عائلة أردوغان والجدل المتزايد داخلياً وخارجياً… «بلال» و«سمية» وصهره الذي بات وزيراً

حجم الخط
14

إسطنبول ـ «القدس العربي»: من الداخل التركي إلى الخارج انتقل الجدل المتزايد حول عائلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فأبناء الرئيس «بلال وسمية» وصهره «بيرات البيرق»، وبعد أن كانوا مادة دسمة لوسائل الإعلام التركية المعارضة التي تهاجم أردوغان، باتت أسماؤهم تتكرر يومياً على لسان المسؤولين ووسائل الإعلام الروسية منذ تدهور العلاقات بين موسكو وأنقرة على اثر إسقاط طائرات حربية تركية لمقاتلة السوخوي الروسية قرب الحدود مع سوريا نهاية الشهر الماضي.
وبعد أن كانت المناكفات الداخلية تقتصر على اتهام عائلة أردوغان ببناء ثروة مالية والاستفادة من نفوذهم بالسلطة، وهو ما نفاه الرئيس وعائلته مراراً، اتخذت روسيا من اتهام العائلة بالتعاون مع تنظيم «الدولة» وإدارة عمليات شراء النفط من التنظيم وسيلة لزيادة الضغط على أردوغان، في خطوة اعتبرها البعض «عملية دعائية مبالغ فيها ولا تستند لأي دليل».
ووصل الأمر بالإعلام الروسي إلى نشر صورة لبلال نجل أردوغان مع ملتحين على أنهم قادة في تنظيم «الدولة» لكنه سرعان ما تبين أن الصورة تعود لأصحاب مطعم مشهور يقع وسط مدينة إسطنبول، كما اتهم سمية ابنة الرئيس بإقامة مستشفى لعلاج مقاتلي التنظيم تبين أيضاً أن الاتهام يعود لمستشفى دعمته «سمية» مختص بتقديم الخدمات الطبية لآلاف اللاجئين السوريين المقيمين في المخيمات قرب الحدود التركية مع سوريا.

بلال: رجل الأعمال وواجهة الاتهامات

نجم الدين بلال أردوغان من مواليد عام 1981 وعلى الرغم من انه ليس الابن الأكبر للرئيس، إلا أنه كان الأبرز ظهوراً ونشاطاً طول السنوات الماضية، وتركزت ضده الاتهامات والمناكفات الداخلية والخارجية، كونه الأقرب لوالده ولديه أنشطة تجارية كبيرة لا تنكرها العائلة، في المقابل لم يظهر «بوراك» الابن الأكبر للرئيس في وسائل الإعلام وبقيت حياته طي الكتمان والمعلومات المتوفرة عنه قليلة.
آخر الاتهامات ضد بلال أردوغان جاءت من روسيا وعلى لسان مسؤولين كبار بالدولة ووسائل الإعلام التي ذكرته بالاسم وقالت انه يتاجر بشكل مباشر بنفط تنظيم «الدولة» بعد الاتهامات التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لـ«عائلة أردوغان» بالعموم بالتعاون مع التنظيم. هذه الاتهامات دفعت أردوغان في حديثه الأخير مع قناة الجزيرة القطرية للقول «إن هناك افتراءات بحق ابنتي وابني.. لا علاقة لابني بنفط داعش. فهو يمارس مهاما بسطية في قطاع الغذاء. ويقولون إن ابنتي تعالج جرحى داعش في تركيا ثم تعيدهم إلى سوريا. وهذا افتراء كاذب بل إهانة». كما طالب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، روسيا بالابتعاد عن «الاتهامات والأكاذيب التي تطلقها ضد عائلة الرئيس أردوغان، على خلفية إسقاط تركيا الطائرة الروسية».
وسبق ذلك حملة إعلامية واسعة ضد بلال بإدعاء هروبه إلى ايطاليا بسبب وجود قضايا فساد بحقه، لكنه سرعان ما نفى ذلك وقال انه موجود في ايطاليا لمواصلة دراسته وحصوله على درجة الدكتوراه من جامعة جون هوبكينز في مدينة بولونيا الإيطالية، مشيراً إلى أنه سيعود إلى تركيا عندما يجد الفرصة متاحة، قائلاً: «سأعود إلى بلادي عندما أنهي دراسة الدكتوراه، وإن شاء الله سأعيش في بلدي حتى آخر نفس لي.. الجبناء فقط يهربون».
ويرى أردوغان أن «الأعداء يحاولون الوصول إليه من خلال ابنه بلال»، بحسب ما صرح عام 2013 عقب ما عرف آنذاك بـ»قضايا الفساد والرشوة» التي اتهم فيها مقربون من أردوغان وعائلته ونشرت خلالها تسجيلات صوتية لبلال، لكن المدعي العام الرئيسي في اسطنبول أسقط الاتهامات الموجهة إليه لاحقاً.
ويرأس بلال الذي أنهى دراسة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة هارفرد مؤسسة كبيرة للتربية تسمى «المؤسسة التركية لخدمة الشباب والتربية»، كما أنه عمل سابقاً لفترة وجيزة في البنك الدولي، وتقول مصادر العائلة انه يعمل بالتجارة ولديه شركات محدودة تعمل في المواد الغذائية، لكن معارضون يقولون إن لديه أسهم كبيرة في العديد من الشركات الضخمة بالبلاد.

