رام الله ـ «القدس العربي» : بدأت الحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة بتنفيذ التفاهمات التي توصل اليها رئيسها بنيامين نتنياهو مع قادة مجلس المستوطنات الإسرائيلية، التي سيتم بموجبها مصادرة أراض فلسطينية لشق شارع التفافي حول قرية النبي الياس في الضفة الغربية.
وكان نتنياهو قد وعد المستوطنين بذلك في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مقابل قيامهم بتفكيك خيمة الاحتجاج التي أقاموها أمام منزله بعد قتل الزوجين هانكين في منطقة نابلس شمال الضف الغربية ردا على حرق عائلة دوابشة في الصيف الماضي.
وحسب التفاهمات ستتم مصادرة 104 دونمات لشق الشارع. وتم في مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي تسليم أوامر المصادرة لعدة عائلات فلسطينية تمتلك الأرض في المكان. وتم اختيار المقاول الذي سينفذ المشروع الذي تصل تكلفته إلى حوالى 50 مليون شيكل. وحسب المخطط سيبدأ العمل في شهر إبريل/ نيسان المقبل.
ويشار إلى ان نتنياهو وعد المستوطنين أيضا بالتصديق على خرائط بناء في عدة مستوطنات من بينها ايتمار والمتان وشفوت راحيل وسنسينا. كما وعد قادة المستوطنين بتحرير ميزانيات لتفعيل وسائل أمن على شوارع الضفة الغربية.
وقال الباحث في شؤون الاستيطان درور اتاكس لموقع «والاه» العبري إن مصادرة الأراضي لا تصب في مصلحة المنطقة بل ان «حكومة إسرائيل اكتشفت مذعورة أن هناك عدة أمتار مربعة لم يتم رهنها بشكل مطلق لمشروع الاستيطان». واضاف ساخرا: «قريبا سنحتفل بتدشين شارع التفافي آخر يدمر قطعة أرض أخرى يستخدمها مجتمع فلسطيني صغير اختار العيش في المكان والزمان غير الملائمين».
وتدعي وزارة جيش الاحتلال أن شق الشارع يعتمد على قرار مهني لضمان الأمن وانقاذ حياة الناس، وان إسرائيل تصادر الأراضي من أجل شق شوارع تخدم الجميع اليهود والفلسطينيين.
وفي سياق السرقات الإسرائيلية غير المتوقفة للأرض الفلسطينية صادق وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون في الأسابيع الأخيرة على ضم مساحة 40 دونما من الأراضي إلى منطقة نفوذ المجلس الاقليمي «غوش عتصيون» في جنوب الضفة الغربية. والحديث عن منطقة كنيسة «بيت البركة» التي اشترتها جمعية أمريكية يقف من خلفها المليونير اليميني الأمريكي ايرفين موسكوفيتش وزوجته. وبات بالإمكان منذ الآن توطين هذا المبنى ما يعني تحويله رسميا إلى مستوطنة ستوسع «غوش عتصيون» جنوبا.
وكانت صحيفة «هآرتس» قد كشفت عن شراء هذه المنطقة في شهر مايو/ أيار الماضي. وهي تضم ثمانية مبان قائمة وتوجد في منطقة استراتيجية على شارع 60 بين القدس والخليل أمام مخيم اللاجئين الفلسطينيين في العروب. وتم إنشاء هذه المباني في سنوات الأربعينيات على أيدي مبشر أمريكي واستخدمت كمستشفى لمرضى السل ومن ثم تم تحويلها إلى مساكن للحجاج المسيحيين حتى قررت الكنيسة المشيخية التي كانت تدير المكان بيعها بسبب مصاعب اقتصادية.
وكشف تحقيق أجرته الصحيفة ان غيرو فانيسكا الناشطة المسيحية من أجل إسرائيل وهي نرويجية أسست شركة وهمية في السويد ادعت أنها مؤسسة كنسية تطلب من الأمريكيين شراء الكنيسة.
وتم تنفيذ الصفقة في 2010. وفي 2012 أعلنت الشركة السويدية عن تفكيك نفسها وتم تحويل الأملاك إلى جمعية أمريكية يسيطر عليها ايرفن موسكوفيتش الممول الكبير لمشاريع الاستيطان في القدس الشرقية. وبدأ رجال موسكوفيتش بحراسة المكان، فيما شرع قبل حوالى سنة بترميمه.
وعمل رجال موسكوفيتش بقيادة عضو بلدية القدس ارييه كينغ على تمويه المشروع والعمل بسرية وإخفائه عن الجيش. لكن النشر في «الصحيفة الإسرائيلية كشف نية تحويل المكان إلى مستوطنة، وبعد ذلك طلب مجلس اقليمي غوش عتصيون ضم المنطقة اليه.
وفي الأسابيع الأخيرة صادق وزير الأمن على الطلب، ما يعني تحويل المكان إلى مستوطنة بات يمكن استيطانها لأن هناك مباني جاهزة ولا تحتاج إلى تصاريح بناء. ويمكن لهذه المستوطنة ان تطلب في المستقبل المصادقة على بناء منازل اضافية وتوطينها. لكن المسؤولين عن المشروع يدعون انهم لا ينوون توطين مستوطنين في المكان وانما تحويله إلى فندق يخدم أبناء الديانات الثلاث.
وقال مكتب منسق عمل الحكومة في المناطق ان «ضم منطقة بيت البركة إلى غوش عتصيون تم وفقا للمعايير التي حددتها الجهات المهنية وصودق عليه من قبل القيادة السياسية وتم بشكل قانوني».
فادي أبو سعدى