اختصر تقرير مصور للتلفزيون الألماني المشهد الإيراني بلقطة للإمام الخميني محاطا بجماهير احتشدت لاستقباله، وهو يترجل من طائرته، بكلمة السر الذهبية في تتر النهاية: «عندما كان ينزل درج الطائرة، كان الخميني يقود 2500 سنة من عمر الملكية في إيران إلى النهاية» فهل صَدَقَ الألمان أم كَذَبَ الخُميني؟
لما أعدم صدام حسين بمشنقة الطائفية، كان إعدامه دليلا إعلاميا على البصمة الخمينية التي انتقمت من رجل هز عرش الثورة وأبطل مزاعم وعودها الإلهية، وكان صدام حسين سنيا وعراقيا عربيا ذبح أمام أعينكم كالنعاج في عيد الأضحى في أفظع عملية نحر طائفية عرفها التاريخ، فما الفرق بين نمر النمر وصدام يا شيخ حسن نصر الله؟
لن أشكر التاريخ، لأن التاريخ كُتب في الغرف المعتمة وبأقلام المستكبرين، ولكنني سأحيي الذاكرة الإعلامية التي تشهد على جريمة ذبح رجل سني بأيد شيعية انتقاما لدم الشاه الخميني وهذا لن يضع إيران واسرائيل في كفة واحدة إنما يفترض ألا يلف حبل مشنقة على عنق عربي قاوم اسرائيل.. يا مقاومة !
إحماء طائفي .. فَتِّحْ مُخّك!
من هو نمر النمر، الذي قامت قيامة الإعلام له ولم تقعد؟ ثم هل سقطت «العربية» في اختبار الإعدام السياسي أم أن «المنار» حصلت على الدرجة صفر في الإحماء الطائفي؟
لن نختلف على مسؤولية قتل الروح التي حرم الله إلا بالحق، حتى لو كانت روح حشرة، فما بالك بروح إنسان، ولكن ما يهمنا في هذه المقالة هو تسليط الضوء على الأطراف التي اصطدمت بحادث سير إعلامي بعد تنفيذ حكم الإعدام بالنمر وعشرات معه لم يحظوا بما حظي به من اهتمام كأنهم مخلوقات مشؤومة أو غير مرئية أو لا قيمة لها البتة، فأين هو فعل الاحتقار الحقيقي بالضبط؟ بالقتل أم بإلغاء كل الضحايا لصالح تلميع نجم واحد فقط هو النمر؟ ألم يمارس هؤلاء الذين احترق دمهم على شهيدهم قتلا مضاعفا عندما تحزبوا لطائفة الميت على حساب إنسانيته؟ أليس في هذا التحيز العنصري سعارا طائفيا وتناقضا همجيا؟ فالمسألة لا تتعلق بآل سعود ولا طاغوت السعودية، ولا تتعلق بالعدالة ولا بمحاربة الأنظمة التكفيرية والإرهابية كما أطلقوا عليها، كل ما هنالك أنهم ينتمون لخندق طائفي كشفه الميت وكشفهم وهم يدافعون عنه ويدوسون جثث رفاقه تحت أقدامهم على طريقة جدهم كسرى؟
ردة الفعل الإيرانية على مقتل مواطن سعودي، لوطنه حق به أكثر من دينه، استكبار مغفل، فكيف تستأصل عربيا من جذوره وبلد أجداده وتسقط جنسيته لتتخذ من طائفته هوية تعريف به؟ أليس في هذا جرم طائفي يشعل جهنم عن بعد فتنة تزلزل عرش السماوات قبل أن ترتد إلى الأرض بطرفة عين! أليس هذا نهجا اسرائيليا يضم اليهود إلى دولة دينية عنصرية لا تعترف بمقومات الجغرافيا والأنساب وعلم الجينات، ألا حذار أيتها المقاومة من هذا الفخ الاسرائيلي!
أيها المشاهد، دعني أتأمل معك عقلي وعقلك، بتساؤلات لا تحتمل الإجابة سوى بنعم أو لا، ولست أتلقى دعما ولا أوامر من جهات مجهولة ولا أنتمي سوى لعقل لغتي، ومن يجرؤ على استغلاله لصالحه قسما لأتهمنه بالرشوة!
«العربية» و«المنار» و«الشيطان الأكبر»
مع احترامي لخطاب «المنار» المناهض لدولة الإحتلال الإسرائيلي، ووقوفي في خندقه حتى آخر قطرة من الروح، إلا أن هذا لن يمنعني من العدل مع عروبتي كعدلي مع عدوي، فبين خطاب السيد «حسن نصر الله»، الذي بثته المنار وفضائيات أخرى، وبين خطاب «العربية» عروة وثقى، هي الشيطان الأكبر «أمريكا» حسب تعبير الخميني، فكل طرف استبسل بإقناعها أن الطرف الآخر إرهابي وداعشي أو قاعداتي، ولم يتوان أي منهما عن تشويه وتحقير أخيه العربي والمسلم، فـ «العربية» ركزت على تناقض الشيعة بدعم إرهابي تعاون مع «القاعدة»، والشيخ نصر الله ركز على المناهج التعليمية الموحدة بين «داعش» والسعودية، و«العربية» تعيد الذاكرة الاستفزازية لحادثة تفجير السفارة الأمريكية في طهران لشحن واسترضاء أمريكا، فالنفاق والتبعية هما عرفان مقدسان لديها، في حين يسترضي الشيخ جميع الأطراف ويخذل الحقيقة، فهو يضع دولة عربية في خانة «داعش»، يحرض العالم عليها بمن فيها اسرائيل، وهو يدري تماما ما الذي تعنيه «داعش» للغرب، ويدري أن المشروع الأمريكي – الصهيوني المقبل يشتغل على اتهام السعودية بتمويل «داعش» كمبرر لاحتلالها، ويعرف أن من صنعها هم الأمريكان والصهاينة، فكيف يوغر صدر أعدائه على أشقائه؟ كيف سنصدقك بعد هذا يا شيخ؟ وهل الثأر الطائفي أهم من العروبة إلى الدرجة التي تسمح بتحريض العدو عليها؟
التوازن جاء في برنامج «وجهة نظر»، الذي تبثه قناة «أبو ظبي» الأولى، مستضيفة «حبيب الصايغ ومحمد الحمادي»، رئيسي تحرير «الخليج» و«الإتحاد»، واللذين تناولا الموضوع من جهة التساؤلات التأملية لا الأحكام الإعلامية الجاهزة، حتى توصلا إلى نتيجة موحدة، مفادها أن هذا الاختراق اللا قانوني باسم القانون ما هو إلا غباء، وأن تدخل إيران بإعدام سعودي يفتح الأبواب على إيران، لأنه ليس من مصلحتها التدخل بشؤون الآخرين، وتساءلا إن كان يمكن لأي دولة في العالم أن توجه سير القضاء الإيراني، حسب أهوائها، خاصة وأن الكثير من المضطهدين في إيران يعانون من قمع السلطات وعصي الباسيج المهينة، وهو ما يدخل أمريكا بديهيا في صلب سؤالهما، ما دامت حجتها إنسانية، وهو فعلا أدعى للتأمل، فـ «حقوق الإنسان» ذريعة أعم وأشمل من الحجة الطائفية، بالتالي فإنها أحق بالتدخل ما دامت تتعامل مع الطغيان من منطلق العطف الإنساني المشترك بين شعوب العالم والتصدي للظلم والقمع بعيدا عن أي اعتبارات مذهبية ضيقة !
«تمعيط شوارب»
عندما يحذر زعيم المقاومة السيد حسن نصر الله من اختراق المقاومة بواسطة عملاء صهاينة يدعون إلى حرب طائفية بين الشيعة والسنة، في الوقت ذاته، الذي يدعو فيه إلى رد (زينبي)، ويتغاضى عن إعدامات أبناء طائفته في إيران فهذا يعني أن الاختراق الصهيوني الذي يتحدث عنه متوغل في خطابه الشخصي؟!
عندما يكون المجرم «صالح» محسوبا على الحلف الإيراني المقاوم فإن هذا يعني أن آل سعود أبرياء من دم بلقيس يا شيخ! أم أنه كرمى لصالح وحوثييه يحق للباسيج أن يدخلوا غرف نومنا ويثأروا من حرماتنا وشرف نسائنا؟
إن كان الشيخ نصر الله يتحدث عن رفض النمر لعرض أمريكا بالإستقلال بالمنطقة الشرقية قبل سنوات، فكيف يسمح لإيران بعزلها طائفيا؟ هل هناك حقا اختلاف بين الفتنتين؟ إن كان مصطلح جيمي كارتر «المصالح الحيوية» هو ما اعترض عليه الخميني ونفذه حرفيا بالرضوخ لقرار الأمم المتحدة بوقف الحرب على العراق، بذريعة المراوحة بالتعامل مع الإملاءات الغربية، فإننا نجد إعادة إحياء هذا المصطلح المغضوب عليه في نهج المقاومة اللبنانية؟ ثم ألسنا نعترف بوصاية وقبضة «فارس» الخمينية التي ترى بإيران حامية إسلامية فنقترف أقبح مما اقترف أجدادنا، ونستحق أن نهرس تحت أقدام الفيلة وسط طهران! اذهبوا إلى مدينة «مشهد» في إيران، انزلوا إلى ما تحت الأرض «إلى مقابر للأحياء» لتروا عالما إيرانيا حرا، من فنانين ورسامين وشعراء وصحافيين، يهربون من مخالب الباسيج وأعواد المشانق الخمينية، ليعيشوا بلا طغيان ولا قهر ولا ذل، شاهدوا إيران على حقيقتها، لا تشاهدوا إعلامها، توجهوا لكواليسها ومناطق العتمة في أنفاقها السرية… أما بعض حلفاء المقاومة، الذين نسوا المقاومة ولم يتذكروا سوى محالفتهم لشعارها، فإن نفرا منهم وجدوا فيها ملاذا، أو مهربا، ونيشان بطولة مستعارا، التفوا حوله ليتقلدوا به فقط، فمن أراد أن يحرر فلسطين لا يحارب عدوه بميزان تعديل القوى والأقطاب العظمى في العالم بأقطاب مستوردة، من أراد أن يحارب اسرائيل ولو بسكاكين المطابخ ففلسطين بمسافة فشخة أو فرسخ كعب لا أكثر، أما «داعش»، التي دخلت إلى العمق الإسرائيلي قبلنا وقبل المقاومة التي ترابض بين سوريا واليمن والقطيف، فإنها ليست سوى صورة منا، نحن الذين نشمت بحرق دبي «المدينة العربية» بذريعة حزننا على فلسطين وسوريا واليمن، لم نزل نفصفص لبا في أعياد رأس السنة، ونرفع أنخاب العرق والويسكي ونعاشر البطاطا والفقوس في الزواريب وأعشاش الحمحمات المحرمة، لم نزل نخون زوجاتنا مع نساء الفرنجة ونلكن باللغات، وننتقد إليسا وهي تغني موطني، لأنها تلحن في اللغة، ونحن لم نزل «نمعط شواربنا» على أنغام «الكمون والأح»! وهذا جلد شرعي بلا سياط فهل أكتفي!؟
كاتبة فلسطينية تقيم في لندن
لينا أبو بكر
بارك الله بك يا استاذه لينا أبو بكر كلماتك توزن بالذهب
هل سمعتم يوما عربيا يعترف ويقول :” أخطأت ولم يكن من الحكمة أن أفعل مافعلت” أبدا , يخطأون ويتمادون في الأخطاء الواحد تلو الآخر وحتى يدافعون عليها وبشراسة أو يلصقون التهم يمينا ويسارا , نصف دول العالم متهمة ولامرة يعترف العربي بأن ربما ليس نصف العالم على خطإ .
هل سمعتم بطفل عربي يعترف لأمه أنه كان البادي في ضرب أخيه أو أخته؟ أبدا لماذا؟ لأنه يخاف أن تبرق السماء أمام عينيه بصفعة من الأب أو الأم الحنون, هذا إضافة إلى الدعاء السيء وكره اليوم الأسود الذي جاد عليها به.
أهل ياترى هو السبب الذي كبر مع هذه الضحية الأزلية ؟ أهل من الحكمة مقارنة دكتاتور أزهق من أرواح البشر الآلاف ونشر الخوف والإرهاب وسط شعبه فنحبه نحن فقط لأنه سني وأرسل ” سكودات ” على إسرائيل؟ هل من الحكمة وبالتجرد من الطائفية والمذهبية وكل الأوصاف أن يؤيد المرء إعدام هذا الشيخ الذي كانت له عداوة شخصية قوية مع الحكام في السعودية وربما كانت السبب الأهم في إعدامه.
كل الكلام وكل الحديث إتهامات واتهامات متبادلة , لكن ماهو حقيقي هو أن النظامين العتيقين الحاكمين بأمر الله إن إستمرا على هذا الحال فشعوبهما من ستدفع الثمن غاليا بأرواحها على جبهات القتال, أما من يشعلوها فإن لم يقدروا على إخمادها فالطائرات جاهزة للإقلاع لأي جهة من العالم.
كفى صب الزيت على النار فلايفيد في شيء والنعرات الطائفية والدينية مآلها الهلاك والتاريخ حافل بالأمثلة.
ست لينا لقالاتك طعم خاص ورنق وحتى موسيقى جارحه شاعريه ولكن الكتابه برمزيه نكاد لا نفهم كل ما تكتبين او تعنين او تكتبيت لطبقه خاصه من القراء انا ليس منهم ، الرجاء الكتابه بطريقة السهل الممتنع فانت تملكين الممتنع الممتنع . في انتظار القادم
ولست أتلقى دعما ولا أوامر من جهات مجهولة?
وماذا عن الشهيد صدام حسين ا
الاخ عبد الكريم …. لا اعتقد ان الكاتبة تقصد الدفاع عن صدام حسين اوادانة النمر ، كذلك هي لا تدافع عن السعودية …. الكلمات تدين النهج الانتهازي لساسة الدولتين بالاستغلال القذر للاحداث التي تقع في المنطقة والتي هم ابطالها والضالعين بها …..التشيع ( الايراني ) ونهج السنة ( السعودي ) هما المطية الجديدة لخراب المنطقة وتدوير عقولنا باتجاه الخلف لنبدأ من جديد من عند علي ومعاوية .
الأخ زياد, معك في الرأي لكن ” منين نبتدي الحكاية “؟
تحياتي.
تحية للأخ عبد الكريم . اهنئك على هذه التعليقات المنطقية و الرصينة التي دائماً اقرأها منك و التي و أن دلت تدل على وعي عميق في شخصك الكريم .
كثير ما اكتب و لكن للأسف لا ينشر و اشعر بالسرور عندما أقرأ منك ما أريد أن أقول .
مع تحياتي .
ينصر دينك أستاذة لينا عَرّيت المتسلقين على القضية الفلسطينية الذين خدرونا بحكايات المقاومة التي لم نر منها شيئا. كل من شمت بحريق المدينة العربية دبي فشماتتهم ما هي إلا قهر وحسد وغل، يشمتون بمظاهر حضارية باسم الإنسانية أولئك دعوشيون صغار على المجتمع تعريتهم ونبذهم لأنهم ليسو سوا ظاهرة صوتية عالة على المجتمع العربي لا تسمن ولا تعني من جوع!