سمية: نشاط وطموح سياسي غير محدود

قبيل الانتخابات البرلمانية التي جرت في الأول من نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، سادت توقعات واسعة بنية حزب العدالة والتنمية الحاكم ترشيح سمية أردوغان على لائحة الحزب بالانتخابات، بينما ظهرت مطالبات بأن تكون سمية مرشحة لقيادة الحزب خلال السنوات المقبلة، لكن ذلك لم يتم بسبب شدة الاحتقان السياسي الذي ساد البلاد في تلك الفترة والخشية من أن ينعكس ذلك سلبياً على نتائج الحزب، كما يبدو.
وحينها قال نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية»، سليمان سويلو: «سمية أردوغان لابد أن تكون مرشحة لقيادة الحزب لأن السياسة هي مسألة جينية وتنتقل من الأب إلى أبنائه»، مضيفاً: «رئيسنا هو رأس السلطة التنفيذية ولا يزال ناشطاً في السياسة، وسيكون أمراً جيداً لو أن سمية أردوغان ترشحت، وأنا أظن أنها شخصية قوية في المشهد السياسي التركي».
تخرجت «سمية» من ثانوية «طرابزون الدينية»، ودرست في جامعة «إنديانا» الأمريكية في قسم «علم الاجتماع والسياسة»، وتخرجت منها عام 2005. ومن ثم حصلت على درجة الماجستير في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، وفي وقت لاحق، وباقتراح من الملكة «رانيا العبد الله» وبعض أصدقائها الأردنيين درست اللغة العربية في الأردن لمدة 6 أشهر.
وفي الوقت الذي يصنف فيه بلال على أنه الأكثر نشاطاً في مجال الأعمال، تعتبر سمية الأكثر بروزاً في عالم السياسية من بين أبناء أردوغان، وتعمل في صفوف «العدالة والتنمية» منذ عام 2010 كمسؤول العلاقات الخارجية ومتابعة الصحافة العالمية، وتمارس أنشطة سياسية داخلية وخارجية متعلقة بالحزب.
ويقول مقربون من العائلة إن سمية البنت الصغرى التي ولدت عام 1985 تعتبر قريبة جداً من والدها لدرجة أنه يثق بها ويستشيرها في العديد من الشؤون الخاصة والعامة، وتعرف سمية اللغة العربية وتجيد اللغة الانجليزية حيث عملت مترجمة لوالدها في العديد من اللقاءات الرسمية. وتقول قيادات بحزب العدالة والتنمية إن سمية سياسية محنكة وهي أكثر أبناء أردوغان خبرة في هذا المجال وبالتالي هي المرشحة الأقوى لخلافة والدها في الحزب والسياسة التركية بشكل عام.
ومما كتبته الصحافة التركية عن سمية أنها تحسن الخطابة والحديث مع الجمهور، وتعرف جيداً التعامل مع وسائل الإعلام وأنها تمكنت من جذب الناس إليها من خلال الاقتراب من الفقراء والفئات المهشمة، معتبرين أنها ساهمت فعلياً في زيادة شعبية والدها بالشارع التركي ودعم الحزب في الانتخابات الأخيرة.

البيرق: صهر الرئيس الذي بات وزيراً

بيرات البيرق، 37 عاما، رجل أعمال ثري تزوج «إسراء» نجلة الرئيس التركي عام 2004، تم اختياره وزيرا للطاقة في تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة أحمد داوود أوغلو، في الرابع والعشرين نوفمبر/تشرين ثان الماضي، بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية على قوائم حزب العدالة والتنمية بالانتخابات الأخيرة.
دخل هو الآخر في دائرة الاتهامات الروسية لعائلة أردوغان، حيث ألمح نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي انتونوف، خلال مؤتمر صحافي قبل أيام إلى أن تعيين البيرق جاء «لاخفاء صفقات النفط المهرب من العراق وسوريا إلى تركيا عن طريق داعش»، على حد زعمه.

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول zaki:

    أعلنت جامعة الدول العربية عن اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في 24 ديسمبر في القاهرة لبحث التدخل التركي في شمال العراق وسيعقد بناء على طلب العراق

  2. يقول مروان:

    مع اردوغان او ضده ما يهمني انه فاز باغلبية الشعب التركي و ليس بسطوة الجاه او المال او السلطان و لو كان اردوغان غير محبوب لما تجاوز الأتراك عما اشيع عنه من الفساد المالي او لو كان اردوغان فاسدا حقا لاسقطه الأتراك !!

  3. يقول Rashad Ahmed - Nederland:

    الأخوة ألأكراد لا يحبون أردوغان – وهذا شأنهم
    أردوغان رئيس بانتخابات حرة — والشعب التركي شعب ذكي و حر
    بعض التعليقات تكشف طائفة أصحابها – فهم مستعدون للتحالف مع الشيطان ضد أردوغان
    أقول لهم : موتوا بغيظكم – كل تركيا خلف أردوغان
    وكل الشعوب العربيه والمسلمة والحرة – خلف أردوغان

  4. يقول الفارس النرويج:

    والله ياريت لو احد يعمل اللي عمله اردوغان خلال ١٢ سنه في تركيا وكيف رفع مستواهم الاقتصادي والعلمي والزراعي ومن كل النواحي .. ولكم امثله وبنفس فتره حكمه تقريبا مع فارق الدخل والثروه ؟ العراق مثلا مصر مثلا سوريا ؟ والحبل على … الانصاف لهذا الرجل .. هما مثلين تركيا والبرازيل دولتين على شفى الافلاس ونهضا .. ونحن والحمد لله لو لا النفط ؟؟؟؟؟ كان حالنا حال نفتخر باجدادننا وبطولاتهم . والله المستعان

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية