وثائق تنظيم «الدولة»: إنشاء بيروقراطية تضمن بقاء الخلافة… وتحقيق وحدة عسكرية بين المواطنين والأجانب

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: هل يريد «تنظيم الدولة» جر الغرب لمعركة طويلة في الشرق الأوسط؟ سؤال يطرح على صناع القرار في الدول الغربية عندما يتعلق الحديث بفشل استراتيجية «احتواء» الجهاديين.
وترى صحيفة «نيويورك تايمز» أن الولايات المتحدة في مدخلها المتأني والرافض لإرسال قوات برية تحاول حرمان الجهاديين من طموح طالما سعوا إليه، وهو جر الغرب للمواجهة. وفي خطابه الذي ألقاه الرئيس باراك أوباما يوم الأحد حول خطته لمحاربة «تنظيم الدولة» رفض الرئيس فكرة الانجرار لحرب برية، وأكد أن ما تقوم الولايات المتحدة بعمله الآن كاف وسيفضي على المدى البعيد لهزيمة الجهاديين الذين وصفهم بالقتلة والآبقين.
وترى الصحيفة أن تنظيم «القاعدة» في العراق بزعامة أبو مصعب الزرقاوي كان من أكثر المتحمسين لغزو الولايات المتحدة العراق عام 2003 ووصفه بـ»الغزو المبارك».
وتقول روكميني كوليماتشي كاتبة المقال إن تصريحات الزرقاوي تم تجاهلها في حينه باعتبارها خطابات، مع أنها تعبر عن «إيمان جوهري» يحرك رؤية الجماعة التي تسيطر اليوم على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
ذلك أنها تقيم رؤيتها على حديث نبوي يؤكد على المواجهة النهائية بين الإسلام والشرك. وتضيف الصحيفة إلى أنه في حالة حدث الغزو البري فسيعلن التنظيم تحقق النبوءة وسيحول الغزو إلى حملة لتجنيد المقاتلين الأجانب.
وهذا ما استبعده الرئيس الأمريكي في خطابه حيث قال إن بلاده تعمل من أجل تحقيق «نصر دائم» من خلال الغارات الجوية ودعم القوات المحلية، بدلا من إرسال جيل جديد من الجنود الأمريكيين للقتال في سوريا والعراق.
وتنقل الصحيفة عن جين بيير فيلو الباحث في جامعة بو الفرنسية قوله «قلت مرارا إنه بسبب هذه النبوءة فإرسال قوات برية سيكون مصيدة. فهم يريدون قوات برية لأنهم يؤمنون بها». وأًضاف فيليو الذي كتب دراسة حول هذه النبوءة تحت عنوان «الإسلام القيامي» وحاول فهم النصوص التي أقام الجهاديون عليها أيديولوجيتهم «إنه خطاب عاطفي وقوي، ويعتبر أداة قوية لتجنيد المقاتلين الذين سيشعرون بأنهم ليسوا جزءا من قوات النخبة فقط بل يشاركون في المعركة النهائية». وترى الصحيفة أن الدعاية التي ينشرها التنظيم تمتلئ بالإشارات إلى الرؤية القيامية حول المعركة الأخيرة والتي تعني نهاية الزمن.
ويقول خبراء الإرهاب إنها أصبحت وسيلة جيدة للتجنيد وتمنح وعودا للمقاتلين فرصة لمواجهة المصالح الغربية وتحقيق النبوءة. وتشير إلى المعركة الأخيرة في سهل دابق وكذا وهي قرية صغيرة واقعة شمال سوريا. وبحسب النبوءة يبدأ العد التنازلي حالة وطئت أقدام «الروم» (وهو مصطلح يشمل الأمريكيين والقوى الغربية) أرض دابق.
وفي العام الماضي عندما أعدم الجهاديون الصحافي الأمريكي بيتر كاسيغ، أعدموه في دابق. وقال السفاح الذي قطع رأسه «ندفن هنا أول صليبي أمريكي في دابق وننتظر بشغف وصول بقية جيوشكم».
ونظرا لأهمية «دابق» فقد أطلق التنظيم اسمه على مجلته الشهرية الناطقة بالإنكليزية، فيما سمى وكالته شبه الرسمية للأنباء باسم «أعماق» والتي كانت أول من أعلن مسؤولية التنظيم عن العملية التي قام سيد فاروق وزوجته تاشفين مالك في سان برينادينو في كاليفورنيا الأسبوع الماضي وقتلا 14 شخصا. وتتساءل كوليماتشي عن طريقة التخلص من «داعش» مشيرة للنقاش الدائر في حملات الترشيح لانتخابات الرئاسة من مثل دعوة المرشح المحتمل عن الجمهوريين تيد كروز لسحق الجهاديين باستخدام القنابل السجادية وسحبهم إلى عالم النسيان.
وقال يوم السبت مهددا «لا أعرف إن كان الرمل يتوهج في الظلام ولكننا سنعرف لاحقا». ومهما كان الأمر فهناك خبراء يحذرون من التورط في هجوم بري يرضي طموحات الجهاديين. وبحسب فيلو «من أجل كسر الدينامية عليك فضح زيف النبوءة» ويضيف أن هذا لن يتم إلا من «خلال هزيمة عسكرية مثل السيطرة على الرقة ولكن عبر قوى محلية – سنية». وكان هذا هو المدخل الذي تبناه أوباما ولكن نتائجه كانت مزيجا من النجاح والفشل. فبرنامج تدريب المعارضة السورية توقف بسبب عدم اقتناع المقاتلين بأهمية قتال التنظيم والأسد في السلطة، أما الأكراد سواء في العراق أوسوريا فليس من مصلحتهم التقدم لمناطق يرون أنها لا تتبع لخططهم.
وترى الباحثة جيسكا ستيرن مؤلفة كتاب «داعش: دولة الإرهاب» أن التنظيم لديه استراتيجية متناقضة «فمن جهة يريد دفعنا لحرب برية ومن جهة أخرى يريد بناء دولة». وكان الصحافي البريطاني، الرهينة لدى التنظيم جون كانتلي، قد ناقش في العدد الأخير من مجلة «دابق» الخيارات نفسها.
فالأول هو أن الغرب ترك التنظيم يوسع دولته من دون أن يفعل شيئا، أما الثاني فهو يريد من خلاله جر الولايات المتحدة عبر تنفيذ هجمات على التراب الأمريكي.

وثائق

وتظل فكرة المعركة النهائية متناقضة مع رؤية التنظيم عن نفسه، وهي إقامة الخلافة. فهذه الفكرة تظل مهمة له. ومنذ إعلان أبو بكر البغدادي عنها من على منبر المسجد النوري في الموصل يوم 28 حزيران/يونيو تكشف الكثير من الوثائق عن وعي بأهمية قيام الدولة وبناء مؤسساتها البيروقراطية.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة «الغارديان» مجموعة من الوثائق تؤكد اهتمام التنظيم بالتفاصيل. وتقدم صورة مختلفة عنه باعتباره مجموعة من ـ»الوحوش المجنونة» حسب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري و»البرابرة» كما قال عنهم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، فيما وصفهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بإنهم «جماعة تحب الموت». وفي التقرير الذي أعده شيف مالك في صحيفة «الغارديان» البريطانية حلل فيه وثائق جديدة للتنظيم تم تسريبها للصحيفة ومنها وثيقة تقدم صورة عن تحضير التنظيم لبناء نظام بيروقراطي «مبادئ إدارة الدولة الإسلامية»، وتفصل ملامح الإدارة في كل المجالات التعليمية والعسكرية والإدارية والدعائية.
وكتب الوثيقة أبو عبدالله المصري وهي عبارة عن وثيقة داخلية لتدريب «الكوادر الإدارية» للدولة الإسلامية. وتعبر الوثيقة التي تعتبر جزءا من 30 وثيقة حصل عليها رجل أعمال يعمل مع التنظيم ووصلت إلى الباحث أيمن التميمي والذي قام نفسه بتصنيف وترتيب 300 وثيقة منذ العام الماضي عن اهتمام واضح بالتنظيم والإدارة، وتظهر أن «تنظيم الدولة» هو مجموعة من البيروقراطيين والعمال المدنيين والباحثين عن الوظائف الجيدة.
فهناك مئات إن لم يكن ألوف من الكوادر ممن كرسوا أنفسهم للعمل ووضعوا تنظيمات وقواعد تنظم عمل كل شيء من صيد الأسماك إلى الزي وطريقة اللباس، ومن تحريم بيع البضائع المغشوشة إلى قواعد الانتظام الجامعي.
وتقول الصحيفة إنها شاهدت 340 وثيقة رسمية تشمل على بيانات وفواتير ومذكرات داخلية وتفصل الكيفية التي يقوم بها التنظيم بناء كل شيء من الطرق إلى الفنادق ورياض الأطفال والأسواق في المناطق الواقعة بين الفرات ودجلة.
وأنشأ الجهاديون 16 دائرة مركزية تشمل على دائرة للصحة والمصادر الطبيعية مهمتها الإشراف على النفط والآثار.
ورسم التنظيم الخطط في الأيام التي تبعت إعلان الخلافة العام الماضي. وكلها تعبر عن جهد مقصود لبناء الدولة.
وبالنظر للوثائق مجموعة تتكون لدينا صورة شاملة عما كان يدور في أذهان «بناة الخلافة» وطموحاتهم في دولة مستقرة وفاعلة».

من التحريم إلى التنظيم

وبتحليل بيانات التنظيم نلاحظ أن هناك تفاوتا في التركيز ففي المرحلة الأولى التي أعقبت إعلان الخلافة كان التأكيد على التنظيمات المحددة لطريقة اللباس، وشمل هذا تحريم بيع وعرض الملابس الضيقة والمزركشة.
وصدرت فتاوى تحرم لعب البليارد والتنس. وفتوى أخرى تحرم هواية الاحتفاظ بالحمام على سطوح البيوت باعتبارها هواية لا فائدة منها ومضيعة للوقت.
وفي المرحلة الثانية أي بداية العام الحالي تحول التركيز من التحريم والحظر إلى بناء الدولة وخلق فرص عمل. وأعلن التنظيم عن توفر فرص عمل في دائرة الزكاة ونشر إعلانات تحدد مواعيد فتح المدارس ورياض الأطفال وتوفر وظائف للمدرسين. كما أصدر بيانات حول الخدمة المدنية والخطط الزراعية وموسم الزراعة الصيفية. إضافة لعدد من القرارات المدنية لا علاقة لها بالأيديولوجية مثل تعليمات للسائقين وضرورة حملهم صندوق معدات طوال الوقت.
وهناك إعلانات لمنع أصحاب المحلات من إعاقة حركة المارة بوضع البضائع امام المحلات من دون ترخيص مسبق. وشهدت الأشهر الخمس الأخيرة زيادة في القرارات المتعلقة بالأمن والتعبئة العسكرية، فقد أصبح «تنظيم الدولة» يشعر بالرهاب. ومنع استخدام شبكات «واي فاي» ووضعت إعلانات على نقاط التفتيش لملاحقة مهربي الذهب والرصاص والحديد.
وفي بداية تشرين الأول/أكتوبر أعلن التنظيم عن عفو عام عن المتهربين من الخدمة العسكرية. وفي الوقت نفسه وخوفا من الخونة والمتعاونين مع جهات خارجية أعلنت دائرة الأمن العام أن أي شخص ارتبط سابقا بأعداء الدولة فعليه أن يسجل نفسه بالدائرة.

