يعلون: التنظيمات اليسارية أخطر من صواريخ حزب الله والنووي الإيراني

حجم الخط
0

الناصرة ـ «القدس العربي»: تتواصل الضجة الواسعة في إسرائيل حول نشاط منظمة «يكسرون الصمت» التي تساهم في فضح جرائم جنود الاحتلال وانتهاكات المستوطنين للقانون المحلي والدولي. ولليوم الثالث على التوالي تشهد إسرائيل عاصفة من ردود الفعل بعد بث منظمة «إم ترتسو» اليمينية شريطا تحريضيا على «يكسرون الصمت» يتهمها بمشاركة «الإرهابيين» الفلسطينيين بطعن الإسرائيليين والمشاركة بنزع شرعية إسرائيل في العالم.
يشار إلى أن «يكسرون الصمت» منظمة أسسها ضباط وجنود في الاحتياط في جيش الاحتلال، قبل نحو العقد وتعمل للكشف عن جرائم الاحتلال وانتهاكاته بتسجيلات صوتية وشهادات ومقابلات لجنود يعترفون بانتهاكاتهم بحق الفلسطينيين. وتقوم «يكسرون الصمت» التي يحاولون إخراسها واستعادة الصمت على جرائم الاحتلال والمستوطنين، من أجل إقناع الإسرائيليين بأن الاحتلال يهددهم ويهدد إسرائيل ويفسدها.
وبلغت الحملة التحريضية الواسعة على المستويين الرسمي وغير الرسمي ذروة جديدة بقول وزير الأمن موشيه يعلون إن «يكسرون الصمت» تحاول جر إسرائيل إلى الهاوية وإنها أشد خطرا من إيران وحزب الله. واضاف خلال ندوة أن «مواطني إسرائيل يقاتلون اليوم من أجل صورة الدولة وقيمها. هذا ليس نضالا بين اليمين واليسار وعلينا ان نكون موحدين». وتابع القول «هذا خطر ملموس أكثر من شاحنة أخرى محملة بالصواريخ من سوريا إلى لبنان. انه اصعب من إرهاب السكاكين والدهس، ويهددنا بشكل ليس أقل، لا بل اكثر من المشروع النووي الإيراني».
ولدى تطرقه إلى انتقاد اليمين لرئيس الدولة رؤوبين ريفلين لمشاركته في مؤتمر صحيفة «هآرتس» في نيويورك جنبا إلى جنب مع ممثلي « يكسرون الصمت»، قال يعلون انه يجب شجب التحريض على منتخب جمهور او الجهاز القضائي، لأن من يقوض شرعية المحكمة ويسمح بالتحريض على القضاة وقراراتهم، يمس بسلطة القانون ويمكنه ان يقودنا إلى حافة الفوضى».

نقاش عاصف

وشهد البرلمان الإسرائيلي جدلا عاصفا بين الحكومة والمعارضة حول «يكسرون الصمت» والحملة المنسقة عليها من قبل يعلون ووزير التعليم نفتالي بينيت الذي أمر بحظر دخول ممثلي هذه المنظمة للمدارس. وسرعان ما تحول الجدل لتراشق بين أعضاء الكنيست الذين تصرفوا كجمهور مشجع في حلبة المصارعة. وجاءت الإشارة لبداية الصدام من قبل رئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، الذي صعد إلى المنبر بعد نتنياهو وبدأ بشن هجوم مباشر عليه. وقال في معرض تحذيره من عملية اغتيال سياسي جديدة في إسرائيل: «سيدي رئيس الحكومة، انا اتوجه اليك. انا انظر مباشرة في عينيك، وأطالبك بالصعود إلى المنبر والتصريح بأن رؤوبين ريفلين هو رئيسك، وانه وطني إسرائيلي، وان من يشارك في التحريض عليه لن يعفى عنه. انصارك يجب ان يسمعوك تقول ذلك بملء فمك. اطالبك باستدعاء رئيس (جهاز المخابرات العامة) «الشاباك» واصدار أوامر اليه بتعزيز الحراسة على رئيسنا. أطالبك بدعوة القائد العام للشرطة وأمره باعتقال المحرضين كهدف أعلى. اطالبك بالقيام بعمل وإنقاذ الديمقراطية الإسرائيلية».
وأضاف هرتسوغ: «على مسافة غير بعيدة من هنا، في ساحة صهيون، قبل أكثر من 20 سنة، وقف حشد من الجمهور وردد «بالدم والنار سنطرد رابين». آنذاك لم تسمعوا ذلك، ولم تشاهدوا.حشود من الناس رفعت شعار «رابين خائن» وانت لم تسمع، لم تشاهد. اليوم نحن نسمع تلك الأصوات ذاتها».
وبعد انتهاء خطابه عاد نتنياهو إلى المنبر وشجب التحريض على ريفلين بصوت شبه ضعيف، وقال: «أنا اعارض أي حوار عنيف ضد الرئيس، ولكني في الوقت ذاته سأدافع عن حق كل واحد بالتعبير عن رأيه». ولم يكتف نتنياهو بذلك، بل رد على هرتسوغ بطلب مماثل: «اطلب منك ان تشجب بملء فمك منظمة «يكسرون الصمت» التي تشهر بجنود الجيش وتشوه سمعة إسرائيل». وقوبلت كلمات نتنياهو هذه بتصفيق هو ممنوع داخل البرلمان من قبل أعضاء الائتلاف.
وعاد هرتسوغ إلى المنبر وقال: «طلبت مني شجب منظمة يكسرون الصمت ـ انا احثك على شجب التحريض الخطير ضد الرئيس ريفلين». وهذه المرة كان دور رد أعضاء المعارضة بالتصفيق، الأمر الذي أثار غضب رئيس الكنيست يولي ادلشتين، فأعلن عن وقف الجلسة.
وبعد التوبيخ دعي هرتسوغ إلى المنصة لاستكمال كلمته، لكنه امتنع هو ايضا عن توفير شجب واضح، وعاد إلى مهاجمة رئيس الحكومة قائلا: «لعبتك يا رئيس الحكومة واضحة جدا. كان يجب ان تقول بصوت واضح انا اشجب بشدة التحريض ضد ريفلين. ما هي العلاقة الآن بيكسرون الصمت؟ طهارة السلاح هي قيمة عليا. كلنا نعرف ذلك ولا نعترض. يكسرون الصمت تجاوزوا الحدود في مفهوم معين، لكن يجب السماح للناس الذين حاربوا على الجبهة بالتعبير عن آرائهم في الأماكن الصحيحة».

حملة تطهير

وبخلاف كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية شاركت صحيفة «هآرتس» بالدفاع عن «يكسرون الصمت». وقالت في افتتاحيتها أمس إنها «تواجه الآن حملة لتعريفها كتنظيم إرهابي. كما نوهت إلى اتساع الحملة على منظمات أخرى وذكرت بأن تنظيم «بتسيلم» الذي يوثق للاعتداءات على الفلسطينيين من قبل الإسرائيليين ولمخالفات السلطة ضد الجمهور الخاضع للاحتلال، بات يعتبر تنظيما «خائنا». وبلغة تهكمية انتقدت الهجوم على المنظمات الحقوقية بقولها «حركات حقوق الإنسان، الإسرائيلية والعربية، تعتبر زائدة في أفضل الحالات، وتتآمر على قيام دولة إسرائيل في الحالات الاعتيادية».
وتابعت «هذه الحملة تترافق مع التشهير الذي يتم إشعاله في الشبكات الاجتماعية وينضم اليه المتسلقون مثل النائب يوآف كيش (ليكود) مع قانون «المزروعين» والتنظيم اليميني «ام ترتسو» الذي نشر إعلانا ليس إلا مفخرة للتحريض».
ورأت «هآرتس» الصحيفة التي تغرد خارج السرب الإعلامي الصهيوني أن إسرائيل تغوص بسرعة نحو قعر المستنقع الذي تغوص فيه الدول المظلمة. وأضافت «قادتها يتبنون جنون الارتياب الذي يميز قادة الدول الطاغية. هؤلاء القادة، مثل أقرانهم الإسرائيليين، لا يخافون على حقوق الإنسان وانما يؤمنون بأن إخفاء الحقيقة سيساعد في الحفاظ على الاسم الجيد لدولتهم. وخلصت للقول إنه حسب نهجهم فإن ملاحقة التنظيمات وكم أفواهها سيخفي موبقاتهم. هذا هو مفهوم «دولة القفص المحكوم الإغلاق»، التي ترى انه لا يجب تحطيم الجمعيات والتنظيمات فحسب، وانما يجب ان تخرس وسائل الإعلام، او تتحول إلى بوق للدولة.
وفي سياق متصل كشف ان وزارة الخارجية الأمريكية نشرت تحذيرا اوصت من خلاله رعاياها بالحذر من السفر إلى إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة. وجاء في البيان الأمريكي ان «الأوضاع الأمنية هناك معقدة، وعلى المواطنين الأمريكيين معرفة المخاطر الكامنة في رحلة كهذه، لأنه يسود في هذه الأماكن الخطر الأمني على خلفية التوتر السائد هناك».
وهذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرا كهذا.

وديع عواودة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية