عمان – «القدس العربي»: لا أحد يتوقع أن تثير تكهنات وتنبؤات فلكية لبنانية مشهورة حول الوضع السياسي والامني في الأردن ما اثارته وانتجته فعلا من جدل وتهامس، انشغلت به النخبة المسترخية طوال الايام الخمسة الماضية.
وعدم وجود مستجدات مهمة على صعيد تغيير المناصب العليا في الأردن واستمرار حصول حالة التهامس السياسي حول الاصلاح وتوقيته وادواته ورموزه كبديل عن النميمة السياسية المعتادة، عناصر ساهمت في جعل تنبؤات اللبنانية ليلى عبد اللطيف مادة دسمة للتسالي وسط كبار السياسيين والمسؤولين على هامش أجواء الطقس الباردة التي ألزمت الكثير منهم في بيوتهم. وخصصت الفلكية اللبنانية الشهيرة للأردن ثلاث دقائق من تنبؤاتها. المضمون كان مثيرا وسلبيا ولافتا للنظر في الوقت نفسه. وان كان معاكسا لاتجاهات حالة الاستقرار العامة في البلاد بما فيها تلك الحالة التي يبالغ بها بعض الأردنيين بالتحدث عنها بالإتجاهين السلبي والايجابي.
لسبب أو لآخر حظيت تنبؤات عبد اللطيف باهتمام نخبة من السياسيين وسكان الطبقة العليا في المجتمع في الوقت الذي لا يتابعها فيه اطلاقا الغالبية الساحقة من الشعب الأردني.
في المضمون تحدثت الفلكية اللبنانية عبر محطة «ال بي سي» لثلاث دقائق عن اخبار مقلقة في عام 2016 ومريحة بالمحصلة.. لمحت لحصول اضطرابات.. تحدثت عن سيطرة الجيش على الأوضاع وأبرزت تدخل دول في الجوار لمساعدة الأردن وأشارت بوضوح لارتباكات وقلاقل ناتجة عن تفاقم الازمة الاقتصادية.
الفلكية اللبنانية ومن حيث المضمون للمرة الثالثة اختتمت تنبؤاتها بخبر جيد حول استقرار الوضع في نهاية العام الصعب. ولفتت الانظار عندما تحدثت عن «تغييرات مهمة ستحصل في الأردن».
اللافت أكثر حسب بعض الخبراء والخبثاء السياسيين والدبلوماسيين استخدام مفردات ومصطلحات سياسية ولأول مرة في مثل هذه التنبؤات.
البعض بالغ في الاجتهاد واعتبر ان القصة تتحدث عن «معلومات « وليس تكهنات. في كل الاحوال التنبؤات تبقى في اطار التكهنات غير العلمية ولا احد يلتفت لمثل هذه الاقاويل الا كبار السياسيين في البلاد.
وأهمية الوصلة التلفزيونية التي تحدثت عن تنبؤات الفلكية عبد اللطيف تنحصر في انها تلامس على نحو أو اخر حالة احباط تحاول قراءة الواقع الاقتصادي والإقليمي المر لبلد مثل الأردن تمكن من ملاعبة موجات الربيع العربي وحظيت مؤسساته الصلبة بفرصة العمل على تعزيز الاستقرار العام وسط الاشتعال الإقليمي.
الاهم ان عدم وجود معلومات عن حقائق ما يجري خلف الستارة والكواليس يساهم في رفع قيمة تنبؤات فلكية من هذا النوع يستهلكها الاعلام التلفزيوني اللبناني المجاور بين الحين والاخر. والكثر حساسية أن جميع الاطراف حتى داخل النخبة والدولة الأردنية تظهر حذرا شديدا من تداعيات الازمة الاقتصادية على الشارع خصوصا في الأطراف وليس العاصمة عمان حيث تجمدت المداخيل والرواتب وزادت كلف المعيشة وارتفعت الأسعار وحيث التوقعات سلبية جدا فيما يخص المساعدات العربية الامريكية والأوروبية وعوائد الاستثمار غير مضمونة وتوظيف الدور الإقليمي سياسيا وامنيا شبه مجاني.
تنبؤات اللبنانية عبد اللطيف بهذا المعنى تلامس شغف من يتداول المعلومات والتوقعات بالعادة في البحث عن معطيات واجابات على الاسئلة المعمقة.
وتلامس ايضا – وهذا مهم – تطلع عشرات من كبار الساسة ورجال الدولة إلى توجيه رسائل تحذير من الوضع العام والخناق الاقتصادي على أمل المسارعة في اجراءات احتياطية ضرورية على مستوى الازمة الوطنية وهو ما لا يحصل عمليا في ظل استمرار ازمة الاستعصاء في الادوات وبطء التغيير وخطوات الاصلاح.
ضعف فعاليات التواصل بين المرجعيات في الدولة الأردنية اليوم وطبقات قادة الرأي في المجتمع قد يكون السبب المباشر الذي يمكن اتهامه بالمبالغة في تداول وتقييم وتبادل تكهنات امرأة فلكية متمرسة بدأ البعض يتحدث عن تزويدها بمعلومات وتحليلات بصورة قد لا تكون لها علاقة مباشرة بعلم الفلك.
بسام البدارين
أستاذ بسام، أعتقد أنك سمعت بمهنة الإستشارات الإدارية. أغلب وأكبر قطاعات الأعمال في العالم تستخدم المستشارين (كجهة محايدة) لعمل دراسات حول وضعهم السوقي أو الهيكلية الإدارية لتلك المؤسسات وطرق تحسينها.
في الدول المتقدمة، ترسل شركات الإستشارات العملاقة تلك، رسائل (إستبانات) لزبائنها (المدراء المهمين منهم) لتستطلع أرائهم وتوقعاتهم حول الأقتصاد في العام المقبل. بعد جمع البيانات وتحليلها ترسل لهم تقارير عن توقعات السوق (بناء على ما قالوه هم أصلا)، المدراء بالطبع، يأخذون هذه التوقعات بجدية مطلقة (على أنها ارآء مستشارين مستقلة) ويتم بناء خطة العام المقبل عليها. وهذا يحدث في اكبر اقتصادات العالم وشركاته.
المنجم يفعل تماما ما يفعله المستشار الإداري. أنا منهم طبعا (مستشار إداري).
وكمستشار، أنصحك بتسجيل مصطلح ((الطبقة المسترخية))، من مقالكم أعلاه، في جهة الملكية الفكرية، حيث أنه (المصطلح) سينتشر استعماله بعد هذا المقال لوصف كل اشكال الطفيليات الإجتماعية ممثلة بطبقة البرجوازية الحديثة (new money)
دمتم أستاذ.
الكاتب الاستاذ بسام المحترم
اعتقد ان الاردن اكبر بكثير من ان يستخدم في اي تكهنات لاي شخصيه كانت. نعم يوجد مشكله اقتصاديه كبيره في الاردن ونعم ان هذا الوضع يشكل قلقا ليس فقط للسياسين وانما يسبب قلقا للمجتمع كاملا كون ان هذا الوضع ممكن ان يستغل من فئه داخليه ضاله او حتى ممكن ان يستغل من دول خارجيه حاقده الا ان الاردن كبير بل حجم كبره اكثر بكثير من دول محيطه به وسر كبره هو طبيعه حكمه الهاشمي الرشيد. ان الاردن وعلى كبر حجم الضغط الاقتصادي الا انه سيتخطى هذا الوضع بكل سلام.ان سيد البلاد اطال الله في عمره يتخذ دائما القرارات السليمه للسير في ركب هذا الوطن بكل سلاسه وهدوء
ان الاردن الان يحتاج الى دعوه للاستثمار الدولي ويحتاج في نفس الوقت الى مسؤولين يتخذون القرارات الاقتصاديه دون اي ضغط عليهم اولا من باطن عقلهم او من الافراد الذين يحيطون بهم اي ان الوطن يحتاج الى رجال لن تؤثر عليهم العصبيه الدينيه او القبليه او حتى الطائفيه ِ نحتاج الى تدفق مالي ينجم عن السياحه الدينيه الشيعيه و المسيحيه ِ نحتاج الى تدفق مالي ينجم عن تشجيع الاستثمار الصناعيِ. تدفق مالي ناجم عن الاستثمار في زراعه غور الاردن . نحتاج الى تدفق مالي ينجم عن فتح كازينوهات في البحر الميت والعقبه والبتراء
السيد الكاتب المحترم اعتقد ان الوطن قد خيب امله من دول عربيه محيطه به والتي تخلت عنه في اشد محنته الا ان هذا سيشكل حافزا للجميع للابداع للخروج من هذا الوضع بسلام وطمانينه
اعيد واكرر للكاتب المحترم ان الاردن بمليكه وجيشه وشعبه اكبر بل واكبر بكثير من اي تكهنات بل لقد واجه الاردن ظروف اشد الا انه ينجو وذالك يعود اولا للله عز جلاله وثانيا لقيادته الهاشميه ولوعي شعبه
ولك الشكر