التوحيد

وتكشف الوثائق عن مشاكل واجهها التنظيم لبناء نظام موحد بين منطقتين كانتا خاضعتين لنظامين سياسيين مختلفين، أي مناطق العراق وسوريا.
وبدا هذا واضحا في طريقة منح هويات العمل وما أطلق عليها حملة «تحطيم الحدود». ومن أجل هذا أعلن عن تشكيل منطقة إدارية جديدة وهي «محافظة الفرات» وتشمل الحدود الدولية السابقة. وعانى التنظيم صعوبات في توحيد النظامين التعليميين في مناطقه العراقية والسورية، وكذا وجد صعوبة في توحيد العملة، ولهذا لا يزال يتعامل بالدينار العراقي والليرة السورية والدولار الأمريكي.
وفي مجال الاقتصاد يبدو «تنظيم الدولة» متعجلا وفرض أجورا وحدد أسعار عدد من البضائع ووضع رسوما على خدمات متعددة. ومع هذا فـ»تنظيم الدولة» لا يدير دولة على النمط السوفييتي السابق لأنه يسمح للمواطنين بالملكية الخاصة وإدارة أعمالهم والحصول على مشاريع الدولة مثل بناء الطرق.
وتشير وثيقة عن المدفوعات المالية إلى تفاصيل مثيرة. فقد تم دفع مبلغ 100.000 دولار لشخص باسم أبو دجانة الليبي مقابل تعبيد الطريق السريع بين العراق وسوريا والذي يمر على ضفاف الفرات وغرسه بالأشجار «حتى لا تتعرض قوات الدولة الإسلامية» للغارات الجوية.
وفي وثيقة أخرى تكشف عن الطريقة التي يحصل التنظيم فيها على وارادته المالية. ففي وثيقة من 6 صفحات حول البيانات المالية الشهرية من دير الزور، وأظهرت أن موارد التنظيم لكانون الثاني/يناير وصلت إلى 8.4 مليون دولار أمريكي.
وحصل التنظيم على نسبة 23.7% من الضرائب، فيما شكلت مبيعات النفط والغاز نسبة 27.7% من وارداته الشهرية. ولو كانت الأرقام صحيحة فستكون الموارد المالية من دير الزور 66.400 دولار وليس 3 ملايين دولار كما يقال عادة. وبالإضافة للنفط والضريبة هناك الغرامات التي يحصل عليها عن المواد المهربة، بما فيها الأجهزة الإلكترونية وتشكل هذه النشاطات 45% من دخل التنظيم.
وفي مجال النفقات، ينفق التنظيم 63.5% من دخله على رواتب الجنود وإدارة القواعد العسكرية ويتم استخدام نسبة 17.7 من الدخل في الخدمات العامة. أما المجال الأخير الذي يظهر من وثائق داعش فهو المتعلق بمحاربته الفساد وبناء نظام مثالي. فمن ناحية يرغب بالتصدي للفساد وهناك استمارات لتقديم شكاوى عن الفساد وصناديق لوضع الشكاوى فيها. وفي مرحلة ما من عام 2014 أعلن التنظيم عن فتح مكتب الشكاوى في مدينة الرقة. وتحظر الخلافة على «موظفيها استغلال مواقعهم والعمل في الدولة لأغراض شخصية» فهذا النظام من المحسوبية الذي ينتشر في دول المنطقة وآسيا يحاول التنظيم تجنبه وحظره.
وفي مجال آخر يشجع التنظيم سكانه على التصرفات الحسنة والتميز، وهناك جوائز بقيمة 100 دولار للتميز في مجال الدراسات الدينية.
وفي نظام الزكاة تشير وثيقة غير مؤرخة من محافظة حلب إلى أن 2.502 عائلة مسجلة ولها في الزكاة، وتحصل كل عائلة على معدل 260 دولارا للعائلة ولم تحدد الوثيقة الفترة الزمنية.

دولة تحت النيران

ورغم حلم بناء الدولة إلا أن الطموح هذا يتعرض لهجمات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة واستهداف منشآت النفط، عصب الاقتصاد، وهو ما يمثل امتحانا لقدرته على مواصلة مشروعه. وهناك إشكالية تتعلق بقدرته على كسب ولاء السكان السنة في المناطق الخاضعة لسيطرته. وتشير الأصوات التي هربت من مناطقه لحركة هجرة مستمرة.
ونقلت صحيفة «أوبزيرفر» عن مواطنين من الرقة صورة قاتمة حول القمع والقهر الذي يمارس عليهم. واتهم آخرون التنظيم بالمحسوبية.
وبحسب ممرض فر من الرقة هذا الخريف قال إن التنظيم كان يهمه إدارة المؤسسات وقام بتغيير الأختام والأوراق المروسة وطرد كل الموظفين وجلب أفرادا موالون له. ولكنه أبقى على الأطباء والممرضين وعمال النظافة. ولم يمنع هذا من فرار الأطباء، ولهذا أصدر تحذيرات وتهديدات بمصادرة أملاك من لا يعود.

أبو عبدالله المصري

وبالنسبة للوثيقة التي كتبها أبو عبدالله المصري فكل صفحة تحمل شعار السيف. ويقول تشارلي وينتر، الباحث في جامعة جورجيا إنها تتناسق مع بحثه عن دعاية التنظيم «فهي مضبوطة وشاملة وهي شهادة من أن التنظيم يركز وعلى المستويات العليا على استمراره السياسي وليس فقط العسكري».
وهي مقسمة على 10 فصول ومكتوبة بلغة بيروقراطية. وتبدأ بحديث عن تاريخ الخلافة والوضع السابق لها وأن الإداريين المدربين بشكل جيد هم أسباب نجاحها وبقائها.
وتقول «تحتاج الدولة الإسلامية إلى نظام حياة إسلامي ودستور قرآني ونظام لتطبيقه» و»يجب عدم تجاهل دور المؤهلين والمهنيين والخبرات وتدريب الجيل الحالي على إدارة الدولة».
وتتحدث الوثيقة عن معايير عدة عن عمال الخدمة المدنية وهي الإحصاءات والمالية والإدارة والمحاسبة.
وتمضي الوثيقة عن الخطط المستقبلية للإدارات بما فيها التعليم والخدمات العامة والإعلام. وتقدم صورة عن طريقة إدارة «الدولة» لمصادرها الطبيعية وعلاقاتها الخارجية والعلاقات العامة ومعسكرات التدريب العسكري.
وهي مؤرخة ما بين تموز/يوليو ـ تشرين الأول/أكتوبر 2014 وتفصل كيفية بناء الدولة معسكرات تدريب وتنظيم جيش نظامي من المحاربين القدماء الذين يجب أن يطلب منهم الدخول في دورات جديدة كل عام، وتستمر لمدة اسبوعين، حيث يتلقون تدريبات على «فنون الأسلحة الجديدة والتخطيط العسكري والتقنية العسكرية».
وتقول الوثيقة إنها ستقدم لهم معلومات مفصلة عن التكنولوجيا» التي يملكها العدو «وكيف يمكن لجنود الخلافة الاستفادة منها».
وتوصي بدائرة خاصة لإدارة معسكرات التدريب العسكرية. وهو ترتيب معقد يذهب أبعد من الترتيبات التي مارسها تنظيم «القاعدة» الذي خطط لهجمات أيلول/سبتمبر 2001. وعلى العموم تكشف الوثيقة عن خطط التنظيم لتدريب الأطفال على الفنون القتالية أو «أشبال الخلافة».
وتقول إن الأطفال سيتلقون «تدريبات ويحملون الأسلحة الخفيفة» و»سيتم اختيار المبرزين منهم للقيام بمهام أمنية، بما في ذلك القيام بدوريات وحراسة نقاط التفتيش».
ونقرأ خططا عن التعليم الذي يبدأ من الأطفال واعترافا بأهمية الحكم الرشيد وكيفية استخدام التكنولوجيا وإدارة المعلومات ـ البروباغندا والتعلم من الأخطاء وهو ما أظهرته دعاية التنظيم. ولكن النص الذي أعده أبو عبدالله كان واضحا في نيته لعمل هذا منذ منتصف – نهاية 2014.
ويكشف التنظيم عن طموحه للوصول إلى ثقافة موحدة تجمع ما بين المقاتلين المحليين والأجانب والوصول إلى حالة من «الاكتفاء الذاتي» و»إنشاء مصانعها العسكرية ومصانع الأغذية» وخلق «مناطق آمنة» من أجل توفير الحاجيات المحلية.
ويقول التميمي الذي نظم الوثائق «يرغب مشروع التنظيم للحكم وليس القتال المستمر». ونقلت الصحيفة عن الجنرال المتقاعد ستانلي ماكريستال الذي قاد القوات الأمريكية في العراق للفترة ما بين 2006- 2008 «لو كانت الوثائق حقيقية فهي مثيرة للانتباه ويجب ان تقرأ من كل واحد خاصة صناع السياسة في الغرب».
وأضاف ماكريستال «لو نظر الغرب لداعش من خلال نمطية القتلة المتعطشين للدم فنحن نسيء تقديرهم».
ويقول وينتر الباحث في جامعة جورجيا «بعيدا عن كونها جيشا مجنونا متعطشا للدم، فالدولة الإسلامية تنظيم له حساباته السياسية ويملك بنية معقدة ومخطط لها بشكل جيد».
ويقـول الجنرال مايك فلين الذي تقاعد العام الماضي، بعد ثلاث سـنوات من إدارتـه وكـالة الاستـخبارات العسكرية، إن «الخطة الغربية غير المتماسكة» أعطت التنظيم الفرصة لتنظيم نفسه. ووصف الوثيقة بأنها «شرعية» وأنها «تعبر عن ميل متزايد لدى الدولة الإسلامية للتصرف كدولة».

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية