تونس ـ «القدس العربي»: استبعد خبير أمني تونسي وقوع هجمات إرهابية بمواد مشعة (أسلحة نووية) خلال احتفالات رأس السنة الميلادية، مشيرا إلى أن استخدام أسلحة من هذا النوع يتطلب تقنيات عالية غير متوفرة لدى الجماعات المتطرفة في المنطقة، لكنه أشار إلى احتمال لجوء هذه الجماعات لاستخدام مواد كيميائية «بسيطة» لا ترقى لمستوى الأسلحة البيولوجية وتتعلق بتلويت الماء أو إطلاق غازات سامة.
وقال مختار بن نصر رئيس «المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل» لـ«القدس العربي» إن الجماعات الإرهابية تزيد عادة من وتيرة هجماتها خلال الأعياد الإسلامية والمسيحية و»لكن الحديث عن استخدام مواد أسلحة مشعة أو كيميائية (بيولوجية تحديداً) يدخل في إطار الحرب النفسية، لأنها هذه الأسلحة تتطلب تقنيات دقيقة ومعقدة، غير موجودة لدى هذه الجماعات أو غيرها».
وكانت صحيفة «الصوت الآخر» الجزائرية قد أشارت إلى أن السلطات التونسية والجزائرية تلقتا وثيقة سرية من الاستخبارات الأمريكية تحذر من وجود مخطط لتنفيذ عمليات إرهابية بمواد مشعة تستهدف عدداً من المناطق السياحية في كلا البلدين خلال الاحتفال برأس السنة الميلادية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأجهزة الأمنية التونسية اتخذت، بالتنسيق مع نظيرتها الجزائرية، إجراءات مشددة لمراقبة وتفتيش المركبات والأشخاص العابرين من الجزائر إلى تونس وبالعكس، لافتتة إلى تدفق حوالي 900 ألف سائح جزائري لقضاء رأس السنة الميلادية في العاصمة التونسية وعدد من المدن السياحية كالحمامات وسوسة وبنزرت.
وعلّق بن نصر على ذلك بقوله «التحذيرات موجودة دائما من قبل الجانب الأمريكي، والسفارة الاميركية في تونس حذرت رعاياها قبل أيام من وجود مخاطر في أحد الفضاءات التجارية، ومن الطبيعي أن تحذر من وقوع هجمات خلال رأس السنة لأنهم يعرفون أن الجماعات الإرهابية تصعد من عملياتها في هذا التوقيت كما ذكرت سابقاً، إلا أن الحديث عن كونها إشعاعية يدخل في إطار المبالغة، فمن الصعب التحكم بالإشعاعات حتى على المستوى الدولي». وسبق أن استخدمت المجموعات الإرهابية في هجماتها في تونس (هجومي باردو والعاصمة) مواد شديدة الانفجار من قبيل «سام تكس» الشبيهة بمادة «تي إن تي» التي تستخدم عادة لأغراض عسكرية، ويُرجح أنه تم تهريبها من ليبيا.
وقال بن نصر «أعتقد أن الأمر يبقى عند مستوى المواد المتفجرة، لأن ما زاد عن ذلك يبقى تحت مراقبة كبيرة جداً، كما أن الأسلحة المشعة غير موجود في السوق السوداء، إضافة إلى أن الدول التي عليها مراقبة كبيرة فيما يتعلق بالإشعاعات هي دول غير قادرة على تطور أسلحة مشعة سواء كانت نووية أو الكترونية لأنها عملية معقدة جدا وتتطلب تقنيات ومخاطر كبيرة، وهذا الأمر ينطبق أيضا على الأسلحة البيولوجية، لكن تبقى هناك إمكانية لاستخدام الكيمياويات البسيطة التي من شأنها تلويث الماء أو فضاء معين أو استخدام غازات خفيفة».
وأضاف «ما وقع في اليابان منذ سنوات (هجوم الغاز السام على مترو طوكيو الذي أدى لمقتل وإصابة 5 آلاف شخص) دفع دول العالم إلى ممارسة رقابة شديدة على الغازات السامة والمواد السائلة والمشعة، وأعتقد أن الإرهابيين في منطقتنا يحصلون على السلاح من بعض الدول المفككة كليبيا وسوريا والعراق أو من السوق السوداء، وهي غالبا خالية من المواد المشعة، إضاف إلى أن المجموعات الإرهابية تتلقى حاليا ضربات من جميع الاتجاهات في ظل التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وبالتالي أصبحت غير قادرة على الحركة بشكل كبير والقيام بعمليات واسعة النطاق».
وكانت مصادر صحافية قد أشارت إلى أن قوات الجيش الجزائري أطلقت حملة كبيرة لمطاردة عناصر إرهابية في ولاية «تيزي أوزو» (شمال) يُشتبه بتهريبها لمادة «تي ان تي» لاستخدامها في هجمات داخل البلاد، مع الإشارة إلى احتمال استخدامها لاحقاً في هجمات مماثلة داخل تونس.
يُذكر أن نقابة الحرس الوطني التونسي دعت مؤخرا نواب البرلمان لمناقشة الوضع المتردي للمراكز الأمنية الحدودية في ظل غياب البنية التحتية والتجهيزات اللوجستية التي قالت إنها لا ترتقي لمستوى التحديات التي تواجهها المنطقة خاصة على الحدود مع ليبيا، مطالبة بإجراء «مناورات مشتركة للوقوف على مدى جاهزية الوحدات المتدخلة والتسريع باقتناء وتسليح وحدات الحرس الوطني البرية والبحرية بأسلحة متطورة تتماشى والظرف الأمني الحالي».
حسن سلمان
زمن بن على لا وجود لمحلل. زمن الفوضى وجد المحلل والنقابي والمصلي والمتحايل والمهرب والإرهابي والهارب من الضرائب. كما الإرهاب الإعلامي. صانعوا الإرهاب يرهبون الشعب كلما وقعت محاولة لمطالبة بحقة أو عند تعطل حركة نداء تونس. الحاصيلو من يعيش في تونس كل يوم يسمع غرائب.