إسرائيل تطالب بالسيطرة على غور الأردن لـ 40 عاما في أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين والسلطة ترفض

حجم الخط
0

رام الله ـ “القدس العربي” ـ من وليد عوض:  علمت “القدس العربي” من مصادر فلسطينية رسمية الجمعة بأن إسرائيل طلبت بشكل رسمي السيطرة على منطقة غور الأردن لمدة 40 عاما من خلال استئجاره في أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين، الامر الذي رفضته السلطة بشكل قاطع.

واكد حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية الفلسطينية لـ “القدس العربي” الجمعة بأن طلب السيطرة والاستئجار الإسرائيلي للأغوار قدم من اكثر من جهة اسرائيلية رسمية في ظل ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الاولى، الامر الذي رفض فلسطينيا.

وتابع الشيخ قائلا لـ “القدس العربي” “منذ سنوات والطرف الاسرائيلي يطالب بالسيطرة على الاغوار لمدة 40 عاما في أي اتفاق مستقبلي، وهذا كان مرفوضا فلسطينيا”.

وتابع الشيخ المسؤول عن الاتصالات التي تجري بين السلطة الفلسطينية واسرائيل واجراء التنسيق بشأنها قائلا “اسرائيل بعد الرفض الفلسطيني للمقترح الاسرائيلي الذي قدم على اكثر من مستوى بدأت باتخاذ خطوات فرض الامر الواقع فيما يتعلق بموضوع الاغوار ببناء المستوطنات”، محذرا من النية الاسرائيلية لبناء مدينة استيطانية في الاغوار تضم عشرات ألاف المستوطنين لحسم قضية السيطرة على تلك المنطقة الحدودية بين الاراضي المحتلة عام 1967 والاردن، وفرض الأمر الواقع.

وتابع قائلا “اسرائيل تريد فرض ما تم طرحه سابقا بالسيطرة الاسرائيلية على غور الاردن لمدة 40 عاما وتحويل غور الاردن الى منطقة استيطانية صناعية من الدرجة الاولى تخدم الاقتصاد الاسرائيلي”، معتبرا ذلك التوجه الاسرائيلي مقتلا لعملية السلام التي وصفها بالميتة اصلا بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

واشار حسين الى ان الطلب الاسرائيلي باستئجار غور الاردن والسيطرة عليه لمدة 40 عاما قدم خلال ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الاولى، وقال “هذا الموضوع طرح من جهات رسمية اسرائيلية اكثر من مرة ورفض فلسطينا رفضا قاطعا”، مضيفا “القيادة الفلسطينية لن توافق على بقاء اسرائيل في شبر واحد من اراضي الـ67”.

ونوه الشيخ  الى ان اسرائيل ما زالت تواصل الرفض في الرد على المطلب الفلسطيني السماح للسلطة والقطاع الخاص الفلسطيني باقامة بعض المنشآت السياحية على شاطئ البحر الميت الواقع ضمن حدود الاراضي المحتلة عام 1967.

واضاف “نحن طالبنا منذ سنوات من الجانب الاسرائيلي ان يتم السماح للسلطة ومستثمرين فلسطينيين وعرب باقامة منشآت سياحية على البحر الميت في حدود  الاراضي التي احتلت عام 1967، وما زال الرفض الاسرائيلي هو سيد الموقف”، متابعا “وهذا الطلب قدمناه منذ سنوات وقدمنا خرائط وكل ما يلزم لهذا الموضوع، ولكن للاسف الشديد هذا الموضوع حتى هذه اللحظة لم يلق تجاوبا اسرائيليا، ولم نأخذ أي موافقة اسرائيلية لا مبدئية ولا غيرها على اقامة مثل هذه المشاريع على البحر الميت”.

واشار الشيخ الى ان الطلب الفلسطيني بانشاء مشاريع سياحية على البحر الميت قدم في اطار ما يسمى بمبادرات حسنة النية، وقال “ذلك كان في اطار ما يسمى باجراءات حسن الثقة التي لم ينفذ منها شيء وتقديري انه لن ينفذ منها شيء”.

واستبعد الشيخ ان توافق اسرائيل على انشاء مدينة فلسطينية جديدة بالقرب من اريحا، مضيفا “ولكن نحن لم نبلغ بشكل رسمي من قبل الجانب الاسرائيلي”، مشيرا الى ما تتناقله وسائل الاعلام الاسرائيلية  عن اعتزام حكومة اسرائيل الحالية باقامة مدينة اسرائيلية ضخمة تضم عشرات الاف من المستوطنين في منطقة الاغوار المحاذية للحدود مع الاردن والمعروفة بغور الاردن ، ومضيفا “انا اعتقد بأن ذلك يأتي في اطار الرد الاسرائيلي بانه لا تنازل عن غور الاردن من الجانب الاسرائيلي حتى في أي حل مستقبلي”.

واضاف “اسرائيل تسعى لتهويد الاغوار، وفرض الامر الواقع في أي حل مستقبلي، واستبعاد السيطرة الفلسطينية المطلقة عن غور الاردن “.

ولا بد من الذكر بأن الحكومة الاسرائيلية الحالية تصر على ابقاء سيطرتها على منطقة الاغوار التي تمثل حوالي ربع مساحة الضفة الغربية، بحجة الحفاظ على امن اسرائيل ومنع تهريب السلاح من الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية المنتظرة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية