتثبيت.
جاءت قبيلتا الكعابنة والجهالين في الأصل من منطقة بئر السبع وطُردتا مثل قبيلة الرشايدة بعد انشاء الدولة. واضطروا منذ كان احتلال الضفة في 1967 الى اخلاء المناطق التي كانوا يعيشون فيها عدة مرات بسبب البناء الاسرائيلي واعلان مناطق اطلاق نار ومحميات طبيعية في غور الاردن. وقد سُجل أبناء القبائل الثلاث بصفة لاجئين في ‘الأونروا’.
تقوم الخطة على ست خطط هيكلية اربع للسكن واثنتين للطرق، وخُصص لها نحو من 1600 دونم في المنطقة ‘ج’ (التي تماس المنطقة أ)، من قسيمة تبلغ مساحتها 5400 دونم من اراضي الدولة المنظمة منذ عهد الحكم الاردني، محدودة في منطقة النويعمة في المنطقة (ج). وقد أُقيمت البؤرة الاستيطانية ‘مفئوت يريحو’ على هذه القسيمة من اراضي الدولة.
يقول أحد ممثلي البدو إن الخطة تشمل أكثر من 1000 قسيمة كل واحدة منها مساحتها نصف دونم ستبني كل عائلة فيها وحدة سكنية خاصة بها. ونقول من اجل المقارنة إن ألون كوهين ليبشيتس من جمعية ‘بمكوم’ وهي جمعية من اجل حقوق التخطيط، قال إنه في خطة استيطان روتام التي أودعت منذ وقت غير بعيد خُطط لبناء 200 وحدة سكنية في مساحة 1500 دونم. وقال ممثل البدو أمس لصحيفة ‘هآرتس’ إن البلدة المخطط لها ‘ستكون بالنسبة إلينا كارثة اجتماعية واقتصادية’، لأنه ليس من المقبول من جهة التقاليد أن يعيش أبناء قبائل مختلفة أو حتى قبائل فرعية في جوار كبير، ولأن البلدة المخطط لها لا تحترم طريقة العيش التقليدية التي تعتمد على الرعي وليس فيها مكان لقطعان الماشية أو وصول الى اراضي الرعي.
وقال كوهين ليبشيتس الذي فحص عن الخطة لصحيفة ‘هآرتس’ إنه ليس فيها ‘حكمة تخطيطية بل نية سياسية لاجلاء البدو عن اراض واسعة في الضفة طُردوا اليها من قبل من اسرائيل. ولا توجد هنا رغبة حقيقية للاعتراف بحقوق البدو بل رغبة في وجود طريقة للخلاص منهم فقط، وسيكون الشيء الصحيح أن يُخطط لهم تجمعات سكنية في اماكن يعيشون فيها وبحسب اسلوب عيشهم’.
هآرتس 16/5/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية